الجمعة، 10 سبتمبر 2021

الطبري في رحبـى الأعظـمـية


 الطـبــري

 في (رحبي) الأعظمية 

الصورة : حديقة الرحبي بداية السبعينات .حديقة الرحبي أو (رحبة يعقوب) هي حديقة كبيرة واسعة المساحة تبلغ مساحتها حوالي عشرة آلاف متر مربع تقريبا، وتقع في وسط (شارع عشرين/شارع الشهيد يونس خليل سابقاً) في حي الأعظمية، في جانب الرصافة من بغداد . في الحديقة متنزه للأطفال ومركز صحي تعاوني، وعلى جانب منها يوجد قبر ومرقد الامام أبو جعفر محمد بن جرير الطبري الذي دفن في (رحبة يعقوب) ووجد القبر عندما هدمت المساكن القديمة حولها وتوسعتها، وحدد موقع قبر الإمام الطبري من قبل لجنة من علماء الآثار والمؤرخين والقبر ظاهر للعيان موجود في الحديقة.

المقال : الإمام الطبري هو محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الشهير بالإمام الطبري، (224 هـ - 310 هـ/839 - 923م)، وهو إمام ومؤرخ ومُفسر وفقيه مسلم صاحب أكبر كتابين في التفسير والتاريخ. وكان مجتهداً في أحكام الدين لا يقلد أحداً، بل قلده بعض الناس وعملوا بأقوالهِ وآرائهِ. ويعتبر من أكثر علماء الإسلام تأليفًا وتصنيفًا. عاش الطبري راهبًا في محراب العلم والعمل حتى وفاته. توفي الطبري وقت المغرب عشية يوم الأحد 26 من شهر شوال سنة310ه‍ الموافقة لسنة 923م. قال ابن كثير: توفي الطبري عن عمر ناهز الثمانين بخمس سنين، وفي شعر رأسه ولحيته سواد كثير، ودفن في داره… قال الخطيب البغدادي وابن عساكر:"اجتمع في جنازته من لا يحصيهم عددًا إلا الله، وصُلِّي على قبره عدة شهور ليلاً ونهارًا، ودُفِن في أضحى النهار من يوم الاثنين غد ذلك اليوم في داره الكائنة برحبة يعقوب ببغداد. ورثاه خلق كثير من أهل الدين والأدب".

يقول الدكتور إبراهيم العلاف :- في 25 ايار سنة 2002 وافق مجلس الوزراء العراقي السابق على احياء " دار الامام الطبري رضي الله عنه " في بغداد والتي تقع في حديقة الرحبي في الاعظمية والى جانب الدار تقرر اقامة جامع ، ومكتبة ، ومرآب للسيارات . والموقع كما جاء في مجلة " الاطروحة " البغدادية العددان 2 و3 ايلول -تشرين الاول 2002 يقع تحديدا في شارع عشرين حيث دفن الطبري في رحبة يعقوب في ناحية باب خراسان بالجانب الشرقي كما ورد في كتاب (تاريخ بغداد) للخطيب البغدادي وفي (معجم الادباء) لياقوت الحموي و(المنتظم) لابن الجوزي .وباب خراسان يتوسط المسافة بين باب الشماسية (في نهاية شارع عشرين بالاعظمية تقريبا) حيث يمر نهر الفضل الاتي من الراشدية وباب بردان وعلى هذا يكون باب خراسان في منتصف شارع عشرين ورحبة يعقوب عنده وفيها دار الطبري التي ضمت قبره . وباب خراسان احد ابواب بغداد .. ومما يجدر ذكره ان صديقنا العزيز الاستاذ (ياسين الحسيني) الباحث والكاتب المعروف هو من كان وراء اكتشاف هذا الموقع ، واظهاره بعد أن اندرس نتيجة الغزوات التي تعاقبت على العراق عامة وبغداد خاصة .كما تولى المؤرخ الاستاذ الدكتور (عماد عبد السلام) رؤوف رئاسة اللجنة التي اعدت الدراسات عن هذا الموقع .وكان الاستاذ ياسين الحسيني قد تقدم بمذكرة الى وزير الثقافة والاعلام السابق (حامد يوسف حمادي) يوم 21 ايلول 1995 ، وبعد جهود وتنقيب استمر قرابة ثلاث سنوات وبالتعاون مع الاستاذ الدكتور عماد عبد السلام وبغيره من المهتمين بتاريخ وتراث بغداد .وقد تألفت اللجنة من الدكتور عماد والاستاذ ياسين الحسيني والاستاذ سالم الالوسي . وكان مرجع اللجنة ومستشارها الاستاذ الدكتور (صالح احمد العلي) وقد اضيف الى اللجنة ممثلان لهيئة السياحة ولامانة بغداد . كان لابد من ازاحة العديد من المحلات والاكشاك والاشجار التي كانت تملأ المكان وكان هناك " سوق الطيور " يقع بالقرب من الموقع فضلا عن مجموعة من المحلات التجارية والمقاهي .. وقد احيل المشروع على الدائة الهندسية في ديوان الرئاسة ووزارة الاوقاف ويبدو ان التوقيت لتنفيذ هذا المشروع لم يكن موفقا فقد تشابكت الاعصر على بغداد وبدأ الغزاة الاميركان في تخريبهم وتدميرهم بنية بغداد تمهيدا الى اعادتها لعصور ماقبل الصناعة .. وقد اكملوا كل ذلك بغزوهم العسكري في 9-4-2003 فمات المشروع في مهده ، ولم يقدر لدار الطبري ، ولا لمكتبة الطبري، ولالجامع الطبري ان تظهر الى الوجود ولعل الاحفاد يقدرون على التنفيذ يوما من الايام وما ذلك على الله ببعيد (ا.ه‍) .في عام 2018 قرر ديوان الوقف السني في العراق برئاسة الدكتور عبد اللطيف هميم وبإشراف الأستاذ سعد محمود القيسي مدير عام دائرة الأضرحة والمراقد الدينية بناء مرقد وضريح للامام الطبري في حديقة الرحبي،ويتضمن المبنى مكتبة عامة بالإضافة إلى الضريح. 

خالد عوسي الأعظمي

أحدث مقال

[بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟

  [بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟ الصورة : عوسي الأعظمي على إحدى الصحف الإنگليزية ، منتصف الأربعينات . المقال : جاسم م...