السبت، 21 سبتمبر 2019

المصارعة النظيفة مصفاة للقلوب


الصورة : عام 1929م . الأول في الخلف يسارا هو (علي محمد العنبكي/العقاد 1915- 1987) الواقفون في الوسط ، من اليمين مؤسس كمال الأجسام في العراق (صبري الخطاط) ثم الحاج (أسطه غني محمود القره غولي) ويليه أول مدرب للمصارعة الحديثه في العراق (مجيد لولو) ويشاركه في هذا المجال (عوسي الأعظمي) آول الجالسين من جهة اليسار ، فهو من الأوائل اللذين تركوا الزورخانة وإتجهوا الى المصارعة بداية الثلاثينات .

المقال : نقدم لاعزائنا "البغداديين" هذه اللمحات الحلوة لجانب منسي من حياة البغداديين في مطلع القرن العشرين، وحتى نهاية الخمسينات. هذا الجانب يتعلق بـ "الزورخانات البغدادية"، اي حلبات المصارعة كما يصطلح عليها عالميا. ففي كتاب للسيد "جميل الطائي" حول هذا الموضوع يقول: "ان اول شيء كان يلاحظه المرء عند دخوله لاماكن (الزورخانة)، هو بابها الصغير الضيق، ذلك الباب الذي كان لايسمح بالمرور فيه لاكثر من شخص واحد فقط، والذي يضطره لان يطاطئ رأسه وينحني قليلا ليتمكن من الدخول الى ارضها. اما الغاية من صغر بابها وطأطاة الرأس هذه، فهي للدلالة على احترام ارضها وطهر تربتها، ولتذكر الانسان دوما بأنه مهما اوتي من قوة فائقة يجب عليه ان لا يصاب بالغرور او الغطرسة او التعالي على الاخرين". "... اما (الجرص) الكبير المعلق امام المرشد بواسطة سلسلة حديدية من الاعلى، فالغرض من وجوده هو القيام بالضرب عليه عند دخول احد اسطوات الزورخانة او احد ابطالها الكبار، حيث يقوم بقرع "الجرص" تحية لقدومه مع الترحيب به بصوت عال، وفي الوقت نفسه يطلب من الحاضرين التهليل بالصلوات. حدثني الاستاذ "قهرمان" الابن الاكبر للحاج "حسن كورد"، مدرب ابطال العراق في المصارعة في تلك الفترة قائلا: (حينما كان والدي يدخل الى مكان الزورخانة، كان مرشدها، السيد "مهدي قجو" ينادي باعلى صوته قائلا: ياهله بأبو قهرمان! رحم الله والديكم، الگاعدين فوگ واللي جوه، جروا صلوات على النبي! اللهم صلي على محمد... وآل محمد . ومن الطقوس الخاصة بالزورخانات البغدادية، الخضوع التام من قبل المصارعين للتعليمات، والتعامل مع "ارض الجفرة"، باعتبارها مكانا مقدسا اشبه ما يكون بالمعبد الديني! . (كان لايجوز للمصارعين مزاولة تمارينهم الرياضية وهم غير مغتسلين من "الجنابة". وكان المرشدون ينادون من فوق منابرهم بين الحين والآخر، وبصوت عال قائلين: "لعنت بر تارك الصلاة لعنت بر جنبات!" . نعم وهكذا هي اخلاقيات البغداديين وكل العراقيين الشرفاء حيث كانت "جفرة المصارعة"، وهي الجفرة التي يجري فيها النزال، مكانا نموذجيا لممارسة هذه الاخلاقيات العالية السامية. ومن الزورخانات المشهورة آنذاك في بغداد "زورخانة قمبر علي" و الدهانة" و"جامع المصلوب" و"العوينة" و"خان الدجاج" و"صبابيغ الآل". ومن ابرز المصارعين في تلك الفترة الحاج غني صوان، وجميل ابو النيكل، وعباس الصندقچي، ومهدي زنو، ومجيد لولو، وموسى ابن ابو طبرة، والحاج حسن كورد، ومجيد كسل، وحميد عبد علي اللملقب بـ "حميد ليوه". أما اسماء اشهر المسكات في المصارعة ومنها: " الپلنگ چگن"، اي مسكة النمر، و"الدراو"، و"الخاك"، و"الكنده"، و"الارنج"، و"كفتر بند"، "بخاو"، و"اللكنه"! . لطالما تصور الكثيرون، وما يزالون، بان المصارعة عملية تقتصر على استعراض المسكات الفنية واتقانها، او ان المصارع رجل قوي البنية ليس الا! ولكن المصارعين العراقيين، ومنهم المصارعون البغداديون، عرضوا نماذج مشرفة للبطولة والشهامة ونجدة الناس المعرضين للخطر، وذلك في العصر الذهبي للمصارعة . ولم تكن المصارعة ايام زمان تقتصر على النزالات الفنية، والالتزام الفائق والملزم بالتعليمات والاعراف والمبادئ المعروفة بهذا الصدد. بل كانت العروض الفنية والنزالات في "الجفرة" تعكس وتحتوي جانبا اخر لاعلاقة مباشرة له بالمصارعة ، بل بالمصارعين انفسهم. لقد كانت تلك العروض والنزالات مناسبة مشهودة وطيبة لتجمع العرب والكورد والتركمان في مكان واحد، وتحت شعار واحد: "المصارعة النظيفة، مصفاة للقلوب!". ان البغداديين الذين عايشوا حقبة الاربعينات والخمسينات، يتذكرون اسما رياضيا كان يرن في اوساط المصارعة والسباحة والدراجات والجمناستك. وهذا الاسم هو "عوسي الاعظمي". يقول المؤلف في كتابه "الزورخانات البغدادية": (ولد المصارع جاسم محمد طه) والملقب بـ "عوسي الاعظمي" في محلة الشيوخ بالاعظمية عام 1913 م . تدرب تحت اشراف البطلين "الحاج عباس الديك" و"الحاج حسن كورد" في زورخانة "الدهانة". تغلب على العديد من المصارعين، وهو اول من اقام لعبة "السكيتنك" في الاعظمية، ابتداء من دار (رشيد عالي الگيلاني) لغاية نادي الاعظمية الرياضي. افتتح له مكتبة رياضية مقابل مقهى "حجازي"، وكان يراسل ابطال العالم مثل "ساندو" و"مكفادن" و"ليدرمان". فالاحتفالات التي كانت تقام برعاية الملك فيصل الاول، ويقدم لهم الهدايا الثمينة كان يشارك فيها ابطال المصارعة العراقية امثال "مهدي الزنو" والحاج "عباس الديك" والحاج "نصيف" وغيرهم. وفي نزالات المصارعة التي كانت تقام لمنفعة شهداء الشرطة العراقيين ولانقاذ فلسطين، والتي غالبا ما كان يحضرها "الوصي عبد الاله" وكبار رجالات الدولة! . اما حكام تلك النزالات فكانوا كلا من "الحاج محمد ابن اسطه بريسم" و"الحاج حسن كورد" و"الحاج غني محمود القره غولي"! . فالمصارعة بمعناها القديم والمألوف لم يعد لها وجود الآن في العراق . لقد مضت تلك الايام..، ولكن ذكر ابطالها ما زال باقيا صفحة مشرقة من تاريخ بغداد والعراق. عباس البدري إقتباس بتصرف خالد عوسي الأعظمي .

