السبت، 31 أكتوبر 2015

لوريل والوجه العابس



الصورة : (لوريل) و (هاردي) - Laurel and Hardy .

فريق تمثيل كوميدي بين عامي 1927 - 1951 مكون من ستان لوريل وأوليفر هاردي . ولوريل يمثل شخصية النحيل الذي يتميز بالغباء المفرط، أما هاردي فهو البدين الذي يحاول أن يظهر بمظهر الذكي بينما هو ليس بهذه الدرجة من الذكاء. وهما يمثلان في الغالب شخصيتا مواطنين بسيطين يحاولان دائما البحث عن الوظائف ويواجهان مشاكل وتنتهي بكوارث لعجزهما عن إيجاد حلول سليمة. صُدم لوريل بوفاة صديقه هاردي عام 1957، مما تسبب له في حالة إعياء شديدة لم يتمكن معها من حضور مراسم الدفن والتأبين، وبعد رحيل توأمه الفني لم يستطاع التعافي إلا بعد فترة طويلة من الزمن، بل وقرر عدم الاشتراك بأي أعمال فنية بمفرده. الفنان الحاصل على جائزة الأوسكار، عاش آخر أيامه في شقة صغيرة بولاية كاليفورنيا، على الرغم من حالته الميسورة وزواجه لـ4 مرات، توفي في 23 فبراير عام 1965 عن 74 عامًا. كان مدخنًا شرهًا جدًا فتعرض لأزمة قلبية قبل وفاته بـ 4 أيام وقبل دقائق من موته قال للممرضة التى تعالجه إنه يود أن يذهب لممارسة رياضة التزلج الآن وفوجئت الممرضة بقوله فردت عليه إنها لم تكن تعلم إنه يجيد رياضة التزلج فرد عليها " إننى لا أجيدها ولكننى أردت أن أقوم بها بدلاً من جلوسى هنا " وبعد دقائق نظرت إليه ووجدته ميتًا على كرسيه المتحرك . وكان دائمًا مبتسمًا محبًا للحياة حتى إنه كتب قبل وفاته " من سيأتى لحضور جنازتى ووجهه عابسًا فلن أكلمه مرة أخرى".

الطيور على اشكالها تقع



المقال : الطيور على أشكالها تقعُ . 
الصورة : الضابط الطيار (صباح نوري سعيد) .
وقائع هذه الحادثة حدثت في عام 1936 أثناء إحتفال أقيم في ساحة الكشافة ، وقد حضره الملك غازي ملك العراق وطلب من صباح إبن نوري سعيد ، لكونه طياراً ماهراً أن يقوم ببعض الألعاب الجوية بطائرته وشرط عليه ان يستصحب معه أحد خدام القصر الملكي (للمزاح) لكون هذا الخادم يجلب الضحك بتصرفاته وخوفه من الصوت العالي ، فصعد صباح بالطائرة وحلق بها ، ومن الطبيعي كان صباح يقود في المقدمة ويجلس الخادم خلفه في المقعد الخلفي ، ولما كانت الطائرة في حالة الإنقضاض (الهبوط) تملَّك الخادم الرعب وأمسك بظهر صباح وتشبث بيديه ومنعه تماما من الحركة ففقد صباح السيطرة على مقود الطائرة وسقطت الطائرة على الأرض في ساحة الكشافة وتهشم المقعد الأول وأصيب صباح نوري سعيد بجروح بليغة وكاد يموت ، أما الخادم فقد إخترق رأسه أحد الأعمدة الأرضية وتوفي المسكين في الحال ، وشعر الملك غازي بالأسف الشديد، وأتخذت الأجراءات لعلاج صباح وتم نقله في الحال الى مدينة الحبانية ، حيث كان هناك المستشفى البريطاني ، ولكن تعذر علاجه بالمستشفى البريطاني لكون اصاباته خطيرة وبالغة فتم اعداد طائرة خاصة من قبل الجيش البريطاني ونقل الى إنكلترا وهناك تماثل للشفاء بعد مدة طويلة ، وقد كلف العلاج في حينها (400) دينار عراقي صرفها نوري سعيد من جيبه الخاص وعندما طالب رئيس الوزراء نوري سعيد بصرف المبلغ من الخزينة لكون مسبب الحادثة الملك وليس صباح إعترض وزير المالية وإمتنع عن الصرف ، وبسبب ذلك قدم استقالته وتضامن معه بعض الوزراء مما استدعي الى استقالة الوزارة بكاملها وقام نوري سعيد بتشكيل وزارة جديدة وايضا عندما طالب نوري سعيد مرة اخرى باجتماع مجلس الوزارء بتعويضه بمبلغ ال(400) دينار لكون ابنه لم يكن سببا بهذه الحادثة وانما الحاح الملك بركوب احد الخدام ... امتنع ايضا وزير المالية عن تعويض رئيس الوزراء بأي مبلغ كون الحادثة شخصية بين الملك وصباح (برغم ان نوري سعيد هو الذي كلف هذا الوزير بمنصب وزير المالية) وايضا تضامن باقي الوزراء مع وزيرالمالية مما حدا بالوزارة الجديدة الى الاستقالة ايضا بسبب امتناعها عن تعويض رئيس الوزراء المبلغ المطلوب . لانهم أمناء على اموال الشعب والمسالة شخصية بين الملك ونوري سعيد (وعليهم تحمل تبعاتها) . 

مقال من تاليف / سميربشيرالنعيمي.
جمع واعداد / خالد عوسي. 

