السبت، 26 أكتوبر 2013

المقبرة الملكية في الاعظمية



تقع المقبرة الملكية في الاعظمية بين مركز الشرطة ومنطقة السفينة قرب الجامعة العراقية (الاسلامية سابقاً) وتعد احدى معالم مدينة الاعظمية لما تتميز به من بناء راق وقبة جميلة وحدائق تحيط بها جعلتها مكانا سياحيا.وما ان تدلف الى المقبرة الملكية حتى تنبثق في ذاكرتك مرحلة لا تنسى من تاريخ العراق المعاصرفتكاد تعيش وقوعها وتسمع البكاء والعويل الذي رافق جنازات الملوك والامراء والشخصيات المهمة الذين دفنوا فيها.ففي جهة اليمين وفي غرفة مستقلة تضم قبر الملك فيصل الثاني كانت الشاهدة تاريخا حيا.. ولد الملك فيصل الثاني في 2 آيار 1935 وانتقل الى جوار ربه في 14 تموز 1958 والى جانبه يرقد الملك غازي المولود في 21 آذار 1912 والمتوفى في 4 نيسان 1939.وحين ندخل اليها تقرأ شاهدة اسفل الحائط في مكان اخر فيها هنا يرقد جلالة الملك علي بن الحسين المولود عام 1880 والمتوفى عام 1935 و في مدخل مجاور يرقد جثمان الملكة عالية المولودة سنة 1911 والمتوفية سنة 1950.وفي مدخل اخر يرقد عبدالاله وطفلة اسمها مريم كان عبدالاله قد تبناها لانه لم ينجب اطفالا.وقبل ان ينتهي الزائر من زيارة القبور يرى قبرين يتوسطان الحديقة ...يقال ان احدهما يعود لجعفر العسكري اول وزير دفاع بعد تشكيل الحكومة العراقية 1921 تم دفنه في المقبرة الملكية تكريما لمنصبه الوزاري وكان قد قتل في ديالى 1938 حينما ذهب ليتفاوض مع قائد الانتفاضة بكر صدقي اما القبر الاخر فهو لرستم حيدر رئيس التشريفات الملكية ووزير المالية، ويقال ان الاخير هو سوري الجنسية اتى به الملك فيصل الاول وقتله مفوض كان في حراسته حينما طلب منه ترقيته والبعض الاخر يقول بانه طلب منه سلفة مالية فرفض تلبية طلبه، وقد تم اعدام الجاني في باب المعظم برصاصات اخترقت وجهه.ويقال ان الملك فيصل وعبدالاله كانا يأتيان لزيارة الملكة عالية في المقبرة كل خميس وهما محملان بالورد .وقد بنيت المقبرة الملكية من صخر الجلمود المسمى (حجر لشاطئ) وهي مغلفة بالطابوق اما الابواب والشبابيك فقد صنعت من خشب الصاج. ويتحدث الدكتور عماد عبدالسلام رؤوف استاذ مادة التاريخ الحديث في جامعة بغداد عن تاريخ المقبرة :انشئت المقبرة الملكية على ارض تكونت بما كانت ترسبه مياه دجلة في العصور الماضية، ذلك ان هذا النهر كان يجرف تلك الترسبات الطينية من شاطئه الغربي (العطيفية سابقا) ويلقيها في شاطئه الشرقي المقابل حتى ارتفعت الارض هناك واصبحت جزءا من الجانب الشرقي من بغداد، وبالنتيجة اتخذ مجرى دجلة لنفسه شكله الحالي الذي يشبه ان يكون قوسا كبيرة تقع المقبرة وسطها وقريبا من موقع المقبرة اليوم كانت تقع محلة الاعظمية حيث كانت هناك مقابر الاسرة العباسية، التي تعرف بترب الرصافة وفيها دفن عدد كبير من الخلفاء العباسيين وبعض افراد الاسرة العباسية ولا ادري اذا كان مقصودا ان يجري اختيار مقبرة ملوك العراق المعاصرين في موقع قريب من مقابر خلفائه الاقدمين، ام انها المصادفة.وفي العهود المتأخرة حين اتخذت الارض التي تقع فيها المقبرة الملكية اليوم شكلها الاخير عرفت المنطقة باسم (كرادة الاعظمية) بسبب وجود عدد من الكرود (مضخات المياه) وهي آلات لرفع المياه تحركها الدواب عند شاطئ النهر، وكانت الارض نفسها من اكثر الاراضي خصوبة وتشغلها البساتين وفيها عدد كبير من اشجار السدر العملاقة.اختار الملك فيصل الاول هذه البقعة مقرا لاول جامعة عراقية في تاريخ العراق الحديث هي جامعة آل البيت وقد شيدت اول مباني هذه الجامعة على يسار الشارع المؤدي الى المقبرة الملكية، ولم تكن المقبرة نفسها قد بنيت بعد، وتشغل هذه المباني (الجامعة العراقية) وتقديرا من الملك للعلم والعلماء فقد اختار ان يكون مدفنه قرب هذه الجامعة، وكان قبره النواة التي انشئت عليها المقبرة الملكية.وقد بنيت على الطراز العربي الاسلامي وكانت توجد في اخر الرواق الايمن سقاية ماء جميلة تعلوها قبة وتحيط بالمبنى كله حديقة واسعة كانت مبعث اعجاب زوار المقبرة وسكان الحي في العهد الملكي.


صورة نادرة تنشر لأول مرة للمقبرة الملكية  في الأعظمية عام  1958م، بعدسة مصور الأعظمية الأول (زهير كاكا) رحمه الله .
 أرجو ملاحظة النظافة والترتيب والنظام . رحم الله تلك الأيام . وحفظ الله الأعظمية وأهلها. وحفظ العراق من كل مكروه .

ليست هناك تعليقات:

أحدث مقال

[بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟

  [بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟ الصورة : عوسي الأعظمي على إحدى الصحف الإنگليزية ، منتصف الأربعينات . المقال : جاسم م...