الأحد، 18 أغسطس 2019

الجواهري في عش الأعظمية


الجواهري في عش الأعظمية .
المقال : وجد الشاعر الأكبر (محمد مهدي الجواهري) داراً في محلة (الحارَّة) من منطقة (الأعظمية) وعلى (نهر دجلة) وقد كان يسكن في (العيواضية) حينها. 
فبعث الى عائلته للعودة الى (بغداد) وفي الأعظمية أحس الشاعر بدفء الجيرة والصلة الوطنية والانسانية الحميمة في ما حوله من الناس، مشاعر خالية من اي شائبة ومرض من اختلاف مذهبي أو سياسي ، إذ أغدق عليه أهل الأعظمية كلَّ مشاعر الاعتزاز والاحترام المقرونة بالود والمحبة والأمن فيقول: " لقد أمضينا في هذا العش الجديد في الأعظمية وبعد كل تلك الآلام والمكابدة خمس سنوات بين جماهير الأعظمية وبيوتها وشبابها معززين مكرمين لم نسمع خلالها ولا كلمة نابية، بل حباً ومودة متبادلين." المذكرات ج2 ص 67 .
أقام الجواهري في ربوع الأعظمية وأهلها خمسة أعوام وما نعرفه عن الجواهري وعائلته ومدينة (النجف) مذهباً، واتجاهاً سياسياً يسارياً محسوباً على الحزب الشيوعي، بسبب انتماء أبنائه اليه لا هو شخصياً. ولنقرأ الجواهري وهو يروي بنفسه: " ومع هذا وحتى هذه الساعة وقد دخلنا العشرة الأخيرة لنكون في القرن الواحد والعشرين فما ينفك النابحون في العراق والمستغلون خارجه ينبحون بالنعرة الطائفية مستغلينها ومتاجرين بها." (ذكرياتي) الجزء2 ص67 دار الرافدين/ دمشق 1988 . 
ومن المعروف أيضاً أن الأعظمية كانت منبتاً ومركزاً ومعقلاً من معاقل القوميين العرب بعثيين وناصريين وغيرهم. ومنها انطلق قادة كثيرون من هذا التيار العراقي. اضافة الى وجود التيارات الاسلامية الأصولية والسلفية فيها. وبعيداً عن الهوى والانحياز والتعصب علينا النظر والقياس الموضوعيان في حالة التعامل مع الشاعر في منطقة الاعظمية لنفهم حقيقة العراقيين الناصعة ومعدنهم الأصيل في موضوعة ما يُسمى بالصراع الطائفي في العراق خبثاً وتعمداً لغايات في نفوس مريضةٍ وأجنداتٍ خارجية تروم السوء بالعراق وأهله وتخطط لغايات سياسية بعيدة عن مصالح الشعب العراقي، ومثلما اشار الجواهري نفسه في مذكراته. الجواهري الشيعي النجفي يقيم في الأعظمية ويلقى كل معاملة حسنة وكل احترام ومحبة وتقدير في فترة تاريخية تعتبر بمقاييسنا الحالية زمنَ تخلف وأميةٍ واسعة منتشرة في عمق المجتمع العراقي في الثلاثينات والأربعينات والخمسينات من القرن الماضي. لكننا بالعكس نقرأ ونسمع وعشنا ورأينا بأنفسنا خلو المجتمع العراقي من أشكال التطرف والنعرة المذهبية الطائفية والسياسية على الأرض، مع وجود استثناءات لم تكن ملموسة ولم تكن ظاهرة اجتماعية طاغية و إنما محصورة في اطار ضيق في بعض النفوس المريضة. وما يرويه الجواهري الكبير من واقع حياته لتلك الحقبة الزمنية دليل على ما نقول. إن تثمين وتأريخ الجواهري لما كان يلقاه من الأعظميين حقيقة لا أعتقد جازماً أن الشاعر أراد من ورائها شيئاً غير الموضوعية التاريخية، اضافة الى إدانة كل موقف غير سليم ولا موضوعي وخبيث يحاول تفريق وتمزيق لحمة الشعب العراقي. لقد كانت الأعظمية تضم في أحيائها الكثير من أطياف الشعب العراقي المختلفة مذهبياً وقومياً، ومنهم الكرد والكرد الفيليون دون ان يلقوا عنتاً أو تمييزاً أو ما يخدش مشاعرهم. بل عاشوا معاً في وئام وعلاقات جيرة وصداقة امتدت حقباً طويلة حتى اليوم. إن تجاوز الناس للمذهبية والتعصب القومي وبعدهم عن الطائفية كانت حالة صحية يمتاز بها العراقيون، الى جانب تجاوزهم للمواقف والولاءات السياسية المختلفة في علاقاتهم الاجتماعية الطيبة الخالية من الأمراض التي تصيب المجتمعات المشابهة لمجتمعنا العراقي وفي تلك الحقبة التاريخية
 
خالد عوسي الأعظمي

الأربعاء، 5 يونيو 2019

(الأعظمية) أقدم مناطق بغداد


المقال : (الأعظمية) أقدم مناطق بغداد تعايش فيها المسلمون والمسيحيون واليهود .
فوق جسرها الذي يربطها بمدينة الكاظمية وكان واحدا من أقدم جسور بغداد العائمة، تغزل الشاعر علي بن الجهم في عهد الخليفة العباسي المتوكل بالله بترف الحياة وقت ذاك حين قال: «عيون المها بين الرصافة والجسر جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري» حيث كانت الأعظمية في رصافة بغداد، وهي واحدة من أقدم وأجمل مدن العاصمة العراقية، إذ كانت عبارة عن بساتين تعانق ضفاف دجلة، وفيها بنى بعض الخلفاء العباسيين وأمرائهم قصورهم بعيدا عن أعين الناس، مثل القصر العباسي وقصر أم هانئ ابنة الخليفة هارون الرشيد، والقصران يقعان اليوم في منطقة الباب المعظم التابعة لمدينة الأعظمية. والأعظمية التي تقع شمال مركز بغداد اكتسبت اسمها من وجود الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان، حيث دفن فيها، وتشغل موقعا استراتيجيا مهما في العاصمة العراقية، حيث تربط بين شرقها وغربها. ويبلغ عدد سكانها مليونا ونصف المليون نسمة تقريبا، أي ما يشكل 20 في المائة من سكان بغداد حسب تقديرات الأمم المتحدة لعام 2003. ومدينة الأعظمية تضم، بالإضافة إلى جامع الإمام الأعظم والمقبرة الملكية وكلية الإمام الأعظم وساعة الأعظمية، أكثر من 30 مسجدا وجامعا، إضافة إلى معالم قديمة وحديثة متعددة، منها جمعية منتدى الإمام أبي حنيفة التي تأسست عام 1968، وكذلك يوجد فيها الكثير من المحال القديمة والعريقة، والكثير من المدارس القديمة والحديثة النموذجية الابتدائية والثانوية، وأيضا عدد من الكليات والمعاهد والجامعة الإسلامية. ويرجع تاريخ نشوء الأعظمية إلى العصر العباسي، حيث كانت مقبرة حالها حال الكاظمية، ودفنت فيها الخيزران، والدة هارون الرشيد، ثم توفي الإمام أبو حنيفة النعمان، وهو عربي الأصل من عرب العراق الذين استوطنوه قبل الإسلام، ودفن فيها، واستمرت مقبرة إلى أن أنشئت مدرسة لتدريس فقه الإمام أبي حنيفة النعمان سنة 1066. ومع التطور الاقتصادي والاجتماعي في بغداد في فترة الثلاثينات وحتى إعلان الجمهورية عام 1958، كانت الأعظمية إحدى المناطق التي انتقل لبناء البيوت فيها سكان المحلات البغدادية القديمة والقادمون من المدن الأخرى، وخصوصا من موظفي الدولة وضباط الجيش والطبقة البورجوازية الصغيرة. وبعكس مدينة الأعظمية القديمة المبنية على الطراز البغدادي القديم، أي الحوش في الداخل، فإن السكان الجدد بنوا مناطق «هيبت خاتون» و«شارع الضباط» و«نجيب باشا» و«مناطق السفينة» على طريقة الفيللات، مما غير طبيعة منطقة الأعظمية وجعلها تمثل خلال تلك الفترة حداثة المجتمع العراقي وفسيفساءه، وهو الذي جعل الأعظمية في تلك الفترة معقلا للحركة الاجتماعية والثقافية في البلد. ورغم أن غالبية سكان الأعظمية هم من العرب السنة، فإن هناك أيضا شيعة وأكرادا ومسيحيين يعيشون بها منذ عقود طويلة، بل إن اليهود كان لهم وجود ملحوظ فيها، وأبرز دليل على ذلك هو وجود قصر التاجر اليهودي شعشوع على كورنيش الأعظمية حتى اليوم، وكنيسة الشماسين التابعة لكلية بغداد، وهي الكنيسة الوحيدة في الأعظمية مبنية على الطراز البغدادي في العهد الملكي. أما أبرز معالم الأعظمية فهي ساعتها الموجودة في جامع الإمام الأعظم، ويعود تاريخها إلى عام 1919، حين أهديت ساعة من الحضرة القادرية إلى جامع الإمام الأعظم، وذلك عند وصول ساعة جديدة للحضرة القادرية، وكانت الساعة القديمة عاطلة. أما أشهر قصورها فهي: قصر نوري السعيد رئيس الوزراء في العصر الملكي، وقصر رشيد عالي الكيلاني رئيس الوزراء في العصر الملكي، وهو الآن متحف لثورة 1941، وقصر بلاسم، وقصر الرئيس السابق صدام حسين، ويطل على كورنيش الأعظمية. وكانت الأعظمية قد تعرضت للحصار والتخريب من قبل الصفويين قبل أن يأتي السلطان العثماني مراد الرابع عام 1638 ويعيد إعمارها، كما تعرضت لحصار قاس منذ احتلال القوات الأميركية لبغداد عام 2003، وتم عزلها بجدار كونكريتي . (معد فياض) . إقتباس بتصرف خالد عوسي الأعظمي .

