الجمعة، 15 سبتمبر 2023

نزال من أجل المال


نزال من أجل المال .
الصورة : من أرشيف الأستاذ المؤرخ  حيث يقول :- من اليسار أبدو أنا سمير شكرجي ثم المحتال الاكبر منظم النزالات وحكمها فكوريانكو . المُحتال كوريانكو يتدرب على حلبة الملاكمة في الكلية [التربية الرياضية] عام ١٩٧٠ قبل نزاله الذي خسره مع المحتال الاخر عدنان القيسي ،، يومها وبعد ان عرفنا ان النزالات تُدار باسلوب الاتفاق بين المصارعين ، اعلن زميلنا كمال محمود بطل العراق في المصارعة الحرة تحديه للقيسي مما دفع الاخير للتعقيب انه لايوافق على مقارعة الهواة كونه محترفاً (ا.ه‍) . ويضيف الكابتن  :- وحين تحداه احد طلبة كلية التربيه الرياضيه بالصحافه للقيسي حضرت المخابرات العراقيه واقتادت الطالب وكنت اشاهد المسكين قبل عشر سنوات مختل العقل متسولا في الباب الشرقي قرب سينما غرناطه . وفي اول نزال للقيسي في ملعب الشعب ١٩٧٠ [مع المصارع الكندي جورج كوريانكو] امتلأ الملعب عن بكرة ابيه في ارض الملعب اكثر ممن هم على المدرجات ، لقاء مبلغ دينار او اكثر وهو مبلغ كبير على العراقيين الذين لاعمل لهم ولا مورد ولان النزال كان لايتجاوز وقته ال٣٠ دقيقه استدعونا نحن لاعبي الجمناستك والملاكمه والمصارعة والزورخانه لنقدم عروضا قبل النزال وبحضور القيادة العراقيه ورجالها بقيادة صالح مهدي عماش رئيس اللجنه الاولمبيه وزير الداخليه وخير الله طلفاح محافظ بغداد واعضاء مجلس قيادة الثوره ومسؤولين لم نعرفهم حيث كنا قريبين من الحلبه والمسؤولين . عند انتهاء النزال بفوز القيسي ارسلوا لنا كؤوس صناعه عراقيه ، لايساوي الواحد منها دراهم معدوده تجاه ماجمع من موارد كببره من الجمهور وشاهدناها يجمعون بها تحت المدرجات باكياس الرز والطحين .....وحين فاز عدنان وزعوا اهل المأكولات والمشروبات مجانا للمواطنين في كافة محافظات العراق (ا.ه‍) .
المقال : يقول الدكتور  :- يعتبر البطل العالمي عدنان القيسي (1 آذار/مارس 1939 - 6 أيلول/سبتمبر 2023) من رواد المصارعة العراقية في مرحلتها الثانية منتصف القرن العشرين ، التي إنتظمت فيها المصارعة العراقية تحت لائحة أنظمة وقوانين اللعبة المثبتة من قبل الاتحاد الدولي المركزي للمصارعة الحرة والرومانية الاولمبية المعممة الى كل الاتحادات المنتمية تحت لواء الاتحاد الدولي ، ومنها إتحاد المصارعة العراقي الذي تأسس عام 1950 ثم انظمامه الى الاتحاد الدولي . من هنا يكون بطلنا الدولي عدنان القيسي رائداً من رواد مرحلة إنتصاف القرن العشرين وما بعده ، وزميلاً ومعاصراً لأبطال جيله الرائد لهذه المرحلة أمثال د.امير اسماعيل حقي ورحومي جاسم وخلدون عبدي وعبد الرزاق محمد صالح وصالح مهدي بحر ومكي التكريتي ابو منتصر وابراهيم طه وحسن عبد الوهاب وقاسم السيد وكريم الاسود وعطا حنكورة وشقيقه عبد الفتاح وغيرهم . الذين إعتمدوا في الاساس على ما أنجزته المرحلة الاولى في النصف الاول من القرن العشرين من خلال مختلف الالعاب وبالاخص مصارعة الزورخانة وما أظهرته لنا المصارعة على –جفرة - ضفاف الانهر وخصوصاً نهر دجلة الخالد . التي أنجبت الرواد الاوائل للمصارعة العراقية أمثال عباس الديك ومجيد لولو و ومهدي الزنو وعبد الهادي البياتي وغيرهم الكثير . بالنسبة لجيلنا –جيل سبعينيات القرن العشرين- ربما كان بعضنا قد سمع بشهرة عدنان القيسي الدولية أو العالمية..! ولكننا