الثلاثاء، 13 أكتوبر 2015

بداية التاريخ عند المسلمين



المقال : بداية التأريخ عند المسلمين .
الصورة : 1 محرم - بداية السنة الهجرية .
ذكر (الحافظ ابن حجر) عن (إبن سيرين) قال :- قدم رجل من اليمن فقال :- رأيت باليمن شيئا يسمونه التأريخ يكتبونه عام كذا وشهر كذا ، فقال (عمر) هذا حسن فأرِّخوا . 
وقال (إبن الأثير) :- وسبب ذلك أن (أبا موسى الأشعري) كتب إلى (عمر) أنه يأتينا منك كتب ليس لها تأريخ ، فجمع عمر الناس للمشورة ، فقال بعضهم : أرخ بمبعث النبي ، وقال بعضهم :- بمهاجرة رسول الله ، فقال عمر :- بل نؤرخ بمهاجرة رسول الله ، فإن مهاجرته فرق بين الحق والباطل ، قاله الشعبي .
وقال (ابن كثير) في البداية والنهاية :- وقد ذكرنا سببه في سيرة عمر ، وذلك أنه رفع إليه صك مكتوب لرجل على آخر دين يحل عليه في شعبان ، فقال : أي شعبان ؟ أمن هذه السنة ؟ أم التي قبلها ؟ أم التي بعدها ؟ ثم جمع الناس فقال :- ضعوا للناس شيئا يعرفون فيه حلول ديونهم ، فيقال أنهم أرد بعضهم أن يؤرخوا كما تؤرخ الفرس بملوكهم, كلما هلك ملك أرَّخوا من تاريخ ولاية الذي بعده ، فكرهوا ذلك ، ومنهم من قال :- أرخوا بتاريخ الروم من زمان (ابن اسكندر) فكرهوا ذلك ، وقال قائلون :- أرخوا من مولد رسول الله ، وقال آخرون :- من مبعثه علية السلام ، وأشار (علي بن أبي طالب) وآخرون :- أن يؤرخ من هجرته من مكة إلى المدينة لظهوره لكل أحد فإنه أظهر من المولد والمبعث ، فاستحسن ذلك عمر والصحابة . فأمر عمر أن يؤرخ من هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
من أي الشهور أرخوا التأريخ ؟
قال الإمام (البخاري) في صحيحة :- ما عدوا من مبعث النبي ولا من وفاته ، ما عدوا إلا من مقدمه المدينة قال الحافظ ابن حجر:- قوله (مقدمه) أي زمن قدومه ، ولم يرد شهر قدومه ، لأن التاريخ إنما وقع من أول السنة .
قال ابن كثير :- وأرخوا من أول السنة من محرمها ، وعند مالك رحمه الله فيما حكاه عنه السهيلي وغيره أن أول السنة من ربيع الأول لقدومه عليه السلام إلى المدينة ، والجمهور على أن أول السنة من المحرم ، لأنه أضبط ، لئلا تختلف الشهور ، فإن المحرم أول السنة الهلالية العربية .
وقال (ابن الجوزي) :- ((ولم يؤرخوا بالبعث لأن في وقته خلافا ، ولامن وفاته لما في تذكره من التألم ، ولامن وقت قدومه المدينة,وإنما جعلوه من أول المحرم,لأن ابتداء العزم على الهجرة كان فيه,إذ البيعة كانت في ذي الحجة,وهي مقدمة لها,وأول هلال هل بعدها المحرم,ولأنه منصرف الناس من حجهم فناسب جعله مبتدأ )) قال ابن حجر معلقاً على هذا الكلام:- ((وهذا أقوى ما وقفت عليه من مناسبة الابتداء بالمحرم )) 

الجمعة، 9 أكتوبر 2015

سينما الاطفال


من منا لا يتذكر برنامج سينما الاطفال و مقدمة البرنامج (نسرين جورج) البرنامج الذي كان يعرض في تلفزيون بغداد ايام زمان وللعلم من تلاميذ برنامج سينما الاطفال الاذاعية وطبيبة الاسنان مذيعة قناة العربية الجميلة( سهير القيسي) وهذه صورة الاستاذة نسرين جورج عبد الاحد والبرنامج كان يعرض حسب ما اتذكر في الساعة الرابعة من عصر كل خميس، إسمه سينما الأطفال..

الخميس، 8 أكتوبر 2015

في طريقي الى الاسلام



المقال : في طريقي الى الإسلام .
الصورة : في دار (ناجي جواد) 12/ تموز/ 1975 . من اليمين: (عبدالرزاق الهلالي) ، (علي احمد نسيم سوسة) ، (د.أحمد نسيم سوسة) ، (ناجي جواد) ، (علي جواد الظاهر) ، (عبدالحميد المحاري) ، (طارق الخالصي) .



يهودي عراقي ، أسمه (نسيم سوسة) أصبح بعد إسلامه (أحمد نسيم سوسة) و قد كان عمره 34 عاماً ، ولد بمدينة الحلة من عائلة آل سوسة المعروفة عام 1902م . أتم دراسته الإعدادية في (الجامعة الأمريكية ببيروت) عام 1923م ومن ثم ذهب إلى (الولايات المتحدة الأمريكية) فتخرج في كلية (كولورادو) فنال منها (شهادة بكلوريوس) في (الهندسة المدنية) عام 1927م وواصل بعد ذلك دراسته العالية فحصل على (شهادة الماجستير) من (جامعة جورج واشنطن) في سنة 1928م و (شهادة الدكتوراه) من (جامعة جونس هوبكنس) سنة 1930م . يقول العلّامة أحمد سوسة:- يرجع ميلي إلى الإسلام.. حينما شرعت في مطالعة القرآن الكريم للمرة الأولى.. فولعت به ولعًا شديدًا.. وكنت أطرب لتلاوة آياته . إن واحدة من أهم ثلاثة أحداث وقعت له وأثرت على شخصيته هي اسلام عمه شاؤول حينما كان نسيم صغيراً ... وذلك لما رآه من حزن وأسى وقلق بين كبار أهله اليهود وهم ينفضون ويجتمعون ويرددون همساً والحسرة طاغية عليهم (إنه صار مسلماً) إن ذلك المشهد انطبع في ذهنه الصغيروجعله يتساءل لماذا كل هذا الحزن والقلق !!! ؟ وما هو الفرق بين المسلم واليهودي ؟ وظل هذا التساؤل يلح عليه ويدعوه لدى بلوغه أوائل العشرينات الى اكتشاف السر الغامض فانكب على ما كتب حول تاريخ الأديان حين كان طالباً بالجامعة الأميركية ببيروت ثم بعد التحاقه بكلية الهندسة بتكساس تفرغ في الصيف لدراسة علم اللاهوت والأديان المقارنة . يقول أحمد نسيم سوسة:- ( علمت أن الإسلام هو دين الحق الذي يجمع بين الديانات السماوية وهو مبني على المبدأ الإنساني الذي يقوم على المساواة والتسامح والفطرة فاخترته عن قناعة وعقيدة وإيمان وكتمت ذلك عن عائلتي مدة من الزمن حتى أعلمتهم عن اعتناقي الدين الإسلامي بعد أن أنهيت من دراستي الجامعية وحصولي على الدكتوراه من جامعة شيكاغو وعدت للوطن ثم ذهبت إلى مصر حيث قضيت هناك أربعة أشهر مستمرا في (جامعة الأزهر) مستمعا ومتتبع وهناك أعلنت إسلامي بصورة رسمية في 7 تشرين الثاني عام 1936م ووضعت كتابي (( في طريقي إلى الإسلام )) بجزأين . كتمت ايماني عن عائلتي اليهودية لكي اجنبها ما تعتقده (مصيبة ثانية) تذكرها بمصيبتها الأولى التي طواها الزمن حين اسلم عمي شاؤول . تربو مؤلفاته على الخمسين كتاباً وتقريراً فنياً وأطلساً، أضافة إلى أكثر من 116 مقالاً وبحثاً نشرت في الصحف والمجلات العلمية المختلفة. وتتوزع مؤلفاته على حقول الري والهندسة (وباللغتين العربية والانكليزية) والزراعة والجغرافية والتاريخ والحضارة . و من كتبه :- كتاب ( العرب واليهود في التاريخ ) وبخمس طبعات ونشر عام 1972م خمس طبعات لم تحصل لكاتب عراقي قط وفي ذلك سر دفين كان من لعبة المخابرات (الموساد) لأن هذا الكتاب فضح التاريخ الصهيوني المزيف حول أصل اليهود لذلك كان عملاء هذا الجهاز يعمدون على شراء نسخ هذا الكتاب ويتلفونها على أمل أن لا يقع هذا الكتاب في يد المثقفين ويكتشفوا الحقيقة والحقيقة أن معظم كتب هذا العلامة الشهير كانت تختفي من الأسواق بسرعة مذهلة !!!!؟ وكتاب مفصل (العرب واليهود في التاريخ) ونشر عام 1982م وهو عام وفاته . نال الدكتور أحمد سوسة خلال مسيرة حياته الطويلة الحافلة بالعطاء المستمر وسام (الملك عبد العزيز آل سعود) لتنفيذه مشروع ري مدينة الخرج في نجد عام 1939م و (وسام الرافدين) من الدرجة الثانية عن خدماته في دوائر الري والمساحة في العراق عام 1953م و( وسام الكفاءة الفكرية ) من (ملك المغرب) عن كتابه (الشريف الإدريسي في الجغرافية العربية) عام 1976م كما فاز كتابه( فيضانات بغداد في التاريخ ) بجائزة (الكويت) لأحسن كتاب صدر عام 1963 م إضافة إلى جائزة المنظمة العربية للتدريب والثقافة والعلوم عام 1975م 

