الأحد، 10 أبريل 2022

محلة السفينة والإجتياح الأخير




محلة السفينة والإجتياح الأخير . 
الصورة : المدرعة الأمريكية التي تركها جنودها في محلة السفينة التابعة الى منطقة الأعظمية في يو 10نيسان 2003م .

المقال : حينما غادرنا جانب الكرخ عام 1945؛ ذلك الجانب المحبب الذي عاش فيه الاباء والاجداد؛ والذي تمتعنا فيه بعلاقات وطيدة مع زملائنا في الدراسة والجيرة الحسنة؛ صور لنا صغر سننا وقلة تجربتنا ان جزءا مهما من حياتنا قد تلاشى هناك؛ وان لا عودة للايام السالفة المليئة بالعفوية و الانس و الود؛ ولكن.... ما كدنا نستقر في بيتنا الجديد في محلة السفينة من الاعظمية؛ حتى تفتحت امامنا ابواب زاهية تؤدي الى جنان خيرة من الجيرة الجديدة المليئة بالمحبة والتعاطف والحنان والآمال الوردية. ذات مرة سألت استاذي الشاعر الراحل ناجي القشطيني ( الذي جاورناه في محلة السفينة بعد ان جاورناه في الكرخ ايضا ) عن مصدر تسمية هذه المحلة : فقال ( انها لا ترتبط بأسمها الاصلي الذي نشأت عليه؛ اذ انها معروفة تأريخيا بسوق يحيى بن خالد البرمكي؛ وهناك مصادر اخرى لهذه التسمية ترجع الى التداول التراثي الشعبي اكثر من الموثوق المثبت؛اما انا فاعتقد ان التسمية جاءت من شكل المحلة ذاتها؛ فلو ابتعدت قليلا حتى نهاية الكورنيش من جهة الجنوب حيث البداية ثم نظرت الى نهايتها عند موقع الجسر الخشبي؛ لوجدتها اقرب الى شكل سفينة رآسية على شاطيء دجلة ). لقد استحوذت علي هذه الفكرة فأخذت ــ ذات يوم ــ دفتر رسم كبير وجمعت بعض اصحابي من ابناء المحلة وانطلقنا بالسير من موقع نادي النداء الاجتماعي في الطرف الجنوبي من الكورنيش متجهين نحو الجسر القديم؛ ومنه صوب المقبرة الملكية فالعودة الى بداية الانطلاق جنوبا... كل ذلك وانا ارسم خط السير خطوة فخطوة؛ وحينماعدنا الى ملتقانا و استقر بنا الحال؛ رجعنا الى ذلك المخطط البدائي حيث صور لنا خصب الخيال اوربما الايحاء بأن محلتنا هذه هي عبارة عن ( سفينة شراعية تحمل على متنها.... سكانها وملاذاتهم واسواقهم وحدائقهم وامتعتهم.... ) كانت محلة السفينة؛ مطمح العوائل الموسرة التي كانت تأتي اليها من جميع انحاء العراق؛ لما اشتهرت به؛ من جو نظيف صحي؛ وحدائق وبساتين لا حصر لها وكورنيش يقبل نهر دجلة صباح مساء وحيث تصطف على جانبه دور وقصور؛ وتسبح في مياهه الجارية ( مسناته) الرشيقة الطويلة. لقد كانت تسكن محلة السفينة يوم حللنا بها؛ أسر و شخصيات بارزة من امثال؛ الحاج امين الحسيني مفتي فلسطين؛ والدكتور اسماعيل الصفار؛ والقاضي عبد العزيز الخياط؛ وعبد الكريم بافي؛ والشيخ قاسم القيسي؛ وعبد الفتاح ابراهيم؛ والسيد نوح؛ وعميد الشرطة درويش لطفي البكري؛ والدكتور سليم خياط؛ وجميل الاسود؛؛ وعوائل اخرى من آل الاعظمي؛ والوتري؛ و البرزنلي؛ و حداد؛ و المشاط؛ والوهب؛ و البدري؛ و الاوقاتي، و السعدي و الالوسي؛ و الخوجة؛ والشابندر؛والوادي والفلكي.... الخ بل هناك عوائل يهودية معروفة سكنتها او اصطافت فيها كعائلة المصارع نعيم