الثلاثاء، 7 مايو 2019

من تاريخ العلاقات العراقية - السعودية



من تاريخ العلاقات العراقية - السعودية .
للفترة من 11-5/18/ 1957 زار العراق العاهل السعودي الملك سعود بن عبد العزيز يرافقه وفد كبير وأجرى محادثات مع العاهل العراقي الملك فيصل الثاني وولي العهد الأمير عبد الاله ومع نوري السعيد رئيس الوزراء
 وقد أقيمت للملك سعود مأدبة غداء في الحبانية حضرها الملك فيصل الثاني وولي العهد عبد الاله ورئيس الوزراء نوري السعيد.بعد أن شاهد الملك الضيف إستعراضا جويا وهبوط عدد من الضباط المظليين الذين إستقبلهم الملك سعود يتقدمهم الرائد المظلي گيلان أحمد مدحت آمر المظليين. كما توجه العاهل السعودي الى نادي الفروسية بالمنصور وشاهد سباقاً للخيول العربية قام بعدها العاهل السعودي والملك فيصل الثاني بتوزيع الجوائز على الفائزين 

 كما قام وفد من علماء الدين العراقيين بزيارة الملك سعود في مقر إقامته في قصر الزهور يضم كلا من الشيخ أمجد الزهاوي ونجم الدين الواعظ وعبد العزيز الشواف ومحمد القزلچي وعبد الحميد الأتروشي وعبد الله الشيخلي ومحمد محمود الصواف
 حيث أكد لهم الملك سعود على ضرورة السعي لنشر العقيدة الاسلامية الصحيحة بين الناس والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقال " أنا أعاهدكم أمام الله على السعي والعمل للقضايا الاسلامية والعمل بالكتاب والسنة". كما شاهد العاهل السعودي استعراضا عسكريا للجيش العراقي فاعجب بالقدرة القتالية للقوات المسلحة العراقية. كما حضر العاهل السعودي ومعه الملك فيصل الثاني والامير عبد الاله سباقا للفروسية في نادي الصيد بالمنصور وقام الملكان سعود وفيصل الثاني بتوزيع الجوائز على الفائزين. ولمناسبة مغادرة العاهل السعودي الملك سعود بن عبد العزيز قدم العاهل العراقي الملك فيصل الثاني الى العاهل السعودي هدية عبارة عن سيف نادر مرصع بالأحجار الكريمة. وصدر بيان عراقي سعودي مشترك عن الزيارة جاء فيه" تلبية لدعوة حضرة صاحب الجلالة الملك فيصل الثاني عاهل المملكة العراقية قام حضرة صاحب الجلالة الملك سعود عاهل المملكة العربية السعودية بزيارة أخيه الملك فيصل الثاني في المدة من 12- 19 شوال 1376 الموافق 11-18 مايس/أيار 1957. لقد كان بدء عهد جديد من العلاقات العربية بين البلدين الذين تجمع بينهما أوثق أواصر الجوار فضلا عن أواصر القومية والتاريخ. وإتفق الطرفان على ضرورة التمسك الكامل بمبادىء ميثاق جامعة الدول العربية والضمان الجماعي وميثاق الأمم المتحدة وقرارات مؤتمر باندونغ. والاستمرار على تنفيذ ما بين البلدين عقود ومواثيق نصا وروحاً. ومصممان على صون إستقلال بلادهما والمحافظة على قيمها الروحية وتراثها الاسلامي والوقوف في وجه كل محاولات التدخل الأجنبي في شؤون بلادهما أي مصدر كان هذا التدخل وأيا كان نوعه. وهما يعتبران أن الصهيونية والمبادىء الهدامة والاستعمار كلها خطر يهدد الأمة العربية وعلى الدول العربية والشعوب العربية أن تعمل ما تستطيع لمقاومة هذا الخطر الذي يهدد كيانها وإستقلالها وسيادتها وأنهما متفقان على بذل الجهود المتواصلة لجمع الشمل وتوحيد الصف العربي. وإتفق الطرفان على مساندة الشعب الجزائري في نضاله من أجل حرية وإستقلال بلده والمحافظة على حقوق العرب في خليج العقبة الذي هو خليج عربي مغلق متصل بالأماكن الاسلامية المقدسة وسيعملان لمنع إسرائيل من التجاوز عليه بكل الوسائل الممكنة. وأكد الطرفان على عدم تدخل أي دولة عربية في الشؤون الخاصة لأي دولة عربية أخرى. وإتفقا على عدم تسريب النفط الى إسرائيل المعتدية من المصادر العربية والاسلامية. وعَقِبَ مغادرة العاهل السعودي العراق عقد نوري السعيد مؤتمرا صحفيا بتاريخ 18/5/1957 إستغرق أكثر من ساعة ونصف حضره عشرات الصحفيين ومراسلي وكالات الأنباء الذين كان بعضهم قد وصل الى بغداد لتغطية زيارة العاهل السعودي للعراق. أعرب عن إغتباطه بالمباحثات التي دارت مع العاهل السعودي الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود.اذ كان من نتائج زيارة العاهل السعودي الملك سعود بن عبد العزيز، الى بغداد للفترة من 11-18 ايار /مايس 1957 ان تلقت الحكومة العراقية طلبا سعوديا لتزويد الرياض بالمياه. وفورا عقد مجلس الوزراء برئاسة نوري السعيد جلسة لدرس الطلب ووافق عليه مع ابداء الاستعداد لشتى التسهيلات والمساعدات لانجاز هذا المشروع الحيوي. الذي يقتصر على مد انابيب المياه من العراق الى الرياض. وهذا المشروع سبق ان طرح اثناء اجتماع الملك فيصل الاول بالملك عبد العزيز آل سعود سنة 1931 حينما كان نوري السعيد رئيسا للوزراء . ولكن حال دون تنفيذ المشروع، قصر الامكانات المالية في المملكتين حينذاك. ولكن في عام 1957 خرج المشروع من جديد ونوري السعيد على راس الوزارة ايضا لذلك قابل الطلب بمنتهى السرور والابتهاج، وسارع الى عقد اجتماع لمجلس الوزراء للموافقة عليه . الا انه كما قلنا فقد عدلت العربية السعودية عن انجازه لظهور المياه الجوفية في المملكة السعودية. وقد غادرت بعثة الشرف العراقية على متن طائرة خاصة الى الرياض لمرافقة العاهل السعودي الملك سعود بن عبد العزيز برئاسة الدكتور عبد الله الدملوجي مبعوث العراق المتجول
.

السبت، 4 مايو 2019

الزعيم ... عمو كريم




المقال :  الزعيم ... عمو كريم
 
الصورة : عبد الكريم قاسم و عبد السلام عارف ، بعد إنقلاب 14 تموز 1958م 

من مذكرات إبنة الرئيس ( وفاء عبد السلام عارف ) :- تتذكر وفاء أن لغة المخاطبة بينها وبين الزعيم عبد الكريم قاسم كانت "عمو كريم"، فالضابط الشاب المتحمس كان دائم التردد على منزل العائلة، وكثيراً ما كان والدها يغلق ابواب الغرفة جيداً حين يأتيه قاسم ومجموعة من الضباط، ويمنع افراد اسرته من الاقتراب حتى لا يتسرب الحوار الى مسامعهم. وتضيف أن العلاقة بين الطرفين ظلت طيبة في السنة الاولى للثورة، لكن اعتقال والدها والحكم عليه بالاعدام في محكمة المهداوي، باعد بين قاسم وعائلة عارف. لكن ما جرى في فجر أحد أيام خريف 1962 على اهميته، لم يعد مياه العلاقة الى مجاريها، ففي الساعة الرابعة من فجر ذلك اليوم "حضر الزعيم عبد الكريم قاسم الى منزلنا في منطقة ابو غريب وبصحبته والدي، حيث تم اطلاق سراحه في تلك الليلة، لحظتها خاطبت الزعيم قائلة لماذا حرمتنا من والدي، فابتسم وقال ها انا أعيده لكم، واذا لم تصمتي سأعيده الى السجن"، كما تروي وفاء. وتتذكر وفاء ان كلامها القاسي مع الزعيم دفع والدتها الى صفعها أمامه، ولم يعترض، رغم انها لم تكن تتجاوز الثالثة عشرة من عمرها. خالد عوسي الأعظمي .

الجمعة، 12 أبريل 2019

من قتل عبد السلام ؟



المقال : مَنْ قتل عبد السلام ؟ .


قتل الرئیس (عبد السلام عارف) على أثر سقوط المروحیة السوفیتیة الصنع طراز میل موسکو فی ظروف غامضة والتی کان یستقلها هو وبعض وزراءه ومرافقیه بین القرنة والبصرة مساء یوم 13 ابریل / نیسان 1966م وهو فی زیارة تفقدیة لالویة ( محافظات ) الجنوب للوقوف على خطط الاعمار وحل مشکلة المتسللین الإیرانیین. فی 11 ابریل / نیسان 1966م کان الرئیس عبد السلام عارف یتجول فی موکب رسمی مهیب فی شوارع البصرة ، وتفقد المیناء ونقطة المعقل ثم وضع حجر الاساس لمصنع الاسمدة الکیمیاویة بعدها افتتح مصنع الاسمنت وهو أکبر معمل اسمنت فی الشرق الأوسط فی حینها. وبعد التقائه بعشائر العمارة فی منطقة النشوة والحاح شیوخ العشائر له بالبقاء معهم أطول فترة ممکنة ، تجاوز الوقت فترة الغروب حیث ینبغی مهنیا على الطیار ان یتهیئ لاسلوب الطیران اللیلی . وبعد انتهاء الضیافة العربیة وبعض الکلمات المرحبة والخطب المتبادلة عن خطط اعمار العمارة واقضیتها والاجابة عن اسئلة الصحفیین والشیوخ ، ودع عارف مضیفیة فی تودیع الموکب بشکل حافل ومهیب ، وبعد ان استقل الرئیس طائرته الرئاسیة الخاصة التابعة للرف الجمهوری حلقت الطائرة وهی بشکل غیر مستقر حیث بعد اقلاعها المباشر کانت اهتزازات متقطعة تحدث للمحرک بعد ذلک شوهدت بعض النیران تندلع فی الطائرة وبقیت فترة محلقة خارج سیطرة الطیار تطیر باتجاهات مختلفة فوق النهر و على ارتفاع منخفض ، هذا ما ادلى به الطیار من خلال جهاز اللاسلکی مع الطائرات الاخرى ومع القاعدة الجویة. ولم ینتظر الرئیس عارف تحطم الطائرة التی کانت تحلق فوق بساتین النخیل على حافة النهر فانتظر اقترابها من الارض فقفز من الطائره محاولاً السقوط فی النهر الا ان اتجاه سقوط الطائرة ابعدها قلیلا عن النهر مما ادى إلى سقوطه على الحافه الترابیة للنهر فارتطم على جبینه مباشرة مما ادى إلى اصابته بحالة اغماء ثم نزف شدید مع کسر فی الجمجمة تسببت فی وفاته بعد دقائق من سقوطه وتشکلت لجنة تحقیق عسکریة لم تتوصل بالدقة إلى سبب الحادث وقد اعلن بان سبب الحادث کان جراء خلل فنی فی الطائرة الرئاسیة جراء عاصفة رملیة ، مما حدى بالقیادة السوفیتیة إلى إرسال لجنه تحقیق فنیة حیث توصلت إلى قرار بان الطائرة کانت سلیمة ولم یکن سقوطها بسبب خلل فنی وبقیت التکهنات هل هی مؤامرة ام سوء الملاحه الجویة ام ارتطام الطائرة ببعض النخیل. خالد عوسي الأعظمي .

