الثلاثاء، 15 يوليو 2014

الهولوكوست / اسطورة المحرقة

‏(ﺍﻟﻬﻮﻟﻮﻛﺴﺖ ‏) ﺃﺳﻄﻮﺭﺓ ﺍﻟﺴﺘﺔ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﺤﺮﻗﻪ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻳﺔ .
ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺘﻬﺎﺀ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺑﺪﺃ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻧﺸﺎﻃﺎٌ ﻣﻜﺜﻔﺎٌ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺯﺭﺍﻋﺔ ﺃﺳﻄﻮﺭﺓ ﺍﻟﻬﻮﻟﻮﻛﺴﺖ ﻓﻲ ﺣﻘﻮﻝ ﺃﺫﻫﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻐﺮﺑﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﻘﺴﻢ ﺇﻟﻰ ﻗﺴﻤﻴﻦ . ﻗﺴﻢ ﺳﺎﺫﺝ ﻭ ﻗﺴﻢ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻟﻜﻨﻪ ﺗﻐﺎﺿﻰ ﻋﻨﻬﺎ ﻟﻤﺼﺎﻟﺤﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ .
ﻓﺎﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ ﺳﻮﺍﺀ ﺃﻛﺎﻥ ﻧﺎﺯﻱ ﺃﻭ ﻏﻴﺮ ﻧﺎﺯﻱ ﻋﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ
ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺳﺎﻟﻴﺒﻬﻢ ﻗﺪ ﺍﺧﺘﻠﻔﺖ ﻋﻦ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ . ﻓﻤﺎ ﺍﻟﻔﺮﻕ
ﺑﻴﻦ ﻫﺘﻠﺮ ﻭﺑﻠﻔﻮﺭ ﺇﺫﺍ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻛﺎﻥ ﻫﺪﻓﺎٌ ﻣﺸﺘﺮﻛﺎٌ
ﻟﻼﺛﻨﻴﻦ . ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺇﻥ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻫﺘﻠﺮ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺨﻠﺺ
ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻓﺈﻧﻪ ﺗﺨﻠﺺ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ . ﺃﻣﺎ ﺑﻠﻔﻮﺭ
ﻓﻜﺎﻥ ﺗﺨﻠﺼﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻵﻣﻦ . ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ
ﺇﺻﺪﺍﺭﻩ ﻟﻮﻋﺪﻩ ﺍﻟﻤﺸﺆﻭﻡ ﻓﻲ 1917 \ 10 \ 2 . ﺇﻥ ﺃﻛﺬﻭﺑﺔ ﺍﻟﻬﻮﻟﻮﻛﺴﺖ
ﻫﺬﻩ ﻧﺠﺢ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻓﻲ ﻛﺴﺐ ﺗﻌﺎﻃﻒ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻹﻗﺎﻣﺔ ﺩﻭﻟﺘﻬﻢ ﺍﻟﻤﺰﻋﻮﻣﺔ
ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻘﺮﺏ ﻣﻦ 70 ﺑﻠﻴﻮﻥ ﺩﻭﻻﺭ ﻛﺘﻌﻮﻳﻀﺎﺕ
ﺗﺪﻓﻌﻬﺎ ﺃﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ . ﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺒﺪﺃ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻛﺬﻭﺑﺔ
ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻭﻻ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﻛﻠﻤﺔ ﻫﻮﻟﻮﻛﺴﺖ .
ﻫﻮﻟﻮﻛﺴﺖ -: ﻫﻲ ﻛﻠﻤﺔ ﻳﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﺗﻌﻨﻲ ﺣﺮﻕ ﺍﻟﻘﺮﺑﺎﻥ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﻭﺗﺘﺮﺟﻢ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻌﺒﺮﻳﺔ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺷﻮﺍﻩ . ﻭﺗﺘﺮﺟﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﺤﺮﻗﺔ . ﻭﻳﻘﺼﺪ ﺑﻬﺎ
ﺃﺳﻄﻮﺭﺓ ﺇﺑﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﺎﺯﻳﻴﻦ ﻟﺴﺘﺔ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﻳﻬﻮﺩﻱ . ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﺻﻞ ﻫﺬﻩ
ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﺓ ؟ ﻭﻫﻞ ﺗﻢ ﺇﺑﺎﺩﺓ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ؟. ﺗﺒﺪﺃ ﻫﺬﻩ
ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﺓ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺣﺎﻭﻝ ﻫﺘﻠﺮ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﻭﻃﻦ ﻗﻮﻣﻲ ﻟﻠﺸﻌﺐ ﺍﻷﻟﻤﺎﻧﻲ ﻭﺣﺪﻩ .
ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺪ ﻓﻲ ﻧﻈﺮ ﻫﺘﻠﺮ ﺃﺳﻤﻰ ﺟﻨﺲ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﺎﻟﺠﻤﺎﻝ
ﻭﺍﻟﺬﻛﺎﺀ ﻭﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﻭﻋﻤﻖ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻭﺍﻟﻤﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ . ﺭﺅﻳﺔ ﻋﻨﺼﺮﻳﺔ ﺑﻨﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻫﺘﻠﺮ ﻧﻈﺮﻳﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺘﻤﺖ ﺇﺑﺎﺩﺓ
ﺍﻷﺟﻨﺎﺱ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﻓﺤﺴﺐ ﺑﻞ ﺇﺑﺎﺩﺓ ﺍﻷﻟﻤﺎﻧﻴﻴﻦ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣﻤﻦ ﻛﺎﻥ
ﺑﻪ ﺇﻋﺎﻗﺔ ﺃﻭ ﻣﺴﻦ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﺄﻛﻠﻮﻥ ﻭﻻ ﻳﻨﺘﺠﻮﻥ . ﻭﺇﺳﺘﻤﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺎﻝ
ﺣﺘﻰ ﺑﻠﻎ ﻋﺪﺩ ﺿﺤﺎﻳﺎ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻗﺘﻴﻞ .
ﻭﻫﻨﺎ ﺗﻄﺮﺡ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺗﻠﻮ ﺍﻵﺧﺮ ﻓﻬﻞ ﺣﻘﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻹﺑﺎﺩﺓ
ﺍﻟﻨﺎﺯﻳﺔ ﻣﻮﺟﻬﺔ ﺿﺪ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺣﺪﻫﻢ ؟. ﻭﻫﻞ ﺍﻟﺮﻗﻢ ﺳﺘﺔ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﺍﻟﻤﺰﻋﻮﻡ
ﻳﺴﺎﻭﻯ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻦ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺣﺘﻰ ﺗﺜﺎﺭ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻀﺠﺔ ؟. ﺃﺳﺌﻠﺔ
ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺗﻄﺮﺡ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﻻ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ
ﺟﻬﺪ ﻛﺒﻴﺮ ﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻋﻨﻬﺎ . ﻭ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻄﺮﺡ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺸﺪﻩ ﻫﻨﺎ ﻫﻮ
ﻫﻞ ﺃﺑﺎﺩﺕ ﺍﻟﻨﺎﺯﻳﺔ ﺳﺘﺔ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﻳﻬﻮﺩﻱ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ؟ ﺣﻘﻴﻘﺔٌ ﺇﻥ ﺭﻗﻢ ﺍﻟﺴﺘﺔ
ﻣﻼﻳﻴﻦ ﺍﻟﻤﺰﻋﻮﻡ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺇﻻ ﺃﺳﻄﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺎﻃﻴﺮ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻﺗﻌﺪ ﻭﻻ
ﺗﺤﺼﻰ ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﻤﻞ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﺇﺷﺎﻋﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺃﻧﺤﺎﺀ ﺍﻟﻤﻌﻤﻮﺭﺓ . ﻭ
ﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺣﻜﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ . ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺎﺫﺏ ﻣﺎ ﻳﻠﺒﺚ ﺇﻻ ﻭﻳﻨﻜﺸﻒ ﺃﻣﺮﻩ ، ﻭ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ
ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻮ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﺸﻒ ﺃﻣﺮ ﻛﺬﺑﻪ ﻭﻫﺬﺍ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻣﻊ
ﺍﻟﺼﻬﺎﻳﻨﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﺓ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺎﻃﻴﺮ ﻣﺜﻞ ﺃﺳﻄﻮﺭﺓ ‏( ﺷﻌﺐ
ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ ‏) ﻭ ﺃﺳﻄﻮﺭﺓ ‏(ﺃﺭﺽ ﺑﻼ ﺷﻌﺐ ﻟﺸﻌﺐ ﺑﻼ ﺃﺭﺽ ‏) .ﻓﻘﺪ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ
ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺬﺑﻮﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﺓ ﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ . ﺣﻴﺚ
ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺴﻨﻮﻱ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻱ ﺭﻗﻢ ‏( 5702 ‏) ﺃﻥ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﺍﻥ
ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﺍﻟﺨﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﺴﻴﻄﺮﺓ ﺍﻷﻟﻤﺎﻧﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﺗﻮﺳﻊ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻨﺎﺯﻱ ﻛﺎﻥ
‏( 3110722 ‏) ﻳﻬﻮﺩﻱ ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺒﻘﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺑﻌﺪ
ﺍﻟﻤﺬﺍﺑﺢ ﺍﻟﻨﺎﺯﻳﺔ . ﻓﻜﻴﻒ ﻳﺒﺎﺩ ﺳﺘﺔ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﺇﺫﻥ ؟ .ﻭ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻫﺬﺍ
ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻗﺮ ﺑﺄﻥ ﺍﻹﺑﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﺎﺯﻳﺔ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺇﻻ ﺃﻛﺬﻭﺑﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ
ﺗﻮﺟﺪ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﺑﺤﺜﻴﺔ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻛﺘﺒﻬﺎ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﻮﻥ ﺃﻋﺮﺑﻮﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻦ
ﺷﻜﻮﻛﻬﻢ ﺑﺨﺼﻮﺹ ﺍﻟﺮﻗﻢ ﺳﺘﺔ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﻭ ﺃﻳﻀﺎ ﺣﻮﻝ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻏﺎﺯ
ﺯﻳﻜﻠﻮﻥ ﺑﻲ ‏( zyclon b ‏) ﻓﻲ ﺃﻓﺮﺍﻥ ﺍﻟﻐﺎﺯ، ﺇﺫ ﺇﻥ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺗﺸﻴﺮ
ﺇﻟﻰ ﺁﻥ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﺎﺯ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺍﺣﺘﻴﺎﻃﺎﺕ ﻓﻨﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻭﻣﻜﻠﻔﺔ
ﺟﺪﺍً ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﻄﺎﻕ ﻭﺍﺳﻊ ﻓﻲ ﻇﻞ ﻇﺮﻭﻑ
ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻴﺸﻬﺎ ﺃﻟﻤﺎﻧﻴﺎ . ﻓﻘﺪ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻤﺆﺭﺥ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ
ﻳﻬﻮﺩﺍ ﺑﺎﻭﺭ _ ﻣﺪﻳﺮ ﻗﺴﻢ ﺍﻟﻬﻮﻟﻮﻛﺴﺖ ﻓﻲ ﻣﻌﻬﺪ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻓﻲ
ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺘﺎﺑﻊ ﻟﻠﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻌﺒﺮﻳﺔ ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﻗﻢ ﺳﺘﺔ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﻻ
ﺃﺳﺎﺱ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﻗﻢ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻭﺍﺳﺘﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ
ﺑﺄﻥ ﺿﺤﺎﻳﺎ ﻣﻌﺘﻘﻞ ﺃﻭﺷﻔﻴﺘﺲ ‏(ﺃﻛﺒﺮ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﻼﺕ ﺍﻟﻨﺎﺯﻳﺔ ‏) ﻛﺎﻥ ﺣﻮﺍﻟﻲ 1.6
ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺷﺨﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﻣﻌﺘﻘﻞ ﺃﻭﺷﻔﻴﺘﺲ ﻫﻮ ﻧﻔﺲ
ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺩﻋﻰ ﺍﻟﺼﻬﺎﻳﻨﺔ ﺃﻥ ﻋﺪﺩ ﺿﺤﺎﻳﺎﻩ ﻛﺎﻥ ﺳﺘﺔ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﻣﻨﻬﻢ
ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻭﻧﺼﻒ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻳﻬﻮﺩﻱ. ﻭﺃﺿﺎﻑ ﻳﻬﻮﺩﺍ ﺑﺎﻭﺭ ﺃﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﻟﻢ
ﻳﻠﻘﻮﻥ ﺣﺘﻔﻬﻢ ﺑﺴﺒﺐ ﺃﻓﺮﺍﻥ ﺍﻟﻐﺎﺯ ﻓﺤﺴﺐ ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻳﻀﺎ ٌ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺠﻮﻉ ﻭ
ﺍﻟﻤﺮﺽ ﻭﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﻭ ﺍﻻﻧﺘﺤﺎﺭ . ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﺆﺭﺥ ﺭﺍﺅﻝ ﻫﻴﻠﺒﺮﺝ ﻓﻘﺪ ﺫﻛﺮ ﻓﻲ
ﻛﺘﺎﺑﻪ ‏(ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻳﻬﻮﺩ ﺃﻭﺭﺑﺎ ‏) ﺃﻥ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻭ 250 ﺃﻟﻒ
ﻳﻬﻮﺩﻱ ﻓﻘﻂ ﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﻗﻢ ﺳﺘﺔ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺇﻻ ﺃﻛﺬﻭﺑﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ . ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ
ﺯﺍﺭ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﺳﺘﻴﻔﻦ ﺑﻴﺘﺮ ﻣﻮﻗﻊ ﺩﺍﺧﺎﻭ ‏(ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﻼﺕ ﺍﻟﻨﺎﺯﻳﺔ ‏)
ﻟﻤﻌﺎﻳﻨﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﻼﺕ ﻭ ﺃﻣﺎﻛﻦ ﺍﻹﺑﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﺎﺯﻳﺔ ﺃﻛﺪ ﺃﻥ ﻋﺪﺩ ﺿﺤﺎﻳﺎ ﺍﻟﻨﺎﺯﻳﺔ ﻣﻦ
ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻟﻦ ﻳﺼﻞ ﺃﺑﺪﺍٌ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻠﻴﻮﻥ . ﻭ ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺃﻛﺪ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻓﺮﺍﻧﺴﻮﺍ
ﺑﻴﺪﺍﺭﻳﺪﺍ ﻣﺪﻳﺮ ﻣﻌﻬﺪ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮ ﺍﻟﺘﺎﺑﻊ ﻟﻠﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﺒﺤﺚ
ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻓﻲ ﺑﺎﺭﻳﺲ ﺃﻥ ﻋﺪﺩ ﺿﺤﺎﻳﺎ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻟﻦ ﻳﻘﻞ ﻋﻦ 900 ﺃﻟﻒ ﻭﻟﻦ
ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻭ200 ﺃﻟﻒ ﻗﺘﻴﻞ . ﻭﻓﻲ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﻣﺜﻴﻞ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ
ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺪﺃ ﻣﻨﺬ ﺣﻮﺍﻟﻲ 1000 ﻋﺎﻡ ﺃﻟﻐﺖ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ
ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻗﺮﺍﺭ ﻟﺠﻨﺔ ﺍﻟﺪﻛﺎﺗﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻨﺤﺖ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﻫﻨﺮﻱ ﺭﻭﻛﻴﻪ ﺩﺭﺟﺔ
ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺍﻩ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺗﺎﻧﺖ ﺑﻔﺮﻧﺴﺎ . ﻭﺳﺤﺒﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ
ﻷﻥ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺸﻜﻚ ﻓﻲ ﻭﺟﻮﺩ ﺃﻓﺮﺍﻥ ﺍﻟﻐﺎﺯ ﺍﻟﻨﺎﺯﻳﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺮﻗﻢ ﺳﺘﺔ
ﻣﻼﻳﻴﻦ . ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻛﺘﺒﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﺑﻞ ﻛﺘﺒﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ
ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣﻤﻦ ﺁﺛﺮﻭﺍ ﺃﻥ ﻳﺮﻓﻀﻮﺍ ﻭﻟﻮ ﺷﻴﺌﺎٌ ﻗﻠﻴﻼٌ ﻣﻦ ﺍﻷﻛﺎﺫﻳﺐ
ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺨﺘﺮﻋﻮﻧﻬﺎ ﻭ ﻳﻤﻠﺆﻭﻥ ﺑﻬﺎ ﻋﻘﻮﻟﻬﻢ ﻭﻋﻘﻮﻟﻨﺎ ﻭﻋﻘﻮﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ
ﻛﻠﻪ ﻭ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺗﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﺍﻹﺑﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﺎﺯﻳﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺿﺪ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻓﻲ
ﺃﻱ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻭ ﺗﺸﻜﻚ ﺃﻳﻀﺎ ﻓﻲ ﻭﺟﻮﺩ ﻣﺎ ﺃﺳﻤﻮﻩ ﺑﺄﻓﺮﺍﻥ ﻟﻠﻐﺎﺯ ﻳﺤﺮﻕ
ﻓﻴﻬﺎ ﺟﻨﻮﺩ ﻫﺘﻠﺮ ﻣﻌﺘﻨﻘﻲ ﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺔ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻳﺔ . ﻛﻤﺎ ﺷﻜﻜﺖ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﻓﻲ ﺻﺤﺔ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟﻪ ﺍﻟﺼﻬﺎﻳﻨﺔ ﺃﻥ ﻋﺪﺩ ﺿﺤﺎﻳﺎﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺯﻳﺔ
ﻗﺮﺍﺑﺔ ﺍﻟﺴﺘﺔ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﺷﺨﺺ ﻭ ﺗﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﻋﺪﺩﻫﻢ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ
ﺑﻜﺜﻴﺮ .