تفاحة؛ وعبوديا؛ ودلالي؛ وربيع... الخ ولعل من ابرز مظاهر ذلك التلاحم والتآخي بين ابناء الشعب الواحد هوذلك اليوم الذي احتضنت فيه محلة السفينة المرجع الديني الكبير السيد ابو الحسن حينما داهمه المرض فنزل ضيفا معززا مكرما عليها طيلة فترة علاجه؛ الى حين اختاره الرفيق الاعلى الى جواره حيث جرى له تشييع ضخم من هذه المحلة بالذات شاركت فيه طوائف الشعب؛وما زلنا نحن صبيان السفينة آنذاك نحفظ لحد اليوم مطلع ترديد الوداع الاخير الذي يقول ( رحمة اللـــه عليه كلما هب النسيم ). في هذه المحلة؛ اصبح لنا اصدقاء وزملاء دراسة؛ نتجمع صباحا في الساحة المقابلة لبيتنا؛ لنسير بين البساتين ومشاتل الزهور حتى المقبرة الملكية ومن هناك ننطلق في شارعها لنمر على [مكتبة عوسي الأعظمي] ودار المعلمين الابتدائبة ثم ثانوية البنات، فحديقة النعمان؛و لنعرج نحو شارع المعظم فثانوية الاعظمية للبنين المطلة على ساحة عنتر والنادي الاولمبي. اما سويعات راحتنا فقد كانت تحددها المواسم كالسباحة قرب مسناة قصر عبد الخالق على النهر؛ او اللعب ضمن فريق السفينة لكرة القدم؛او التمشي على الكورنيش حتى سلسلة ( الجراديغ ) المحاطة بالبساتين ومزارع ( اللوبياء والخيار والبطيخ والرقي... الخ ) و المطلة على نهر دجلة. او التجول في شارع الجسر حيث المقاهي والمكتبات ودكاكين الخضروات والعطارة والعيادات والصيدليات المنتشرة حتى شارع الاعظمية الرئيسي قرب جامع ابي حنيفة النعمان. وكان من اشهر المواقع في السفينة آنذاك [مكتبة حمدي الأعظمي] ومعمل صالح افندي للنسيج؛ و طرشي ذيب؛ ودلالية ياسين؛ ومقهى الرصافي [ومقهى الجزائر] ومكتبة الثقافة؛ وتبوغ السيد عبد المجيد البدري؛ مختار المحلة؛ ومدرسة السفينة الابتدائبة؛ ومحل تصليح الدراجات؛.... الخ؛ ثم تتسلسل الدكاكين المختصة ببيع اللحوم و القرطاسية والفواكه والخضروات حتى مقهى الجرداغ الذي لايبعد سوى بضعة امتار عن المقبرة الملكية؛ولربما سنح لنا الوقت فزرنا بعض زملاء الدراسة في محلات النصة وشارع عشرين والشيوخ وراغبة خاتون؛ لنعود ادرجنا باتجاه آخر يبدأ من دار العلوم فمحلة الحارة حيث عيادة شبلي وبيت ثنيان وبيت الشيخ علي؛ فساحة الجسر ومنها الى مدخل الكورنيش لنستعرض باعجاب وافتتان تلك البيوت المنسقة ذات الطابع الشرقي الاصيل الغني بالريازة والالوان الجذابة الزاهية.. كانت لمحلة السفينة برامج متنوعة الا ان اهمها كان يتركز على الجوانب الرياضية التي تستفيد من النهر وسواحله؛ كسباقات السباحة؛ والمصارعة؛ والتجديف والملاكمة وكرة الريشة والطائرة... الخ [التي ينظمها البطل عوسي الأعظمي] ولم تكن تلك الفعاليات مقتصرة على هذه النواحي وحسب؛ بل كان لعشاق الغناء والموسيقى والمربعات دورهم الفني المحبب؛ فيا طالما استمع الجالسون على الشاطيء الى اصوات ساحرة تنطلق من زوارق عشاق السهر وهي تردد مقامات اللامي والبهيرزاوي؛ والبنجكاه... الخ او ( بستات ) على شواطي دجلة مر؛ و يانبعة الريحان؛ و ان شكوت الهوى... الخ بل انني اذكر ان صديقا