انا مسلم



المقال : أنا مسلم .
الصورة : الشاعر والفيلسوف والسياسي “الباكستاني” (محمد إقبال) هو إقبال ابن الشيخ نور محمد، كان أبوه يكنى بالشيخ تتهو أي الشيخ ذي الحلقة بالأنف ولد في سيالكوت ـ إحدى مدن البنجاب الغربية في 1877م وهو المولود الثاني من الذكور. 
كوَّن إقبال فلسفة خاصة به امتزجت بمنهله الديني الصوفي ومعرفته الغربية معًا. حسب الكاتبة الألمانية (آنا ماري شيمل) فإنَّ إقبال نهل من ثلاثة مناهل : القارة الهندية وتأثره بها أولًا، والعالم الإسلامي ، ثُمَّ الحضارة الغربية. استطاع إقبال أن يسافر إلى أوروبا ويحصل على الدكتوراه من (جامعة ميونيخ بألمانيا). قارئوا إقبال ودارسوه يعلمون جيدًا تأثُّر إقبال بالفلسفة الألمانية. كان إقبال معاديًا للاستعمار البريطاني، وقد حاول الإنجليز استمالته وإغراءه بالمناصب، فعرضوا عليه منصب (نائب الملك) في (جنوب أفريقيا) فرفضه. وقد حال اهتمام القراء بشعره دون التعرف على مؤلفاته الأخرى، وتحديدًا ما يتعلق بدعوته إلى (تجديد الفكر الإسلامي) الذي ألف فيه كتابًا بالعنوان نفسه، وكان رائدًا في ذلك. و لم يأخذهُ الفكر عن الشِّعر . فقد ترجمت أشعاره إلى (الإسبانية) و(الصينية) و(اليابانية) وبالطبع (الإنجليزية) وغيرها الكثير. العجيب أنَّ أشعار إقبال لم تكن ذات لغة مشهورة جدًا وإنما كتبت (بالأردية) و (الفارسية). بالمُجمل اعتبر شعر إقبال من بين أعظم الأشعار في العصر الحديث. حتى إنَّ البعض شبهه (بغوته) في محاولاته الشعرية الدائمة لمعرفة الحضارة الشرقية (وهو ما فعله إقبال مع الحضارة الغربية) . كانت باكستان فكرة فقط في ذهن محمد إقبال، ورغم أنه توفي قبل تأسيس باكستان بحوالي تسع سنوات، إلا أنهُ صاحب الفكرة الأساسية بتأسيس وطن للمسلمين في شبه القارة الهندية، وتحدث مع (محمد علي جناح) حولها، أكمل جناح الفكرة هو وأعوانه لكنَّ إقبال كان قد غادر الدنيا. يُشار إلى “مُحمَّد إقبال اللاهوري” بالأبّ الروحي في باكستان. ففي باكستان تتنافس المنشآت العامة والشركات في إطلاق اسم إقبال على منشآتها. فالمطار في لاهور اسمه محمد إقبال والجامعة تسمى “العلامة إقبال” في إسلام آباد، وكذلك متحف إقبال الوطني ومكتبة إقبال… إلخ. ربما هذه الصورة قد تعطيك تصورًا عن أهمية ووجود إقبال المعنوي للباكستانيين. عاش إقبال فقيرًا، تزوج ثلاث مرات ، وله ابن وابنتين، ضعف بصره في نهاية حياته حتى كان لا يستطيع أن يتعرف على أصدقائه!، توفي إقبال عام 1938، ولا زال صوته يصدح في قلوب وأرواح المؤمنين :- ((أنا مسلم؛ ومن شأن المسلم أن يقابل الموت مبتسمًا)) !!

