الأربعاء، 28 سبتمبر 2022

عوسي الأعظمي عاش بطلاً ومات وحيداً فقيراً

 


دعوة الى تكريمه .
عوسي الأعظمي عاش بطلاً ومات وحيداً فقيراً .
لم يفارق الرياضة حتى وفاته وصرف على البطولات من جيبه !!.
ليس من باب «إذكروا محاسن موتاكم» ولكن من باب الوفاء . لا بد لنا أن أن نذكر المرحوم جاسم الأعظمي ، أو «عوسي» كما أشتهر ، الذي لم يكن بطلاً رياضياً في لعبة معينة ، بل كان بطلا ًفي ألعاب عدة : المصارعة ، السباحة ، ركوب الدراجات ، و «الإكروباتيك» وكان أول من أدخل الى القطر لعبة التزلج «السكيتنك» ونظم سباقا فيها !!.
وبعد سنوات من التألق وخدمة الرياضة ، مات عوسي وحيداً ، لم يسأل عنه أحد ؟!.
ولد جاسم محمد طه الأعظمي في عام 1913 في منطقة الأعظمية ، وبرز منذ طفولته بالحركة الدؤوب ، وقد نجا ذات مرة من الموت وهو طفل فأسمته جدته «عوسي» وكان يتردد على حلبات المصارعة والزورخانه في الأعظمية والكاظمية والفضل والدهانه وغيرها إضافة الى السباحة في نهر دجلة مع التيار وعكس التيار . وفي الثلاثينات والأربعينات برز إسمه كواحد من أفضل المصارعين والسباحين وقد تعلم المصارعة من المرحوم الحاج عباس الديك الذي كان عوسي يعمل مدلكاً له ، ومن فرط حبه للرياضة كان يطبع بطاقات الدعوة للمهرجانات الرياضية والصور والنشرات الرياضية على حسابه الخاص ويلقيها في الشوارع من الطائرة ، كما كان يقدم عروضاً بهلوانية قبل إفتتاح البطولات ، وكان من مؤسسي النادي الأولمبي .
في عام 1938 فاز المصارع عوسي على المصارع الهندي علي محمد ، أحد أفراد الجيش البريطاني وقد جرى النزال في ساحة الكشافة وبحضور الوصي على عرش العراق الذي منحه مبلغ عشرين ديناراً تكريماً لفوزه . وحين بلغ عوسي سن التقاعد عن النزالات عمل مدرباً للمصارعة والسباحة وقد أشرف على تدريب فريق الكلية العسكرية وتخرج من تدريبه المصارع المعروف عدنان القيسي والسباح العالمي المعروف ناجي شاكر . كما توجه هو للتجول بين الأقطار العربية على الدراجة الهوائية فزار سوريا ولبنان ومصر وإلتقى أشهر أبطالها ، كما فاز على مصارعين أتراك وبلغار . وفي مصر قابله الرئيس المصري الأسبق محمد نجيب وأمر أن تكون إقامته في مصر على ضيافة الدولة المصرية تقديراً لإنجازاته الرياضية .
أواخر أيامه :
رغم بلوغه الثمانين من العمر لم ينقطع عوسي عن الرياضة لفرط حبه لها ولعدم وجود مصدر مالي يعيش منه ، إذ إنه لا يتقاضى سوى راتب تقاعدي قدره 103 دنانير من الأشغال العسكرية التي عمل فيها مدرباً وقد بقي حتى أواخر أيامه يعمل مدرباً للسباحة في مسبح الصفا ويتنقل بين عمله وسكنه في الأعظمية على الدراجة الهوائية حتى صدمه سائق سيارة (بيك أب) متهور ، وهو يقود دراجته الهوائية ذاهباً الى مسبح الصفا وألقاه في المستشفى وولى هارباً !!
مات عوسي وطوى صفحة من أنصع صفحات الرياضيين الشاملين الذين أحبوا الرياضة وخدموها ولم ينالوا منها غير محبة الجمهور .
دعوة الى اللجنة الأولمبية العراقية الى تنظيم بطولة بإسمه عرفاناً بدور الرواد . بقلم سامي/مجلة ألف باء/ص٤٠_٤١/ العدد١٣١١/السنة السادسة والعشرون/الأربعاء ١٠ تشرين الثاني عام ١٩٩٣م .


أحدث مقال

[بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟

  [بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟ الصورة : عوسي الأعظمي على إحدى الصحف الإنگليزية ، منتصف الأربعينات . المقال : جاسم م...