الخميس، 4 أبريل 2019

الاعظمية ... عبق المكان وطيب المكين




الاعظمية ... عبق المكان وطيب المكين .
الصورة : الأعظمية و إمامها الأعظم مطلع الخمسينات .
المقال : هي في الابجدية مطلع الحروف .. وهي في الاسماء مطلع الائمة . وهي في العمر مطلع الصبا . حاضنة النعمان ، والنعمان في التاريخ حاضنها. اعظمية الاعاظم , من اعظم الائمة الى اعاظم الملوك الى اعاظم الشعراء واللغويين . هذه المدينة مطبخ الاعراق ، يأتيها التركي والفارسي فيستعرب ويؤمها القادم من اصقاع المدن فسيتعظم . في مدينتنا لا تفاوت طبقي . يأكل عالم المدينة وعاملها من مطعم واحد . ويتربع شاعرها الاكبر مع بسطائها في مقهى ويرتبط الراس بالراس من السفينة الى راس الحواش. ومن شارع عمر حتى شارع عشرين فيستحيل الداخل اليها بعائلة واحدة.. وتتوزع الحرية والفكر بالانتماء ؟ فهنا دار الشريعة وعلوم الاقدمين وعلى ذراعها دار العلوم والتكنلوجيا الحديثة , وفي حدائقها المقام والمربع يحكي قصص البغادة . وحيث المسجد الحاضن والمصلون سجود تتهاوى امام واجهات الاسواق ، بها نساء اعظميات هن بحق نساء القرن . بما يحملن من زينة وتقاليد مهفهفات كواعب لا اجمل منهن في مدينة ولا ارقى منهن ملبسا ولا اثقل منهن وقارا وجمالا.. تشكل المدينة من مئذنـة ودار وجامعة ومتجر ومقهى ومتجر ومطاعم كباب واسواق تتصل بجسر يوصلك لمدافن قريش.. لا يستطيل لأكثر من ميل يلخص التاريخ والحاضر علم الاولين والاخرين . هي التي ولدت يوم احتضن شراها جسد النعمان لكنها ليست للإحناق وحدهم فقد عبر اليها الكاظميون فاستعظموا وسكنها الجواهري فاستعظم وهرب اليها التركي مولود فاستعظمها واستعظم . ومر بها العلامة الكوفي مهدي المخزومي فاحبها واحبته فاستعظم .عشق الشاعر القباني فتاتها فاستعظمها . جاءها المحتل علكته وزفرته كشائبة من خالص المضخ وخرج يأن من بأس رجالها جاءوها يمشون بأربع وخرجوا منها بلا اربع . والمئذنة تحكي روايات عجزوا شيوخها من سردها بعيون امتلأت احداقها بمشاهد جثامين المحتل العفنة . مرت السنون ورحل المسنون لدار الخلود والمحتلون للعار يجرون .. ومازالت مدينتي ومسجدها والمئذنة وصوت المؤذن على شريط متهالك لابي عائشة كل ليلة جمعة يدوي ( ياحي ياقيوم ) طاب لنا المكان والمكين فهي تحكي الاف من عبر وقصص الاولين والاخرين والحاضرين . هي قصتي ومهد ولادتي وملعب طفولتي وشجي حبي ولوعتي وغرامي وشجوني وتفاهتي وجنوني وثقافتي هي كل الاشياء وانا بعضها ... ستبقين يا اعظيمة الاعظم .. كل شيء بي لك .. وكل شيء بك لي . (اياد القيسي،،،، ابو أهيب) مع      خالد عوسي الأعظمي .

السبت، 2 مارس 2019

الأعظمية - تاريخ مشرق يحكي جانبا من تاريخ عاصمة الرشيد



  الأعظمية - تاريخ مشرق يحكي جانبا من تاريخ عاصمة الرشيد 

الصورة : جامع الإمام الأعظم أبو حنيفة عام 1935م

المقال : حيّ الاعظمية واحد من أقدم أحياء مدينة بغداد وسمّي بهذا الاسم لوجود مرقد الامام الاعظم أبي حنيفة النعمان بن ثابت فيه. وينسب الى الإمام الأعظم المذهب الحنفي وكذلك مدرسة الرأي والقياس . ودفن في هذا المكان ايام الخليفة أبي جعفر المنصور في القرن الثاني الهجري ودفنت الى جانبه الخيزران والدة الخليفة هارون الرشيد. وتضم مقبرة الأعظمية قبور عدد من الرموز العلمية والدينية والاجتماعية والسياسية التي برزت على امتداد التاريخ العراقي. وقريب من المقبرة يرتفع بناء جميل تعتمره قبة زرقاء كبيرة دفن تحتها الملك فيصل الأول والملك غازي والملك فيصل الثاني والملك علي ملك الحجاز وشخصيات اخرى من العائلة المالكة السابقة. وأطلق على هذا الحي عند تأسيسه ايام الخليفة الثاني من بني العباس أبي جعفر اسم الرصافة (رصافة المهدي) وامتد جنوبا ليؤسس تاريخيا مدينة بغداد الحالية التي هي امتداد للعصر العباسي وشرقا باتجاه محاذ لنهر دجلة ليؤسس حي الشماسية الذي اصبح في حينه موطنا للأديرة والكنائس المسيحية. والأعظمية المعاصرة يبدأ تاريخها العام 1634 حين انتزعها السلطان العثماني مراد الرابع من أيدي الملوك الصفويين حكام ايران ، وجاء بقبائل العبيد والنعيم ليتوطنوا فيها بهدف حماية قبر الامام الأعظم من العبث. ومن حينه قامت في هذا الحي أجمل البساتين والحدائق واشتهر بهوائه النقي وبانخفاض درجة الحرارة فيه قياسا الى بقية احياء بغداد ، اذ ان نهردجلة يشكل قوسا دائريا حوله. وعند قيام المملكة العراقية العام 1921 أقام الملك فيصل الاول في احد القصور المطلة على النهر وهو قصر شعشوع وشيد البلاط الملكي بالقرب منه. وخلف البلاط الملكي قامت احياء الارستقراطية السياسية العراقية التي انبثقت منها غالبية الحكومات والوزارات العراقية. وحول هذه الاحياء امتدت المحلات المسكونة من قبل كبار وصغار موظفي الدولة وكبار الادباء والعلماء والشعراء والصحفيين والكتّاب. فقد سكن هذا الحي من الرؤساء كل من الشريف شرف (الوصي على العرش العام 1941) ورئيس مجلس السيادة محمد نجيب الربيعي والرئيسان الشقيقان عبدالسلام وعبدالرحمن محمد عارف. أما من رؤساء الوزارات فكان ياسين الهاشمي وطه الهاشمي وجعفر العسكري وحكمت سليمان ورشيد عالي الكيلاني ومصطفى العمري ونورالدين محمود ومحمد فاضل الجمالي وناجي طالب وعبدالرحمن البزاز. ومن الشعراء الرصافي والجواهري وبلند الحيدري وأحمد حامد الصراف وبدر شاكر السياب وكمال نصرت وسليمان العيسى (السوري الاسكندروني) وعائلة الخزرجي وأميرة نورالدين وغيرهم من كبار الشعراء. ومن القصصيين سكن هذا الحي رائد القصة العراقية عبدالملك نوري وعدد آخر من الروائيين والقصصيين المعروفين. ومن الادباء والمؤرخين سكن الاعظمية عدد كبير لا يحصى ، نأتي على سبيل الذكر على قسم منهم امثال محمد بهجت الاثري وأحمد سوسة ومصطفى جواد وفؤاد عباس وفؤاد جميل وسالم الالوسي وحسين امين والعلامة منير القاضي وحامد مصطفى وعلي الوردي وجواد علي وعبدالعزيز الدوري وغيرهم من الرموز العلمية والادبية المعروفة. ومن الفنانين سكن رواد الحركة الفنية في العراق منهم جواد سليم ونايف حسن وحافظ الدروبي واسماعيل الشيخلي وعطا صبري وأكرم شكري وقاسم ناجي وزيد صالح ، وكذلك الرواد الاوائل أمثال عبدالقادر الرسام وصالح زكي ورؤوف الحبيبه جي وحسن سامي ، ومن المعاصرين اسماعيل فتاح ونهى الراضي وسهام السعودي وغيرعم من الرسامين والنحاتين والخزافين المعروفين. أما المعماريون فقد اشتهر منهم من سكان الاعظمية رفعت الجادرجي ومعاذ الالوسي وهشام منير وهشام المدفعي وطارق الجدة وقحطان المدفعي وقحطان عوني. شومن قادة الحركة الوطنية نذكر على سبيل المثال كامل الجادرجي وصديق شنشل وجعفر ابو التمن وفائق السامرائي وصلاح الدين الصباغ وفهمي سعيد ومحمود سلمان. وككل المبدعين ، كان لكبار الاطباء المعروفين وجودهم الواضح في الاعظمية أمثال كمال السامرائي وسامي سليمان وعبدالامير علاوي وهاشم علاوي ، والبحرانيان احسان وزهير ، والسوداني فيصل والبستاني عبدالحميد وأحمد صميم الصفار وآخرون غيرهم. ومن الموسيقيين كان روحي الخماش والهام المدفعي وسالم حسين وسعدون جابر. ومن العوائل التجارية القديمة المعروفة في بغداد سكن هذا الحي آل البغدادي وآل الجلبي وآل الشابندر وآل الخضيري وآل الرحيم وآل شنشل وغيرهم. وفي هذا الحي قامت أول جامعة في العراق المعاصر التي سميت حينئذ بجامعة أهل البيت اسسها فيصل الاول ، ثم قامت بعدها في الحي نفسه جامعة بغداد ثم جامعة الحكمة (الأميركية) والجامعة المستنصرية وأسس المجمع العلمي العراقي مركزه في هذا الحي ، وكذلك المكتبة المركزية والمعهد القضائي ومعهد الفنون الجميلة ومسرحه المعروف وأكاديمية الفنون الجميلة التي اسسها خالد الجادر. عرفت الاعظمية بطبيعة اهلها وتسامحهم فقد عاش الاعظميون على مر العصور بتآخ وألفة لا يميز بينهم دين أو عرق أو أي انتماء طائفي .وعرفت الاعظمية بتكاتف أهلها ووقوفهم صفا واحدا تجاه جميع المواقف الوطنية والحساسة في التاريخ العراقي ، وكان لها الدور البارز في كل الحركات والفعاليات الوطنية عبر التاريخ العراقي المعاصر ، فكانت سباقة في ابداء معارضتها لكل ما يمس سيادة واستقلال ووحدة شعب العراق.