لي من ابناء المحلة( اصبح صيدليا فيما بعد ) كان عازفا بارعا على الكمان وكان يطيب له ان يستأجر زورقا بين الفينة والاخرى ويدعونا لمصاحبته وهو يعزف الحانا مشهورة لسامي الشوا ( كالصحراء؛ او رقص الهوانم ). او لعبد الوهاب مثل (حبي؛ حياتي انت؛ همسة حائرة.. ). بمرور الزمن اصبح لنا اصدقاء وزملاء كثر يترددون على السفينة بين الحين والآخر اذكر منهم ( ابو بكر عبدالله الحضرمي) وهو لاعب كرة شهير؛ وعيسى على عيسى( من امراء زنجبار) الذي نال الجائزة الاولى كاحسن ملاكم في وزنه على نطاق العراق؛ كما كان من الاصدقاء المترددين عليها ايضا الممثلون المسرحيون شهاب الكصب؛ ومحمد القيسي؛ وفخري الزبيدي وحميد المحل.. الخ ومن الرسامين نزار سليم خالد الجادر نزار سليم وخالد الرحال. وغيرهم؛ ومن الموسيقيين؛عازف العود سلمان شكر؛ وعازف الجوزة شعوبي ابراهيم. استعرضت امامي ( على طريقة الرجوع الى الماضي ) كل تلك الذكريات؛ وانا اشاهد من على الفضائيات؛ واقرأ الصحف وهي تسرد لنا تلك الجريمة الدموية البشعة للاجتياح الغوغائي الذي حدث يوم [10نيسان 2003م] لمحلة ـ السفينة ـ الراسية على شواطيء المحبة والالفة والتآخي بين ابناء الشعب الواحد؛ ليحولها ذلك الهجوم المتوحش الى ساحة أشتباكات و معارك لا تعرف للابرياء حرمة؛ ولا للطفولة رعاية؛ ولا للاماكن المقدسة كرامة. ولقد ذكر لي صديق قديم هاتفيا؛ ان مستشفى النعمان؛التي كانت ولم تزل جار هذه المحلة وملاذ مرضاها وغيرهم من العراقيين؛ اجتاحتها موجات واسعة من اطلاق الرصاص؛ فضجت صارخة من هول تلك الفوضى العارمة التي ا قضت مضاجع النيام الغارقين في مأساة آلامهم وزادت من عنائهم واوجاعهم واحاطتهم بجو من الخوف والرعب. ان ما حل بالسفينة البغدادية؛ لايختلف عما حل بمثيلاتها من محلات مدن العراق؛ فالمصيبة واحدة؛ والدمار عام شامل؛ والدماء العراقية مختلطة؛ لاتعرف لها هوية سواء اكانت من الشمال ام من الجنوب؛ ان كانت لمسلم ام لمسيحي..... شيعي؛ سني؛ كاثوليكي؛ آرثدوكسي؛ صابيء أم يزيدي لكن الواضح الجلي ان تلك الدماء الغزيرة كانت لعراقيين عاشوا بصفاء ومودة ورحلوا وهم يلعنون الاحتلال وبطانة السوء التي أباحت وسوغت له القيام بكل تلك الجرائم البشعة التي يتصبب لها جبين الانسانية خجلا واشمئزازا. ان الشيء الوحيد الذي بات يعلمه العراقي علم اليقين هو ان تصرف ذلك الهائج الوحشي الهمجي الذي يتهدد او يذبح اي انسان امامه؛ انما لا يفعل ذلك بدافع فردي شخصاني لاختلاف بالهوية او العقيدة او المذهب؛ وانما يقوم بذلك تنفيذا للاوامر المرسومة التي تصدر اليه..... وهي بالطبع مدعومة بالتخطيط والاسناد والحماية ثم بالمال وهو العنصر الاهم. كل هذا وغيره حدث لمحلة السفينة فجأة لتتحول تلك الجنينة السياحية المتلألأة ضياءا؛ والراسية على جناح المثل الشرود من الاطمئنان والرخاء؛ الى بارجة حربية قاسية الملامح متجهمة السحنة؛ مشتعلة بنار الحقد والجبروت وطغيان المحتل الغاشم. 
 بقلم (خالص عزمي) 
إقتباس بتصرف خالد عوسي الأعظمي  

