الجمعة، 8 فبراير 2019

من سيرة قاريء المقام (شهاب احمد الأعظمي 1918-1997) الجزء 1 .



من سيرة قاريء المقام (شهاب احمد الأعظمي 1918-1997) ج1 .
الصورة : محل (شهاب أبو أياد) الواقع في سوق الأعظمية بداية الثمانينات ويظهر فيها . من اليسار (حسن محي الدين) رحمه الله ، و من ثم (نهاد شهاب الأعظمي) و من بعده (سعدي ميخة) رحمه الله ، ثم (شهاب الأعظمي) رحمه الله ، ثم (فالح عبد الرحمن الريس) و في الخلف (جبار الكردي) رحمه الله . 
المقال : شيء عن اتجاهه الجمالي :- من الممكن أن نصف رشيد القندرجي بأنه مرآة لعصره، كذلك يمكن ان نصف المطرب القدير شهاب الاعظمي، على انه عكس في غنائه للمقام العراقي واقع حقبته الزمنية وحياته التي عاشها وثقافته البسيطة التي اكتسبها وامتلكها من بيئته.. ويمكن ان نلاحظ مفهوم هذا الحديث عند سماعنا للمقامات العراقية المسجلة بصوت شهاب الاعظمي، الاولى منها والمتأخرة، فهو من مواليد حقبة التحول وظهوره كمغني مقامي كان في حقبة التجربة، فقد كان اتجاهه الجمالي والذوقي في غنائه المقامي قد استقاه من الطريقة القندرجية، خلاصة كل التجارب القديمة للاداء المقامي الممتدة اسسها من القرن التاسع عشر بعد ان استمع اليها وتأثر بها وظل متأثرا ومتمسكا ومتلذِّذا وفياً لها حتى وفاته.. 
دوره المقامي :- ان دور المغني الكبير شهاب الاعظمي جلي، و لا سيما في المجال الذي يبلغ فيه غاياته وطموحاته، وبهذا الدور احتل شهاب الاعظمي مكانة مهمة في فن غناء المقام العراقي كأحد اتباع الطريقة القندرجية الرصينة، ولا زال يحتفظ بهذه الاهمية وهذه الشهرة حيث نستمع الى مقاماته المسجلة بصوته من اذاعة العراق وبعض الاذاعات الخارجية الاخرى.. كان النصف الاول من القرن العشرين وبعد انتصافه التي عاشها وشهد احداثها المطرب شهاب الاعظمي، فترة ظهور الطريقة القبانجية بكل كمالها ونضوجها، واتَّسم انتصاف القرن هذا بنظرة جديدة واعية لحياة الوسط المقامي خلَّفها نمط جديد من التطلعات والعلاقات الاجتماعية، ادى الى تكوين وبلورة الطريقة الجديدة (الطريقة القبانجية) حتى امست النوع الفني الغنائي الأكثر استجابة لمهمات الحياة الجمالية والذوقية في بغداد في هذه الحقبة، ولكن بالرغم من كل ذلك ظلَّ الاوفياء من اتباع الطريقة القندرجية متمسكون بمبادئهم الجمالية والذوقية في غناء المقام العراقي على هدي استاذهم رشيد القندرجي.. وكان منهم شهاب الاعظمي.. الذي انتشرت في زمنه الطريقة القبانجية وذاع صيتها، اضافة الى الكثير من اغاني الالوان الغناسيقية الاخرى.

ليست هناك تعليقات:

أحدث مقال

[بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟

  [بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟ الصورة : عوسي الأعظمي على إحدى الصحف الإنگليزية ، منتصف الأربعينات . المقال : جاسم م...