جمع واعداد / خالد عوسي

الجواهري في سجون نوري السعيد

ﺭﻭﻯ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻬﺪﻱ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﻣﺮﺍﺭﺍً ﺣﻜﺎﻳﺔ ﺩﺧﻮﻟﻪ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ، ﻋﻘﺐ ﺍﻟﻘﺎﺋﻪ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻬﺮﺟﺎﻥ ﺗﻜﺮﻳﻢ ﻫﺎﺷﻢ ﺍﻟﻮﺗﺮﻱ ﺗﺆﻛﺪ ﻓﻌﻼً ﺃﻥ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻳﺸﻮﻩ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎً، ﻭﺃﻥ ﺳﺠﻮﻥ ﻧﻮﺭﻱ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻌﻼً ﻣﻦ ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻔﻨﺎﺩﻕ ﺍﻟﻔﺨﻤﺔ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺟﺮﻯ ﻣﻘﺎﺑﻠﺘﻬﺎ ﻣﻊ ﺳﺠﻮﻥ ﻣﻦ ﺟﺎﺀ ﺑﻌﺪﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺼﺢ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻭﻫﻮ ﻫﻨﺎ ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻮﻑ ﺍﻻﺷﺮﺍﻗﻲ
ﺍﺑﻦ ﺳﻴﻨﺎ :
ﺩﺧﻮﻟﻲ ﺑﺎﻟﻴﻘﻴﻦ ﻛﻤﺎ ﺗﺮﺍﻩ
ﻭﻛﻞ ﺍﻟﺸﻚ ﻓﻲ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ !

ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﺍﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺘﻮﻗﻊ ﺍﻟﺴﻼﻣﺔ ﺃﺑﺪﺍً ﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﻓﻲ ﺣﻔﻞ ﻋﺎﻡ ﻭﺃﻣﺎﻡ ﻛﺒﺎﺭ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ . ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﻣﻦ ﺗﻼﻭﺓ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ ﻣﺰﻕ ﺃﻭﺭﺍﻗﻬﺎ ﺍﺭﺑﺎ ﺍﺭﺑﺎ ﻭﺭﻣﺎﻫﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺤﺸﺪ ﺍﻟﺤﺎﺷﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﺨﻀﺮﺍﺀ. ﻭﻟﻤﺎ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺍﻟﺤﻔﻞ ﻭﻗﻒ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺤﺎﻓﻼﺕ ﻟﻨﻘﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺍﻧﻄﻠﻘﺖ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ ﻛﺎﻻﻋﺼﺎﺭ ﺗﺠﻮﺏ ﻛﻞ ﺑﻴﺖ ﻣﻦ ﺑﻴﻮﺕ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ .. ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﺍﻓﺎﻕ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮﻱ ﻣﻦ ﻧﻮﻣﻪ ﻣﺘﻌﺠﺒﺎً ﺍﻧﻬﻢ " ﻟﻢ ﻳﺄﺗﻮﺍ ﺑﻌﺪ .." ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ، ﻭﻗﺪ ﺍﺯﺩﺍﺩ ﻋﺠﺒﻪ، ﻗﺎﻝ ﻟﺸﺨﺺ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻌﺘﺒﺮﻩ ﻭﺍﺣﺪﺍً ﻣﻦ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻷﺳﺮﺓ :
- ﻗﻒ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ﻭﺍﺧﺒﺮ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﺴﺄﻝ ﻋﻨﻲ ﺑﺄﻧﻨﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺟﻮﺩ .. ﻭﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺗﻔﺎﺩﻳﺎً ﻟﻮﻋﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﻗﺪ ﻗﻄﻌﻪ ﻟﺒﻌﺾ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻪ ﺑﻤﺮﺍﺟﻌﺔ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﻷﻣﺮ ﻳﺨﺼﻬﻢ .. ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﺒﺎﻛﺮ، ﻭﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻮﻗﻊ، ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ﻭﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ، ﻭﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﻳﺘﻨﺎﻭﻝ ﻓﻄﻮﺭﻩ، ﺟﺎﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ :
- ﻋﻤﻲ ! ﺍﺟﻮﻱ ‏( ﺍﻱ ﻟﻘﺪ ﺟﺎﺅﻭﺍ ‏)..

