الاثنين، 28 أكتوبر 2013

(المسناية وجسر الاعظمية القديم عام 1955م) وبناء جسر الأئمة



(المسناية وجسر الاعظمية القديم عام 1955م)
المسناية عبارة عن بناء كبير في محلة السفينة بالاعظمية غمره نهر دجلة منذ حوالي 250 عاما او اكثر وهو بقايا جامع قديم لأن بعض القاشاني الأزرق الذي يستخدم بالجوامع وتكتب عليه بعض الايات القرآنية موجود بالقرب منها . البناء من الطابوق الفرشي ومادة البناء (المونه) من النورة والرماد وهي مادة اصلب من الاسمنت ومقاومة للماء بدليل صمودها بنهر دجلة كل هذه الفترة الطويلة . كان جسر الاعظمية القديم مربوط بها بسلاسل حديدية ضخمة لمنع انحداره مع الماء . ولا زال بموقها وتعتبر من معالم محلة السفينة بالاعظمية ..............




( صورة نادرة ) جسر الأئمة قيد الإنشاء بداية عام 1957م .

جسر الأئمة :- هو جسر فوق نهر دجلة يربط منطقتي الأعظمية والكاظمية في بغداد المتاخمتين لضفة نهر دجلة، سمي بهذا الاسم لوقوع مقبرتين كبيرتين دفن فيها رفات الكثير من علماء الإسلام وهي مقبرة قريش التي دفن فيها الإمام موسى الكاظم في الحضرة الكاظمية، ومقبرة الخيزران التي دفن فيها الأمام أبو حنيفة النعمان في جامع الإمام الأعظم، بالإضافة إلى رفات الكثير من علماء وأئمة بغداد في كلتا المقبرتين.

تاريخ بناء الجسر :- كان الجسر القديم طائفاً على النهر، وكان يربط بين الضفتين مكوناً من طوافات متلاصقة ومربوطة بحبال متينة، يطلق على الطوافات في اللهجة العراقية الدارجة (الدوب) ومفردها (دوبة)، (وهي عبارة عن طوافات مصنوعة من معدن الحديد وحجمها يتحدد حسب الحاجة سواء للنقل)، حيث تسحب مقطورة مع زورق بخاري أو لغرض عبور الناس أو لصناعة الجسور العائمة التي هي أشبه بالجسر العسكري المؤقت. وكان يطلق على الجسر العائم هذا اسم الاعظمية نسبة لحي الأعظمية الذي كان أكبر بكثير من حي الكاظمية وأشد أزدحاماً. وكانت تروى قصص وحكايات ظريفة عن جسر الأعظمية العائم إذ كثيراً ما تحرر من وثاقهِ الذي يربطهُ بالضفة وأنطلق عائماً في نهر دجلة فيستيقظ الناس وقد وجدوا ان جسرهم قد هرب. ويتطوع للبحث عنهُ معظم الناس في المنطقة والذي يجدونهُ راسياً على بعد كيلو مترات قليلة وتتم اعادته مرفقاً بالعزف الموسيقي الشعبي وهلاهل (زغاريد) النسوة لمصالحتهِ ظناً منهم انهُ ترك مكانهُ زعلاً وغضباً. ولكن هذا الجسر تمت إزالته عام 1957م بعد أن تم بناء جسر قوي لا يزعل ولا يهرب من قبل شركة بريطانية، وبني جسر حديث عام1377هـ/1957م. وبني شبيهاً لجسر الأحرار من حيث التصميم إذ كان يعتبر كواحد من أجمل جسور بغداد الأربعة في ذلك الوقت وهو يشبه إلى حد كبير من حيث التصميم جسر باترسي في لندن. ولدى إنشاء الجسر الجديد عام 1957م، قرر أهالي الأعظمية، وهم من طائفة السنة، إطلاق اسم منطقتهم عليهِ واسموهُ كسابقهِ جسر الاعظمية، ولكن أهالي منطقة الكاظمية، من الشيعة، أصروا على إطلاق اسم منطقتهم عليهِ، فقررت الحكومة في ذلك الوقت (في العهد الملكي) تسميتهِ باسم يرضي جميع الأطراف وبعيداً عن الخلافات فأطلقت عليه اسم جسر الائمة.




(الصورة) يوم إفتتاح جسر الأئمة بتاريخ 23/3/1957م ويظهر في الصورة من اليمين كل من العميد المتقاعد هشام الوادي والذي أهداني هذه الصورة ومن ثم المرحوم محمود عبود ثم المرحوم منعم حمودي (فليفل) وأخيراً طارق محمد فتاح . 

من مقال (الأعظمية جوهرة الرصافة) جسر المحبة :-
الاعظمية والكاظمية حيان بغداديان تفصل بينهما دجلة وتقربهما الى بعض ارواح الائمة والاولياء المدفونين في الجانبين ومشاعر السكان المتضامنين، ويشدهما الى بعض جسر الائمة الذي يطلق عليه البعض هذه الايام اسم جسر المحبة، ويتذكر الشيوخ من الحيين يوم كادت الكاظمية تغرق اوائل الخمسينيات عندما فاضت دجلة، وكيف تنادي اهل الاعظمية لنجدة اخوتهم في الكاظمية وبنو سدتها معاً كتفاً الى كتف وهم يهزجون (اجه الروج عالسده وموسى بن جعفر رده) وهناك من يرفع اليوم لافتة كتب عليها - والاعظمية قد غدا ما نابها والكاظمية واحداً - ويوم تفجرت اجساد الزوار في عشرة عاشوراء في العام الماضي في الكاظمية، تنادى اهل الاعظمية فحملوا الجرحى الى مستشفى النعمان بسياراتهم وحملوا الماء والطعام للوافدين عبر الاعظمية الى جسر المحبة فالكاظمية، وعلقوا لافتات تدين ذلك العمل الاجرامي على جدران مشهد الامام (ابي حنيفة) وهنا تترد كثيراً عبارة تمنح القلب العراقي مساحة واسعة من الفرح والطمأنينة: ليس فينا من يفرق.. بيننا من جسور المحبة ما لا ينتهي.


مقالة للكاتب ( صافي الياسري ) .

جمع واعداد: خالد عوسي 

ليست هناك تعليقات:

أحدث مقال

[بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟

  [بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟ الصورة : عوسي الأعظمي على إحدى الصحف الإنگليزية ، منتصف الأربعينات . المقال : جاسم م...