 منقول بتصرف خالد عوسي الأعظمي

الأحد، 17 فبراير 2019

يا غريب ؛ كُنْ أديب




يا غريب ؛ كُنْ أديب .
الصورة : سعيد قزاز محافظاً لنينوى عام 1948م .
المقال : ربيع عام 1950م الموصل أنتشرت ظاهرة الخاوات التي يقوم بجمعها بعض الأشقياء الذين كانت لهم سلطات غامضه تخيف اصحاب المحال والتجار (فاضل حيه) هو أحد اشقياء الدواسه كان سكيرا ويميز رأسه جرح مخيف اصيب به نتيجة لأحدى المشاجرات التي كان قد اصيب بها واصبحت وساماً يتسلط بها على اصحاب المحلات تحت شعار (مكسّر على راسو كحوف) مركز شرطةالدوّاسه كان يضم مجموعة نخبويه من الواشرات ، والواشر هو التعريف المصرفي للشرطه المحليه التي كانت تميزها ؟! ازدادت اتاوات فاضل حيه لتكون ثلاثة ايام بالاسبوع مما اضطر اصحاب المحال الى تجاوز مدير الشرطه العام ومركز شرطة الدواسه والتوجه مباشرة الى (سعيد قزاز) وسعيد قزاز تم تعينه متصرفا للموصل عام 1948. رجل حازم ولد يتيماً في محافظة السليمانيه وتخرج من الاعداديه عام 1917 ليعين بعدها بشهادة الاعداديه موظفا في مفتشية الداخليه وتدرج الى أن وصل الى منصب متصرف الموصل التي كانت حدودها الى زاخو وجنوباً الى كركوك . سعيد قزاز بعد استماعه لشهادة أصحاب المحلات . توجه بعد الدوام الرسمي الى مركز شرطة الدواسه وطلب من ضابط الشرطه المختص احضار فاضل حيه . وفعلا تم ارسال مسلحه الى بيت فاضل واحضاره امام السيد متصرف الموصل ليقوم بالتحقيق معه مباشرة ووجه اليه السؤال الاول والاخير فاضل (تاخذ خااااوات وانا متصرف على الموصل) اجابه فاضل حيه :- انا من بادوش واتيت اعمل بشرف ابوس رجلك انا مااخذ خاوات ..... نظر اليه سعيد قزاز بغضب وامر الشرطه بمده فلقه واخذ سعيد قزاز الخيزران وقام بنفسه بجلد فاضل حيه الذي اصبح فأر امام قزاز واخذ يجلده ويقول له بالحرف ياغريب كون اديب ياغريب كون اديب .. تمزقت ملابس فاضل حتى بآنت عورته أستدرك سعيد قزاز انفاسه وقال لضابط الشرطه هذا حق العلم العراقي . احملوه تجولوا به بالمسلحه امام المحال التي كان يجمع الخاوات منها ليعلموا ان هذا يستحق العقاب ليكون عبرة لمن اعتبر ومن يرغب بتسجيل اي شكوى ليتفضل لمركز شرطة الدواسه لنأخذ حق المجتمع وفعلا تسربت اخبار فاضل الى كل انحاء الموصل ووصل الى بقية العواطليه والاشقياء ليقفوا طابورا امام المضمد المجاز رعد محمد بمنطقة باب جديد ليقوم بمحو الرسومات الخاصه بالاشقياء وانتهت ظاهرة الاتاوات في زمن القزاز ....وليكون فاضل عبرة لمن اعتبر . إنتهت حياة (محمد سعيد القزاز) آخر وزير داخلية في العهد الملكي بالأعدام شنقاً في 20 أيلول 1959 بعد محاكمته ضمن محاكمات المهداوي. خالد عوسي الأعظمي .

الجمعة، 8 فبراير 2019

عبدالسلام محمد عارف كما رأيته




المقال : عبدالسلام محمد عارف كما رأيته .
الصورة : الرئيس العراقي (عبد السلام عارف) وهو يصلي صلاة العيد عند إفتتاحه (جامع السامرائي) في بغداد الجديدة عام ( 1964م ) .
افتتح عام 1966 جامع أم الطبول أو أم القرى ويعد أكبر مسجد في العراق في حينها وهو نسخة طبق الاصل للجامع الأزهر في القاهرة من حيث الزخارف وفن العمارة وحجم البناء.
[ كان ينهض فجراً، ويؤدي صلاته بخشوع ملحوظ ويطيل في دعائه، قبل أن يتلو القرآن بصوت مسموع طيلة ساعة كاملة تقريباً، ثم يرتدي بدلته الانيقة ويخرج لوحده في جولة مبكرة ضمن الحدائق الخلفية للقصر أو على ضفاف دجلة، وفي جميع الاحوال كان يرد التحية على الجنود في أقرب أبراج المراقبة، مستفسراً عن راحتهم وطعامهم ومتفقداً لخيامهم المتواضعة، وإذا ما صادف ضابطاً من سرية الحماية وهو يقوم بواجبه الاعتيادي فلا يمانع أن يرافقه ويسير الى جنبه، إذ كنت أراه في هذا التصرف وكأنه يعمل على شاكلة (آمر فوج) لا يزال في الخدمة العسكرية أكثر من كونه رئيس جمهورية، وكنت ألاحظه كمن يستمتع بذلك. أما في أيام الجمعة، فلا أتذكر أنه تأخر عن أداء صلاتها يوماً، وكان يحضرها كل أسبوع في أحد جوامع بغداد، مرة في جامع أبي حنيفة النعمان، وثانية في مسجد الست نفيسة بالكرخ، وثالثة في جامع الأزبك بالباب المعظم، واخرى في العسّاف براغبة خاتون، او في جامع العاني بالوزيرية، وهكذا.. ولم يكن ذلك خافياً عن الصحافة، إذ كانت تنشر ذلك دائماً وفي مرات كثيرة فإن الجامع الذي سيؤدي عبد السلام عارف صلاة الجمعة فيه، كان ينشر في الصحف في اليوم الذي يسبق الجمعة . بقلم (صبحي ناظم توفيق) إقتباس بتصرف خالد عوسي الأعظمي .

جمعية منتدى الإمام أبي حنيفة




المقال : جمعية منتدى الإمام أبي حنيفة .