ﺟﺎﺅﻭﺍ ﺇﺫﻥ ﻭﺍﻧﺘﻬﻰ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺗﻮﻗﻊ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ : ﺍﻓﺘﺢ ﻟﻬﻢ .. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﻤﻊ ﻃﺮﻗﺎً ﺧﻔﻴﻔﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﺏ، ﻗﺎﻝ : ﺗﻔﻀﻠﻮﺍ .. ﻓﺪﺧﻞ ﺷﺎﺑﺎﻥ ﺑﻠﺒﺎﺱ ﻣﺪﻧﻲ ﻭﻛﺎﻧﺎ ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﺘﻬﺬﻳﺐ .. ﺳﻠﻤﺎ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﻤﺎ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ -: ﺗﻔﻀﻠﻮﺍ ﻣﻌﻲ ﺃﻭﻻﺩﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻄﻮﺭ !
ﻗﺎﻻ : ﺑﺎﻟﻌﺎﻓﻴﺔ ﻟﻘﺪ ﺳﺒﻘﻨﺎﻙ .. ﻭﻃﻠﺐ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﻟﻬﻤﺎ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ﻓﺎﻋﺘﺬﺭﺍ ﺛﻢ ﻗﺎﻻ ﻟﻪ : ﻧﺤﻦ ﻣﺴﺘﻌﺠﻼﻥ ﻭﻧﺮﺟﻮ ﺃﻻ ﻧﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﺍﺯﻋﺠﻨﺎﻙ .. ﺍﻧﻨﺎ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﺮﻳﺔ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﻧﺮﻳﺪ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ..
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ : ﺃﻭﻻﺩﻱ ! ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﻛﻤﺎ ﺗﻌﻠﻤﻮﻥ ﻣﺰﻗﺘﻬﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ ﻭﻛﻌﺎﺩﺗﻲ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻋﻨﺪﻱ ﻧﺴﺨﺔ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﺣﻴﺚ ﻛﻨﺖ ﻭﻣﺎ ﺯﻟﺖ ﺍﻋﻄﻲ ﻟﻠﺠﺮﻳﺪﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻄﺒﻌﺔ ﺍﻟﻨﺴﺨﺔ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﻟﻨﺸﺮﻫﺎ ﻭﺗﺒﻘﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺮﻳﺪﺓ ﺣﻴﺚ ﻳﺤﺘﻔﻆ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﻳﺤﺘﻔﻆ .. ﺃﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻵﻥ، ﻓﻠﻴﺲ ﻋﻨﺪﻱ ﺃﻱ ﻣﺴﻮﺩﺓ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻧﻈﻤﺖ ﻭﻻ ﺟﺮﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﺪ ..
ﻭﺑﻌﺪ ﺗﻔﺘﻴﺶ ﻳﺴﻴﺮ ﻓﻲ ﻣﻨﺰﻝ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ، ﻟﻢ ﻳﻌﺜﺮ ﺭﺟﻼ ﺍﻷﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ، ﻓﻘﺎﻻ ﻟﻠﺠﻮﺍﻫﺮﻱ : ﻧﺤﻦ ﻣﻜﻠﻔﺎﻥ ﺍﻥ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﺍﻥ ﻧﺼﻄﺤﺒﻚ ﻣﻌﻨﺎ ..
ﻭﺫﻫﺐ ﺍﻟﺮﺟﻼﻥ ﺑﺎﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﺇﻟﻰ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﻣﺪﻳﺮﻳﺔ
ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ، ﺣﻴﺚ ﺗﻠﻘﺎﻩ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﺎﺽ ﻣﺜﻘﻒ ‏( ﺃﺻﺒﺢ ﻋﻀﻮﺍً ﻓﻲ ﻣﺤﻜﻤﺔ
ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﻻﺣﻘﺎً ‏) ﺑﺎﻟﺘﺮﺣﻴﺐ ﻭﺍﻟﺘﻜﺮﻳﻢ . ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺤﻘﻖ ﻟﻠﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﺍﻧﻪ ﻣﻌﺠﺐ
ﺑﻪ ﻭﺑﺸﻌﺮﻩ . ﺛﻢ ﺍﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺩﺭﺝ ﻓﻲ ﻣﻜﺘﺒﻪ ﺭﺯﻣﺔ ﺍﺷﻌﺎﺭ ﺟﻮﺍﻫﺮﻳﺔ ﻗﺎﻝ ﺍﻧﻪ
ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻟﻴﻘﺮﺃﻫﺎ ﻣﻌﺠﺒﺎً .. ﺷﻜﺮﻩ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﻟﻄﻔﻪ.. ﻭﻋﺎﺩ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ
ﻟﻴﺴﺄﻟﻪ ﻭﻟﻴﺪﻭﺭ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ :
- ﺃﻧﺖ ﻓﻼﻥ ﻃﺒﻌﺎً ..
- ﻧﻌﻢ.
- ﺍﻟﻘﻴﺖ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ؟
- ﻧﻌﻢ.
- ﻫﻞ ﻋﻨﺪﻙ ﻧﺴﺨﺔ ﻣﻨﻬﺎ؟
- ﻻ. ﻓﻘﺪ ﻣﺰﻗﺘﻬﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ..
- ﻫﻞ ﺗﺤﻔﻆ ﺷﻴﺌﺎً ﻣﻨﻬﺎ؟
- ﻃﺒﻌﺎً ﺍﺣﻔﻆ ﻣﻘﺎﻃﻊ ﻣﻨﻬﺎ .
- ﻣﺎ ﻫﻲ..
ﻓﺘﻼ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﺍﻟﻘﻄﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻤﺎ ﻫﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺭﺩ ﺍﻟﺘﻜﺮﻳﻢ
ﻟﻠﻮﺗﺮﻱ ﻭﺍﻻﺷﺎﺩﺓ ﺑﺨﺪﻣﺎﺗﻪ، ﻭﺃﻭﺭﺩ ﺑﻴﺘﺎً ﻭﺍﺣﺪﺍً ﻛﻨﻤﻮﺫﺝ ﻟﻐﻴﺮﻩ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ
ﺍﻟﻤﻘﻄﻊ ..
ﻭﻣﺤﺸﺮﺝ ﻭﻗﻒ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ﺑﺒﺎﺑﻪ
ﻓﺪﻓﻌﺘﻪ ﻋﻨﻪ ﻓﺰﺣﺰﺡ ﺧﺎﺋﺒﺎ
ﻓﻘﺎﻝ .. ﻛﻔﺎﻳﺔ .. ﺷﻜﺮﺍً.
ﺛﻢ ﺭﻓﻊ ﺳﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ﻭﻭﺟﺪﻩ ﻳﺨﺎﻃﺐ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ :
- ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﻋﻨﺪﻱ ﻭﺃﻧﺎ ﺷﺨﺼﻴﺎً ﻟﻢ ﺃﺟﺪ ﻋﻨﺪﻩ ﺷﻴﺌﺎً ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ ﺍﻟﺤﺠﺰ.
ﻭﻋﻨﺪ ﺳﻤﺎﻋﻪ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﺑﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﻼﻣﺤﻪ ﺍﻻﻧﺰﻋﺎﺝ ﻓﻔﻬﻢ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﺍﻷﻣﺮ،
ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺤﻘﻖ ﻟﻠﺠﻮﺍﻫﺮﻱ : ﻣﻊ ﺍﻷﺳﻒ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻟﻲ : ﺧﻠﻪ ﻋﻨﺪﻙ ..
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ : ﺃﻧﺎ ﻋﻨﺪﻙ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ..
ﻗﺎﻝ : ﻫﺬﻩ ﻣﺪﻳﺮﻳﺔ ﺍﻷﻣﻦ ﺃﻣﺎﻣﻚ ﻭﺃﻱ ﻏﺮﻓﺔ ﺗﻌﺠﺒﻚ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﺴﺄﻭﺻﻲ ﺑﻬﺎ،
ﺍﻟﻄﺎﺑﻖ ﺍﻷﺳﻔﻞ ﻣﺸﻐﻮﻝ ﻛﻠﻪ ﺑﻤﻮﻇﻔﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﺮﻳﺔ ﻷﻧﻪ ﺑﺎﺭﺩ، ﻭﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﺗﻤﻮﺯ
ﻭﺍﻟﻄﺎﺑﻖ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﺸﻤﺲ ..
ﻓﺘﺶ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﺍﻟﻐﺮﻑ ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺪ ﻟﻪ ﻣﻘﺮﺍً ﻳﻌﺠﺒﻪ ﻟﺒﺮﻭﺩﺗﻪ ﻭﺍﻧﻌﺰﺍﻟﻪ ﺳﻮﻯ
ﺩﻫﻠﻴﺰ ﺻﻐﻴﺮ ﻗﺮﺏ ﺍﻟﻤﺪﺧﻞ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ : ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﻌﺠﺒﻨﻲ !
ﻓﺄﻣﺮ ﺍﻟﻤﺤﻘﻖ ﺑﻮﺿﻊ ﻓﺮﺍﺵ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻛﺘﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺗﻴﻦ ﻓﻴﻪ ﻭﻗﺎﻝ :
- ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ، ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﻜﺮﺩﻱ ﺳﻴﺨﺪﻣﻚ
ﻭﻳﻠﺒﻲ ﻛﻞ ﻃﻠﺒﺎﺗﻚ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ : ﺭﺳﺎﻟﺔ، ﺷﺮﺍﺀ، ﺃﻭ ﺃﻳﺔ ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ
ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻨﺪﻙ ..
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﺍﻥ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻃﻠﺒﻪ ﻫﻮ ﺍﺣﻀﺎﺭ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻷﻥ ﺃﺳﺮﺗﻪ
ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺍﻧﺘﻘﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﺑﻠﺪﺓ ﺍﻟﻜﻮﺕ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺧﺸﺒﻲ ﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪﻩ ﻓﻲ
ﻣﻘﺮ ﺟﺮﻳﺪﺗﻪ ﻳﺤﻔﻆ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﺒﺮﺩﺍﺕ.. ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻣﺮﻭﺣﺔ .. ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ
ﻓﻲ ﺳﺠﻨﻪ ﺍﻟﻤﺮﻳﺢ ﻫﺬﺍ ﻳﺴﺘﻘﺒﻞ ﺯﻭﺍﺭﻩ ﻣﻦ ﺳﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﻭﺃﺻﺪﻗﺎﺀ. ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ
ﻣﻨﻊ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺯﺍﺋﺮﺍً ﻋﻦ ﺯﻳﺎﺭﺗﻪ ﺧﺮﺝ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﺷﺎﺗﻤﺎً ﺭﺟﻞ ﺍﻷﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ
ﻳﺠﺮﺅ ﻫﺬﺍ ﻋﻠﻰ ﺭﺩ ﺍﻟﺸﺘﻴﻤﺔ ﺑﻤﺜﻠﻬﺎ ..
ﻭﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻳﺴﺘﻘﺒﻞ ﺑﻬﺠﺖ ﺍﻟﻌﻄﻴﺔ ﻣﺪﻳﺮ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﺑﻜﻞ
ﺗﺮﺣﺎﺏ، ﻗﺎﺋﻼً ﻟﻪ : ﻳﺎ ﺟﻮﺍﻫﺮﻱ ! ﻳﻌﺰ ﻋﻠﻲّ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎ ﻭﺃﻗﻮﻝ ﻟﻚ ﺷﻴﺌﺎً
ﻟﺴﺖ ﻣﻀﻄﺮﺍً ﺇﻟﻰ ﻗﻮﻟﻪ، ﻭﻫﻮ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺩﻭﺭ ﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻋﺘﻘﺎﻟﻚ، ﺑﻞ ﺗﻠﻘﻴﻨﺎ ﺍﻷﻣﺮ
ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﻌﺮﻓﻲ ..
ﺛﻢ ﻳﺄﺗﻲ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻘﻖ ﻣﻌﻪ، ﻭﺑﻌﺪ ﺃﺳﺒﻮﻋﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻋﺘﻘﺎﻟﻪ
ﻟﻴﻘﻮﻝ ﻟﻪ :
- ﺍﺑﺎ ﻓﺮﺍﺕ ﻫﻞ ﺍﺳﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺍﻃﻠﺐ ﻣﻨﻚ ﺷﻴﺌﺎً؟
- ﻧﻌﻢ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ .!
- ﻧﻘﻮﻡ ﺑﺰﻳﺎﺭﺓ ﻣﻬﻴﺄﺓ ﻟﻨﻮﺭﻱ ﺑﺎﺷﺎ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻟﻨﺸﺮﺏ ﻓﻨﺠﺎﻥ ﻗﻬﻮﺓ
ﻭﻳﻨﺘﻬﻲ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ !
ﺿﺤﻚ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﻭﻗﺎﻝ : ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺇﻻ ﻫﺬﺍ .. ﻫﻞ ﺗﻀﺎﻳﻘﺖ ﻣﻨﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﻓﻲ
ﺿﻴﺎﻓﺘﻚ؟
ﻓﻲ ﺳﺠﻨﻪ ﺍﺳﺘﺄﻧﺲ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﺑﺤﻜﺎﻳﺎﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻭﻳﻬﺎ ﻟﻪ ﺃﺣﻤﺪ
ﺍﻟﻜﺮﺩﻱ ﺍﻟﻤﻜﻠﻒ ﺑﺨﺪﻣﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻦ .
ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺛﻨﺎﺀ، ﻳﻀﻴﻒ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ، ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﻮﻥ ﻣﺸﻐﻮﻟﻴﻦ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ
ﻋﻦ ﺍﻷﻋﻮﺍﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻴﺤﻜﻢ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ : ﺳﺖ ﺳﻨﻮﺍﺕ، ﺃﻗﻞ، ﺃﻛﺜﺮ ..
ﺑﻘﻲ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﻣﺪﺓ ﺷﻬﺮ ﺭﻫﻦ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﻝ . ﺍﻗﺘﺮﺏ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻳﺎﻣﻪ
ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ، ﻭﺃﺻﺒﺢ ﻋﻴﺪ ﺍﻟﻔﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ . ﻭﻗﺒﻴﻞ ﺍﻟﻌﻴﺪ ﺑﻴﻮﻡ، ﻭﻗﺪ
ﺃﻭﺷﻜﺖ ﺍﻟﺪﻭﺍﺋﺮ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﺃﻥ ﺗﻐﻠﻖ ﺃﺑﻮﺍﺑﻬﺎ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ، ﺟﺎﺀﻩ ﻣﻌﺎﻭﻥ
ﺑﻬﺠﺖ ﺍﻟﻌﻄﻴﺔ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ : ﺍﻟﺒﺎﺷﺎ ﻳﻄﻠﺒﻚ ..
ﺫﻫﺐ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﺇﻟﻴﻪ. ﺃﻋﺮﺏ ﻟﻠﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﻋﻦ ﺍﺳﻔﻪ ﺍﻟﻌﻤﻴﻖ ﻭﺃﻟﻤﻪ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ
ﻷﻧﻪ ﺳﻴﺒﻘﻰ ﻗﻴﺪ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﻝ ﺧﻼﻝ ﻋﻄﻠﺔ ﺍﻟﻌﻴﺪ، ﻋﻼﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻷﻣﻦ
ﺳﻮﻑ ﺗﺨﻠﻮ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻭﺑﻴﻦ . ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺃﻭﺻﻰ ﻣﻦ ﻳﻌﻤﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﻟﻼﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﻪ
ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻌﻄﻠﺔ ﻭﻫﻮ ﻳﺤﺐ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻃﻠﺐ ﺃﻭ ﺣﺎﺟﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ، ﺃﻭ ﻣﻊ ﺍﻟﺒﻴﺖ، ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ :
- ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ﺑﺠﺎﻧﺒﻚ ﺇﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﺗﺮﻳﺪ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﻣﻊ ﺃﺣﺪ ..
ﺗﺬﻛﺮ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ، ﻭﻫﻲ ﺃﻏﻠﻰ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻩ، ﻭﺗﺴﻜﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺠﻒ،
ﻗﺎﻝ ﻟﻠﻌﻄﻴﺔ :
- ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺫﻛﺮﺗﻨﻲ ﺳﺄﺗﺼﻞ ﺇﺫﺍ ﺳﻤﺤﺖ ﺑﻮﺍﻟﺪﺗﻲ ﻓﻴﻄﻤﺌﻦ ﻗﻠﺒﻬﺎ ..
ﻭﺍﻋﻄﺎﻩ ﺍﻟﺮﻗﻢ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﻭﻫﻮ ﺭﻗﻢ ﻫﺎﺗﻒ ﺃﺣﺪ ﺟﻴﺮﺍﻥ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﻷﻥ ﻣﻨﺰﻝ
ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻴﻪ ﻫﺎﺗﻒ ﻭﺗﺤﺪﺙ ﻣﻌﻬﺎ .. ﺛﻢ ﺷﻜﺮ ﺍﻟﻌﻄﻴﺔ ﻭﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ
ﻏﺮﻓﺘﻪ "ﺍﻟﻤﺒﺮﺩﺓ .." ﻭﺑﻌﺪ ﻋﺸﺮ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﻳﺴﺘﺪﻋﻰ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺇﻟﻰ
ﻣﻜﺘﺐ ﺍﻟﻌﻄﻴﺔ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻟﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺧﻴﺮ :
- ﺑﺸﺎﺭﺓ ﺳﺎﺭﺓ ! ﺻﺪﺭ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻃﻼﻕ ﺳﺮﺍﺣﻚ ﻭﻟﻢ ﻳﺘﺒﻖ ﺳﻮﻯ ﺗﻮﺛﻴﻘﻬﺎ
ﺑﺮﻗﻴﺎً .. ﻫﻴﺄ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻠﺨﺮﻭﺝ، ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻌﻪ ﺳﻮﻯ ﻣﻼﺑﺴﻪ،
ﻭﺍﻟﻤﺮﻭﺣﺔ ﺍﻟﻀﻴﻘﺔ، ﻭﺻﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﺜﻠﺞ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ . ﻭﺑﻌﺪ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﺩﺧﻞ ﻣﻌﺎﻭﻥ
ﺍﻟﻌﻄﻴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ : ﻭﺻﻠﺖ ﺍﻟﺒﺮﻗﻴﺔ ﻭﺍﻧﺘﻬﻰ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﺨﺮﺝ ﺣﺮﺍً
ﻃﻠﻴﻘﺎً.. ﺧﺮﺝ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻻ ﺗﺼﺪﻕ ﺍﻧﻪ ﺣﻲ ﻳﺮﺯﻕ ﻭﻣﻄﻠﻖ ﺍﻟﺴﺮﺍﺡ
ﻭﺍﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺤﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺪﺓ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺳﺠﻨﺎً .. ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﻳﺮﻭﻱ ﺣﻜﺎﻳﺔ
ﺳﺠﻨﻪ ﻫﺬﻩ ﻣﻦ ﺿﻤﻦ ﺣﻜﺎﻳﺎﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻋﻦ ﻋﺼﺮ ﻧﻮﺭﻱ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪ، ﻟﻴﻘﺎﺭﻥ ﺑﻴﻦ
ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻭﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﺘﻪ، ﻭﻟﻴﺘﺮﺣﻢ ﻋﻠﻰ ﻧﻮﺭﻱ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪ ﺗﺮﺣﻤﺎً
ﺣﻘﻴﻘﻴﺎً ﺻﺎﺩﻗﺎً ﻳﻠﻤﺴﻪ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻗﺮﺃ ﺫﻛﺮﻳﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺰﺀﻳﻦ ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ ﺃﺻﺪﺭﻫﻤﺎ
ﻗﺒﻞ ﺭﺣﻴﻠﻪ ﺑﻌﺪﺓ ﺳﻨﻮﺍﺕ .

جمع واعداد/ خالد عوسي.

ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺣﺮﻛﺔ ﻣﺎﻳﺲ ١٩٤١م، ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﺔ

 .ﺇﺗﺨﺬﺕ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﻟﻀﻤﺎﻥ ﺳﻼﻣﺔ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻭﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﻓﻘﺮﺭﺕ ﻧﻘﻠﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺃﺭﺑﻴﻞ ﺧﺸﻴﺔ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﺍﻟﻤﻠﻜﻲ ﺇﻟﻰ ﻗﺼﻒ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺍﺕ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻐﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻳﺎﻡ . ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﻤﻌﺖ ﺍﻟﻤﻠﻜﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀ ﺃﺧﺒﺮﺕ ﺭﺋﻴﺲ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻴﺎﻥ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺼﺪﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﺮﺩﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭﻳﺠﺘﻤﻊ ﺑﺎﻟﻤﻠﻜﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﺘﺪﺍﻭﻝ ﻣﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺷﺆﻭﻥ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻪ، ﻭﺇﺧﺒﺎﺭﻫﺎ ﺑﺎﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺼﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻠﻜﺔ ﺗﺨﺒﺮﻩ ﺑﻜﻞ ﺍﻟﻤﻀﺎﻳﻘﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ، ﻭﻗﺪ ﺣﺬﺭﺗﻪ ﻗﺎﺋﻠﺔ " ﺃﻋﺘﻘﺪ ﺑﺄﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﺳﻮﻑ ﻳﻤﻨﻌﻮﻧﻚ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﺼﻞ ﺍﻟﻴﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ﻷﻧﻨﻲ ﻋﻠﻤﺖ ﺃﻧﻬﻢ ﺑﺼﺪﺩ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺳﻴﺘﺨﺬﻭﻧﻬﺎ ﺑﺸﺄﻧﻨﺎ ﻓﺈﺫﺍ ﻣﺎ ﺣﺼﻞ ﻟﻨﺎ ﺃﻱ ﻣﻜﺮﻭﻩ ﻻﺳﻤﺢ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﻮﻑ ﺍﺑﻌﺚ ﻟﻚ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺨﺪﻡ ﻭﻓﻲ ﻳﺪﻩ ﺧﺎﺗﻤﻲ ﻫﺬﺍ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺃﻋﻄﺎﻙ ﺇﻳﺎﻩ ﻓﺄﻋﻠﻢ ﺑﺄﻧﻪ ﺭﺳﻮﻟﻨﺎ ." ﻓﻲ ﺻﺒﺎﺡ ﻳﻮﻡ ﺍﻷﺭﺑﻌﺎﺀ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﻑ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﻣﺎﻳﺲ ﻋﺎﻡ 1941 ، ﺣﻀﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﺍﻟﻤﻘﺪﻡ ﺻﺎﻟﺢ ﺯﻛﻲ ﺁﻣﺮ ﻓﻮﺝ ﺍﻟﺤﺮﺍﺳﺔ ﻳﺮﺍﻓﻘﻪ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﻟﮕﻴﻼﻧﻲ ﺑﻮﺻﻔﻪ ﻧﺎﺋﺒﺎً ﻋﻦ ﻭﻛﻴﻞ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺪﻳﻮﺍﻥ ﻭﺃﺧﺒﺮ ﺍﻟﻤﻠﻜﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺑﺄﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻟﻠﺴﻔﺮ ﻭﺟﻼﻟﺔ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻓﻴﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺇﻟﻰ ﻣﺼﻴﻒ ﺻﻼﺡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﺳﺮﻳﺎً ، ﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﺃﺭﺳﻠﺖ ﺍﻟﺨﺎﺩﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﺼﺪﺭ ﻟﻴﺨﺒﺮﻩ ﺑﻤﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺘﺮﺣﻴﻞ ﻃﺎﻟﺒﺔ ﺇﺳﺘﺸﺎﺭﺗﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺇﺧﻼﺀ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺼﻴﺎﻥ ﻟﻠﺒﻘﺎﺀ ﻭﺑﻌﺪ ﺳﺎﻋﺘﻴﻦ ﺟﺎﺀﻫﺎ ﺍﻟﺨﺎﺩﻡ ﻭﺃﺧﺒﺮﻫﺎ ﺑﺈﺷﺎﺭﺓ ﺍﻟﺼﺪﺭ ﺑﺎﻟﺴﻔﺮ ، ﻭﻗﺪ ﺗﺒﻴﻦ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺑﺈﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺭﺃﻱ ﺍﻟﺼﺪﺭ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺭﺃﻱ ﺍﻟﺤﺮﺱ. ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﻤﻠﻜﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻭﺷﻘﻴﻘﺎﺗﻬﺎ ﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻟﻠﺮﺣﻴﻞ ﻭﺣﻤﻠﺖ ﻣﻌﻬﺎ ﻣﺴﺪﺳﺎً ﻭﺟﻤﻌﺖ ﻣﺠﻮﻫﺮﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻭﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﻹﺭﺳﺎﻟﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ ، ﻭﻳﺮﻭﻱ ﺩﻱ ﻏﻮﺭﻱ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻗﺎﺋﻼ " ﻟﻘﺪ ﺳﻠﻤﺖ ﺍﻟﻤﺠﻮﻫﺮﺍﺕ ﻭﺍﻷﻭﺳﻤﺔ ﻭﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﻮﺳﺎﻡ ﺍﻟﻬﺎﺷﻤﻲ ﺫﻭ ﺍﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ﺍﻟﺬﻫﺒﻴﺔ ﻭﻭﺳﺎﻡ ﻓﻴﻜﺘﻮﺭﻳﺎ ﻭﻣﺴﺪﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻀﺔ ﺃﻫﺪﺍﻩ ﻫﺘﻠﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻏﺎﺯﻱ ﻭﻭﺛﺎﺋﻖ ﺃﺧﺮﻯ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﺠﻮﻳﺔ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻹﺭﺳﺎﻟﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﻘﻠﺘﻬﺎ ﺳﻘﻄﺖ ﻓﻲ ﻣﻴﺎﻩ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭﻗﺪ ﺑﺬﻟﺖ ﺟﻬﻮﺩ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻟﻠﻌﺜﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺑﺎﺀﺕ ﺑﺎﻟﻔﺸﻞ " ﻭﺃﻋﺘﻘﺪ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﻴﻦ ﻗﺪ ﺳﺮﻗﻮﻫﺎ . ﻧﻘﻠﺖ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﺭﺑﻴﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﻣﺎﻳﺲ ﻋﺎﻡ 1941 ، ﻭﺑﻌﺪ ﻭﺻﻮﻟﻬﻢ ﻣﻜﺜﺖ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻤﻼ ﺃﻓﻨﺪﻱ ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺭﺍﻷﻛﺮﺍﺩ ﻭﺯﻋﻴﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﺭﺟﻼً ﺛﺮﻳﺎً ﻭﻟﻪ ﻋﺸﻴﺮﺓ ﻗﻮﻳﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺍﻟﻴﻪ ،ﻭﺑﻘﻴﺖ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﺔ ﻓﻲ ﺩﺍﺭﻩ ﺗﺤﺖ ﺇﺷﺮﺍﻑ ﻭﺣﻤﺎﻳﺔ ﻗﻮﺓ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ، ﻭﻗﺪ ﺃﺷﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﻔﻴﺮ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﺔ ﺁﻣﺮ ﻓﻮﺝ ﺍﻟﺤﺮﺱ ﺍﻟﻤﻠﻜﻲ ﺍﻟﻤﻘﺪﻡ ﺻﺎﻟﺢ ﺯﻛﻲ ﻭﻗﺪ ﺍﺗﺨﺬﺕ ﺍﻟﺘﺮﺗﻴﺒﺎﺕ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻷﺗﺼﺎﻝ ﺑﺄﻱ ﻛﺎﻥ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﻭﻓﻖ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺿﻌﺘﻬﺎ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻭﻣﻦ ﺿﻤﻨﻬﺎ :

-1 ﻋﺪﻡ ﺫﻫﺎﺏ ﺍﻷﺟﺎﻧﺐ ﻭﺍﻟﻤﺸﺘﺒﻪ ﺑﻬﻢ ﻣﻦ ﺭﺟﺎﻝ ﻭﻧﺴﺎﺀ ﻣﻊ ﺟﻼﻟﺘﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻭﺍﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺎﺷﻴﺔ.
-2 ﻣﻨﻊ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﻴﻦ ﻭﻋﻮﺍﺋﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﺧﺘﻼﻁ ﺑﺠﻼﻟﺔ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻭﺍﻟﻤﻠﻜﺔ.
-3 ﻋﺪﻡ ﻣﺮﺍﻓﻘﺔ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﺮﺍﻓﻘﻴﻦ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻻ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﻣﻦ ﺳﻔﺮﻩ .
-4 ﺇﺫﺍ ﺇﺭﺗﺄﺕ ﺟﻼﻟﺔ ﺍﻟﻤﻠﻜﺔ ﻣﺮﺍﻓﻘﺔ ﺳﻤﻮ ﺍﻷﻣﻴﺮﺍﺕ ﻣﻊ ﺟﻼﻟﺘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺼﻴﻒ ﻳﺴﻤﺢ ﻭﻳﺸﺘﺮﻁ ﻋﺪﻡ ﺍﺧﺘﻼﻁ ﺳﻤﻮﻫﻦ ﺑﺄﻱ ﺃﺣﺪ
ﻛﺎﻥ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻮﺩ ﻣﻨﻬﻦ ﻓﻼ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺬﻫﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺼﻴﻒ ﻣﺮﺓ ﺛﺎﻧﻴﺔ .

جمع واعداد/ خالد عوسي.



. ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ : ‏( ﻧﻌﻴﻤﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ‏) ﺯﻭﺟﺔ ﻧﻮﺭﻱ ﺳﻌﻴﺪ ﻭ ﺷﻘﻴﻘﺔ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ، ﺗﺤﻤﻞ ﺍﻟﻤﻠﻚ ‏(ﻓﻴﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ‏) ﻋﻨﺪ ﻭﺻﻮﻟﻬﻤﺎ ﺍﻟﻰ ﻣﺼﻴﻒ ﺳﺮﺳﻨﻚ ‏( ﺻﻼﺡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ‏) ، ﺗﺠﻨﺒﺎً ﻟﺘﺪﺍﻋﻴﺎﺕ ﺣﺮﻛﺔ ﻣﺎﻳﺲ ١٩٤١م.


اول بيعة للملك فيصل الاول

ﻓﻲ ﻧﻴﺴﺎﻥ من عام ١٩٢١م، ﺍﺣﺘﻔﻞ ﺍﻻﻋﻈﻤﻴﻮﻥ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﻘﺔ ﻗﺼﻲ ﻧﺎﺟﻲ ﺍﻟﺨﻀﻴﺮﻱ
ﻭﺃﻋﻠﻨﻮﺍ ﻣﺒﺎﻳﻌﺔ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻓﻴﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻠﻜﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ، ﻭﻫﻲ ﺃﻭﻝ ﺑﻴﻌﺔ ﺻﺪﺭﺕ ﻟﻠﻤﻠﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ. ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺫﻫﺐ ﻭﻓﺪ ﻣﻦ ﺃﻫﺎﻟﻲ ﺍﻻﻋﻈﻤﻴﺔ ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻲ ﻇﺮﻳﻒ ﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﻤﻠﻚ، ﻭﺍﻃﻼﻋﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻗﺪ ﺷﻜﺮﻫﻢ ﺍﻟﻤﻠﻚ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﻤﻠﻚ فيصل ﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﺟﺎﻣﻊ ﻭﻛﻠﻴﺔ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻻﻋﻈﻢ في الاعظمية.

