الخميس، 8 أكتوبر 2015

انا مسلم



المقال : أنا مسلم .
الصورة : الشاعر والفيلسوف والسياسي “الباكستاني” (محمد إقبال) هو إقبال ابن الشيخ نور محمد، كان أبوه يكنى بالشيخ تتهو أي الشيخ ذي الحلقة بالأنف ولد في سيالكوت ـ إحدى مدن البنجاب الغربية في 1877م وهو المولود الثاني من الذكور. 
كوَّن إقبال فلسفة خاصة به امتزجت بمنهله الديني الصوفي ومعرفته الغربية معًا. حسب الكاتبة الألمانية (آنا ماري شيمل) فإنَّ إقبال نهل من ثلاثة مناهل : القارة الهندية وتأثره بها أولًا، والعالم الإسلامي ، ثُمَّ الحضارة الغربية. استطاع إقبال أن يسافر إلى أوروبا ويحصل على الدكتوراه من (جامعة ميونيخ بألمانيا). قارئوا إقبال ودارسوه يعلمون جيدًا تأثُّر إقبال بالفلسفة الألمانية. كان إقبال معاديًا للاستعمار البريطاني، وقد حاول الإنجليز استمالته وإغراءه بالمناصب، فعرضوا عليه منصب (نائب الملك) في (جنوب أفريقيا) فرفضه. وقد حال اهتمام القراء بشعره دون التعرف على مؤلفاته الأخرى، وتحديدًا ما يتعلق بدعوته إلى (تجديد الفكر الإسلامي) الذي ألف فيه كتابًا بالعنوان نفسه، وكان رائدًا في ذلك. و لم يأخذهُ الفكر عن الشِّعر . فقد ترجمت أشعاره إلى (الإسبانية) و(الصينية) و(اليابانية) وبالطبع (الإنجليزية) وغيرها الكثير. العجيب أنَّ أشعار إقبال لم تكن ذات لغة مشهورة جدًا وإنما كتبت (بالأردية) و (الفارسية). بالمُجمل اعتبر شعر إقبال من بين أعظم الأشعار في العصر الحديث. حتى إنَّ البعض شبهه (بغوته) في محاولاته الشعرية الدائمة لمعرفة الحضارة الشرقية (وهو ما فعله إقبال مع الحضارة الغربية) . كانت باكستان فكرة فقط في ذهن محمد إقبال، ورغم أنه توفي قبل تأسيس باكستان بحوالي تسع سنوات، إلا أنهُ صاحب الفكرة الأساسية بتأسيس وطن للمسلمين في شبه القارة الهندية، وتحدث مع (محمد علي جناح) حولها، أكمل جناح الفكرة هو وأعوانه لكنَّ إقبال كان قد غادر الدنيا. يُشار إلى “مُحمَّد إقبال اللاهوري” بالأبّ الروحي في باكستان. ففي باكستان تتنافس المنشآت العامة والشركات في إطلاق اسم إقبال على منشآتها. فالمطار في لاهور اسمه محمد إقبال والجامعة تسمى “العلامة إقبال” في إسلام آباد، وكذلك متحف إقبال الوطني ومكتبة إقبال… إلخ. ربما هذه الصورة قد تعطيك تصورًا عن أهمية ووجود إقبال المعنوي للباكستانيين. عاش إقبال فقيرًا، تزوج ثلاث مرات ، وله ابن وابنتين، ضعف بصره في نهاية حياته حتى كان لا يستطيع أن يتعرف على أصدقائه!، توفي إقبال عام 1938، ولا زال صوته يصدح في قلوب وأرواح المؤمنين :- ((أنا مسلم؛ ومن شأن المسلم أن يقابل الموت مبتسمًا)) !!

ليست هناك تعليقات:

أحدث مقال

جسر ونهر الخر (الشْطَيِطْ)

  جسر ونهر الخر (الشْطَيِطْ) . الصورة : ملتقطة من جهة ساحة النسور ، وعلى اليسار (قصر الرحاب) وعلى اليمين (قصر الزهور) الذي لم يظهر . شيد الع...