الخميس، 30 مارس 2017

الفأرة البيضاء


المقال : الفأرة البيضاء .
الصورة : نانسي غريس ويك أوغستا (30 أغسطس 1912 - 7 أغسطس 2011) شغلت منصب وكيل تنفيذي للعمليات الخاصة البريطانية خلال الجزء الأخير من الحرب العالمية الثانية. وأصبحت شخصية بارزة في المقاومة الفرنسية وكانت واحدةً من أكثر النساء خدمة للحلفاء في الحرب. بعد سقوط فرنسا في عام 1940، أصبحت رسول و ساعى للمقاومة الفرنسية، وانضمت في وقت لاحق لشبكة الهروب الخاصة بكابتن ايان جارو. بحلول عام 1943 كانت ويك أكثر شخصية مطلوبة من الجستابو مع سعر 5 ملايين فرنك على رأسها.
تعتبر الأسترالية نانسي ويك أشجع جاسوسة ذات جمال فاتن وساحر خلال الحرب العالمية الثانية وبطلة كبيرة في المقاومة الفرنسية. وأطلق عليها اسم "الفأرة البيضاء" لبراعتها في تفادي الاعتقال ، وكانت على صدر قائمة المطلوبين للقوات الألمانية في عام 1943. وحصلت بعد الحرب على أعلى الأوسمة العسكرية في فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، وكُرمت في نيوزيلندا خلال عام 2006. ومنحتها أيضا أستراليا في عام 2004 وساماً عسكرياً رغم وجود اعتراضات على تكريمها بزعم أنها لم تخدم في قوات الدفاع الاسترالية. وكانت ويك بطلة المقاومة معروفة باسم "الفأرة البيضاء" لقدرتها على التخفي وفي وقت من الاوقات كانت الهاربة الاولى لدى الشرطة السرية النازية (الجستابو). ولدت ويك في نيوزيلندا ثم انتقلت الى استراليا وهي طفلة وتربت هناك. وبعد فترة قصيرة من عملها ممرضة عملت صحفية في أوروبا وتزوجت رجل الاعمال الفرنسي هنري فيوكا عام 1939. وعند محاصرتها في فرنسا بعد غزو النازي سرعان ما أصبحت ويك رسولا للمقاومة وبعد ذلك أصبحت عضوا في منظمة سرية وجاسوسة. وبعد تعرضها للخيانة هربت الى لندن لكن زوجها تعرض للتعذيب والقتل من قبل الجستابو. وعادت الى فرنسا مرة أخرى في وقت لاحق وأصبحت حلقة الوصل بين لندن وجماعات المقاومة المحلية. وقالت في مقابلة في سنواتها الاخيرة "في رأيي الالماني الطيب الوحيد هو الميت... أنا اسفة فقط لاني لم اقتل أكثر من ذلك." وتضم الجوائز الكثيرة التي حصلت عليها ميدالية جورج من بريطانيا وميدالية الحرية الامريكية من الولايات المتحدة وميدالية صليب الحرب من فرنسا. كانت ويك تقيم في دار لرعاية قدامى المحاربين المتقاعدين في لندن منذ اصابتها بنوبة قلبية في عام 2003 وقد توفيت الفأرة البيضاء في لندن عن 98 عاما. في 9/7/2011 يوم السابع من أغسطس اب بعد دخولها المستشفى للعلاج من عدوى في الصدر .

السبت، 25 مارس 2017

(حي بن يقظان) أول قصة و أول (طرزان) .



المقال : (حي بن يقظان) أول قصة و أول (طرزان) .

الصورة : (طرزان العراق / أحمد بداوي السامرائي - 1899م ) المشهور تركياً (طرزان مانيسا) .