الاثنين، 14 يوليو 2014

ﺷﻴﻮﺥ ﻭﻭﺟﻬﺎﺀ ﺍﻷﻋﻈﻤﻴﺔ ﻗﺪﻳﻤﺎ

ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻏﺎﺯﻱ ﻓﻲ ﺫﻛﺮﻳﺎﺕ ﻛﺎﻛﺎ ﻓﺆﺍﺩ


ﻫﺬﻩ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻭﻣﻨﻘﻮﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺷﺨﺺ ﻣﺮﺍﻓﻖ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻏﺎﺯﻱ ﻭﻫﻮ
ﺍﻟﺴﻴﺪ / ﻓﺆﺍﺩ ﻋﺎﺭﻑ ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﻫﺎﻟﻲ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺗﻮﻓﻲ ﻋﺎﻡ 2005 .
ﻓﻲ ﺫﻛﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻓﺆﺍﺩ ﻋﺎﺭﻑ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺑﺴﺎﻃﺔ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﺔ .
ﺑﺎﻷﺧﺺ ﻋﻦ ﺷﺨﺺ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻏﺎﺯﻱ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻴﺶ ﻋﻴﺸﺔ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻛﻞ
ﺍﻟﺒﻌﺪ ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﻠﻜﺎً . ﻣﻨﺬ ﻓﺘﺮﺓ ﺷﺒﺎﺑﻪ ﻭﺣﺘﻰ ﻣﻘﺘﻠﻪ ﻋﺎﻡ 1939 ﻇﻞ
ﺑﺴﻴﻄﺎً ﻭﻳﺰﺍﻭﻝ ﻫﻮﺍﻳﺎﺗﻪ ﻛﺄﻱ ﺷﺎﺏ . ﺗﺼﻮﺭﻭﺍ ﻛﺎﻥ ﻟﺪﻳﻪ ﺇﺫﺍﻋﺔ ﺗﺒﺚ ﻣﻦ
ﻗﺼﺮ ﺍﻟﺰﻫﻮﺭ ﻛﺎﻥ ﻳﺸﺘﺮﻙ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ. ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺴﻴﺪ / ﻓﺆﺍﺩ ﻋﺎﺭﻑ :
ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺃﻳﺎﻡ ﺻﻴﻒ ﺑﻐﺪﺍﺩ . ﻛﻨﺎ ﺃﻧﺎ ﻭﺟﻼﻟﺔ ﺍﻟﻤﻠﻚ / ﻏﺎﺯﻱ ﻭﺣﺪﻧﺎ ﻓﻲ
ﺳﻴﺎﺭﺗﻪ . ﻛﻨﺖ ﺟﺎﻟﺴﺎً ﺑﺠﻮﺍﺭﻩ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﺩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ .. ﻻ ﺣﺮﺱ ﻭﻻ ﺣﻤﺎﻳﺔ .!!
ﻓﺠﺄﺓ ﻭﻗﺒﻞ ﻭﺻﻮﻟﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺑﻨﺎﻳﺔ / ﺃﻭﺭﺯﺩﻱ ﺑﺎﻙ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺷﺎﺭﻉ ﺍﻟﺮﺷﻴﺪ ..
ﺗﻮﻗﻒ .. ﻭﻗﺎﻝ : ــ ﻛﺎﻛﻪ ﻓﺆﺍﺩ . ﺭﻭﺡ ﺃﺳﺄﻝ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﻋﻦ ﺳﻌﺮ ﺗﻠﻚ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﺿﺔ . ﻓﻌﻼً ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﻓﻲ ـ ﺍﻟﺠﺎﻣﺨﺎﻧﺔ ـ ﺣﻤﺮﺍﺀ
ﺳﺒﻮﺭﺕ.. ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺳﻘﻒ ـ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﺷﺒﺎﺑﻴﺔ ـ .!! ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺴﻴﺪ / ﻓﺆﺍﺩ ﻋﺎﺭﻑ :
ﺗﺮﺟﻠﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻭﻇﻞ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻭﺣﺪﻩ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﺭﺗﻪ ﻳﻨﺘﻈﺮﻧﻲ . ﺍﺳﺘﻘﺒﻠﻨﻲ
ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﺃﻭ ﻭﻛﻴﻞ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ .. ﻗﺪﻣﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﻗﺎﻝ : ﺃﻋﺮﻓﻚ
ﺃﺳﺘﺎﺫ.. ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﻳﺘﻔﻀﻞ ﺟﻼﻟﺔ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻭﻳﺘﻨﺎﻭﻝ ﺷﻲﺀ؟؟؟. ﺷﻜﺮﺗﻪ ﻭﺟﺮﻯ
ﺑﻴﻨﻨﺎ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ : ــ ﻛﻢ ﺳﻌﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ؟. ﺳﻌﺮﻫﺎ 1550 ﺩﻳﻨﺎﺭ . ﻭﻟﻜﻦ
ﻟﺠﻼﻟﺔ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺃﻗﻞ ـ ﺑﻜﻢ ﺩﻳﻨﺎﺭ . ﺑﺤﺪﻭﺩ ﻋﺸﺮﺓ ﺃﻭ ﻋﺸﺮﻳﻦ ! . ﺷﻜﺮﺗﻪ
ﻭﻋﺪﺕ ﺍﻟﻰ ﺟﻼﻟﺘﻪ ﻭﺃﺧﺒﺮﺗﻪ ﺑﺎﻟﻤﻮﺿﻮﻉ . ﺻﻤﺖ ﻗﻠﻴﻼً ﻭﻗﺎﻝ :ــ ﻛﺎﻛﻪ ﻓﺆﺍﺩ
ﺷﮕﺪ ﻋﻨﺪﻙ ﻓﻠﻮﺱ ؟ . ﻣﻮﻻﻧﺎ ﻣﺎ ﺃﻣﻠﻚ ﻏﻴﺮ 150 ﺩﻳﻨﺎﺭ ﺟﻤﻌﺘﻪ ﻣﻦ ﺭﻭﺍﺗﺒﻲ
ﻟﺴﻨﻮﺍﺕ .!! ــ ﻋﺠﻴﺒﺔ .. ﻣﺎﺩﮔﻮﻟﻲ ﻭﻳﻦ ﺗﻮﺩﻱ ﺍﻟﻤﻌﺎﺵ .. ﺃﺷﻮ ﺗﺎﻛﻞ ﻭﺗﺸﺮﺏ
ﺑﺎﻟﻘﺼﺮ ؟ . ﻣﻮﻻﻧﺎ . ﻋﻨﺪﻱ ﻏﺮﻓﺔ ﺑﺎﻟﻔﻨﺪﻕ . ﻣﺮﺍﺕ ﺧﻤﻴﺲ ﻭﺟﻤﻌﺔ ﺃﻧﺰﻝ
ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﺑﻌﺪﻳﻦ ﻳﺼﻴﺮ ﻋﻨﺪﻱ ﺧﻄﺎﺭ .!! ﻋﺪﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺟﻤﻊ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ
‏( ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﺓ ﻭﺍﻟﺨﺎﻻﺕ ﻭﺍﻟﻌﻤﺎﺕ ‏) .. ﺟﻤﻌﻮﺍ ﻟﻪ 350 ﺩﻳﻨﺎﺭ.. ﺯﺍﺋﺪﺍً ﺗﺤﻮﻳﺸﺘﻲ
ﺃﺻﺒﺢ ﻟﺪﻳﻨﺎ 500 ﺩﻳﻨﺎﺭ .. ﺑﻌﺪ ﻧﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺃﻟﻒ ﺩﻳﻨﺎﺭ .!!! ﻇﻞ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺣﺎﺋﺮﺍً
ﻛﻴﻒ ﺳﻴﺮﺗﺐ ﺍﻟﺒﻘﻴﺔ ﻭ ﻳﺸﺘﺮﻱ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ؟؟؟. ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺗﻌﺠﺒﺖ ﻭﺣﻴﻨﻪ
ﻃﺮﺣﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﺐ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﻣﻦ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﺇﻧﺘﻬﻰ ﺃﻷﻣﺮ . ﺣﻴﻨﻬﺎ
ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻲ ﺃﻥ ﺃﺗﺼﻞ ﺑﻮﺯﻳﺮ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﻳﺄﺗﻲ ﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻣﺴﺎﺀً ﻭﻓﻲ
ﻗﺼﺮﻩ . ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ ﺣﻀﺮ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺑﺎﻟﻤﻼﺑﺲ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ .. ﺟﻠﺲ ﻭﺗﻨﺎﻭﻝ
ﺷﻲﺀ.. ﺛﻢ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻲّ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺑﻨﻈﺮﺓ ﺇﻓﺘﻬﻤﺖ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﻓﺘﺢ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﻣﻊ
ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ .. ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺩﺍﺭ ﺑﻴﻨﻲ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﻣﺎﻳﻠﻲ :ــ ﻣﻌﺎﻟﻲ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ .. ﻟﻘﺪ ﻃﻠﺒﻜﻢ
ﻣﻮﻻﻧﺎ ﻷﻣﺮ ﻣﺎ. ــ ﻭﺃﻧﺎ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ ﻣﻮﻻﻧﺎ . ﺃﺧﺬﺕ ﺃﺣﻜﻲ ﻟﻪ ﻛﻞ ﺍﻟﻘﺼﺔ ..
ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﻕ ﻃﺎﻕ ﺇﻟﻰ ﺳﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ .!! ﺳﻜﺖ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺑﺮﻫﺔ ﻭﻗﺎﻝ : ــ ﻭﻓﻖ ﺃﻱ
ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺃﺻﺮﻑ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ .. ؟؟ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎً ﻣﺎ ﻳﺠﻮﺯ ..ﻟﻜﻮﻥ ﻣﻮﻻﻧﺎ ﻳﻤﻠﻚ ﺳﻴﺎﺭﺗﺎﻥ ،
ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺭﺳﻤﻴﺔ ﻭﺍﻷﺧﺮﻯ ﺷﺨﺼﻴﺔ .. ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﻣﻮﻻﻧﺎ ﺃﻥ ﻧﺨﺮﺝ ﻋﻦ
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ .. ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻛﻞ ﺍﻟﺨﺰﻳﻨﺔ ﺗﺤﺖ ﺗﺼﺮﻓﻪ .. ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻮﻻﻧﺎ ﻋﻠَّﻤﻨﺎ ﻋﻠﻰ
ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﺎﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ .. ﻭﻫﻮ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ .!!! ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﻛﺎﻥ ﻛﺎﻟﻘﻨﺒﻠﺔ .. ﺻﻤﺖ
ﺭﻫﻴﺐ .. ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻟﻢ ﻳﺘﻮﻗﻌﻮﺍ ﻫﻜﺬﺍ ﻛﻼﻡ.. ﺑﻌﺪ ﻓﺘﺮﺓ ﻧﻄﻖ ﺍﻟﻤﻠﻚ : ﻳﺸﻬﺪ ﺍﻟﻠﻪ
ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺧﻤﺲ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﻳﻌﺘﺬﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ .. ﻭﺃﻭﺻﻠﻪ ﺍﻟﻰ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ .!!!
ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻋﺎﺗﺒﻨﻲ ﺑﺸﺪﺓ ﻭﻗﺎﻝ : ـ ﻛﻞ ﺍﻟﺼﻮﭺ ﻣﻨﻚ ﻳﺎ ﻛﺎﻛﻪ ﻓﺆﺍﺩ .. ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﻋﻠﻰ
ﺣﻖ .!!!!! ﺍﻧﺘﻬﺖ ﺍﻟﻘﺼﺔ .. ﺑﻌﺪ ﺃﺳﺒﻮﻉ ﻛﻨﺎ ﺳﻮﻳﺎً ﻭﺇﺫﺍ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻳﻘﻮﺩﻫﺎ
ﺃﺣﺪ ﺃﺛﺮﻳﺎﺀ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺪﻋﻮ / ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻄﻔﻲ .. ﺃﺳﺮﻉ ﺍﻟﻤﻠﻚ
ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻨﻲ ﺃﻥ ﺃﺳﺄﻟﻪ ﺑﻜﻢ ﺃﺷﺘﺮﺍﻫﺎ ؟؟ . ﺳﺒﻘﻨﺎﻩ ﻭﺃﺷﺮﺕ ﻟﻪ ﺗﻮﻗﻒ ﻭﺗﺮﺟﻞ
ﻭﺟﺎﺀ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻠﻚ .. ﺳﺄﻟﺘﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻌﺮ ﻗﺎﻝ ﺍﺷﺘﺮﻳﺘﻬﺎ ﺑﺎﻷﻣﺲ ﺑﻤﺒﻠﻎ /
1550 ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻧﻘﺪﻱ .!! ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﺮﻑ ﺳﺒﺐ ﺳﺆﺍﻟﻲ ﺃﻟﺢ ﺃﻥ ﻳﻬﺪﻳﻬﺎ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻤﻠﻚ .. ﻟﻜﻦ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﺭﻓﺾ ﺑﺸﺪﺓ .. ﺣﺎﻭﻝ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻟﻢ ﻳﺮﺿﻰ
ﺃﺑﺪﺍً .

جمع واعداد / خالد عوسي.

نوري السعيد وما يقوله عن اهل الموصل

ﺃﻋﻠﻤﻨﻲ ﻣﺤﺪﺛﻲ ﻋﻦ ﺍﻥ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻧﻮﺭﻱ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪ ﻛﺎﻥ ﻣﻮﻟﻌﺎً ﺑﺤﺒﻪ ﻻﻫﻞ ﺍﻟﻤﻮﺻﻞ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺬﻛﺮ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﺍﻫﻠﻬﺎ . ﻭﻓﻲ ائﺣﺪﻯ ﻟﻘﺎﺁﺗﻪ ﻣﻊ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﻨﻮﺍﺏ ﻭﺍﻻﻋﻴﺎﻥ ﻭﺍﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻭﺯﺍﺭﻱ ﺟﺪﻳﺪ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﻴﻦ ﻭﻟﻜﻲ ﻳﺘﻢ اﺧﺘﻴﺎﺭ ﻋﺮﺍﻗﻴﻴﻦ ﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﻧﻮﺭﻱ ﺑﺎﺷﺎ . ﺍﻃﻠﻖ ﺍﻟﺒﺎﺷﺎ ﻧﻮﺭﻱ ﺳﻌﻴﺪ ﺟﻤﻠﺘﻴﻦ ﻭﺿﺢ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻤﻮﺻﻞ ﺍﻟﺤﺪﺑﺎﺀ ﻭﻗﺎﻝ
ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺠﻤﻠﺘﻴﻦ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ : ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻤﻮﺻﻞ ﻳﺘﻤﻴﺰﻭﻥ ﺑﻜﻮﻧﻬﻢ -:
ﺑﺴﻼﺀ ........ ﺍﻣﻨﺎﺀ ....... ﻋﻠﻰ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺭﻗﺒﺎﺀ
ﻛﺮﻣﺎﺀ ........ ﺑﺦﻻﺀ ....... ﻋﻠﻰ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺭﻗﺒﺎﺀ


