السبت، 26 أكتوبر 2013

عوسي الأعظمي .. وأولاده

قال أهل الأعظمية إن اللاعب الرياضي (عوسي الأعظمي) لا يأتيه الولد لكونه رزق بثلاث بنات متتاليات . ومع أنه لا فرق بين الذكر والأنثى، رزقه الله بنصف درزن من الذكور ومنهم الثلاثة الذين في الصورة وهم الكبير خالد في الوسط وعلى اليمين حسين وعلى اليسار لاعب منتخب كرة الماء والسباحة للمسافات الطويلة منذ الثمانينات ليث عوسي وهذه الصورة ألتقطت في بداية السبعينات في الأعظمية.


عوسي الأعظمي واسمه جاسم محمد الأعظمي، ينتمي لقبيلة العبيد العربية القحطانية الحميرية، وأهل مدينة الأعظمية، أغلبهم من أبناء هذه القبيلة، وهو الاعلامي الرياضي والمصارع المعروف في منطقة الأعظمية. الولادة والنشأة : - ولد في بغداد عام1331هـ/ 1913م، وله الكثير من النشاطات الرياضية منها قيادة الدراجات والسباحة والمصارعة الحرة، ورفع الأثقال وكمال الأجسام وغيرها، كما أبتكر لعبة التزحلق (السكيتنك) في الأعظمية وهو من رواد الكشافة في العراق، والأعلاميون أطلقوا عليه السندباد البري , وفي عام 1938م، فاز عوسي الأعظمي على المصارع الهندي علي محمد أحمد وهو من أفراد الجيش البريطاني، الذي كان يحتل العراق، في حلبة ساحة ملعب الكشافة في الأعظمية. وقد حضر الوصي عبد الإله الهاشمي هذه المباراة وكرمهُ بمبلغ عشرين ديناراً. سيرته وأنجازاته : - وعند افتتاح النادي الأولمبي في الأعظمية عام1951م، قام عوسي الأعظمي مع مجموعة من اللاعبين بأداء حركات رياضية تعتمد على الخفة والسرعة أثارت أعجاب الحاضرين. ولقد أشترك في معظم مباريات السباحة وحاز على بطولات عدة، وقام بتدريب الشباب على السباحة في منطقة الأعظمية على ضفاف نهر دجلة، وأشترك في جميع نشاطات الحركة الكشفية في العراق، ونظم سباقات الدراجات الهوائية وكان بطلاً من أبطالها، وله الكثير من الحكايات على ألسنة الناس للطافةِ معشرهِ وفكاهته.ويعتبر من أوائل المشاركين في الأعلام الرياضي في العراق، ، بالرغم من إنه كان أمياً وبسيطاً في تعليمه.وعندما تجاوز سن الثلاثين عشق السياحة والسفر، حيث ألتقى بأبطال الرياضة بالمصارعة في العالم لتبادل الخبرات، وفي لبنان فاز على المصارع اللبناني زكريا شهاب، وفي تركيا فاز على المصارع التركي محمد اوغاد وكذلك فاز على عدد من مصارعي بلغاريا، وفي عام 1952م قام عوسي الأعظمي برحلة إلى الأقطار العربية وإلتقى هناك بالمصارع المصري إبراهيم مصطفى في النادي الاهلي المصري، ونظمت له جولات سياحية في مختلف أنحاء مصر، وإلتقى برئيس مصر محمد نجيب الذي جعل نفقة ضيافة الأعظمي على حسابه الخاص.وكان يطبع الدعوات الرياضية، ويوزع النشرات الرياضية وعلى نفقته الخاصة دعما للوعي الرياضي، وأصدر مجلة تختص بالرياضة وشؤونها في الستينيات أسماها مجلة اللياقة البدنية، لقد كان لجنة أولمبية بحد ذاته، كما أخبرنا أهالي الأعظمية.وفي بداية افتتاح البث التلفزيوني لتلفاز بغداد كان يقدم برنامجا اسمه الأبطال وهو أول برنامج إعلامي رياضي يقدم عبر شاشة التلفاز ومن الطريف إن عوسي بدأ حديثه في هذا البرنامج بقوله: (ايها المباوعون الكرام)، وهذا يؤكد عفويته وسلاسة حديثه وميله للطرافة. وفاته :- توفي عوسي في الثمانين من عمره بحادث دهس سيارة وهو يقود دراجته الهوائية، والتي لازمته طوال حياته، وكان ذاهباً لمسبح الصفا لتعليم الفتيان رياضة السباحة وكانت وفاته في 11 ربيع الثاني 1414هـ/27 سبتمبر 1993م.