الأحد، 3 أبريل 2022

صاحب أشهر دور الكتب ببغداد.. تعرف على الكاتب قاسم محمد الرجب في ذكرى وفاته




نجح قاسم الرجب في تطوير مكتبته وتحقيق شهرة واسعة خلال سنوات قليلة، وتواصل مع دور النشر العربية الكبيرة، وتوسعت خبرته وذاع صيته

الصورة : الرجب (يمين) . يوصف الرجب بأنه كان كثير المطالعة وقوي الحفظ لأسماء الأعلام والكتب وتواريخ الوفيات - بدأ مشوار الرجب في نشر الكتب في عام 1935 عندما افتتح مكتبة المثنى وسط سوق الكتب ببغداد

اقتباس  (من مواقع التواصل ) طه العاني  -

---
عاش الأديب والكاتب والمؤلف العراقي قاسم محمد الرجب الأعظمي قصة كفاح عانى خلالها من حياة الفقر والعوز،  ووصلت به الحال إلى العجز عن شراء ملابس المدرسة أو سداد ثمن ثوب العيد للخياط، ويقول في مذكراته:
 "بقيت في داري لا أخرج منها حتى انتهى العيد". وبعد حياة كرسها للكتب والشغف بها من خلال البحث عنها وقراءتها، وطباعتها، ونشرها، وبيعها، توفي في الأول من أبريل/نيسان 1974 عن عمر ناهز 55 عاما بعد وعكة صحية ألمّت به.
بدايات قاسية
ولد الرجب عام 1918 ميلادية في مدينة الأعظمية ببغداد، وبها نشأ وتعلم القرآن الكريم، ثم أكمل دراسته الابتدائية ولم يواصل الدراسة، وله 4 أولاد، حسب الكاتب والمؤرخ ( خالد عوسي الأعظمي ) . وفي حديثه للجزيرة نت أشار الأعظمي إلى أن الباحثين والدارسين كانوا يرجعون إلى الأستاذ الرجب فيخبرهم بالمصادر والمراجع التي لها صلة ببحوثهم ودراستهم، وكان كثير المطالعة مع اتسامه بالذكاء والبراعة وقوة الذاكرة في حفظ أسماء الأعلام وأسماء الكتب وتواريخ الوفيات، وكان رجلا سهلا جميل الأخلاق بشوش الوجه. وينقل الأعظمي عن الرجب في مذكراته وهو يتحدث عن بداياته أن صلته بسوق السراي تعود إلى سنة 1930 يوم اضطر إلى ترك المدرسة مع شقيقه، وكان حينها في الصف السادس الابتدائي وعمره حينذاك 12 عاما، بسبب الفقر وعدم قدرته على سداد ثمن ملابس المدرسة. وكان يتمرن للعودة إلى بيته في الأعظمية ماشيا بعد خروجه من المدرسة المأمونية ويقطع مسافة طويلة لتوفير بعض النقود وشراء جزء من كتاب الأغاني لأبي فرج الأصفهاني، وكان لهذا الكتاب الفضل في إذكاء روح المطالعة لديه، حسب الأعظمي. ويعد الرجب من المؤسسين لجمعية منتدى الإمام أبي حنيفة، وأهدى إلى مكتبة الجمعية كثيرا من الكتب والمصادر التي تولى طبعها ونشرها. 