ﻭﻟﻮ ﺗﻔﺤﺼﻨﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺠﻤﻠﺘﻴﻦ ﺍﻟﺘﻴﻦ ﺍﻃﻠﻘﻬﺎ ﺍﻟﺒﺎﺷﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻤﻮﺻﻞ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺷﺮﺣﻬﺎ ﺍﻟﺒﺎﺷﺎ ﻟﻤﺤﺪﺛﻴﻪ ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺒﺎﺷﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻥ اﻃﻠﻖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺠﻤﻠﺘﻴﻦ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻣﺤﺪﺛﻲ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻻﻭﻟﻰ . ﺍﻥ ﺍﻟﺒﺎﺷﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻥ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻤﻮﺻﻞ ﻳﺸﺘﻬﺮﻭﻥ ﺑﺒﺴﺎﻟﺘﻬﻢ ﺍﻟﻤﻨﻘﻄﻌﺔ اﻟﻨﻈﻴﺮ . ﻓﻬﻢ ﺑﺴﻼﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﻭﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻭﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﺪﺍﺀ ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭﺣﺒﻬﻢ ﻻﺭﺿﻬﻢ ﻳﺠﻌﻠﻬﻢ ﻣﺘﻌﻠﻘﻮﻥ ﺑﻬﺎ ﺣﺘﻰ اﻟﻤﻮﺕ . ﻭﺷﺠﺎﻋﺘﻬﻢ ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﺻﻲ ﻭﺍﻟﺪﺍﻧﻲ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻓﻬﻢ ﺑﺴﻼﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻻﻧﻀﺒﺎﻁ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻭﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻻﻭﺍﻣﺮ . ﻛﻤﺎ ﺍﻧﻬﻢ اﻣﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﻭﺍﻟﻮﻻﺀ ﻓﺎﻥ ﻣﻨﺤﻮﺍ ﺍﻟﻮﻻﺀ ﻳﺒﻘﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻣﻨﺎﺀ ﻣﻬﻤﺎ ﺟﺮﻯ ﻟﻬﻢ ﻭﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﺗﺴﻴﺮ ﺑﻌﻜﺲ ﺍﺗﺠﺎﻫﻬﻢ ﻓﻬﻢ
ﺍﻣﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﻰ ﺣﺪ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻣﺎﻧﺔ ﻭﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻨﻬﺎ . ﻭﻋﻠﻰ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺭﻗﺒﺎﺀ . ﻓﻬﻢ ﻳﺤﻤﻠﻮﻥ ﻓﻲ ﻋﻘﻮﻟﻬﻢ وﺩﻣﺎﺋﻬﻢ ﺍﻟﻐﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﺨﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﻻﺧﺮﻳﻦ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺨﻄﺄ . ﻓﺎﻥ ﺍﺧﻄﺄ ﺍﺣﺪﻫﻢ ﻳﻌﺘﺮﻳﻪ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻣﻦ ﺭﻗﺎﺑﺔ ﺍﻻﺧﺮﻳﻦ ﻟﻪ ﻻﻧﻪ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺫﻟﻚ
ﺟﺮﺣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭﻣﺴﻴﺮﺓ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﻌﻴﺐ . ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻓﻬﻢ ﻳﻨﺠﺰﻭﻥ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﻭﺍﻻﻭﺍﻣﺮ ﺑﺤﺬﺍﻓﻴﺮﻫﺎ ﻭﻻ ﻳﺤﻴﺪﻭﻥ ﻋﻦ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻣﺎ يوكل ﻟﻬﻢ ﻳﺪﻓﻌﻬﻢ ﺭﻗﺎﺑﺔ ﺍﻻﺧﺮﻳﻦ ﻟﻬﻢ . ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻓﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺭﻗﺒﺎﺀ . ﻭﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﺍﻻﻭﻟﻰ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﺼﺪ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺒﺎﺷﺎ ﺍﻧﻬﻢ ﺭﺟﺎﻝ ﺑﺴﻼﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻣﻦ ﻭﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻓﻬﻢ ﺍﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﻳﺪﻳﺮ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻻﻧﻬﻢ ﺳﻮﻑ ﻳﺒﺪﻋﻮﻥ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻢ ﺑﺴﻼﺀ ﻭﺍﻣﻨﺎﺀ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻬﺬﺍ . ﻓﻮﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺳﺘﻮﻛﻞ ﻻﺣﺪﻫﻢ . ﺍﻣﺎ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺒﺎﺷﺎ كرماء  .. ﺑﺨﻼﺀ .. ﻋﻠﻰ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺭﻗﺒﺎﺀ .. ﻓﻘﺪ ﻗﺼﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺒﺎﺷﺎ  اﻥ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻤﻮﺻﻞ ﻣﻌﺮﻭﻓﻴﻦ ﺑﻜﺮﻣﻬﻢ ﻻﻫﻠﻬﻢ ﻭﺍﺻﺪﻗﺎﺋﻬﻢ ﻭﺿﻴﻮﻓﻬﻢ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﻓﻬﻢ ﻣﺸﻬﻮﺭﻳﻦ . ﺑﺎﻛﻼﺗﻬﻢ ﺍﻟﻤﻮﺻﻠﻴﺔ ﺍﻟﻠﺬﻳﺬﺓ ﻭﺷﻬﺮﺗﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺒﺦ ﺍﻟﻤﻨﺰﻟﻲ ﻭﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻤﻮﺻﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ
ﻣﺎ ﺗﻜﺘﻨﺰﻩ ﺻﻴﻔﺎ ﻣﻦ ﻏﺬﺍﺀ ﻭﺣﺒﻮﺏ ﻭﺗﺨﺰﻧﻪ ﻟﻠﺸﺘﺎﺀ ﻓﺎﻫﻞ ﺍﻟﻤﻮﺻﻞ ﻳﻌﺘﻤﺪﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻓﻲ ﺗﺼﻨﻴﻊ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺎ ﺗﺤﺘﺎﺟﻪ وﺗﻘﺪﻳﻤﻪ ﻟﻼﻫﻞ ﻭﺍﻻﻗﺮﺑﺎﺀ ﻭﺍﻻﺻﺪﻗﺎﺀ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﻭﻛﺮﻣﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺍﻟﻀﻴﻒ ﻭﺗﻜﺮﻳﻢ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﻭﺍﻟﺰﺍﺋﺮ ﻟﻤﺪﻳﻨﺘﻬﻢ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺮ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻓﻬﻢ ﺍﻭﻝ ﻣﻦ ﻗﺎﻡ ﺑﺘﺨﺰﻳﻦ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻠﺤﻮﻡ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﻐﺬﺍﺋﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺒﻮﺏ ﺑﻜﺎﻓﺔ ﺍﻧﻮﺍﻋﻬﺎ ﻭﻳﻜﺮﻣﻮﻥ ﺍﻫﻠﻬﻢ
ﻭﺍﻗﺮﺑﺎﺋﻬﻢ ﻭﺿﻴﻔﻬﻢ ﻣﻤﺎ ﺧﺰﻧﻮﻩ ﻓﻬﻢ ﻛﺮﻣﺎﺀ . ﻭﺍﻫﻞ ﺍﻟﻤﻮﺻﻞ ﻣﻌﺮﻭﻓﻴﻦ ﺑﺪﻗﺘﻬﻢ ﻭﺍﻣﺎﻧﺘﻬﻢ ﻭﺧﻮﻓﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﻬﻮﻝ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻧﺪﻓﺎﻋﻬﻢ
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺒﺬﻳﺮ ﺑﻞ ﻫﻢ ﻳﻀﻌﻮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﺩﻭﻥ ﺗﺒﺬﻳﺮ ﻭﻳﺤﺘﻜﻤﻮﻥ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﻭﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻮﻥ ﻣﺎ ﻳﻤﻠﻜﻮﻥ ﻓﻲ
ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻭﻳﺤﺴﺒﻮﻥ ﺍﻟﻒ ﺣﺴﺎﺏ ﻛﻠﻤﺎ ﺍﺭﺍﺩﻭ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻓﻲ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻳﺼﺒﻮﻥ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ
ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻬﻢ ﺍﻧﺠﺢ ﻣﻦ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻓﻬﻢ ﺟﺒﻨﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺒﺬﻳﺮ . ﻭﺍﻣﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻤﻠﻜﻮﻥ ﻭﺍﻥ ﻛﻠﻔﻮﺍ ﺑﺎﺩﺍﺭﺓ ﺍﻣﻮﺍﻝ
ﺍﻻﺧﺮﻳﻦ ﻭﺍﻋﻄﻮﺍ ﺻﻼﺣﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻣﻼﻙ ﻭﻇﺎﺋﻔﻬﻢ ﻭﺩﻭﺍﺋﺮﻫﻢ .. ﻓﻬﻢ ﺍﻭﻝ ﻣﻦ ﻳﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﻝ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺍﻣﻮﺍﻝ
ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ . ﻭﻣﺒﺎﺩﻱﺀ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﺗﺎﺗﻲ ﻣﻦ ﺍﻻﺥ ﻭﺍﻻﺧﺖ ﻭﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ ﻭﺍﻻﺻﺪﻗﺎﺀ ﻭﺍﻻﻗﺎﺭﺏ ﺣﻴﺚ ﻳﺨﺎﻑ ﺍﻟﻤﻮﺻﻠﻲ ﻣﻦ ﺍﻥ ﻳﻘﺎﻝ
ﻋﻨﻪ ﺍﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻣﻴﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﻝ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﻭﻣﺎﻝ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻓﻬﻢ ﺟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻣﺎﻡ ﺍﻻﺳﺘﻐﻼﻝ ﻭﺍﻟﺴﺮﻗﺔ ﻣﻊ ﺍﻧﻔﺴﻬﻢ . ﻟﻜﻮﻧﻬﻢ ﺍﻣﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ
ﻣﺎﻝ ﺍﻟﻐﻴﺮ . ﻭﺍﻣﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺩﻭﻟﺘﻬﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻣﻮﺍﻟﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﺍﻧﻬﻢ ﺭﻗﺒﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻤﻌﻴﺐ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺤﺎﻭﻝ
ﺍﺳﺘﻐﻼﻝ ﺍﻻﺧﺮﻳﻦ ﻭﻣﻦ ﻳﻨﺤﺮﻑ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻣﻮﺍﻝ ﻻ ﺗﻌﻮﺩ ﻟﻪ ﻭﻳﺤﺎﻭﻝ ﺍﺧﺬ ﻣﺎ ﻻﻳﻤﻠﻜﻪ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻣﺼﻴﺮﻩ ﺍﻟﻌﺰﻝ
ﻭﺍﻟﺘﺎﺷﻴﺮ ﺑﺎﻟﻌﻴﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻓﻬﻢ ﺟﺒﻨﺎﺀ ﻭﺭﻗﺒﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ ﻋﺪﺍﺀ ﻭﻋﺰﻝ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻟﻪ ﺣﺘﻰ ﺍﻥ ﻣﻦ ﻳﻮﺻﻒ
ﺑﺎﻧﻪ ﺳﺎﺭﻕ ﺍﻭ ﻣﺴﺘﻐﻞ ﻓﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻳﻌﺰﻟﻪ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﺼﺎﻫﺮ ﻣﻌﻪ ﺍﻭ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻴﻪ ﻭﺑﻬﺬﺍ ﻓﻬﻢ ﺭﻗﺒﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﺎ
ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﺎﻝ . ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻓﻬﻢ ﺍﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﺩ ﻭﻳﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﻡ . ﻭﺑﻬﺬﺍ ﻓﻜﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺒﺎﺷﺎ ﻧﻮﺭﻱ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪ ﻓﻬﻢ ﺍﻓﻀﻞ ﻣﻦ
ﻳﻘﻮﺩ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻓﻮﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﺳﺘﻮﻛﻞ ﻻﺣﺪﻫﻢ . ﻭﺑﻬﺬﺍ ﻓﻘﺪ ﺗﻢ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻭﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺰﻣﻦ
ﻣﻦ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻤﻮﺻﻞ ﻣﻊ ﻛﻞ ﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻡ ﻭﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﻟﻜﻞ ﻣﺤﺎﻓﻈﺎﺕ ﻭﻣﺪﻥ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻓﻔﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺠﺒﺎﺀ ﻭﺍﻻﻣﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﺒﺴﻼﺀ ﻭﺍﻟﻜﺮﻣﺎﺀ . ﻭﺍﻟﻒ
ﺗﺤﻴﺔ ﻟﻜﻞ ﺷﺒﺮ ﻣﻦ ﺍﺭﺽ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻠﺘﺎﺭﻳﺦ ﻛﻼﻡ ﻭﻋﻠﻴﻨﺎ ﺗﺬﻛﺮﻩ ﻭﺍﻟﻒ ﺷﻜﺮ ﻟﻤﻦ ﺣﺪﺛﻨﻲ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻦ ﻣﺪﻳﻨﺘﻲ ﻭﺍﻫﻠﻬﺎ
ﻭﻗﻴﻤﻬﺎ . ‏( ﺩ. ﻏﺎﺯﻱ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺭﺣﻮ ‏)
جمع واعداد / خالد عوسي.

ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ : ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻤﻮﺻﻞ ﻭﺍﻟﺠﺎﻣﻊ ﺍﻟﻨﻮﺭﻱ ﻗﺒﻞ ﺇﻋﻤﺎﺭﻩ ﻓﻲ ﺃﺭﺑﻌﻴﻨﻴﺎﺕ
ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ

عبد الرحمن عارف و مأمور المخزن



ﺣﺪﺛﻨﻲ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺻﺒﺎﺡ ﻋﻦ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﺣﺼﻠﺖ ﻓﻲ ﺍﺛﻨﺎﺀ ﺣﻜﻢ ﺷﻘﻴﻘﻪ ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻋﺎﺭﻑ ‏( 1968-1966 ‏) ﺇﺫ ﺃﺻﺪﺭ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺣﻜﻤﻪ ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﺗﻼﻋﺐ ﻓﻲ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺨﺎﺯﻥ ﺣصلت ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺩ ﺗﻌﻮﺩ ﺍﻟﻰ ﻣﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﺴﻜﻚ ﻓﻲ منطقة ﺍﻟﺸﺎﻟﭽﻴﺔ ، ﻭﺷﻤﻞ ذلك ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ في ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ، وﻣﻦ ﺑﻴّﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺷﻤﻠﻬﻢ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺃﺣﺪ ﺍﻗﺮﺑﺎﺋﻨﺎ ‏(ﺍﺑﻦ 
ﺧﺎﻟﻲ‏) ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻭﻇﻴﻔﺘﻪ ‏(ﻣﺄﻣﻮﺭ ﻣﺨﺰﻥ ‏) ﻭﺍﺳﺘﻐﻠﺖ ﺑﺴﺎﻃﺘﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﺘﻼﻋﺒﻴﻦ ﺇﺫ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﺼﻒ ﺑﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ﻭﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﺍﻟﻌﺎﻣﻲ ‏( ﻣﻦ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻠﻪ ‏) ،   ثم ﺗﻤﺖﺗﺒﺮﺋﺘﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ
ﺑﺎﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻼﻋﺐ ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ، ﻟﻜﻦ ﺣﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﺴﺠﻦ ‏ 6 ﺍﺷﻬﺮ ‏ﺑﺘﻬﻤﺔ ﺍﻻﻫﻤﺎﻝ . 
ﺗﻮﺟﻬﺖ ﺍﻟﻰ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻭﻋﺮﺿﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ، ﻭﻗﻠﺖ ﻟﻪ ﻳﺎ ‏(ﺍﺑﺎ ﻗﻴﺲ ‏) ﺍﻧﻚ ﺗﻌﺮﻓﻪ ﺭﺟﻞ ﺑﺴﻴﻂ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺑﺮﺃﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﺍﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺟﺎﺀ ﻻﻫﻤﺎﻟﻪ ﻭﺃﺭﺟﻮ ﺷﻤﻮﻟﻪ ﺑﺎﻻﻋﻔﺎﺀ ﻋﻦ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﺤﻜﻢ ، ﺳﺄﻟﻨﻲ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﺪﺭ ﺑﺤﻘﻪ ، ﻗﻠﺖ ﻟﻪ ‏ ‏ستة اﺷﻬﺮ ﺑﺘﻬﻤﺔ
ﺍﻻﻫﻤﺎﻝ ، ﺃﺟﺎﺑﻨﻲ ﺍﻧﻬﺎ ﻓﺘﺮﺓ ﺑﺴﻴﻄﺔ ، ﺩﻋﻪ ﻳﻘﻀﻴﻬﺎ ﻭﻳﺨﺮﺝ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺠﻦ ، ﻭﻟﻢ ﻳﺴﺘﺠﺐ ﻟﺮﺟﺎﺋﻲ ﺑﺎﻻﻋﻔﺎﺀ ﻋﻦ ﻣﺤﻜﻮﻣﻴﺘﻪ ﺭﻏﻢ ﺑﺴﺎﻃﺘﻬﺎ ﺇﺫ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺑﺎﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ‏(ﺟﻨﺤﺔ ‏) ﻭﻋﺪﻡ ﺍﺭﺗﻘﺎﺋﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ‏(ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﻲ ‏).
. تاليف مثنى ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﺠﺒﻮﺭي
جمع واعداد / خالد عوسي 