الاسلام على مفترق الطرق



المقال : الإسلام على مفترق الطرق .
الصورة : محمد أسد (ليوبولد فايس سابقاً) ولد في الإمبراطورية النمساوية الهنجارية عام 1900، وتوفي في إسبانيا عام 1992م. وهو كاتب وصحفي ومفكر ولغوي وناقد اجتماعي ومصلح ومترجم ودبلوماسي ورحالة مسلم (يهودي سابقاً) درس الفلسفة والفن في جامعة فيينا؛ وقد عمل مراسلاً صحفياً في الشرق العربي والإسلامي فأقام مدة في القدس . ثم زار القاهرة فالتقى بالإمام (مصطفى المراغي) ، فحاوره حول الأديان ، فانتهى إلى الاعتقاد بأن "الروح والجسد في الإسلام هما بمنزلة وجهين توأمين للحياة الإنسانية التي أبدعها الله" ثم بدأ بتعلم اللغة العربية في أروقة الأزهر ، وهو لم يزل بعدُ يهودياً .وبعد منحه الجنسية الباكستانية تولى عدة مناصب منها منصب مبعوث باكستان إلى الأمم المتحدة في نيويورك. وطاف العالم، ثم استقر في إسبانيا وتوفي فيها ودفن في غرناطة. ويعتبر محمد أسد أحد أكثر مسلمي أوروبا في القرن العشرين تأثيراً. 
كان ليوبولد فايس رجل التساؤل والبحث عن الحقيقة ، وكان يشعر بالأسى والدهشة لظاهرة الفجوة الكبيرة بين واقع المسلمين المتخلف وبين حقائق دينهم المشعّة ، وفي يوم راح يحاور بعض المسلمين منافحاً عن الإسلام ، ومحمّلاً المسلمين تبعة تخلفهم عن الشهود الحضاري ، لأنهم تخلّفوا عن الإسلام ففاجأه أحد المسلمين الطيبين بهذا التعليق: "فأنت مسلم ، ولكنك لا تدري !" . فضحك فايس قائلاً : "لست مسلماً ، ولكنني شاهدت في الإسلام من الجمال ما يجعلني أغضب عندما أرى أتباعه يضيّعونه"!! . ولكن هذه الكلمة هزّت أعماقه ، ووضعته أمام نفسه التي يهرب منها ، وظلت تلاحقه من بعد حتى أثبت القدر صدق قائلها الطيب ، حين نطق ( محمد أسد ) بالشهادتين . قام محمد أسد بعد إسلامه بأداء فريضة الحج ، كما شارك في الجهاد مع (عمر المختار) ، ثم سافر إلى باكستان فالتقى شاعر الإسلام (محمد إقبال) ، ثم عمل رئيساً لمعهد الدراسات الإسلامية في لاهور حيث قام بتأليف الكتب التي رفعته إلى مصاف ألمع المفكرين الإسلاميين في العصر الحديث . وأشهر ما كتب محمد أسد كتابه الفذ (الإسلام على مفترق الطرق) .. وله كتاب (الطريق إلى مكة) ، كما قام بترجمة معاني القرآن الكريم وصحيح البخاري إلى اللغة الإنجليزية . لقد كان محمد أسد طرازاً نادراً من الرحّالة في عالم الأرض ، وفي عالم الفكر والروح … يقول محمد أسد : "الإسلام يؤكد في إعلانه أن الإنسان يستطيع بلوغ الكمال في حياته الدنيا ، وذلك بأن يستفيد استفادة تامة من وجوه الإمكان الدنيوي في حياته هو" . ويسلط محمد أسد الضوء على سبيل النجاة من واقعنا المتردي فيكتب :"ليس لنا للنجاة من عار هذا الانحطاط الذي نحن فيه سوى مخرج واحد ؛ علينا أن نُشعر أنفسنا بهذا العار ، بجعله نصب أعيننا ليل نهار ! وأن نَطعم مرارته … ويجب علينا أن ننفض عن أنفسنا روح الاعتذار الذي هو اسم آخر للانهزام العقلي فينا ، وبدلاً من أن نُخضع الإسلام باستخذاء للمقاييس العقلية الغربية ، يجب أن ننظر إلى الإسلام على أنه المقياس الذي نحكم به على العالم .. أما الخطوة الثانية فهي أن نعمل بسنة نبينا على وعي وعزيمة…" . وأخيراً يوصينا محمد أسد بهذه الوصية :"يجب على المسلم أن يعيش عالي الرأس ، ويجب عليه أن يتحقّق أنه متميز ، وأن يكون عظيم الفخر لأنه كذلك ، وأن يعلن هذا التميز بشجاعة بدلاً من أن يعتذر عنه !" 

الاسلام كبديل



مقال : الإسلام كبديل .
الصورة : الخبير النووي ، السفير الألماني المسلم الدكتور (مراد ويلفريد هوفمان) .
تعرض هوفمان ، المسيحي الكاثوليكي ، في مقتبل عمره لحادث مرور مروع، فقال له الجراح بعد أن أنهى إسعافه: «إن مثل هذا الحادث لا ينجو منه في الواقع أحد، وإن الله يدخر لك يا عزيزي شيئا خاصا جدا». نال مراد ويلفريد هوفمان المولود عام 1931 شهادة الدكتوراه في القانون من جامعة هارفارد، وعمل كخبير في مجال الدفاع النووي في وزارة الخارجية الألمانية، ثم مديرا لقسم المعلومات في حلف الناتو في بروكسل من عام 1983 حتى 1987، ثم سفيرا لألمانيا في الجزائر من 1987 حتى 1990، ثم سفيرا في المغرب من 1990 حتى 1994. وهو متزوج من سيدة تركية، ويقيم حاليا في تركيا. وصدَّق القدر حدس الطبيب، إذ اعتنق د.هوفمان الإسلام عام 1980 بعد دراسة عميقة له، وبعد معايشته لأخلاق المسلمين الطيبة في المغرب، وكان إسلامه موضع نقاش بسبب منصبه الرفيع في الحكومة الألمانية. قال هوفمان: في اختبار القبول بوزارة الخارجية الألمانية، كان على كل متقدم أن يلقي محاضرة لمدة لا تتجاوز خمس دقائق في موضوع يحدد عشوائيا، ويكلف به قبلها بعشر دقائق، ولكم كانت دهشتي عندما تبين لي أن موضوع محاضرتي هو «المسألة الجزائرية» وكان مصدر دهشتي هو مدى علمي بهذا الموضوع، وليس جهلي به. وبعد شهور قليلة من الاختبار، وقبل أن أتوجه إلى جنيف بوقت قصير، أخبرني رئيس التدريب، عندما التقينا مصادفة أثناء تناولنا للطعام، أن وجهتي قد تغيرت إلى الجزائر. وفي أثناء عملي بالجزائر في عامي 1961 و1962، عايشت فترة من حرب استمرت ثماني سنوات بين قوات الاحتلال الفرنسي وجبهة التحرير الوطني الجزائرية، وانضم أثناء فترة وجودي هناك طرف ثالث هو «منظمة الجيش السري»، وهي منظمة إرهابية فرنسية، تضم مستوطنين وجنودا متمردين، ولم يكن يمر يوم دون أن يسقط عدد غير قليل من القتلى في شوارع الجزائر، وغالبا ما كانوا يقتلون رميا بالرصاص على مؤخرة الرأس من مسافة قريبة، ولم يكن لذلك من سبب إلا كونهم مسلمين، أو لأنهم مع استقلال الجزائر. شكلت هذه الوقائع الحزينة خلفية أول احتكاك لي عن قرب بالإسلام، ولقد لاحظت مدى تحمل الجزائريين لآلامهم، والتزامهم الشديد في شهر رمضان، ويقينهم بأنهم سينتصرون، وسلوكهم الإنساني وسط ما يعانون من آلام. وبعد 25 عاما من عملي بالجزائر لأول مرة، عدت إليها سفيرا في عام 1987 . وبعد إسلامه ابتدأ د.هوفمان مسيرة التأليف، ومن مؤلفاته: كتاب «يوميات مسلم ألماني»، و«الإسلام عام ألفين»، و«الطريق إلى مكة»، وكتاب «الإسلام كبديل» الذي أحدث ضجة كبيرة في ألمانيا.