إلتقينا به أول مرّة مطلع السبعينيات، حينما كان يأتِ الى نادي الاعظمية الرياضي لأداء تمارينه الخاصة بالمصارعة الحرة غير المقيدة التي نقلها لاول مرّة الى العراق بطلنا عدنان القيسي على شكل واسع، وقد كانت بعض الممارسات المماثلة من قبل بعض المصارعين السابقين في الخمسينيات والستينيات وابرزهم الثنائي البطلين جمال عبد الحميد وقاسم علوان، كذلك كان كل من البطلين الكبيرين كمال عبدو ووليد منصور لهما ممارسة مثل هذه العروض التشويقية في المصارعة. ثم استقرت هذه الممارسات بمدة اطول لكل من البطلين سعيد عبد الله وعبد الرزاق فرج في سبعينيات القرن العشرين..! اللذين كانا يقدمان عرضهما في كل نهائي لبطولة من بطولات المصارعة، عرضاً شيّقاً وجميلاً لاستمتاع الجمهور الحاضر خلال مجريات نزالات النهائي للبطولة المقامة..! حيث لم تكن معروفة عندنا أو لم تكن منتشرة في بلدنا العراق بصورة واسعة ومعروفة، وليس هناك إهتمام بها من قبل أجيالنا من المصارعين، لا في المرحلة الاولى ولا في المرحلة الثانية من تاريخ مصارعتنا في القرن العشرين. لأنها مصارعة ليس لها إتحاد دولي معترف به، وليس هناك إنتماء الى الاتحاد الدولي للمصارعة الحرة والرومانية الاولمبية المعترف بها عالمياً. بل هي نوع من المصارعة المثيرة أسست للتجارة والترفيه والربح المادي..! لقد أدرك جيلنا نحن كمصارعين في سبعينيات القرن العشرين، معظم الابطال الرواد الذين عاصروا عدنان القيسي منذ الخمسينيات، أو منذ إنتصاف القرن العشرين. والذين أصبحوا مدربين لجيلنا كله. وحينها نقل لنا هذا الجيل الرائد الكثير من أحداث المصارعة العراقية والبطولات التي حصلوا عليها وتفصيلات عديدة أخرى، ومنها كانت بعض الاحاديث عن زميلهم البطل الدولي عدنان القيسي. بأن عدنان القيسي في خمسينيات القرن العشرين كان بطلاً للعراق في الوزن الثقيل في منتخبنا الوطني للمتقدمين، وعندما كان المصارعون الاتراك في الخمسينيات أبطالاً للعالم، ويشار لمصارعيهم بالبنان على المستوى الدولي والعالمي، حيث صادف أن حضر المنتخب التركي بكل نجومه الابطال العالميين الى بغداد عام 1959 ليلعب مع منتخب العراق الوطني للمتقدمين بالاوزان العشرة، من وزن الورقة 48 كغم حتى وزن فوق الثقيل اكثر من 100 كغم. وعندما أجريت المباراة بين فريقي البلدين والتي أسهب الاعلام بالحديث عنها في حينها كثيراً، وإنتهت نتيجة المباراة بفوز الفريق التركي بتسعة أوزان مقابل وزن واحد فاز به الفريق العراقي في وزن الثقيل..! وكان الفائز المفاجئة هو عدنان القيسي..! ورغم أن نتيجة المباراة الفرقية متوقعة بكل تأكيد، إلا أن عدنان القيسي أخذ نتيجته هذه بفوزه على البطل التركي الذي كان بطلاً للعالم حينها، بطريقة مغايرة أشعرته بمزيد من الثقة والتفاؤل والزهو، وربما الاعجاب بنفسه..! الامر الذي حدا به الى مغادرة بلده العراق والهجرة الى أمريكا حيث تلاقفته شركات الاحتراف والتجارة الرياضية، وإندمج مع هذا التيار الترفيهي التجاري لتصبح حياته هناك على هذه الوتيرة من كسب لقمة العيش والحياة الجديدة..! غاب البطل العالمي عدنان القيسي عن وطنه العراق سنوات عديدة، لم يعد إليه إلا عام 1970 بدعوة من الحكومة العراقية زمنذاك، ليقيم بعض نزالاته في المصارعة الحرة غير المقيدة، وعليه تمت دعوة أكثر من مصارع بمختلف الجنسيات يمارس مثل هذه المصارعة الحرة