لقد عفا عنك الملك

ﺣﺪﺛﻨﻲ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻣﻬﺪﻱ ﺣﺴﻦ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﻟﻴﺪ ﻋﺎﻡ 1936 ، ﺍﻟﺬﻱ ﺫﻛﺮ ﻟﻲ ﺍﻧﻪ ﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﺟﺎﺯﺓ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻲ ﻓﻲ ﺍﻭﺍﺧﺮ ﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻨﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﻨﺼﺮﻡ ﺍﺫ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﺣﺪ ﺍﻟﺒﺎﺻﺎﺕ ﺍﻟﺨﺸﺒﻴﺔ ﻟﻨﻘﻞ ﺍﻟﺮﻛﺎﺏ ﻣﺎﺑﻴﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻤﻌﻈﻢ ﻭﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻜﺎﻇﻤﻴﺔ ﺑﺎﺟﺮﺓ ﻻ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﻋﺸﺮﺓ ﻓﻠﻮﺱ ﻟﻠﺮﺍﻛﺐﺍﻟﻮﺍﺣﺪ . ﻛﻤﺎ ﺫﻛﺮ ﻟﻲ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻃﺮﻳﻔﺔ ﻭﻣﻤﺘﻌﺔ ﻋﻦ ﺑﻌﺾﺍﺣﻮﺍﻝ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﺍﻳﺎﻡ ﺯﻣﺎﻥ ﻭﻋﻦ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﻣﺮﺕ ﺑﻪ ﺧﻼﻝ ﻋﻤﻠﻪ ﺍﻟﻴﻮﻣﻲ ﻛﺴﺎﺋﻖ ﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﺍﺟﺮﺓ ﻭﺫﻟﻚ ﻋﺎﻡ 1958 ﺍﻱ ﻗﺒﻞ ﺛﻮﺭﺓ 14 ﺗﻤﻮﺯ ﺑﺎﺷﻬﺮ ﻗﻠﻴﻠﺔ، ﺣﻴﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﺩ ﺳﻴﺎﺭﺗﻪ ﺗﻜﺴﻲ ﻧﻮﻉ ‏( ﺷﻮﻓﺮ ﻟﻴﺖ ‏) ﻣﻮﺩﻳﻞ 1957 ﻭﺍﺛﻨﺎﺀ ﻋﺒﻮﺭﻩ
ﺟﺴﺮ ﺍﻻﺣﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﺔ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ ﺷﺎﺭﻉ ﺍﻟﺮﺷﻴﺪ ﻓﺎﺫﺍ ﺑﻪ ﻳﺴﻤﻊ ﺍﺛﻨﺎﺀ ﺫﻟﻚ ﺻﻮﺗﺎ ﺍﺷﺒﻪ ﺑﺼﻮﺕ ﺻﺎﻓﺮﺓ ﺍﻻﻧﺬﺍﺭ ﻻﻓﺴﺎﺡ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ، ﻓﻠﻤﺎ ﺍﻟﺘﻔﺖ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻣﻬﺪﻱ ﺍﻟﻰ ﺻﻮﺏ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﻓﺎﺫﺍ ﺑﺴﻴﺎﺭﺓ ﻧﻮﻉ ‏( ﺟﻲ ﺳﺒﻮﺭﺕ ‏) ﺗﺤﻤﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻲ ﺗﺴﻴﺮ ﺍﻟﻰ ﺟﺎﻧﺒﻪ ﻓﻔﻮﺟﺊ ﺑﻤﺸﺎﻫﺪﺗﻪ ﻟﻠﻤﻠﻚ ﻓﻴﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻭﻫﻮ ﻳﺠﻠﺲ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻠﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﻳﺮﺗﺪﻱ ﻣﻼﺑﺲ ﺭﻳﺎﺿﺔ ﺍﻟﺘﻨﺲ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻌﻪ ﻣﺮﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻟﻤﻀﺎﻳﻔﻲ ﻭﺁﻣﺮ ﺍﻟﺤﺮﺱ ﺍﻟﻤﻠﻜﻲ ﻭﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺍﻟﻰ ﻧﺎﺩﻱ ﺍﻟﻌﻠﻮﻳﺔ ‏( ﺍﻟﻌﻠﻮﻳﺔ ﻛﻠﻮﺏ ﺳﺎﺑﻘﺎ ‏) ﻭﺍﺛﻨﺎﺀ ﺫﻟﻚ ﺣﺪﺙ ﺍﺯﺩﺣﺎﻡ ﻣﺮﻭﺭﻱ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﻣﺤﻼﺕ ‏( ﺍﻭﺭﺯﺩﻱ ﺑﺎﻙ ‏) ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻓﻲ ﺷﺎﺭﻉ ﺍﻟﺮﺷﻴﺪ ﻣﻤﺎﺍﺩﻯ ﺍﻟﻰ ﺗﻮﻗﻒ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻔﺎﺟﺊ ﻭﺍﺻﻄﺪﺍﻣﻲ ﺑﺴﻴﺎﺭﺗﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻠﻒ ، ﻭﺍﺫﺍ ﺑﻤﻔﻮﺽ ﺍﻟﻤﺮﻭﺭ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻝ ﻋﻦ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻤﺮﻭﺭ ﻓﻲ ﺷﺎﺭﻉ ﺍﻟﺮﺷﻴﺪ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﺮﻭﻓﺎ ﺑﺼﺮﺍﻣﺘﻪ ﻭﻗﺴﻮﺗﻪ ﻳﺪﻋﻰ ‏( ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﺑﻮ ﺷﻮﺍﺭﺏ ‏) ﻳﺎﺗﻲ
ﻣﺴﺮﻋﺎ ﻭﻳﻤﺴﻚ ﺑﻲ ﻭﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻲ ﺍﻟﻨﺰﻭﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻭﺍﻋﻄﺎﺀﻩ ﺍﻻﺟﺎﺯﺓ ، ﺗﻤﻬﻴﺪﺍ ﻻﻗﺘﻴﺎﺩﻱ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺤﺠﺰ ، ﻭﻫﻨﺎ ﺗﺪﺧﻞ ﻣﺮﺍﻓﻖ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻭﺍﻣﺮ ﺍﻟﻤﻔﻮﺽ ﺑﺎﻟﻌﻔﻮ ﻋﻨﻲ ﻭﺍﻋﺎﺩﺓ ﺍﻻﺟﺎﺯﺓ ﻟﻲ ﻗﺎﺋﻼ : ﻟﻘﺪ ﻋﻔﺎ ﻋﻨﻪ ﺟﻼﻟﺔ ﺍﻟﻤﻠﻚ .
ﻭﻫﻨﺎ ﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﺍﻟﻤﻔﻮﺽ ﻭﻫﻮ ﻳﻌﻴﺪ ﻟﻲ ﺍﺟﺎﺯﺓ ﺍﻟﺴﻮﻕ : ‏( ﻋﻨﺪﻙ ﺣﻆ ﻭﻋﻔﺎ ﻋﻨﻚ
ﺟﻼﻟﺔ ﺍﻟﻤﻠﻚ .. ﻭﺍﻻ ﻛﻨﺖ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻧﺘﻘﻢ ﻣﻨﻚ ﺷﺮ ﺍﻧﺘﻘﺎﻡ .. ‏) ﻭﺍﺧﺘﺘﻢ ﺍﻟﺴﺎﺋﻖ ﺍﻟﻤﺜﺎﻟﻲ ﻣﻬﺪﻱ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ : ﻗﺮﺭﺕ ﻣﻦ ﻳﻮﻣﻬﺎ ﺍﻥ ﻻ ﺍﻣﺮ ﻓﻲ ﺷﺎﺭﻉ ﺍﻟﺮﺷﻴﺪ ﻭﺍﻥ ﻻ ﺍ ﺍﺳﻴﺮ ﺧﻠﻒ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﻠﻚ ..!

جمع واعداد / خالد عوسي.

سرقة شيف ركي!


ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﻤﻠﻜﻲ ﺇﺷﺘﻜﻰ ﺟﻨﺪﻱ ﻣﻜﻠﻒ ﻋﻠﻰ ﻋﺮﻳﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻲ ﺍﻟﺒﺎﺳﻞ ﺑﺘﻬﻤﺔ ﺳﺮﻗﺔ ‏(ﺷﻴﻒ ﺭَﮔّﻲ ‏) ﻣﻨﻪ . ﻭﻋﻠﻰ ﺃﺛﺮ ﺫﻟﻚ ﺷﻜﻞ ﻣﺠﻠﺲ ﺗﺤﻘﻴﻘﻲ ﺑﺤﻖ ﺍﻟﻌﺮﻳﻒ ﻭﺃﺣﻴﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﺣﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﺴﺠﻦ ﻟﻤﺪﺓ ﺳﺘﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﻭﻃﺮﺩﻭﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻛﻮﻥ ﺟﺮﻳﻤﺘﻪ ﺟﻨﺎﻳﺔ ﻣﺨﻠﺔ ﺑﺎﻟﺸﺮﻑ.

جمع واعداد / خالد عوسي .

ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ : ﺍﻟﻮﺻﻲ ﺍﻻﻣﻴﺮ ﻋﺒﺪ ﺍﻹﻟﻪ ﻳﻔﺘﺘﺢ ﺑﻨﺎﻳﺔ ﻣﺤﺎﻛﻢ ﺍﻟﻤﻮﺻﻞ . ﺍﻟﻮﺻﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﺮﺵ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ 1953-1939 ﺍﻻﻣﻴﺮ ﻋﺒﺪﺍﻹﻟﻪ ﺑﻦ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻋﻠﻲ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﺤﺠﺎﺯﻳﺔ ‏( 1926-1918 ‏) ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺳﻂ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻴﻤﻴﻦ ﻣﺘﺼﺮﻑ ﺍﻟﻤﻮﺻﻞ ، ﺃﻱ ﻣﺤﺎﻓﻈﻬﺎ ﺑﻠﻐﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺧﻠﻴﻞﻋﺰﻣﻲ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﻮﺍﻋﻆ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻢ ﻋﻨﺪ ﺇﻓﺘﺘﺎﺡ ﺍﻟﻮﺻﻲ ﻟﺒﻨﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻢ ، ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻵﻥ ﺳﻨﺔ 1946 .