الصورة : الأعضاء المؤسسين لجمعية ومنتدى الامام الأعظم أبي حنيفة بداية الستينات وأذكر منهم :- 1- الصف الخلفي : الأول على اليمين وقوفاً (صباح رشيد شلال) و الثاني الأستاذ (وليد الأعظمي) و الثالث (ابراهيم البلوة) والخامس الدكتور (مصطفى سعيد خميس الأعظمي) والسادس الدكتور (رشيد العبيدي) و السابع (أحمد الشهابي) 2- صف الوسط : الثالث من اليمين (عبد الملك بيت عباس السمين) و الرابع ، مؤذن جامع الإمام الأعظم (محمد علي - أبو فؤاد) و الخامس (أبو عوض الحلاق من بيت المزاينة) و السادس (قيس حكومي) و السابع ، الكتور(محمد محروس) 3- الصف الأمامي (الجالسون) : الأول من اليمين (إبراهيم الكتبي والد الحاج مؤيد) و الثالث (عبد الباقي جاسم شقيق نصيف الحلاق) و الرابع (نوري الأعظمي) والثامن (مله حسين) و التاسع (إبراهيم الأجدع) والعاشر (رشيد شلال) و الحادي عشر ( ناجي ملا ياس العبيدي الاعظمي) والثاني عشر الصبي (قُصي 
حكومي) . رحم الله الأحياء و الأموات .
بعد يوم 17 تموز عام 1968م أُنشِأَت (جمعية منتدى الإمام أبي حنيفة) و كان رئيسها الدكتور (ناجي معروف) و هي من أنشط الجمعيات و أنفعها . و قد أنشأت الجمعية عدة مساجد في القرى و المناطق المحرومة من صلاة الجمعة و الجماعة . و من أبرز ثمراتها توسيع (جامع الإمام الأعظم) و هي التي تتولّى مهرجانات (المولد النبوي) الشريف في الأعظمية و تشارك في إحتفالات المدن الأخرى في المحافظات بهذه المناسبة الشريفة .
خالد عوسي الأعظمي .

من سيرة قاريء المقام ( شهاب أحمد الأعظمي) الجزء 2.




من سيرة قاريء المقام ( شهاب أحمد الأعظمي) ج2.
الصورة : من اليمين (عبد القادر البياتي) (فالح عبد الرحمن الريس ) (عدنان الكردي) (نهاد شهاب) (شهاب الأعظمي) مقابل محله الكائن في سوق الأعظمية ويظهر جامع أبو حنيفة في الخلف وتظهر الحفريات والاعمار في السوق - بداية الثمانينات . 

المقال : الاستماع الى المقامات وانتشارها : رغم انتشار التسجيلات الصوتية لمغنين من غير المقام العراقي، أي من الالوان الغنائية الاخرى وتأثيراتها الواضحة مثل الغناء الريفي والبدوي وغناء الاقليات والقوميات العديدة، حتى اصبح الميل العارم نحو الاستماع الى المقام العراقي والتخصص فيه سواء في الغناء او العزف، بعد انتصاف القرن العشرين، حاجة ملحَّة ظلَّت تتزايد بحيث ازدادت الاهتمامات وكثرت المؤلفات والكتابات بالصحف والمجلات والاحاديث الاذاعية والتلفزيونية من قبل كل المتخصصين، وكذلك كثرت بطبيعة الحال التسجيلات الصوتية في غناء المقام العراقي واصبحت اكثر انتشارا وتوزيعا من ذي قبل تماشيا للتطور المستمر للاجهزة الصناعية، ومع كل هذه التنوعات في الاستماع والتخصص، استقر رأي شهاب الاعظمي ورؤيته الجمالية في غناء المقام العراقي عندما استمع الى الطريقة القندرجية عن طريق مؤسسها رشيد القندرجي وباقي الاتباع، فتأثر بها واختارها منهجا لغنائه المقامي وتمسك بكل مبادئها، وجعلها لغة ادائية خاصة به.. فقد اثار مقام الابراهيمي (سلَّمه بيات) المغنى بصوت استاذ الجميع رشيد القندرجي، شجونا تعبيرية في نفس مطربنا شهاب الاعظمي بواسطة رصانته وصياغته الاسلوبية والتعبيرية، وبهذا فإننا نلحظ ونحن نستمع الى مقام الابراهيمي المغنى بصوت شهاب الاعظمي، وكأنه تخصص في غناء هذا المقام ذي الروح الكلاسيكية القديمة، وغناه بكل جوارحه وبكل جودة واتقان.. ومما اتذكره، - قال لي يوما- انه رغم احترامه الكبير لمحمد القبانجي وطريقته الفذة، إلا أنه مفتون بطريقة رشيد القندرجي (الطريقة القندرجية) ويعتبرها افضل الطرق الغنائية المقامية واجملها واقربها الى نفسه والى واقع التعبير عن حياة العراقيين، وهاجم بعض مغني اليوم واعتبر غناءهم هذيانا خالي من الاصالة والواقعية، وعبر عن رغبته في الاستماع دوما الى المغنين المقاميين القدامى .
بعض سمات الطريقة القندرجية : انطوى الاسلوب الغنائي الخاص واللغة الادائية التي اتخذها شهاب الاعظمي، المستقاة من الطريقة القندرجية، على ذلك النمو العارم، الذي اتسمت به تعابير الطريقة القندرجية المعارض للاتجاه الرومانسي في تخيُّلاته وتأملاته الحالمة.. فمن الطبيعي ان لا يستطيع شهاب الاعظمي الاستماع الى مغني اليوم المقاميين الذين ادركوا خيالات وتأملات تعبيرية فيها ميل نحو الرومانسية والحداثة، ووقف الجمهور المستمع الحالي مفتونا ببريق التطور التكنلوجي في اجهزة التسجيل الصوتي ونظامه التسجيلي ونظافة هذه التسجيلات، موقفا يكاد ان يكون نسيانا للكثير من التسجيلات السابقة في مطلع القرن العشرين.. وهكذا كان رأي شهاب الاعظمي طبيعيا بالنسبة له فيما قال وادلى، فقد حدَّد علاقته الجمالية بتسجيلات المقام العراقي المعاصرة، استنادا واحتراما الى موروثاته الجمالية الاولى التي اكتسبها وامتلكها من جماليات الوسط المقامي منذ صغره، وبالذات من اعماق الطريقة القندرجية في الغناء المقامي..ان حالة الدقة والايجاز وعدم الاسهاب، التي هي صورة من صور الطريقة القندرجية ومن سماتها وسمات التسجيلات الصوتية لمؤسسها رشيد القندرجي إبان النجاح المضطرد الذي احرزه هو واتباعه المغنين، كانت مناسبة لروح العصر كما يبدو ذلك، فالطريقة القندرجية تجمع بين فن المسارات اللحنية غير المسهبة، وبين متانة البناء اللحني للعلاقات الداخلية للمواد الاولية والعناصر اللحنية المكونة للمقام العراقي.. وكذلك بين التعابير الجمالية المناسبة لتلك الحقبة الزمنية، هذا على الرغم من ان هذه الحقبة كانت فيها الاسهابات وعدم الايجاز الغنائي مقبولا من الناحية الجمالية بصورة عامة. وقد عبر عن هذه السمات من بعيد او قريب الكثير من الكتَّاب والمؤلفين بما نشروه في الصحف والمجلات والكتب التي ألِّفتْ.. وبهذه الميزة، زائدا الاسلوب الغناسيقي والافكار الثقافية اضافة الى العفوية المعتمدة على الرؤية العفوية، تُخلق المباديء الفنية وتُأسس الطرق الغناسيقية الفنية التي يُعتمد عليها وتأخذ مداها في الانتشار. وكذلك تخلق الحبكة والتماسك لكل المكونات التي تعبر عن هذه الطريقة وتجميعها في وحدة فنية متكاملة شاملة.

من سيرة قاريء المقام (شهاب احمد الأعظمي 1918-1997) الجزء 1 .



من سيرة قاريء المقام (شهاب احمد الأعظمي 1918-1997) ج1 .
الصورة : محل (شهاب أبو أياد) الواقع في سوق الأعظمية بداية الثمانينات ويظهر فيها . من اليسار (حسن محي الدين) رحمه الله ، و من ثم (نهاد شهاب الأعظمي) و من بعده (سعدي ميخة) رحمه الله ، ثم (شهاب الأعظمي) رحمه الله ، ثم (فالح عبد الرحمن الريس) و في الخلف (جبار الكردي) رحمه الله . 
المقال : شيء عن اتجاهه الجمالي :- من الممكن أن نصف رشيد القندرجي بأنه مرآة لعصره، كذلك يمكن ان نصف المطرب القدير شهاب الاعظمي، على انه عكس في غنائه للمقام العراقي واقع حقبته الزمنية وحياته التي عاشها وثقافته البسيطة التي اكتسبها وامتلكها من بيئته.. ويمكن ان نلاحظ مفهوم هذا الحديث عند سماعنا للمقامات العراقية المسجلة بصوت شهاب الاعظمي، الاولى منها والمتأخرة، فهو من مواليد حقبة التحول وظهوره كمغني مقامي كان في حقبة التجربة، فقد كان اتجاهه الجمالي والذوقي في غنائه المقامي قد استقاه من الطريقة القندرجية، خلاصة كل التجارب القديمة للاداء المقامي الممتدة اسسها من القرن التاسع عشر بعد ان استمع اليها وتأثر بها وظل متأثرا ومتمسكا ومتلذِّذا وفياً لها حتى وفاته.. 
دوره المقامي :- ان دور المغني الكبير شهاب الاعظمي جلي، و لا سيما في المجال الذي يبلغ فيه غاياته وطموحاته، وبهذا الدور احتل شهاب الاعظمي مكانة مهمة في فن غناء المقام العراقي كأحد اتباع الطريقة القندرجية الرصينة، ولا زال يحتفظ بهذه الاهمية وهذه الشهرة حيث نستمع الى مقاماته المسجلة بصوته من اذاعة العراق وبعض الاذاعات الخارجية الاخرى.. كان النصف الاول من القرن العشرين وبعد انتصافه التي عاشها وشهد احداثها المطرب شهاب الاعظمي، فترة ظهور الطريقة القبانجية بكل كمالها ونضوجها، واتَّسم انتصاف القرن هذا بنظرة جديدة واعية لحياة الوسط المقامي خلَّفها نمط جديد من التطلعات والعلاقات الاجتماعية، ادى الى تكوين وبلورة الطريقة الجديدة (الطريقة القبانجية) حتى امست النوع الفني الغنائي الأكثر استجابة لمهمات الحياة الجمالية والذوقية في بغداد في هذه الحقبة، ولكن بالرغم من كل ذلك ظلَّ الاوفياء من اتباع الطريقة القندرجية متمسكون بمبادئهم الجمالية والذوقية في غناء المقام العراقي على هدي استاذهم رشيد القندرجي.. وكان منهم شهاب الاعظمي.. الذي انتشرت في زمنه الطريقة القبانجية وذاع صيتها، اضافة الى الكثير من اغاني الالوان الغناسيقية الاخرى.

السيد (وزير الشباب والرياضة) المحترم انصف (صادق الصندوق) و(عوسي الاعظمي)...




السيد (وزير الشباب والرياضة) المحترم انصف (صادق الصندوق) و(عوسي 
الاعظمي) وهما بضيافة الرفيق الاعلى . 
الصورة : تكريم البطلان (صادق الصندوق) و (عوسي الأعظمي) من قبل نائب رئيس الجمهورية (صالح مهدي عمّاش) بعد عرضٍ مثير قاما به مع مجموعة من الأبطال القدامى تضمن الزورخانة و المصارعة و الحركات البهلوانية و لاقى إستحسان و حضور جماهيري كبير ، و الذي قدماه على ملعب الشعب الدولي عام 1971م قبل نزال بطل المصارعة الحرة غير المقيدة المصارع (عدنان القيسي) و يظهر مدير الأمن العام (ناظم گزار) بينهما من بعيد (صاحب النظارة) .
المقال : الى الاخ (عبد الكريم البصري) و(اتحاد الزورخانة) والى كل من يهمه الامر ، الى المحسوب قسراً على الصحافة الرياضية (مهدي كعيبر العكيلي) . للتاريخ اقول ان المرحوم (صادق الصندوق) سبق المرحوم (عوسي الاعظمي) في الظهور ، ولكنهما يشكلان ثنائياً لايمكن الفصل بين نتاجاتهما في الساحات بشكل عام فالصندوق برز في المصارعة والجمناستك ووالزورخانة والكمال الجسماني بشكل متميز بينما برز الاعظمي في المصارعة المقيدة بقوانين اي على نمط (الهر كريمر) والسباحة والدراجات والكمال الجسماني ونقل الى (العراق) امور رياضية لم نكن نعرفها رغم تواجد (الانكليز) في (بغداد) ومنها (التزحلق) وادار بعض المسابقات في منطقة (بارك السعدون) و(القصر الابيض) وبعيدا عن كل ذلك فقد تميز برحلاته الكشفية الى البلدان المجاورة والاعظم من كل ماسبق انه يتصدر قوائم الصحفيين العراقيين ويشكل بينهم حالة نادرة لكونه اصدر مجلة (الهدف) وكان صاحبها ورئيس تحريرها في الثلاثينات وهو امي لايعرف القراءة والكتابة ومراسلاته باللغه الانكليزية لاكبر مجلات العالم في الثلاثينات والاربعينات اثارت اعجابي انا شخصياً واختم كل ذلك لاذكر انه صاحب اول مكتبة رياضية في العراق تبيع الكتب والمجلات والصحف الرياضية جنباً الى جنب مع ماكان يصدر في العراق ، واعود لاذكر ان الصندوق شكل حالة يمكن ان نصفها بالاعجازية بما كان يقدمه في عروضه التي كان يستعرض فيها قوته كتمزيق صواني الصفر وحمل مجموعة اشخاص في وقت واحد ومشاركته في عروض الزورخانه والمصارعه وهو بعمر متقدم مما ادى الى الاسهام في نشر الوعي الرياضي بشكل عام بين اوساط الشباب ، اتشرف ان اكتب عنهما رحمهما الله وان اذكر انهما يستحقان لقب رائد اكثر من ٩٩ وتسعة بالعشرة من الرواد الذين يحملون اللقب حالياً بل ولايمكن مساواتهما مع مَن حصلوا على اللقب لاسباب طائفيه او بالتزوير ودفع الرشاوي ، رحم الله سيدي صادق الصندوق وامير زمانه عوسي الاعظمي الذي اتشرف باني كنت التقيه دائماً واحصل منه على جميل المعلومات عن الرياضة في سابق الاوقات واسجل سعادتي لكوني قد كتبت عنه سيرة حياته في اكبر موضوع كتبه اعلامي في تاريخه واطلع عليه يومها حتى الرئيس (صدام حسين) وولده (عدي) وكامل القيادة . الصندوق والاعظمي رائدان قاما او قعدا وان حاربهما اتحاد الزورخانه وكامل (وزارة الشباب) و(اللجنة الاولمبية) ومن بيده طمغات الموافقة على التمييز بين الذين يعلمون والذين لايعلمون في موضوع الرواد . 

مقال للكاتب و المؤرخ و الصحفي: سمير الشكرچي

 

الأربعاء، 30 يناير 2019

الجواهري في عش الأعظمية



الجواهري في عش الأعظمية 
المقال : وجد الشاعر الأكبر (محمد مهدي الجواهري) داراً في منطقة (الأعظمية) وعلى (نهر دجلة) وقد كان يسكن في (العيواضية) حينها. بعث الى عائلته للعودة الى (بغداد) وفي الأعظمية أحس الشاعر بدفء الجيرة والصلة الوطنية والانسانية الحميمة في ما حوله من الناس، مشاعر خالية من اي شائبة ومرض من اختلاف مذهبي أو سياسي ، إذ أغدق عليه أهل الأعظمية كلَّ مشاعر الاعتزاز والاحترام المقرونة بالود والمحبة والأمن، وذكر ذلك في مذكراتهِ : " لقد أمضينا في هذا العش الجديد في الأعظمية وبعد كل تلك الآلام والمكابدة خمس سنوات بين جماهير الأعظمية وبيوتها وشبابها معززين مكرمين لم نسمع خلالها ولا كلمة نابية، بل حباً ومودة متبادلين." المذكرات ج2 ص 67 . لقد أقام الجواهري في ربوع الأعظمية وأهلها خمسة أعوام، وما نعرفه عن الجواهري وعائلته ومدينة (النجف) مذهباً، واتجاهاً سياسياً يسارياً محسوباً على الحزب الشيوعي، بسبب انتماء أبنائه إليه وليس هو شخصياً. ولنقرأ الجواهري وهو يروي بنفسه: " ومع هذا وحتى هذه الساعة وقد دخلنا العشرة الأخيرة لنكون في القرن الواحد والعشرين فما ينفك النابحون في العراق والمستغلون خارجه ينبحون بالنعرة الطائفية مستغلينها ومتاجرين بها." (ذكرياتي) الجزء2 ص67 دار الرافدين/ دمشق 1988 . 
ومن المعروف أيضاً أن الأعظمية كانت منبتاً ومركزاً ومعقلاً من معاقل القوميين العرب بعثيين وناصريين وغيرهم. ومنها انطلق قادة كثيرون من هذا التيار العراقي. اضافة الى وجود التيارات الاسلامية الأصولية والسلفية فيها. وبعيداً عن الهوى والانحياز والتعصب علينا النظر والقياس الموضوعيان في حالة التعامل مع الشاعر في منطقة الاعظمية لنفهم حقيقة العراقيين الناصعة ومعدنهم الأصيل في موضوعة ما يُسمى بالصراع الطائفي في العراق خبثاً وتعمداً لغايات في نفوس مريضةٍ وأجنداتٍ خارجية تروم السوء بالعراق وأهله وتخطط لغايات سياسية بعيدة عن مصالح الشعب العراقي، ومثلما اشار الجواهري نفسه في مذكراته. الجواهري الشيعي النجفي يقيم في الأعظمية ويلقى كل معاملة حسنة وكل احترام ومحبة وتقدير في فترة تاريخية تعتبر بمقاييسنا الحالية زمنَ تخلف وأميةٍ واسعة منتشرة في عمق المجتمع العراقي في الثلاثينات والأربعينات والخمسينات من القرن الماضي. لكننا بالعكس نقرأ ونسمع وعشنا ورأينا بأنفسنا خلو المجتمع العراقي من أشكال التطرف والنعرة المذهبية الطائفية والسياسية على الأرض، مع وجود استثناءات لم تكن ملموسة ولم تكن ظاهرة اجتماعية طاغية و إنما محصورة في اطار ضيق في بعض النفوس المريضة. وما يرويه الجواهري الكبير من واقع حياته لتلك الحقبة الزمنية دليل على ما نقول. إن تثمين وتأريخ الجواهري لما كان يلقاه من الأعظميين حقيقة لا أعتقد جازماً أن الشاعر أراد من ورائها شيئاً غير الموضوعية التاريخية، اضافة الى إدانة كل موقف غير سليم ولا موضوعي وخبيث يحاول تفريق وتمزيق لحمة الشعب العراقي. لقد كانت الأعظمية تضم في أحيائها الكثير من أطياف الشعب العراقي المختلفة مذهبياً وقومياً، ومنهم الكرد والكرد الفيليون دون ان يلقوا عنتاً أو تمييزاً أو ما يخدش مشاعرهم. بل عاشوا معاً في وئام وعلاقات جيرة وصداقة امتدت حقباً طويلة حتى اليوم. إن تجاوز الناس للمذهبية والتعصب القومي وبعدهم عن الطائفية كانت حالة صحية يمتاز بها العراقيون، الى جانب تجاوزهم للمواقف والولاءات السياسية المختلفة في علاقاتهم الاجتماعية الطيبة الخالية من الأمراض التي تصيب المجتمعات المشابهة لمجتمعنا العراقي وفي تلك الحقبة التاريخية.