غير المقيدة الى بلدنا ليقابلوا بطلنا عدنان القيسي في بغداد. فكان أول نزال مع المصارع  - كوريانكو - في عام 1970 الذي اقيم في وسط ساحة كرة القدم لملعب الشعب الدولي، حيث إمتلئت جميع مدرجات الملعب، بل إمتلأت كل ساحة كرة القدم المحيطة بحلبة المصارعة ومدرجات الملعب عن بكرة ابيها التي نصبت وسط ساحة ملعب كرة القدم، بحيث وصل عدد الجماهير الحاضرة الى اكثر من مئة الف..! في هذه المرحلة بالذات، كنتُ مصارعاً ناشئاً مضى على دخولي عالم المصارعة أقل من نصف عام..! وقد تم تكليفنا أنا وزملائي المصارعين الناشئين الجدد، ببيع منشورات وبوستر النزال للجماهير. ولعل الشيء الذي بقي حتى اليوم في ذاكرتي بعد النزال عندما شاهدتُ برميلاً من الحجم الكبير مليئاً بكل حجمه بالنقود العراقية المعدنية من مبيعات المنشورات وتذاكر الجماهير وغير ذلك من محصولات اخرى..! لقد كان أغرب ما في ذلك اليوم المشهود من النزال الاول لبطلنا عدنان القيسي مع المصارع كوريانكو، هو حضور العدد الهائل للجماهير، ولم تصدف قبل هذا التاريخ أو بعده أن حضر جمهوراً بهذه الكثافة الى ملعب الشعب الدولي في أي مناسبة كانت..! وربما الأغرب من كل ذلك وسط حضور هذا العدد الهائل من الجمهور الذي زحف الى ملعب الشعب الدولي، ليشاهد نزالاً يتوقع منه أن يمتد الى نصف ساعة أو أكثر، وإذا بالنزال ينتهي في غضون عشرة دقائق..! ورغم كل ذلك، كنتُ وزميلي البطل الدولي ليث زهير رحمه الله، قريبين جداً من حلبة النزال، ولا نبعد أكثر من مترين عن الحلبة. ونحن نشاهد النزال عن قرب. فراودتني شكوك من الوهلة الاولى بصحة وصدق هذا النزال، خاصة وإن هناك مسكات نعرفها نحن كمصارعين بأنها محكمة ولابد أن تنهي النزال، ولكن كلاً المصارعين عدنان القيسي وكوريانكو كانا يتبادلان بها بسهولة، الأمر الذي أثار إنتباهي وإنتباه المرحوم ليث زهير..! لكنني لم أكن أمتلك الجرأة المعنوية والثقة للكلام كوني مصارعاً ناشئاً خجولاً من قول أي شيء بهذا الحجم من مسؤولية الكلام..! ولكن زميلي المرحوم ليث زهير قالها لي والله..َ! قالها واعرب لي قائلا، (حسين يمكن هذه المصارعة متفق عليها بين المصارعيْن..!) حينها تشجعتُ وأعربتُ له عمّا في داخلي لنفس هذا التصور. ولكن المثير في الامر، خرج الاعلام العراقي بكل قوامه في اليوم التالي بعد النزال يشكك بمصداقية هذه المصارعة وهذا النزال وبصورة واسعة شغلت كل وسائل الاعلام..! وهو ما أحسسنا به أنا والبطل المرحوم ليث زهير قبل الجميع والنزال ما زال قائماً لم ينتهِ بعد..! وللتاريخ فالمرحوم ليث زهير أول من نطق بعدم مصداقية هذه المصارعة الاحترافية التجارية والنزال ما زال مستمراً..! خلاصة القول، إن البطل الدولي عدنان القيسي كان بطلاً دولياً حقيقياً خلال تواجده مع المنتخب الوطني العراقي للمتقدمين في خمسينيات القرن العشرين، وعند هجرته الى الولايات المتحدة الامريكية بعد عام 1959 وإعتزاله المصارعة الاولمبية هناك، إتجه الى مرحلة أخرى من حياته في المصارعة 
الاحترافية الحرة غير المقيدة الترفيهية والتجارية وهكذا كان (ا.ه‍) . إقتباس بتصرف  .


 

أحدث مقال

[بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟

  [بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟ الصورة : عوسي الأعظمي على إحدى الصحف الإنگليزية ، منتصف الأربعينات . المقال : جاسم م...