الروح من أمر الله



المقال : (الروح) من أمر الله .
الصورة : البروفسور البريطاني المسلم (آرثر أليسون - عبد الله أليسون) رئيس قسم الهندسة الكهربائية والالكترونية بجامعة لندن ، في المؤتمر الطبي الإسلامي الدولي حول الإعجاز العلمي للقرآن الكريم, الذي عقد سنة 1985م في القاهرة .
عن قصة إسلامه يقول "إنه من خلال اهتماماتي بعلم النفس, وعلم ما وراء النفس, حيث كنت رئيسا لجمعية الدراسات النفسية والروحية البريطانية لسنوات طويلة.. أردت أن أتعرف على الأديان, فدرستها كعقائد, ومن تلك العقائد عقيدة الإسلام, الذي وجدته أكثر العقائد تمشيا مع الفطرة التي ينشأ عليها الإنسان... وأكثر العقائد تمشيا مع العقل, حيث أن هناك إلها واحدا مهيمنا ومسيطرا على هذا الوجود... ثم إن الحقائق العلمية التي جاءت في القرآن الكريم والسنة النبوية من قبل أربعة عشر قرنا قد أثبتها العلم الحديث الآن, وهذا تأكيد على أن ذلك لم يكن من عند بشر على الإطلاق, وأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو رسول الله". لقد تناول عبدالله أليسون جزئية من بحثه "أساليب العلاج النفسي والروحاني على ضوء القرآن الكريم" الذي شارك به بأعمال المؤتمر, والتي دارت حوله حالة النوم والموت من خلال الآية الكريمة (الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى..) وأثبت أن الآية الكريمة تذكر أن الوفاة تعني الموت, وتعني النوم, وان الموت وفاة غير راجعة في حين أن النوم وفاة راجعة... وقد ثبت ذلك من خلال الدراسات البارسيكولوجية والفحوص الإكلنيكية من خلال رسم المخ, ورسم القلب, فضلا عن توقف التنفس الذي يجعل الطبيب يعلن عن موت هذا الشخص, أو عدم موته في حالة غيبوبته أو نومه, ومن هنا أثبت العلم أن النوم والموت عملية متشابهة, تخرج فيها النفس وتعود في حالة النوم, ولا تعود في حالة الموت, ولهذا قرر العالم البريطاني المسلم البروفسور عبدالله أليسون أن الحقائق العلمية في الإسلام هي أمثل وأفضل أسلوب للدعوة الإسلامية, ولا سيما للذين يحتجون بالعلم والعقل. لذلك أعلن البروفسور عبدالله أليسون أنه سيقوم بإنشاء معهد للدراسات النفسية الإسلامية في لندن, على ضوء القرآن المجيد والسنة النبوية... والاهتمام بدراسات الإعجاز الطبي في الإسلام, وذلك لكي تصل تلك الحقائق إلى العالم الغربي الذي لا يعرف شيئا عن الإسلام, كما وعد بإنشاء مكتبة إسلامية باللغتين العربية والإنجليزية للمساعدة في إجراء البحوث العلمية على ضوء الإسلام . 