مكتبة المثنى
وبدأ مشوار الرجب في نشر الكتب عام 1935 عندما افتتح مكتبة صغيرة وسط سوق الكتب في منطقة السراي ببغداد، وكان اسمها "مكتبة المعري"، ثم غير اسمها إلى "مكتبة المثنى" بعد أن نصحه أحد أصدقائه بذلك، وفق مذكراته.
ونجح الرجب في تطوير مكتبته وتحقيق شهرة واسعة خلال سنوات قليلة، وتواصل مع دور النشر العربية الكبيرة، وتوسعت خبرته وذاع صيته. ويلفت مدير دار الرافدين للطباعة والنشر محمد هادي إلى أن الرجب عمل بداية مع الحاج نعمان الأعظمي في المكتبة العصرية قبل أن يفتتح مكتبته الخاصة، التي أسماها "المثنى". هادي لفت إلى أن الرجب استطاع إدخال كتب للعراق غير موجودة في باقي الدول العربية (الجزيرة)
وفي حديثه للجزيرة نت رأى هادي أن انطلاقة الرجب كانت عندما استورد مجموعة كتب وموسوعات من ألمانيا وهولندا واستطاع بيعها، فلم يبدأ على نحو نمطي كما يفعل آخرون حينها عندما كانت تصل مجموعة كتب قليلة من إسطنبول أو إيران وتعرض بمزاد علني لندرتها. ويؤكد أنه استطاع إدخال كتب غير موجودة في باقي الدول العربية، وتوجه صوب لبنان واتفق مع دور النشر هناك. ويضيف أن الرجب توسع عمله وأصدر مجلة "المكتبة"، وكانت تعنى بآخر الإصدارات، وهي مجلة مختصة بمهنة النشر والوراقة والكتبيين، وكان يصدر قائمة بالكتب المتوفرة بشكل مطبوع ويوزعها على القراء والأساتذة والجامعات، وكان عمله منظما. وعن مصير المكتبة اليوم يقول هادي إنها أصبحت مخزن قرطاسية، أما المكتبة القديمة فقد اندثرت بشكل نهائي لانشغال أولاده بمهنة الطباعة التجارية ولم يطوروا إرث والدهم في النشر.
الملاح رأى أن الرجب من أفضل وأشهر أصحاب المكتبات في منتصف القرن الماضي بالعراق (الجزيرة)

دوره الفكري
ويقول الكاتب والباحث أحمد الملاح إن الرجب يعد من أفضل وأشهر أصحاب المكتبات في منتصف القرن الماضي بالعراق، ومن أهم الأشياء التي قدمها مذكراته التي تحدثت عن الواقع الكتبي في العراق منذ ثلاثينيات القرن الماضي، خاصة عندما يتكلم عن نعمان الأعظمي صاحب المكتبة العربية الرائدة في طباعة الكتب التاريخية والتراثية. ويضيف الملاح للجزيرة نت أن الرجب واكب انطلاقة الطباعة في العراق والواقع الكتبي الحقيقي، خاصة في ثلاثينيات وأربعينيات وخمسينيات وستينيات القرن الماضي. وينوه إلى أن مجلة المكتبة بالإضافة إلى كونها استضافت العديد من الأقلام المهمة، فكان ما يميزها أنها وثقت الكثير من التفاصيل والأحداث، إضافة إلى المواضيع التراثية، خاصة تراث بغداد وتاريخها. وفي حين يضع الباحثون الرجب في طليعة رواد اليقظة الفكرية الحديثة في العراق، يشيد الملاح بدوره الكبير في حركة الفكر العراقية منتصف القرن الماضي. ويذكر الملاح أنه من الأشياء المؤلمة جدا أن المكتبة تعرضت لحريق كبير عام 1999 أتى على كل مكتبة المثنى العامرة بالكتب والطبعات الأولى والمخطوطات وغيرها، وأعلن وقتها أن الحريق كان بفعل فاعل، ولكن لم يكشف عن ملابسات هذه الحادثة حتى يومنا الحاضر.

وفاته
وعن ملابسات وفاة الرجب في مثل هذه الأيام قبل نحو نصف قرن، يقول الأعظمي إن الرجب توفي بالسكتة القلبية في العاصمة اللبنانية بيروت عام 1974. ويبين أن جثمان الراحل نُقل إلى بغداد وشيع بموكب كبير في جامع الإمام الأعظم، وشهد الصلاة عليه المؤرخ وليد الأعظمي، ودفن في مقبرة الخيزران في الأعظمية بجوار صديقه الخطاط ..المشهور هاشم محمد البغدادي قرب مرقد الشيخ أبي بكر الشبلي.
جميع الحقوق محفوظة © 2022 شبكة الجزيرة الاعلامية
المصدر : الجزيرة https://aja.me/ntjyna

أحدث مقال

[بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟

  [بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟ الصورة : عوسي الأعظمي على إحدى الصحف الإنگليزية ، منتصف الأربعينات . المقال : جاسم م...