يقول أحد الذين عاصروا رئيس الوزراء نوري سعيد....تخرجت من كلية الحقوق سنة 1953 , وتقدمت للتعيين في مجلس الوزراء , فتعينت بمرتبة سكرتير تحت التجربة !! بعدها بسنتين تم تثبيتي على الملاك وكنا نداوم في مجلس الوزراء الواقع قرب القشلة (محكمة الشعب لاحقا ) , ومن ثم دار الحكمة ! كنا نأتي الى الدوام الساعة السابعة والنصف قبل مجئ رئيس الوزراء بنصف ساعة مهما يكون !!! للتحضير !! . في منتصف الخمسينيات كان رئيس الوزراء هو نوري باشا السعيد وكنا جميعا من الأحزاب التي تضمر العداء له !!!!( عجيب أمور غريب قضية ) ..في صباح أحد الأيام من سنة 1956 وفي( الخريف أيضا) وكان باردا وصلنا الى مقر عملنا ( مجلس الوزراء ) ,, رأينا رجلا يلتحف بعباءة عربية ويشماغ نائما في الحديقة الصغيرة لباب المجلس , فسألناه !! خير حجي ؟؟؟؟ فقال :معليكم دا أنتظر أبو صباح !!!عوفوني بدردي !!!!دخلنا الى غرفنا , وعند وصول الباشا بالثامنة كالعادة نزلنا لمساعدته في أخذ البريد الذي كان يأخذه الى البيت لدراسته وتوقيعه ..دخل الباشا ورأى الرجل وقال له : لك أبو فلان أشجابك بهل البرد ؟؟؟ فأجابه شوف أبو صباح ! آني من البارحة منايم !! إبني تعارك وسب الحكومة ووقفوه بالمركز اللي بالقشلة !!! بلكت تخابر القاضي يطلعه !! فقال له الباشا :لك إنت مخبل ! هو آني لو أبوية لو حتى جلالة الملك يگدر يحجي ويه قاضي !!!!.. تعال فوت خلي أنطيك عشرة دنانير توكل بيها محامي بلكي يطلعه بكفالة !وقال للمحاسب : إبني گص عشر دنانير من راتبي هل الشهر وإنطيها لأبو فلان , خلي يوكل محامي لأبنه الزعطوط ويسويله چارة!!
دهاء نوري سعيد :-
في منتصف ليلة من ليالي شتاء عام 1957 م خرج نوري السعيد باشا رئيس وزراء العراق انذاك بمعية سائقه ومر في شارع غازي ( شارع الجمهورية حاليا ً) وتوقف عند مقهى صغير لبيع الشاي . كان المكان مكتظاً بالزبائن رغم تأخر الوقت وكان جلهم من المخمورين...... أراد صاحب المقهى ان يهتف مهللا بقدوم الباشا كعادة اكثر العراقيين عندما يرون مسؤولا كبيرا في الدولة !! لكن وباشارة من يد باشا لصاحب الدكان سكت صاحب المقهى...وقدم الشاي الى الباشا وسائقه بهدوء وخوف وهو يهمس ....أهلا معالي الباشا...شرفتنه بجيتك معالي الباشا .. نورتنه جنابك معالي الباشا فطلب الباشا نوري السعيد منه ان يسكت لئلا يثير حفيظة المخمورين ويسلب راحتهم لا أكثر... فأنتبه أحد المخمورين ونظر الى الباشا بأستغراب كعادة المخمورين وترنح أمامه وكان يبدو عليه ومن ملبسه انه كان شقيا من شقاوات بغداد آنذاك ( ويا مكثرهم ذلك الحين) وسأل الباشا : انت نوري سعيد...؟؟؟ فنهض السائق ووقف بوجه الشقي..المغوار....وقال له : استريح أغاتي ....أنت متوهم...
فقال الشقي: أبشرفي أتشبهه.. العفو أغاتي ... وبعد لحظات قليلة قام الشقي مرة أخرى وقد بدت عليه علامات الغضب فقال بصوت عالي انتبه له كل المخمورين ....لالالا أنت نوري سعيد .....باشا..القندرة ونظر الى السائق وقال له : وانت صالح جبر قيطانه ... (أتفو عليكم.. وبصق بوجههم)... أراد صاحب المقهى ان يضرب المخمور الذي اساء الأدب وكذلك السائق.. ولكن نوري السعيد منعهم من ذلك !
وبكل هدوء مد يده في جيبه وأخرج مبلغ 3 دنانير وأعطاها الى المخمور الذي أساء الأدب وغادر المقهى وركب سيارته بهدوء وفي السيارة قال السائق بحنق وغضب شديدين متذمرا ً: جناب الباشا ليش مخليتني أأدب هذا الأدب سز أبن الشارع الذي تطاول على سيادتك ؟؟ فقال له الباشا وبهدوء ...أبني هذا سكران وما عليه حرج ... لو انته ضربته وجرجرناه للتوقيف ومن يسئلوا اشسويت؟ راح ايكول : تفلت بوجه رئيس الوزراء ... ويصير هو بطل ..... وآني انفضح ... بس هسه راح ايروح ايهوس بالطرف ويصيح ... تفلت على رئيس الوزراء وأنطاني ثلاث دنانير راح ايصيحوله جذاب ... سكير... ابو العرك ..!
وهذا ما حدث فعلا ًً...انها بديهية وحسن تصرف واستقراء الامور والعاقل يفهم..!
هناك تعليق واحد:
فعلا كان داهية..وما اجة للعراق بذكائة وفطنتة ابد...وعن انه عميل للانجليز هذا كلام هراء
لان العملاء دائما يكون عندهم ثراء فاحسش، الرجل مات ما يملك شئ وهو عمرة كلة كضاه بالسياسة
احب شخصية الرجل ولا يهمني ماذا يقولون
إرسال تعليق