عوسي الأعظمي في إحدى رحلاته الكشفية - من العراق الى بلاد الشام ومصر وكانت هذه الصورة في منطقة الزبداني في سوريا سنة 1955 


ربع صمونة تغمس بالعنبة بعانة ، هكذا كان (عوسي الأعظمي) يبيع في محله الواقع في محلة الشيوخ وكان جزءاً من البيت الذي يسكن فيه ومن ورائه ولده خالد . ألتقطت هذه الصورة سنة 1965م . 

(عوسي الأعظمي) ومجلة الرشيد في العدد (107) لسنة 1989م . (الجزء الثاني)  


(عوسي الأعظمي) على يسار الصورة و (عبد الخالق - مصلح الدراجات الهوائية) أقصى اليمين وقوفاً وبجانبه وقوفاً (قاسم القصاب) وكانوا في رحلة على الدراجات الهوائية الى بلاد الشام ومصر . الصورة بالخمسينات . 

(عوسي الأعظمي) وأول منتخب للرياضة الشاطئية في العراق الذي شكله منذ بداية الثلاثينات من القرن الماضي . (الصورة سنة 1937) كان عوسي  رياضي بالفطرة و لم يكمل شهادة الابتدائية الا أنه صاحب رؤيا مستقبلية، مصارع بطل ، في زمانه لم تكن هناك أساليب تكنولوجية بل الاعتماد على القوة والتدريب في النادي او في الجفرة قرب الشط قرب المقبرة الملكية، كان يصرف على الرياضة من جيبه الخاص، خلق بطولة السكيتنك والرياضة الشاطئية ويتمتع بحب الرياضيين له ، فتح مخزنا للأدوات الرياضية في منطقة السفينة وكان هناك مجلسه مع الرياضيين حيث النقاش الرياضي وأساليب تطوير الرياضة تناقش هناك إضافة الى سرد النكات ، من الطرائف التي يجب التطرق لها ، بعد ثورة السابع عشر من تموز في بداية السبعينات كان صدام حسين نائبا قد استدعى أموري إسماعيل الذي كان يشغل وكيل وزارة الشباب وسلمه مكافأة لعوسي الأعظمي ، لان صباح ميرزا بين للسيد النائب دور عوسي في الحركة الرياضية وكان الوقت مساءاً، طلب اموري من مكتبه استدعاء عوسي صباح اليوم التالي ليفاجئه بالتكريم ، في الصباح حضر أموري للدوام وإذا به يفاجأ بوجود عوسي بانتظاره منذ الساعة السابعة وبادره عوسي ضاحكا إعطني المكافأة إبن الأخ قبل أن (تلهفها) ، مشهور عن عوسي استخدام كلمة ابن الأخ ، رحم الله عوسي الأعظمي علما من أعلام الرياضة في العراق . 

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

تحية طيبة
رحم الله الانسان الكبير عوسي الاعظمي، كنا تلاميذَ نأتي من دارنا في محلة الحارة مشياً على الأقدام إلى مدرسة المثنى الابتدائية للبنين، وكان محل الرياضي المرحوم عوسي يقع على خط مسيرنا اليومي، بعد مدرسة الأفلاذ وقبيل المفرق المؤدّي إلى المقبرة الملكيّة، فنمرّ عليه لننعم بلفّة من ربع صمونة مغمّسة بالعنبة لقاء مبلغ عانة أي أربعة فلوس، كانت صورة فوتوغرافيّة كبيرة نزيّن أحد جدران المحل يظهر فيها البطل عوسي قافزاً مثل طائر ذي جناحين من علوٍّ شاهق وتحته مياه بركة المسبح، الصورة لم تفارق ذاكرتي الطفوليّة، حبّذا لو نشرتموها إن كانت ما زالت على قيد الحياة، أشدّ على أيديكم لتميّز موقعكم، يا أخيارَ جنّة الأعظميّة
كمال ناجي مهدي

أحدث مقال

[بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟

  [بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟ الصورة : عوسي الأعظمي على إحدى الصحف الإنگليزية ، منتصف الأربعينات . المقال : جاسم م...