الاشجار تموت واقفة



المقال : الأشجار تموت واقفة .
الصورة :(مالكوم إكس1925-1965) واسمه عند مولده (مالكوم ليتل) ويُعرف أيضاً باسم (الحاج مالك الشباز) داعية إسلامي ومدافع عن حقوق الإنسان أمريكي من أصل إفريقي .
التحق مالكوم أكس بمدرسة قريبة كان فيها هو الزنجي الوحيد.. كان ذكياً نابهاً تفوق على جميع أقرانه فشعر أساتذته بالخوف منه مما حدا بهم إلى تحطيمه نفسياً ومعنوياً، والسخرية منه خاصة عندما رغب في استكمال دراسته في مجال القانون.. وكانت هذه هي نقطة التحول في حياته.. فقد ترك بعدها المدرسة وتنقل بين الأعمال المختلفة المهينة التي تليق بالزنوج.. من نادل في مطعم.. فعامل في قطار.. إلى ماسح أحذية في المراقص.. حتى أصبح راقصاً مشهوراً يشار إليه بالبنان، وعندها استهوته حياة الطيش والضياع فبدأ يشرب الخمر وتدخين السجائر، وكان يجد في لعبة القمار المصدر الرئيسي لتوفير أمواله.. إلى أن وصل به الأمر لتعاطي المخدرات بل والاتجار فيها، ومن ثم سرقة المنازل والسيارات.. كل هذا وهو لم يبلغ الواحدة والعشرين من عمره بعد.. حتى وقع هو ورفاقه في قبضة الشرطة.. فأصدروا بحقه حكماً مبالغاً فيه بالسجن لمدة عشر سنوات بينما لم تتجاوز فترة السجن بالنسبة للبيض خمس سنوات. وفي السجن انقطع مالكوم أكس عن التدخين أو أكل لحوم الخنزير، وعكف على القراءة والإطلاع إلى درجة أنه التهم آلاف الكتب في شتى صنوف المعرفة فأسس لنفسه ثقافة عالية مكنته من استكمال جوانب النقص في شخصيته. خلال ذلك الوقت.. اعتنق جميع إخوة مالكوم أكس الدين الإسلامي على يد الرجل المسمى (السيد محمد إلايجا) والذي كان يدَّعي أنه نبي من عند الله مرسل للسود فقط!!.. وسعوا لإقناع مالكوم أكس بالدخول في الإسلام بشتى الوسائل والسبل حتى أسلم.. فتحسنت أخلاقه، وسمت شخصيته، وأصبح يشارك في الخطب والمناظرات داخل السجن للدعوة إلى الإسلام.. حتى صدر بحقه عفو وأطلق سراحه لئلا يبقى يدعو للإسلام داخل السجن. كان مالكوم أكس ينتسب إلى حركة (أمة الإسلام ) والتي كان لديها مفاهيم مغلوطة، وأسس عنصرية منافية للإسلام رغم اتخاذها له كشعار براق وهو منها براء.. فقد كانت تتعصب للعرق الأسود وتجعل الإسلام حكراً عليه فقط دون بقية الأجناس، في الوقت الذي كانوا يتحلون فيه بأخلاق الإسلام الفاضلة، وقيمه السامية... أي أنهم أخذوا من الإسلام مظهره وتركوا جوهره ومخبره . استمر مالكوم أكس في صفوف (أمة الإسلام) يدعو إلى الانخراط فيها بخطبه البليغة، وشخصيته القوية.. فكان ساعداً لا يمل، وذراعاً لا تكّل من القوة والنشاط والعنفوان... حتى استطاع جذب الكثيرين للانضمام إلى هذه الحركة. رغب مالكوم أكس في تأدية الحج، وعندما سافر رأى الإسلام الصحيح عن كثب، وتعرف على حقيقته، وأدرك ضلال المذهب العنصري الذي كان يعتنقه ويدعو إليه.. فاعتنق الدين الإسلامي الصحيح، وأطلق على نفسه (الحاج مالك الشباز). وعندما عاد نذر نفسه للدعوة إلى الإسلام الحقيقي، وحاول تصحيح مفاهيم جماعة (أمة الإسلام) الضالة المضلة.. إلا أنه قوبل بالعداء والكراهية منهم.. وبدءوا في مضايقته وتهديده فلم يأبه لذلك، وظل يسير في خطى واضحة راسخة يدعو للإسلام الصحيح الذي يقضي على جميع أشكال العنصرية . وفي إحدى خطبه البليغة التي كان يقيمها للدعوة إلى الله أبى الطغاة إلا أن يخرسوا صوت الحق.. فقد اغتالته أيديهم وهو واقف على المنصة يخطب بالناس عندما انطلقت 16رصاصة غادرة نحو جسده النحيل الطويل.. وعندها كان الختام.. ولنعم الختام..

الاميرة و دموع اللؤلؤ.




المقال : الأميرة و دموع اللؤلؤ . 
الصورة : عام 1958 - من اليمين ، خطيبة الملك (فيصل الثاني) الأميرة (فاضلة إبراهيم) و والدتها الأميرة (هنزاده) زوجة الأمير (محمد علي إبراهيم) أحد أحفاد (إبراهيم باشا) .
عندما أراد الملك (فيصل الثاني) الزواج بالأميرة (فاضلة) حفيدة آخر السلاطين العثمانيين من جهة أمها، وابنة حفيد (محمد علي باشا) قرر أن تكون هدية الزواج طقماً من (اللؤلؤ البحريني) ذائع الصيت ، هدية تليق بمن ستصبح (ملكة العراق) وقتها اتصل الباشا (نوري سعيد) رئيس وزراء العراق بالتاجر البحريني المعروف (أحمد بن يوسف فخرو) الذي كانت تربطه به وبعائلته علاقة صداقة وأخبره رغبة الملك ، فأوكل الأخير المهمة لأخيه (علي بن يوسف فخرو) أحد أشهر التجار أيضاً، والذي ذهب بدوره إلى عائلة (المديفع) المعروفين بتجارة المجوهرات وأخذ منهم (ثلاثة أطقم) أرسلت للملك فيصل الثاني ليختار منها واحداً، في حينها كان سعر الطقم بحدود (أربعين ألف روبية) أي ما يعادل (عشرة آلاف دولار أمريكي) تقريباً، وبعد فترة قليلة أعاد الباشا نوري سعيد الأطقم الثلاثة إلى (البحرين) وأبلغ أحمد فخرو أن الملك أعجب بها إلا أن ميزانيته لا تتحمل قيمة أحدها وهو يعتذر عن شراء أحدها، كان ذلك في صيف 1958، يومها كان حاكم البحرين الشيخ (سلمان بن حمد آل خليفة) الذي سمع بالموضوع فأرسل في طلب علي فخرو ليستعلم منه الموضوع ، وبعد أن أخبره ، قال له الشيخ سلمان :- خذوا أجملها وأرسلوه للملك هدية . لكن للأسف هدية البحرين وحاكمها لم تصل الملك الشاب ، فقد سمعوا بعدها مباشرة بالانقلاب العسكري وبمقتل الملك وقلب نظام الحكم . د.فراس الزوبعي . إقتباس بتصرف 

ديمقراطية ال(باينباغ)