نوري السعيد والكبابجي كاكا حمة


ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺄﺣﻜﻲ ﻟﻜﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻔﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺮﺕ ﺑﻲ ﻳﻮﻣﺎ ﻣﻦ
ﺃﻳﺎﻡ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻷﺭﺑﻌﻴﻨﻴﺎﺕ. ﻛﻨﺖ ﺿﺎﺑﻂ ﺍﻟﺨﻔﺮ ﻓﻲ ﻣﻄﺎﺭ ﺍﻟﻬﻮﻳﺪﻱ ﺣﻴﺚ ﻣﻘﺮ ﻃﺎﺋﺮﺍﺕ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﺠﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ ﺣﻴﻨﺌﺬ , ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻮﻣﺎ ﺭﺗﻴﺒﺎ ﻣﻦ ﺃﻳﺎﻡ
ﺍﻟﺨﻤﻴﺲ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ ﻧﻀﻄﺮ ﻟﻘﻀﺎﺋﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻄﺎﺭ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ .ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻜﺮﻭﻫﺎ ﻭﺍﻟﻀﺒﺎﻁ ﻣﻊ ﻋﻮﺍﺋﻠﻬﻢ ﻳﻘﻀﻮﻥ ﻋﻄﻠﺔ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻹﺳﺒﻮﻉ ﻭﺃﻧﺎ ﻭﺿﺎﺑﻄﻴﻦ ﻣﻌﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺴﻜﺮ ﻟﻮﺣﺪﻧﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﺗﺐ ﻣﺸﻐﻮﻟﻮﻥ ﺑﺘﻨﻈﻴﻒ ﻭﺗﺰﻳﻴﺖ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺍﺕ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻓﻲ ﺃﺭﺑﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ
ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ .ﺟﺎﺀﺕ ﻣﻜﺎﻟﻤﺔ ﻣﻦ ﺑﻮﺍﺑﺔ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ‏( ﺍﻟﺮﺷﻴﺪ ‏) ﺗﻔﻴﺪ ﺑﻮﺻﻮﻝ ﻣﺴﺆﻭﻝ ﻣﻬﻢ ,ﻟﻢ ﻳﻌﻠﻨﻮﺍ ﻋﻨﻪ ﻓﺘﺬﻣﺮﻧﺎ ﻧﺤﻦ ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﻭﻣﻦ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻬﺎ
ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻬﺮ .ﻭﻗﻔﻨﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ﺑﺈﻧﺘﻈﺎﺭ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺻﻠﺖ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻭﺑﺪﻭﻥ ﺣﺮﺍﺳﺎﺕ ﻭﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻭﺗﺮﺟﻞ ﺍﻟﺒﺎﺷﺎ ﻧﻮﺭﻱ
ﺍﻟﺴﻌﻴﺪ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻓﻮﺟﺌﻨﺎ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺘﻮﻗﻌﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻲ
ﻟﻢ ﻳﻌﻠﻦ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﻇﻬﺮ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺨﻤﻴﺲ . ﺗﺮﺟﻞ ﺍﻟﺒﺎﺷﺎ ﻭﻧﻈﺮ ﺇﻟﻲ ﻭﻗﺎﻝ ,
ﺭﺅﻭﻑ ﺑﻴﮓ ﻋﻨﺪﻙ ﻃﻴﺎﺭﺓ ﺟﺎﻫﺰﺓ ﻟﻺﻗﻼﻉ ؟ﻧﻌﻢ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺒﺎﺷﺎ. ﻛﻢ ﺩﻗﻴﻘﺔ
ﻭﻧﻤﻸ ﺍﻟﺨﺰﺍﻥ ﺑﺎﻟﻮﻗﻮﺩ. ﻭﻭﻗﻒ ﻣﻌﻨﺎ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﻭﻻ ﺃﺣﺪ ﻳﺴﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﻭﻣﻦ
ﺳﻴﺬﻫﺐ ﻭﻣﺘﻰ ﺑﻞ ﺇﻧﺘﻈﺮﻧﺎ ﺃﻥ ﻳﺒﺪﺃ ﻫﻮ ﺍﻟﻜﻼﻡ. ﺭﺅﻭﻑ ﺑﻴﮓ ﻳﺎﻟﻠﻪ ﺧﺬ ﻟﻚ
ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻴﺎﺭﻳﻦ ﻣﻌﻚ ﻭﻧﻄﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺎﻧﻴﺔ. ﻧﻌﻢ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺒﺎﺷﺎ . ﺑﺪﺃﻧﺎ
ﺗﺠﻬﻴﺰ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﻭﻛﺄﻥ ﻋﻠﻰ ﺭﺅﺳﻨﺎ ﺍﻟﻄﻴﺮ ﻭﻛﻨﺖ ﻻ ﺃﺗﺄﻣﻞ ﺧﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻄﻠﻌﺎﺕ ﺍﻟﺴﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺌﺔ ﺑﻌﻜﺲ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﺪﺙ ﺃﻳﺎﻡ
ﺍﻟﻤﺮﺣﻮﻡ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻏﺎﺯﻱ. ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻏﺎﺯﻱ ﻛﺎﻥ ﺇﺑﻦ ﺻﻨﻔﻨﺎ ﻭﻳﺘﺒﺴﻂ ﻭﻳﺘﺴﻠﻰ
ﺑﺎﻟﻤﺠﻲﺀ ﻭﺍﻟﺴﻬﺮ ﻣﻌﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﺿﺒﺎﻁ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﺠﻮﻳﺔ , ﺑﻌﻜﺲ ﻣﻦ ﺿﺒﺎﻁ
ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻗﺪﺭ ﺍﻹﻣﻜﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﺎﺷﺎ ﺍﻟﻤﻴﺎﻧﺔ ﻣﻌﻬﻢ. ﺟﻬﺰﺕ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﻭ
ﺍﻟﺒﺎﺷﺎ ﻳﺘﻔﺮﺝ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻭﻧﺤﻦ ﻧﺠﻬﺰﻫﺎ ﻭﻧﺘﻔﺎﻧﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﻀﻴﺮ ﻟﻬﺎ ﻭﺭﻛﺒﻨﺎ
ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﻭﻃﺮﻧﺎ ﺑﻬﺎ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺎﻧﻴﺔ , ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺻﻠﻨﺎﻫﺎ ﺑﺪﻭﻥ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻮ
ﺗﺬﻛﺮ. ﻭﺟﺪﻧﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻄﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺎﺭﻑ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺿﺎﺑﻂ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﻭﻣﺘﺼﺮﻑ
ﺍﻟﻠﻮﺍﺀ ﺑﺈﻧﺘﻈﺎﺭ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﻭﺍﻟﻀﻴﻒ . ﺗﺮﻛﻨﺎ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﻭﺇﺗﺠﻬﻨﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﻛﺐ ﺑﻨﺎﺀ
ﻋﻠﻰ ﺭﻏﺒﺔ ﺍﻟﺒﺎﺷﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺍﻓﻘﻪ ﻣﺘﺼﺮﻑ ﺍﻟﻠﻮﺍﺀ ‏( ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻆ ‏) ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻭﺳﺮﻧﺎ
ﺧﻠﻔﻬﻢ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻭﻭﺻﻠﻨﺎ ﺍﻟﻤﺘﺼﺮﻓﻴﺔ ﻭﺑﻌﺪ ﺇﻧﺘﻈﺎﺭ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻮﻗﺖ
ﺍﻟﺬﻱ ﺇﺟﺘﻤﻊ ﻓﻴﻪ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺑﺎﻟﻤﺘﺼﺮﻑ ﺗﺤﺮﻛﻨﺎ ﻧﺤﻮ ﺑﻴﺖ
ﺍﻟﻤﺘﺼﺮﻑ. ﺩﺧﻠﻨﺎ ﺣﺪﻳﻘﺔ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﺮﺣﺒﺔ ﻭﺟﻠﺲ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻳﺘﺴﺎﻣﺮﻭﻥ ﻭﻗﺪ
ﻋﺾ ﺍﻟﺠﻮﻉ ﺑﻄﻮﻧﻨﺎ ﺑﺈﻧﺘﻈﺎﺭ ﻃﻌﺎﻡ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻀﻰ ﻭﻗﺘﻪ , ﻭ ﺍﻟﺒﺎﺷﺎ
ﻳﺘﺴﺎﻣﺮ ﻭﻳﻨﻜﺖ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺘﺼﺮﻑ , ﻭﺑﻄﻮﻧﻨﺎ ﺗﺼﻔﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻮﻉ. ﻛﻨﺖ ﺃﺗﺴﺎﺀﻝ ﻣﻊ
ﺟﻠﻴﺴﻲ ﻋﻦ ﺷﻜﻞ ﻭﻧﻮﻋﻴﺔ ﻭﺃﺻﻨﺎﻑ ﺍﻷﻛﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﻘﺪﻣﻮﻧﻪ ﻟﻠﻀﻴﻮﻑ
ﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭﺃﺧﻴﺮﺍ ﺟﺎﺀ ﺍﻷﻛﻞ ﻭﺇﺫﺍ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺃﺻﻨﺎﻑ ﻭﺃﻧﻮﺍﻉ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺄﻛﻮﻻﺕ ﻭﻭﻗﻌﺖ ﻋﻴﻨﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﺒﺎﺏ ﺳﻠﻴﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺒﺎﺷﺎ ﻣﻦ
ﻋﺸﺎﻗﻪ.ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻷﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺒﺎﺏ, ﻭﺑﺼﻮﺭﺓ ﻻ ﺇﺭﺍﺩﻳﺔ ﺃﺧﺒﺮﺕ ﺯﻣﻴﻠﻲ
ﺍﻟﻀﺎﺑﻂ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﺎﻭﺭﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺎﻭﻟﺔ ﺑﺄﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺒﺎﺏ ﻣﻮ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺏ
ﻛﺎﻛﻪ ﺣﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﻕ . ﻭﻛﻨﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻴﻦ ﻭﺍﻵﺧﺮ ﻧﺰﻭﻍ ﻣﻦ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﻟﻨﺄﺗﻲ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭﻧﻌﻮﺩ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻲ ﺭﺣﻠﺔ ﺗﺪﺭﻳﺒﻴﺔ , ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻧﺬﻫﺐ ﻟﻤﺤﻞ
ﻛﺎﻛﺔ ﺣﻤﺔ ﻷﻛﻞ ﻛﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭ .ﺳﻤﻊ ﺍﻟﺒﺎﺷﺎ ﺗﻌﻠﻴﻘﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺀ
ﺑﺼﻮﺕ ﻋﺎﻝ ﻭﺳﺄﻟﻨﻲ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ : ﻫﻞ ﻫﺬﺍ ﺻﺤﻴﺢ ﺭﺅﻭﻑ ﺑﻴﮓ؟؟؟ﻓﺈﻋﺘﺬﺭﺕ
ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺷﺎ ﻭﺍﻟﻤﺘﺼﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻬﻔﻮﺓ , ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺇﻥ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻤﺘﺼﺮﻑ
ﻭﻋﺎﺋﻠﺘﻪ ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺟﻬﺰﻭﺍ ﻭﻃﺒﺨﻮﺍ ﺍﻟﻜﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ . ﻭﺇﻧﺘﻬﺖ ﺍﻟﺤﻔﻠﺔ
ﻭﺃﻧﺎ ﺧﺠﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﺼﺮﻑ ﻭ ﺍﻟﺒﺎﺷﺎ ﻭﻫﻔﻮﺓ ﺍﻟﻜﺒﺎﺏ. ﻃﻠﺐ ﻣﻨﺎ ﺍﻟﺒﺎﺷﺎ ﺍﻟﻤﻜﻮﺙ
ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﻟﻠﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﻭﺍﻟﻘﺪﻭﻡ ﻣﺴﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ , ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻛﺎﻥ .ﻛﺎﻥ
ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ﻛﺒﺎﺑﺎ ﻛﺎﻟﻌﺎﺩﺓ ﻭﻗﺎﻣﺖ ﻧﺴﺎﺀ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻤﺘﺼﺮﻑ ﺑﺄﺧﺬ ﺍﻟﺤﻴﻄﺔ ﻭﻋﻤﻞ
ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ ﻟﻴﻄﻠﻊ ﺍﻟﻜﺒﺎﺏ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﻦ ﻣﺎﻝ ﺍﻟﺴﻮﻕ .ﺟﻠﺴﻨﺎ ﻟﻸﻛﻞ ﻭﺑﻌﺪ ﺗﺬﻭﻕ
ﻟﻘﻤﺔ ﺃﻭ ﺇﺛﻨﺘﻴﻦ ﻓﻮﺟﺌﺖ ﺑﺎﻟﺒﺎﺷﺎ ﻭﻫﻮ ﻳﻮﺟﻪ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻟﻲ. ﺭﺅﻭﻑ ﺑﻴﮓ ﺷﻨﻮ
ﺭﺃﻳﻚ ﺑﺎﻟﻜﺒﺎﺏ ﺍﻟﻴﻮﻡ؟ﺃﺟﺒﺘﻪ ﻓﻮﺭﺍ ﻭﺃﻧﺎ ﻣﺴﺘﻌﺪ ﻟﻠﺴﺆﺍﻝ , ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺒﺎﺷﺎ , ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻜﺒﺎﺏ ﻻ ﻳﻌﻼ ﻋﻠﻴﻪ. ﺟﺎﺀﻧﻲ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﺑﻜﻞ ﺣﺰﻡ , ﻻ ﺗﻨﺎﻓﻖ ﺭﺅﻭﻑ ﺑﻴﮓ ﻭﻗﻞ
ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻫﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺒﺎﺏ ﺃﺣﺴﻦ ﺃﻡ ﻛﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﻮﻕ؟ﺇﺣﻤﺮَّ ﻭﺟﻬﻲ ﻭﻟﻢ
ﺃﺳﺘﻄﻊ ﺑﻠﻊ ﺍﻟﻠﻘﻤﺔ ﺛﻢ ﺑﻌﺪ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﻗﻠﺖ ﻟﻪ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺒﺎﺷﺎ ﻣﻊ ﺍﻹﻋﺘﺬﺍﺭ
ﻟﻠﻤﺘﺼﺮﻑ , ﻛﺒﺎﺏ ﻛﺎﻛﺔ ﺣﻤﺔ ﺃﻃﻴﺐ. ﻗﻠﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺭﻏﻤﺎ ﻋﻨﻲ ﻭﻓﻲ
ﺩﺍﺧﻠﻲ ﺃﻛﻔﺮ ﺑﺎﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﺤﺒﻨﺎ ﺑﻪ ﺍﻟﺒﺎﺷﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻔﺮﺓ
ﺍﻟﻤﻨﻜﻮﺩﺓ . ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺠﻠﺴﺔ ﺳﻘﻴﻤﺔ ﻭﺍﻟﻤﺘﺼﺮﻑ ﻳﻨﻈﺮ ﻟﻲ ﻣﻦ ﺯﺍﻭﻳﺔ ﻋﻴﻨﻪ
ﻭﻧﻔﺴﻪ ﺗﻘﻮﻝ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﺎﺏ ﻫﺬﺍ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺮﺅﻭُﻑ؟؟ﺑﺘﻨﺎ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ
ﻭﻛﻨﺎ ﺑﺈﻧﺘﻈﺎﺭ ﺍﻟﺒﺎﺷﺎ ﻟﻠﺮﺟﻮﻉ ﺇﻟﻰ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﺻﺒﺎﺡ ﺍﻟﺴﺒﺖ ﻭﺇﺫﺍ ﺑﺨﺒﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺷﺎ
ﻳﻘﻮﻝ ﺇﻧﺘﻈﺮﻭﺍ ﻳﻮﻣﺎ ﺁﺧﺮ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺭﻏﺒﺔ ﺍﻟﻤﺘﺼﺮﻑ .ﻃﻠﺒﻨﺎ ﺍﻟﺒﺎﺷﺎ ﻭﻧﺤﻦ
ﻣﺘﻠﻜﺌﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﻣﻌﻪ ﻟﻠﻌﺸﺎﺀ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻤﺘﺼﺮﻑ ﻭﻟﻠﻤﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ
ﻭﻳﺎﻟﻠﻄﺎﻣَّﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ .ﺩﺧﻠﻨﺎ ﺣﺪﻳﻘﺔ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﻓﻮﺟﺌﻨﺎ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﻛﺎﻛﺎ ﺣﻤﻪ
ﺑﺸﺤﻤﻪ ﻭﻟﺤﻤﺔ , ﻛﺒﺎﺑﭽﻲ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻭﺍﻗﻔﺎ ﻓﻲ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺪﻳﻘﺔ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻡ
ﺑﺘﺤﻀﻴﺮ ﺍﻟﻜﺒﺎﺏ ﻫﻨﺎﻙ . ﺟﻠﺴﻨﺎ ﻟﻠﻌﺸﺎﺀ ﻭﺟﺎﺀﻭﺍ ﺑﺎﻟﻜﺒﺎﺏ ﻟﻠﺒﺎﺷﺎ . ﻓﻘﺎﻝ
ﻟﻠﻨﺎﺩﻝ ﺧﺬ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺒﺎﺏ ﻟﺮﺅﻭﻑ ﺑﻴﮓ ﻭﺧﺠﻠﺖ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻲ ﻭﻗﺪ ﺟﺎﺀ ﺻﺤﻦ
ﺍﻟﺒﺎﺷﺎ ﻟﻲ ﻟﺘﺠﺮﺑﺘﻪ ﻭﺇﺑﺪﺍﺀ ﺍﻟﺮﺃﻱ !!!ﺗﺬﻭﻗﺖ ﺍﻟﻜﺒﺎﺏ ﻭﻻ ﺇﺭﺍﺩﻳﺎ ﻗﻠﺖ
ﻟﻠﺤﺎﺿﺮﻳﻦ , ﻫﺬﺍ ﻛﺒﺎﺏ ﺳﻠﻴﻤﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺼﺪﻙ.ﺃﺧﺬ ﺍﻟﺒﺎﺷﺎ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻨﻪ ﺛﻢ ﺗﺬﻭﻗﻬﺎ
ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻠﻤﺘﺼﺮﻑ : ﻻ ﺗﻌﺰﻣﻨﻲ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻛﺒﺎﺏ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺑﻞ ﻫﺎﺕ ﻟﻲ ﻛﺎﻛﺎ
ﺣﻤﻪ ﻟﻴﻌﻤﻞ ﺍﻟﻜﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﻘﺔ . ﺿﺤﻚ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻭﺳﻬﺮﻧﺎ ﻟﻠﻔﺠﺮ ﻭﺭﺟﻌﺖ
ﻣﻊ ﺍﻟﺒﺎﺷﺎ ﻟﺒﻐﺪﺍﺩ ﻭﻣﻌﻲ ﺃﻃﻴﺐ ﺫﻛﺮﻯ ﻟﻜﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺎﻧﻴﺔ.

ﺇﻗﺘﺒﺎﺱ ﺑﺘﺼﺮﻑ/ ﻟﻴﺚ ﺭﺅﻭﻑ ﺣﺴﻦ/ ﻧﻮﺭﻱ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪ ﻭ ﻛﺒﺎﺏ ﺳﻠﻴﻤﺎﻧﻴﺔ

جمع واعداد / خالد عوسي

أحدث مقال

[بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟

  [بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟ الصورة : عوسي الأعظمي على إحدى الصحف الإنگليزية ، منتصف الأربعينات . المقال : جاسم م...