(ثعلب الصحراء - روميل )
هو «إيرفن روميل» المولود في ١٥ نوفمبر ١٨٩١م، في مدينة «هايدنهايم» الألمانية، وهو صاحب لقب «ثعلب الصحراء» لما كان يتمتع به من دهاء وكان ايضاً معبوداً من قبل رجاله، وقد ثبت انه فيما بعد كان معبوداً ايضاً لخصومه ومكانة عسكرية رفيعة، وحضور تكتيكي واستراتيجي، سجل كعلامه على الدهاء التكتيكى الذى يفوق الوصف و هو واحد من أشهر القاده العسكريين فى العالم أجمع حتى اليوم وتحتل خططه مكاناً بارزاً فى أغلب المراجع العسكرية ان لم يكن كلها، ولم يكن ذو ميول عسكرية بل كان حلمه الألتحاق بكلية الهندسة و لكن نزولاً عن رغبة والده التحق بالكلية العسكرية وتخرج منها ملازماً فى سلاح المشاه إشترك (روميل) فى الحرب العالمية الأولى وقاتل فى" فرنسا" و"رومانيا" و"ايطاليا" و لكن لم يكن على رتبه او خبره تسمح له بالقياده مثلما حدث فى الحرب الثانية، فمع إندلاع الحرب العالمية الثانية اشترك (روميل) فى حملة "بولندا" لتسجل السجلات الرسمية أول وسام شرف له حين أحال أربعة من جنود قوات العاصفة للمحاكمة العسكرية بتهمة اغتصاب أربعة فتيات من سكان البلاد مما اعتبره سلوكاً غير مشرف وأوصى بتسريحهم من الخدمة وكان قد شارك في حملة ألمانيا النازية على فرنسا، وقاد الفرقة المدرعة السابعة «بانزر» والتي سميت باسم «الشبح» ويعتبر روميل هو واضع التكتيكات المستخدمة في يومنا هذا، وبخاصة في معارك المدرعات في حملة "فرنسا" ليسطع نجم روميل بشكل غير عادى وأكثر الحوادث شهرة حين استطاع ان يندفع بقواته 120 كيلومتر فى سويعات قليلة لدرجة اضطرت (هتلر) للتدخل ومنعه شخصياً من اى تقدم آخر وفي الثالث من مارس عام ١٩٤٣م، قاد القوات الألمانية والإيطالية في معركة «مدينين» بالصحراء التونسية، والتي كانت آخر معاركه في شمال أفريقيا، وهي المنطقة التي شهدت له معاركها بنبوغه العسكري، إذ أحدث انقلاباً في الفكر العسكري. لقد كان لروميل عدة اسهامات تدل على تدخله فى كل تفاصيل عمل قواته ومنها انه عندما عرف بأن (بريطانيا) طورت كاشف ألغام ألكترونى فانه وضع الفكره والتصميم للغم ذو هيكل خشبى- لا يكتشفه الجهاز - و طلب من جنوده ان يوضع تحت الرمال على ان يوضع فوقه لغم معدنى عادى فارغ بحيث يكون ضاغطاً على زر توصيل الدائرة الكهربائية فى اللغم الخشبى، والفكرة الجهنمية كانت ان كاشف الألغام سيكتشف وجود اللغم الزائف وما ان يقوم الخصم برفعه يكون بذلك قد اوصل الدائرة الكهربائية للغم الخشبى فينفجر مسبباً خسائر قد تفوق الخسائر التى يسببها اللغم الأصلى.
وكان روميل قد تولي قيادة القوات الألمانية والإيطالية الحليفة في شمال أفريقيا عام ١٩٤١م، واستطاع استرداد ليبيا من قبضة البريطانيين بعد معارك خاطفة، مما حمل الزعيم النازي هتلر علي ترقيته إلي رتبة «فيلد مارشال» ليصبح أصغر ضابط يحصل علي هذه الرتبة فانتقل روميل بعدها للأشراف على تحصينات ( نورماندى ) وهو الوحيد الذى كان على يقين ان الأنزال سيتم فى تلك النقطة ومرة أخرى يصطدم بعدم واقعية (هتلر) التى اصبحت معلماً مميزاً له فى الفترة الأخيرة حين سحب منه الفرقة الثالثة مدرعات ورفض امداده بـ 2 مليون لغم وهو ما لو تم لإنتهى الأنزال بكارثه مروعة للحلفاء .
عرف عن (روميل) حبه الشديد لزوجته وابنه الوحيد (مانفريد) و حين تورط فى (مؤامرة الجنرالات ) بالصمت - وكان صديقاً شخصياً ل(هتلر) - خُير ما بين محاكمه عسكرية والاعدام وهو ما يمثل خطراً على اسرته عملاً بمبدأ المسؤولية الجماعية الذى اقره (هتلر) على قادته أو الأنتحار مع وعد بعدم التعرض لأسرته فأختار الأنتحار، رغم انه كان يكفيه ان ينفى التهمة فينقذ عنقه الا انه أعتبر كذبه هذا امراً لا يتفق وشرفه العسكرى ولا الانسانى. خاصة أنه مع الهزائم التي لحقت بروميل وقتئذ نمى لسمع هتلر أنه انتقد قيادته لألمانيا، ولما عاد خيره هتلر بين الانتحار أو المحاكمة بتهمة الخيانة فانتحر «روميل» بالسم في يوم ١٤ اكتوبر من عام ١٩٤٤م.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق