الثلاثاء، 15 يوليو 2014

الهولوكوست / اسطورة المحرقة

‏(ﺍﻟﻬﻮﻟﻮﻛﺴﺖ ‏) ﺃﺳﻄﻮﺭﺓ ﺍﻟﺴﺘﺔ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﺤﺮﻗﻪ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻳﺔ .
ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺘﻬﺎﺀ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺑﺪﺃ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻧﺸﺎﻃﺎٌ ﻣﻜﺜﻔﺎٌ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺯﺭﺍﻋﺔ ﺃﺳﻄﻮﺭﺓ ﺍﻟﻬﻮﻟﻮﻛﺴﺖ ﻓﻲ ﺣﻘﻮﻝ ﺃﺫﻫﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻐﺮﺑﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﻘﺴﻢ ﺇﻟﻰ ﻗﺴﻤﻴﻦ . ﻗﺴﻢ ﺳﺎﺫﺝ ﻭ ﻗﺴﻢ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻟﻜﻨﻪ ﺗﻐﺎﺿﻰ ﻋﻨﻬﺎ ﻟﻤﺼﺎﻟﺤﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ .
ﻓﺎﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ ﺳﻮﺍﺀ ﺃﻛﺎﻥ ﻧﺎﺯﻱ ﺃﻭ ﻏﻴﺮ ﻧﺎﺯﻱ ﻋﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ
ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺳﺎﻟﻴﺒﻬﻢ ﻗﺪ ﺍﺧﺘﻠﻔﺖ ﻋﻦ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ . ﻓﻤﺎ ﺍﻟﻔﺮﻕ
ﺑﻴﻦ ﻫﺘﻠﺮ ﻭﺑﻠﻔﻮﺭ ﺇﺫﺍ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻛﺎﻥ ﻫﺪﻓﺎٌ ﻣﺸﺘﺮﻛﺎٌ
ﻟﻼﺛﻨﻴﻦ . ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺇﻥ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻫﺘﻠﺮ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺨﻠﺺ
ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻓﺈﻧﻪ ﺗﺨﻠﺺ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ . ﺃﻣﺎ ﺑﻠﻔﻮﺭ
ﻓﻜﺎﻥ ﺗﺨﻠﺼﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻵﻣﻦ . ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ
ﺇﺻﺪﺍﺭﻩ ﻟﻮﻋﺪﻩ ﺍﻟﻤﺸﺆﻭﻡ ﻓﻲ 1917 \ 10 \ 2 . ﺇﻥ ﺃﻛﺬﻭﺑﺔ ﺍﻟﻬﻮﻟﻮﻛﺴﺖ
ﻫﺬﻩ ﻧﺠﺢ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻓﻲ ﻛﺴﺐ ﺗﻌﺎﻃﻒ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻹﻗﺎﻣﺔ ﺩﻭﻟﺘﻬﻢ ﺍﻟﻤﺰﻋﻮﻣﺔ
ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻘﺮﺏ ﻣﻦ 70 ﺑﻠﻴﻮﻥ ﺩﻭﻻﺭ ﻛﺘﻌﻮﻳﻀﺎﺕ
ﺗﺪﻓﻌﻬﺎ ﺃﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ . ﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺒﺪﺃ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻛﺬﻭﺑﺔ
ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻭﻻ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﻛﻠﻤﺔ ﻫﻮﻟﻮﻛﺴﺖ .
ﻫﻮﻟﻮﻛﺴﺖ -: ﻫﻲ ﻛﻠﻤﺔ ﻳﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﺗﻌﻨﻲ ﺣﺮﻕ ﺍﻟﻘﺮﺑﺎﻥ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﻭﺗﺘﺮﺟﻢ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻌﺒﺮﻳﺔ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺷﻮﺍﻩ . ﻭﺗﺘﺮﺟﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﺤﺮﻗﺔ . ﻭﻳﻘﺼﺪ ﺑﻬﺎ
ﺃﺳﻄﻮﺭﺓ ﺇﺑﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﺎﺯﻳﻴﻦ ﻟﺴﺘﺔ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﻳﻬﻮﺩﻱ . ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﺻﻞ ﻫﺬﻩ
ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﺓ ؟ ﻭﻫﻞ ﺗﻢ ﺇﺑﺎﺩﺓ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ؟. ﺗﺒﺪﺃ ﻫﺬﻩ
ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﺓ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺣﺎﻭﻝ ﻫﺘﻠﺮ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﻭﻃﻦ ﻗﻮﻣﻲ ﻟﻠﺸﻌﺐ ﺍﻷﻟﻤﺎﻧﻲ ﻭﺣﺪﻩ .
ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺪ ﻓﻲ ﻧﻈﺮ ﻫﺘﻠﺮ ﺃﺳﻤﻰ ﺟﻨﺲ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﺎﻟﺠﻤﺎﻝ
ﻭﺍﻟﺬﻛﺎﺀ ﻭﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﻭﻋﻤﻖ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻭﺍﻟﻤﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ . ﺭﺅﻳﺔ ﻋﻨﺼﺮﻳﺔ ﺑﻨﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻫﺘﻠﺮ ﻧﻈﺮﻳﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺘﻤﺖ ﺇﺑﺎﺩﺓ
ﺍﻷﺟﻨﺎﺱ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﻓﺤﺴﺐ ﺑﻞ ﺇﺑﺎﺩﺓ ﺍﻷﻟﻤﺎﻧﻴﻴﻦ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣﻤﻦ ﻛﺎﻥ
ﺑﻪ ﺇﻋﺎﻗﺔ ﺃﻭ ﻣﺴﻦ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﺄﻛﻠﻮﻥ ﻭﻻ ﻳﻨﺘﺠﻮﻥ . ﻭﺇﺳﺘﻤﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺎﻝ
ﺣﺘﻰ ﺑﻠﻎ ﻋﺪﺩ ﺿﺤﺎﻳﺎ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻗﺘﻴﻞ .
ﻭﻫﻨﺎ ﺗﻄﺮﺡ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺗﻠﻮ ﺍﻵﺧﺮ ﻓﻬﻞ ﺣﻘﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻹﺑﺎﺩﺓ
ﺍﻟﻨﺎﺯﻳﺔ ﻣﻮﺟﻬﺔ ﺿﺪ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺣﺪﻫﻢ ؟. ﻭﻫﻞ ﺍﻟﺮﻗﻢ ﺳﺘﺔ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﺍﻟﻤﺰﻋﻮﻡ
ﻳﺴﺎﻭﻯ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻦ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺣﺘﻰ ﺗﺜﺎﺭ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻀﺠﺔ ؟. ﺃﺳﺌﻠﺔ
ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺗﻄﺮﺡ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﻻ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ
ﺟﻬﺪ ﻛﺒﻴﺮ ﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻋﻨﻬﺎ . ﻭ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻄﺮﺡ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺸﺪﻩ ﻫﻨﺎ ﻫﻮ
ﻫﻞ ﺃﺑﺎﺩﺕ ﺍﻟﻨﺎﺯﻳﺔ ﺳﺘﺔ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﻳﻬﻮﺩﻱ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ؟ ﺣﻘﻴﻘﺔٌ ﺇﻥ ﺭﻗﻢ ﺍﻟﺴﺘﺔ
ﻣﻼﻳﻴﻦ ﺍﻟﻤﺰﻋﻮﻡ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺇﻻ ﺃﺳﻄﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺎﻃﻴﺮ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻﺗﻌﺪ ﻭﻻ
ﺗﺤﺼﻰ ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﻤﻞ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﺇﺷﺎﻋﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺃﻧﺤﺎﺀ ﺍﻟﻤﻌﻤﻮﺭﺓ . ﻭ
ﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺣﻜﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ . ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺎﺫﺏ ﻣﺎ ﻳﻠﺒﺚ ﺇﻻ ﻭﻳﻨﻜﺸﻒ ﺃﻣﺮﻩ ، ﻭ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ
ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻮ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﺸﻒ ﺃﻣﺮ ﻛﺬﺑﻪ ﻭﻫﺬﺍ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻣﻊ
ﺍﻟﺼﻬﺎﻳﻨﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﺓ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺎﻃﻴﺮ ﻣﺜﻞ ﺃﺳﻄﻮﺭﺓ ‏( ﺷﻌﺐ
ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ ‏) ﻭ ﺃﺳﻄﻮﺭﺓ ‏(ﺃﺭﺽ ﺑﻼ ﺷﻌﺐ ﻟﺸﻌﺐ ﺑﻼ ﺃﺭﺽ ‏) .ﻓﻘﺪ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ
ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺬﺑﻮﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﺓ ﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ . ﺣﻴﺚ
ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺴﻨﻮﻱ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻱ ﺭﻗﻢ ‏( 5702 ‏) ﺃﻥ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﺍﻥ
ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﺍﻟﺨﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﺴﻴﻄﺮﺓ ﺍﻷﻟﻤﺎﻧﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﺗﻮﺳﻊ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻨﺎﺯﻱ ﻛﺎﻥ