المقال : ديمقراطية ال(باينباغ) .
الصورة : الباشا (نوري سعيد) بداية الخمسينات .
عن نزاهة (نوري سعيد باشا) أنه قدم طلباً موثوقاً الى (وزير المالية) في حكومته ، بتسليفه مبلغ قدره (100دينار عراقي) لإتمام مراسيم زواج (ولده صباح) ولا ندري هل هذه الوثيقة باقية في ارشيف واروقة وزارة المالية ، أم لا . ومن المآثر التي تستحق الذكر من حكمة وسياسة نوري سعيد انه في احد الايام كان ذاهباً صباحاً الى (ديوان الحكومة) فأمر سائقه بالتوقف عند محل احد اصدقائه من الخياطين لتناول الفطور معه . واذا بسائقه يخبره بان هنالك تظاهرة في الشارع ، ولما اتصل الباشا ب(مدير الامن العام) عن اسباب هذه التظاهرة ، أخبره المدير بان (وزير الاقتصاد) قام برفع اسعار (الحنطة والشعير) فقام الباشا بالاتصال من (محل الخياط) بوزير الاقتصاد وامره بالتراجع عن قراره . وفعلا تم احتواء التظاهرة السلمية واحترام ارادة الشعب ، لانها جزء من حقوقه المشروعة في العيش الرغيد . واكثر ماكان يميز نوري سعيد ، في حبه واحتضانه للنهج الديمقراطي الذي كان يتبعه . انه في احد الايام تم استضافته الى (مجلس الاعيان) لشرح ابعاد خطة حكومته المستقبلية وعند انتهاء الاستضافة ، وهو في طريقه للخروج من الباب . وثب اليه احد الاعضاء وسحبه من ربطة عنقه (باينباغ) وقال له :- شوف نوري احنا نريد ديمقراطية . فضحك الباشا والتفت الى بقية الخارجين من الاجتماع وهو يقول :- شوفوا يابه هذا يريد ديمقراطية اكو احسن من هيچ ديمقراطية . الحق يقال ، بان نوري سعيد ، كان يؤمن بالديمقراطية التي تضع مصلحة البلد في الدرجة الاولى و فوق كل إعتبار...

جمع واعداد / خالد عوسي.

اقرا على العراق السلام




المقال : إقرأ على العراق السلام .
الصورة : من الصور القليلة التي تجمع بين الباشا (نوري سعيد) و الزعيم (عبد الكريم قاسم) . منتصف الخمسينات .
لقد روي عن نوري سعيد أنه ظلّ يردد قبل مقتله في 15تموز 1958 ما فحواه “اقرأ على العراق السلام إن نجح العسكر بهذا الانقلاب” مشيراً إلى” ثورة 14 تموز 1958″. لم يخطر ببالي أن أعير هذه الرواية أي اهتمام آنذاك، إذ كنت – كغيري من ملايين العراقيين – مغموراً بطوفان من النشوة والثقة والفخر لقيام الثورة المذكورة وسقوط ما اعتدنا وصفه بـ “العهد البائد أو المباد”، بل كنت استخف بها استخفافاً كبيراً لا بسبب نظرتي السلبية لسياسة نوري سعيد واقترانه الوثيق بالاستعمار البريطاني فحسب بل لتفاؤلي إلى حدّ الإسراف (أو السذاجة في نظري اليوم) ببداية عهد جديد يعد بازدهار العراق ويكفل لمواطنيه قسطاً أكبر من الحريات والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والأمان. غير أن هذه الرواية سواء كانت حقيقية أم مختلقة (كالشائعات المتشائمة الاخرى) ظلت تطاردني وأنا في المغترب كلما تعرض العراق لمحنة ، وما أكثر ما تعرض له من محن منذ مقتل نوري سعيد حتى يومنا هذا – متسائلا عما كان يدور في خلده عند ما فوجىء بقيام ثورة 14 تموز لقد مرّ العراق منذ تأسيسه الحديث [1921] حتى يومنا هذا (2008) في مرحلتين كبريين: امتدت أولاهما [37] عاماً قبل مقتل نوري سعيد [1921- 1958] ومضى على الأخرى نصف قرن،- خمسون عاماً مما يسمى بالحكم الجمهوري- (1958-2008)، وقد شهد العراق خلالهما هزات ومآسي متعددة ، غير أن ما عاناه من المحن في المرحلة الأولى لا يمكن أن يقاس بما حل به (بعد مقتل نوري سعيد) من المحن والمجازر والاغتيالات الجماعية، والحروب وأساليب القمع الوحشي والخراب اللا محدود في مختلف النواحي والتشرد الكوني للملايين من أبنائه حتى ليخيل إلي أن نوري سعيد لم يكن على ضلال بل كان بعيد النظر في التعبير عن نبوءته (اقرأ على العراق السلام) إن صحّ أن تنسب إليه. إن ما يهمني من ذلك ليس إطلاق الأحكام على نوري سعيد أو على العهد الملكي أو النظام الجمهوري بمراحله المتباينة، بل التساؤل – وقد يكون عبثاً التساؤل- عما دفع نوري سعيد إلى أن يقرأ على العراق السلام آنذاك.. أكان السبب عدم ثقته بالانقلابات العسكرية أو قدرة الجيش على إدارة البلاد؟ أو خوفه من تعاقب المغامرات العسكرية أو الحزبية الضيقة الأفق التي لا تدرك طبيعة الكيان الفسيفسائي للعراق؟ أكان الدافع إيمانه بأن “العهد المباد” كان في طريقه إلى ترسيخ هوية للعراق تتجاوز انتماءات مواطنيه المختلفة قومياً ودينياً ومذهبياً وعشائرياً ولغوياً؟ هل كان يتوقع أن يتعرّض العراق لمؤامرات إقليمية أو غير إقليمية يسفر عنها هذا التمزق أو التناحر العنيف الذي بدأنا نشهده اليوم والاقتتال الهمجي بين المواطنين من عرب وأكراد وتركمان و كلدان وغيرهم من الأقليات القومية أو من [مسلمين شيعة وسنة] ومسيحيين وصابئة ويزيديين( إيزيديين) وغيرها من الانتماءات التي حاولت “الهوية العراقية” أن تتجاوزها أو تحقق لها التعايش البنّاء المتآخي حقاً ؟ و أخيرا: هل كان يخشى أو يظن أن يكون بين وارثيه من يجرأ على أن يفوقه استعانة بالأجنبي . تارة يتآمر معه في السر و الخفاء و تارة أخرى يبارك له غزوه جهاراً في وضح النهار؟ ليس من اليسير في حقيقة الأمر أن نكشف عما كان يدور في خلد نوري سعيد عندما أطلق قبل خمسين عاما المقولة المنسوبة إليه ” اقرأ على العراق السلام…” ولكنّ من اليسير القول بأن عراق اليوم يذكرك بأطلال الشاعر الجاهلي يقف عليها باكياً ملتمساً فيها العزاء حين لا يجدي نفعاً بكاءٌ أو عزاء وقد يثيرلديك تساؤلات شتى كتساؤل شاعر العراق الكبير (بدر شاكر السياب) يناجي وطنه و هو في مغتربه الكويتي :- إني لأعجب كيف يمكن أن يخون الخائنون ! أيخون انسان بلاده ؟ ان خان معنى أن يكون ، فكيف يمكن أن يكون؟ . من خواطرالعربي المغترب أ. د. صالح جواد الطعمة * جامعة إنديانا. بلومنجتن / انديانا 2008 . إقتباس بتصرف