الاثنين، 14 يناير 2019

قناع الموت


قناع الموت.


الصورة : جثة (جواد سليم) في ثلاجة الموتى .
المقال : في عام 1971، قررت الفنانة البريطانية (حصلت على الجنسية العراقية بعد وفاة زوجها) لورنا سليم مغادرة العراق نهائياً، وكانت قد أمضت فيه ما يقارب العشرين عاماً في الرسم والتدريس. في السبعينيات قرأت في صحيفة أو مجلة عن لورنا سليم، التي لفّها النسيان تقريباً، ولا يتذكرها الآن إلاّ بعض من النخب الثقافية العراقية والمقربون من عائلتها. وعندما مات زوجها وشريك حياتها الفنان العراقي الكبير جواد سليم عام 1961، فقدت لورنا سند روحها وضوء حياتها. لكنَّ ما يهمني هنا هو تلك الالتفاتة الشعرية والصداقية البارعة التي قام بها النحات العراقي خالد الرحال. كان الرحال كأنما يُريد أن يُديم أو يُوثق تلك اللحظة الغامضة، والمحيّرة التي تظّلل وتلي الموت مباشرة؛ إذ ما ان جاءه خبر موت صديقه جواد سليم حتى أسرع الى المستشفى، ومعه كمية من الجبس الخاص بالنحت، وقام على الفور بوضعه على وجه جواد، فأنجز، عملاً نادراً بنحت قناع لوجه جواد سليم، وسُمي «قناع الموت». في كتابها المُمتع، الذي وضعته الصحافية والكاتبة انعام كجه جي، «لورنا... سنواتها مع جواد سليم- دار الجديد» إشارة الى ما قام به جواد سليم نفسه تجاه صديقه الفنان فائق حسن، في فترة مبكرة. ولكن على غير العادة، لم يقم جواد سليم بنحت وجه فائق حسن، وإنما نحت يديه وأصابعه البارعة التي «تشتغل» وتفكر. بسبب وفاته المبكرة لم يتسن لجواد سليم أن يرى الصيغة الأخيرة، لعمله الفذ، «نصب الحرّية»، فقامت لورنا سليم بالاشراف الأخير على وضع المنحوتات الجدارية الضخمة، التي تتوسط ساحة التحرير، وهي غير بعيدة عن جدارية فائق حسن، التي تحدث عنها سعدي يوسف في عملٍ شعري شهيرٍ له. والمفارقة أن «نصب الحرية»، منذ أحداث العراق، باتَ يُعرض على نحو شبه يومي في بعض الفضائيات العربية، بينما جواد سليم الصامت، يَتَنزه بإزميله في الجانب الآخر من بستان الحياة. أنجز جواد سليم «نصب الحرية»، في ايطاليا، وعاد به الى بغداد، وجاءت فكرة اقتراح اقامة النصب أصلاً كما تقول انعام كجه جي، بمبادرة من المهندس المعماري رفعة الجادرجي. وقد كانت لجواد سليم الحرية الكاملة، في صياغة الأشكال النحتية والصيغ الفنية الموجودة في تلك الجدارية. مات جواد سليم عن عمر 42 عاماً، لكن أين انتهى المطاف بقناع الموت؟ . يذكر النحات محمد غني حكمت في رسالة شخصية إلى واضعة الكتاب مؤرَّخة في 1997/3/7 بأنه خلال زيارات متعددة قام بها الى روما، وجد قناع الموت في حانة جينو الايطالية، وكان يرتادها خالد الرحال وبعض الفنانين، وكان القناع موضوعاً ومهملاً في زاوية من المكان، فما كان من محمد غني حكمت إلا أن طلبه من خالد الرحال، للاحتفاظ به، فأعاده الى بغداد مجدداً، ووضعه في «مشغله»، شاهداً على مرحلة ثرية في الفن العراقي الحديث. ومن مفارقات الأقدار أنّ لوحة تمثّل فتاة تجلس إلى جانب إناء زهور، رسمها سليم سنة 1950، بيعت في أحد مزادات سوذبي، سنة 2011، بأكثر من 362 ألف دولار؛ في حين أنّ صديق عمره الفنان محمد غني استردّ له منحوتة، نُهبت من متحف بغداد بعد الغزو الأمريكي سنة 2003، مقابل… 100 دولار! . يقول جواد سليم في مذكراته :- إنني من الذين يؤمنون بالمستقبل. إنني أثق بالغد وأؤمن بفوز الحق والأفضل. وكل إنسان يتطلع الآن للمستقبل. الغد ما أقربه. غداً السلام يقترب وأشباح الموت وآلات الشر تحتضر في بيوتها. ألم تتحرر باريس كعبة الفن؟ وبيكاسو النبي ألم يخرج للعالم الجديد بعد انكماشه في بيته طوال أربع سنوات لم ير فيها باريس؟
جمع واعداد

الاثنين، 7 يناير 2019

أبو تقي أشرف من هتلر!






الصورة : هتلر الأعظمي منتصف السبعينات .



المقال : هتلر المعظماوي، أو أبو تقي الشخصية البغدادية الظريفة، والذي مزج بين المزاح والجنون، بحبه لتقليد شخصية الزعيم النازي (هتلر)، مرتديا معطفا عسكريا طويلا، وقد ملئ بالأوسمة والنياشين العسكرية والمدنية؛ وحتى الدعائية منها، وما قد يجود به محبي هذه الشخصية، من هدايا يتلقفها منهم بقرحته الطفولية، أما قصة شعره وشاربيه، فكان يصففهما أحد أصدقائه من الحلاقين، حتى تصبحا صورة طبق الأصل لشارب وتسريحة الزعيم مع كلمة (نعيماً زعيم، الحساب علينا) ، فيقف أبو تقي مؤديا التحية النازية (هايل هتلر) رافعا يده اليمنى للحلاق والحاضرين من الزبائن الذين تجمعوا لرؤية الزعيم هتلر المعظماوي. ومن الظريف؛ أن الأستاذ (شعوبي إبراهيم) عازف الجوزة وابن الأعظمية، كان يجلب له مسجل للمقهى، وقد سجل عليه تسجيلات من إذاعة برلين باللغة العربية، وبصوت مذيعها المشهور (يونس بحري) مضيفا على المقطع الصوتي الأساس: هنا إذاعة صوت العرب من برلين، الفوهرر (يعني هتلر بالألمانية) يرسل تحيته وسلامه الحار، إلى جاسم أبو تقي في بغداد، مختتما إياها بالنشيد النازي الألماني! وفي أحد الأيام؛ بدا أبو تقي زعلان! فسإل عن السبب فأجاب : “ الاعتبارات والأصول قد فقدت من بعض الناس “، لان (الرئيس البكر) عندما زار الأعظمية، لم يمر على ” كهوة شهاب توشه “ لزيارته ، وطبعا هذا عيب برأي أبو تقي، ومخالف للأعراف الدبلوماسية بين الزعماء “. كان الناس وخاصة الشباب؛ فرحين بوجود الزعيم هتلر (أبو تقي) بينهم، فيضحكون معه ويمازحونه، لكن على طريقته بتعظيم روح الزعامة فيه، وأنه الزعيم الأوحد. كان هذا من الماضي الاجتماعي القريب لبغداد ولبساطة أهلها، وحبهم للنكتة والضحكة، فلم يتجمعوا حول أبو تقي إلا لنفسه الطيبة، وروحة المرحة التي يقلد فيه شخصية الزعيم النازي، فيفرح بضحكتهم ولقائهم به أكثر مما يفرحون. لم يتكبر أبو تقي ولم يصبه الغرور، بل كان يخفف عن الناس آلامهم، على طريقته الخاصة. أما بعض زعمائنا اليوم، نجدهم وقد غرقوا في أوهام السلطة والكرسي، بالتفاف المتملقين عليهم من صناع الطغاة، لا لقيادتهم الحكيمة أو شخصيتهم الفذة، بل للمكاسب التي يجود عليهم هؤلاء القادة الحالمين، البعيدين عن الواقع المرير الذي يعيشه شعبنا. لا أضع اللوم عليهم فحسب، بل على كل من يبعدهم عن واقع وأمنيات وأحلام شعبنا، التي أصبحت في مهب الريح، حتى خيل لهم أنهم أصبحوا (الزعيم الأوحد)، والأقرب الى نفوس الشعب. ولم يدر بخاطرهم أنهم الأقرب من الفوهرر (هتلر) والأبعد عن أبو تقي  . 


.مقال من تأليف : احمد شرار
 إقتباس بتصرف خالد عوسي الأعظمي

أحدث مقال

[بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟

  [بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟ الصورة : عوسي الأعظمي على إحدى الصحف الإنگليزية ، منتصف الأربعينات . المقال : جاسم م...