‏( 3110722 ‏) ﻳﻬﻮﺩﻱ ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺒﻘﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺑﻌﺪ
ﺍﻟﻤﺬﺍﺑﺢ ﺍﻟﻨﺎﺯﻳﺔ . ﻓﻜﻴﻒ ﻳﺒﺎﺩ ﺳﺘﺔ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﺇﺫﻥ ؟ .ﻭ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻫﺬﺍ
ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻗﺮ ﺑﺄﻥ ﺍﻹﺑﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﺎﺯﻳﺔ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺇﻻ ﺃﻛﺬﻭﺑﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ
ﺗﻮﺟﺪ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﺑﺤﺜﻴﺔ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻛﺘﺒﻬﺎ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﻮﻥ ﺃﻋﺮﺑﻮﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻦ
ﺷﻜﻮﻛﻬﻢ ﺑﺨﺼﻮﺹ ﺍﻟﺮﻗﻢ ﺳﺘﺔ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﻭ ﺃﻳﻀﺎ ﺣﻮﻝ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻏﺎﺯ
ﺯﻳﻜﻠﻮﻥ ﺑﻲ ‏( zyclon b ‏) ﻓﻲ ﺃﻓﺮﺍﻥ ﺍﻟﻐﺎﺯ، ﺇﺫ ﺇﻥ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺗﺸﻴﺮ
ﺇﻟﻰ ﺁﻥ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﺎﺯ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺍﺣﺘﻴﺎﻃﺎﺕ ﻓﻨﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻭﻣﻜﻠﻔﺔ
ﺟﺪﺍً ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﻄﺎﻕ ﻭﺍﺳﻊ ﻓﻲ ﻇﻞ ﻇﺮﻭﻑ
ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻴﺸﻬﺎ ﺃﻟﻤﺎﻧﻴﺎ . ﻓﻘﺪ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻤﺆﺭﺥ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ
ﻳﻬﻮﺩﺍ ﺑﺎﻭﺭ _ ﻣﺪﻳﺮ ﻗﺴﻢ ﺍﻟﻬﻮﻟﻮﻛﺴﺖ ﻓﻲ ﻣﻌﻬﺪ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻓﻲ
ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺘﺎﺑﻊ ﻟﻠﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻌﺒﺮﻳﺔ ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﻗﻢ ﺳﺘﺔ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﻻ
ﺃﺳﺎﺱ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﻗﻢ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻭﺍﺳﺘﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ
ﺑﺄﻥ ﺿﺤﺎﻳﺎ ﻣﻌﺘﻘﻞ ﺃﻭﺷﻔﻴﺘﺲ ‏(ﺃﻛﺒﺮ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﻼﺕ ﺍﻟﻨﺎﺯﻳﺔ ‏) ﻛﺎﻥ ﺣﻮﺍﻟﻲ 1.6
ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺷﺨﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﻣﻌﺘﻘﻞ ﺃﻭﺷﻔﻴﺘﺲ ﻫﻮ ﻧﻔﺲ
ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺩﻋﻰ ﺍﻟﺼﻬﺎﻳﻨﺔ ﺃﻥ ﻋﺪﺩ ﺿﺤﺎﻳﺎﻩ ﻛﺎﻥ ﺳﺘﺔ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﻣﻨﻬﻢ
ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻭﻧﺼﻒ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻳﻬﻮﺩﻱ. ﻭﺃﺿﺎﻑ ﻳﻬﻮﺩﺍ ﺑﺎﻭﺭ ﺃﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﻟﻢ
ﻳﻠﻘﻮﻥ ﺣﺘﻔﻬﻢ ﺑﺴﺒﺐ ﺃﻓﺮﺍﻥ ﺍﻟﻐﺎﺯ ﻓﺤﺴﺐ ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻳﻀﺎ ٌ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺠﻮﻉ ﻭ
ﺍﻟﻤﺮﺽ ﻭﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﻭ ﺍﻻﻧﺘﺤﺎﺭ . ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﺆﺭﺥ ﺭﺍﺅﻝ ﻫﻴﻠﺒﺮﺝ ﻓﻘﺪ ﺫﻛﺮ ﻓﻲ
ﻛﺘﺎﺑﻪ ‏(ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻳﻬﻮﺩ ﺃﻭﺭﺑﺎ ‏) ﺃﻥ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻭ 250 ﺃﻟﻒ
ﻳﻬﻮﺩﻱ ﻓﻘﻂ ﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﻗﻢ ﺳﺘﺔ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺇﻻ ﺃﻛﺬﻭﺑﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ . ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ
ﺯﺍﺭ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﺳﺘﻴﻔﻦ ﺑﻴﺘﺮ ﻣﻮﻗﻊ ﺩﺍﺧﺎﻭ ‏(ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﻼﺕ ﺍﻟﻨﺎﺯﻳﺔ ‏)
ﻟﻤﻌﺎﻳﻨﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﻼﺕ ﻭ ﺃﻣﺎﻛﻦ ﺍﻹﺑﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﺎﺯﻳﺔ ﺃﻛﺪ ﺃﻥ ﻋﺪﺩ ﺿﺤﺎﻳﺎ ﺍﻟﻨﺎﺯﻳﺔ ﻣﻦ
ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻟﻦ ﻳﺼﻞ ﺃﺑﺪﺍٌ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻠﻴﻮﻥ . ﻭ ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺃﻛﺪ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻓﺮﺍﻧﺴﻮﺍ
ﺑﻴﺪﺍﺭﻳﺪﺍ ﻣﺪﻳﺮ ﻣﻌﻬﺪ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮ ﺍﻟﺘﺎﺑﻊ ﻟﻠﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﺒﺤﺚ
ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻓﻲ ﺑﺎﺭﻳﺲ ﺃﻥ ﻋﺪﺩ ﺿﺤﺎﻳﺎ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻟﻦ ﻳﻘﻞ ﻋﻦ 900 ﺃﻟﻒ ﻭﻟﻦ
ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻭ200 ﺃﻟﻒ ﻗﺘﻴﻞ . ﻭﻓﻲ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﻣﺜﻴﻞ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ
ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺪﺃ ﻣﻨﺬ ﺣﻮﺍﻟﻲ 1000 ﻋﺎﻡ ﺃﻟﻐﺖ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ
ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻗﺮﺍﺭ ﻟﺠﻨﺔ ﺍﻟﺪﻛﺎﺗﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻨﺤﺖ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﻫﻨﺮﻱ ﺭﻭﻛﻴﻪ ﺩﺭﺟﺔ
ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺍﻩ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺗﺎﻧﺖ ﺑﻔﺮﻧﺴﺎ . ﻭﺳﺤﺒﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ
ﻷﻥ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺸﻜﻚ ﻓﻲ ﻭﺟﻮﺩ ﺃﻓﺮﺍﻥ ﺍﻟﻐﺎﺯ ﺍﻟﻨﺎﺯﻳﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺮﻗﻢ ﺳﺘﺔ
ﻣﻼﻳﻴﻦ . ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻛﺘﺒﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﺑﻞ ﻛﺘﺒﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ
ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣﻤﻦ ﺁﺛﺮﻭﺍ ﺃﻥ ﻳﺮﻓﻀﻮﺍ ﻭﻟﻮ ﺷﻴﺌﺎٌ ﻗﻠﻴﻼٌ ﻣﻦ ﺍﻷﻛﺎﺫﻳﺐ
ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺨﺘﺮﻋﻮﻧﻬﺎ ﻭ ﻳﻤﻠﺆﻭﻥ ﺑﻬﺎ ﻋﻘﻮﻟﻬﻢ ﻭﻋﻘﻮﻟﻨﺎ ﻭﻋﻘﻮﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ
ﻛﻠﻪ ﻭ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺗﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﺍﻹﺑﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﺎﺯﻳﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺿﺪ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻓﻲ
ﺃﻱ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻭ ﺗﺸﻜﻚ ﺃﻳﻀﺎ ﻓﻲ ﻭﺟﻮﺩ ﻣﺎ ﺃﺳﻤﻮﻩ ﺑﺄﻓﺮﺍﻥ ﻟﻠﻐﺎﺯ ﻳﺤﺮﻕ
ﻓﻴﻬﺎ ﺟﻨﻮﺩ ﻫﺘﻠﺮ ﻣﻌﺘﻨﻘﻲ ﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺔ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻳﺔ . ﻛﻤﺎ ﺷﻜﻜﺖ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﻓﻲ ﺻﺤﺔ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟﻪ ﺍﻟﺼﻬﺎﻳﻨﺔ ﺃﻥ ﻋﺪﺩ ﺿﺤﺎﻳﺎﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺯﻳﺔ
ﻗﺮﺍﺑﺔ ﺍﻟﺴﺘﺔ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﺷﺨﺺ ﻭ ﺗﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﻋﺪﺩﻫﻢ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ
ﺑﻜﺜﻴﺮ .

جمع واعداد / خالد عوسي

ليست هناك تعليقات:

أحدث مقال

[بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟

  [بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟ الصورة : عوسي الأعظمي على إحدى الصحف الإنگليزية ، منتصف الأربعينات . المقال : جاسم م...