مسالة الخياط والثوب



مقال : مسألة (الخياط و الثوب) .
الصورة : جامع (الإمام الأعظم ، أبو حنيفة النعمان) بداية الستينات .
لبس (أبو يوسف) ثيابه ليذهب لدرس شيخه (أبو حنيفة) . فسأله من حوله : إلى أين تذهب ؟! قال أبو يوسف : إلى درس الشيخ . فقالو له : إلى الآن تطلب العلم ؟! أنت قد اكتفيت . أما بلغك ما قال فيك أبو حنيفة ؟؟!! قال أبو يوسف متعجباً : وما قال ؟!! قالوا : قد قال (كنت أرجوك للناس من بعدي) أي ، انك قد حصلت كل علم أبي حنيفة . فلو مات الشيخ . جلست مكانه ! فأعجب أبو يوسف بنفسه . ومضى إلى المسجد . فرأى حلقة أبي حنيفة في ناحية . فجلس هو في الناحية الأخرى . وبدأ في إلقاء الدروس ، والفتوى . التفت أبو حنيفة إلى الحلقة الجديدة . فسأل : حلقة من هذه ؟؟! فقالو له : هذا أبو يوسف . قال أبو حنيفة : شفي من مرضه ؟!! قالوا : نعم . فقال أبو حنيفة : فلم لم يأت إلى درسنا ؟؟! قالوا : حدثوه بما قلت . فجلس يدرس الناس . واستغنى عنك . ففكر أبو حنيفة ، وتأمل . ثم قال : (يأبى أبو يوسف إلا نقشر له العصا) ثم التفت إلى احد طلابه الجالسين . وقال له : اذهب إلى الشيخ الجالس هناك . فقل له عندي مسالة ، فسيفرح بك ، و يسألك عن مسألتك . فاخبره أبو حنيفة عما يسأله . فمضى الطالب إلى حلقة أبو يوسف . وقال : يا شيخ مسالة ، فقال أبو يوسف : ما مسألتك ؟ قال الطالب : رجل دفع ثوباً إلى الخياط ليقصِّره ، فلما جاءه بعد أيام يريد ثوبه ، جحده الخياط ، وأنكر انه اخذ منه ثوبا ، فذهب الرجل إلى الشرطة ، فاشتكاه ، فأقبلوا ، واستخرجوا الثوب من الدكان . والسؤال (هل يستحق الخياط أجرة تقصير الثوب أم لا يستحق ؟؟) فقال أبو يوسف على الفور : نعم يستحق ، ما دام أتم العمل . فقال الطالب : أخطأت ! فتعجب أبو يوسف ، وتأمل المسالة أكثر ، ثم قال : لا،لا يستحق الأجر . فقال الطالب : أخطأت ! فنظر أبو يوسف إليه . ثم سأله : بالله ، من أرسلك ؟؟! فأشار الطالب إلى أبي حنيفة وقال : أرسلني الشيخ . فقام أبو يوسف من مجلسه ، ومضى حتى وقف على حلقة أبي حنيفة . فقال : مسالة يا شيخ ؟ فلم يلتفت أبي حنيفة إليه ! فأقبل أبو يوسف ، وجثي على ركبتيه بين يدي أبي حنيفة ، وقال بكل أدب : يا شيخ ، مسألة ، فقال أبو حنيفة : ما مسألتك ؟ قال أبو يوسف : أنت تعرفها !! قال أبو حنيفة : مسألة الخياط والثوب ؟ قال : نعم . فقال له أبي حنيفة ، معاتباً : اذهب ، وأجب ، ألست شيخا ؟؟! قال أبو يوسف ، بأدب : الشيخ أنت . فقال أبي حنيفة في جواب المسألة : ننظر في مقدار تقصير الخياط للثوب . فأن كان قصَّره على مقاس الرجل . فمعنى ذلك ، أنه قام بالعمل كاملا ، ثم بدا له أن يجحد الثوب ، فيكون قام بالعمل لأجل الرجل ، فيستحق عليه الأجر . وان كان قصَّره على مقاس نفسه ، فمعنى ذلك ، انه قام بالعمل لأجل نفسه ، فلا يستحق على ذلك أجرة . فقبل أبو يوسف رأس أبي حنيفة . ولازمه حتى مات أبي حنيفة . ثم جلس أبو يوسف للناس من بعده . ولم ينساها أبو يوسف ... أصبح أبو يوسف (قاضي القضاة و الآفاق) في عصر (هارون الرشيد) و صار وزيره ، وزميله في حجّه 

21 رمضان / ذكرى حرق المسجد الاقصى عام 1969م.







اليوم الواحد و العشرون من رمضان . الصورة : حرق المسجد الأقصى عام 1969م .
في يوم 8 جمادى الآخرة 1389هـ - 21 أغسطس 1969م أقدم نصراني متصهين أسترالي الجنسية اسمه «دينس مايكل» جاء فلسطين باسم السياحة، أقدم على إشعال النار في الجامع القبْلي في المسجد الاقصى، والتهم الحريق أجزاءً مهمة منه، ولم يأت على جميعه، ولكن احترق منبر نور الدين محمود الذي صنعه ليضعه بالمسجد بعد تحريره ولكنه مات قبل ذلك ووضعه صلاح الدين الأيوبي، والذي كان يعتبر رمزاً للفتح والتحرير والنصر على الصليبيين، واستطاع الفلسطينيون إنقاذ بقية الجامع من أن تأكله النار، وقد ألقت إسرائيل القبض على الجاني، وادعت أنه مجنون، وتم ترحيله إلى أستراليا؛ وما زال يعيش حتى الآن في أستراليا وليس عليه أي أثر للجنون أو غيره.
حدث في رمضان : الحلقة الواحدة و العشرون : سقوط المسجد الأقصى بأيدي الصليبيين .
http://youtu.be/hVD8CGbk-nE

أحدث مقال

[بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟

  [بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟ الصورة : عوسي الأعظمي على إحدى الصحف الإنگليزية ، منتصف الأربعينات . المقال : جاسم م...