"الفيلسوف الذي علم نفسه" كان عنوان كتاب نشر في أوروبا عام 1671م ، وأثار اهتماماً واسعاً بين العلماء وأهل الفكر؛ فقد كان الكتاب ترجمة لاتينية أعدها (إدوارد بوكوك) الإبن للكتاب العربي المسمى "حي بن يقظان " وهو رواية فلسفية ألفها في القرن 12م ، الفيلسوف الأندلسي المسلم "ابن طفيل"، واعتمد فيها على قصة قصيرة كتبها قبله "ابن سينا" وتعتبر قصة «حي بن يقظان» أول قصة في التاريخ العربي بالمعنى الحرفي للقصة سبقها قبل ذلك كتابان يعتبران محاولة للقص ، هما "رسالة التوابع والزوابع" لابن شهيد الأندلسي و"رسالة الغفران" لأبي العلاء المعرّي ، ولكن تتميز عنهما قصة حي بن يقظان بأنها أكثر صلابة وقوة من ناحية الحبكة القصصية وعمق الأهداف، حيث تحكي القصة عن "حي" الذي دفعته الظروف إلى أن ينشأ وحيداً في جزيرة خالية من البشر، فقامت بعض الحيوانات البرية بتربيته والإعتناء به ، واستطاع "حي " بقدراته الفكرية والذهنية وحدها أن يضع لنفسه تصورا واضحاً عن العالم و خالقه . أحدثت فكرة أن العقل وحده - بدون معرفة قبلية - يمكن أن يقود إلى التنوير والحق ضجة فورية كبيرة في أوساط كثير من المفكرين في الغرب وصاروا يتهافتون على الكتاب و عملوا على ترجمته بلغات مختلفة. وقد كان لهذا الكتاب أثر كبير لدى (جون لوك) الذي يعتبر من أهم الفلاسفة الإنجليز فكتب كتاباً يصف فيه العقل كصفحة بيضاء خالية من كل القواعد والمعوقات الموروثة . كما نشرت دورية "المراسلات الفلسفية للجمعية الملكية" مراجعة ممتازة تمتدح كتاب حي بن يقظان المترجم، كما كانت تلك القصة هي الأساس لعديد من روائع الفكر والأدب العالمي مثل كتاب «عقيدة القس من جبل السافوا» للفيلسوف الفرنسي (جان جاك روسو) وكذلك نجد المشتركات واضحة بينها وبين رواية «روبنسون كروزو» للبريطاني (دانييل ديفو) وقصة (ماوكلي فتى الأدغال) وشخصية (طرزان إنسان الغابة) التي تتناول كلها سلوك الإنسان عندما تجبره الظروف على العيش في بيئة خالية من البشر . هذا ما حصل للجندي العراقي (أحمد بداوي) الذي اقتيد بالقوة من قبل الجيش العثماني خلال الحرب العالمية الأولى ، حيث تلقى واحد من أعلى أوسمة الشجاعة ، ليصبح أحد الجنود المميزين بالجيش . لم يطق بداوي الشهرة ولم يحبها في البداية ، لذلك أختفى بعد ذلك بوقت قصير في غابات مانيسا التركية ، حيث عاش بجوار الطبيعة ، وتجول عاريًا مجردًا من ملابسه ، وعندما تم العثور على بداوي بعد عدة سنوات ، انتشرت أخباره في الصحف العالمية ، و زاره الممثل الأمريكي الشهير (جوني فايسمولر) حيث ألهمته قصة بداوي الى القيام بدور طرزان في فيلم “الرجل القرد” عام 1932م ، هذه المرة أستهل “طرزان مانيسا” شهرته الجديدة ليصبح أحد النشطاء السياسيين الكبار في سياسات الوعي البيئي ، وإتباع أسلوب حياة نباتي نظيف ، فقد إشتهر في عموم تركيا ، بكونه الرجل الذي زرع بمفرده آلاف الأشجار في المقاطعة ، أحبه أهل مانيسا ، فهناك العديد من التماثيل التي بُنيت له على يد السكان المحليين في مانيسا، وهناك أيضًا اثنين من الأفلام ومسلسل حول حياته ، تعرض بإستمرار على التلفزيون التركي . تقيم له مقاطعة مانيسا إحتفالات و مهرجانات سنوية في ذكرى وفاته الموافق 31 مايو من كل عام .

السبت، 18 مارس 2017

ظاهرة عِكْسِيَّة القيسي


المقال : ظاهرة عِكْسِيَّة القيسي . 

الصورة : (خالد عوسي الأعظمي) يصافح البطل العالمي في المصارعة الحرة غير المقيدة (عدنان القيسي) في حفل أقيم له في نادي الأعظمية القديم والذي تمت إزالته مؤخراً مقابل مركز شرطة الأعظمية الآن . و على يسار القيسي (حكمين دوليين للمصارعة) وكان هذا الحفل في عام 1970 ، و قدم فيه (عوسي الأعظمي) عرضاً رياضياً رائعاٍ .


ولد عدنان عبدالكريم أحمد القيسي في بغداد ومارس المصارعة وهو مراهق في مناطق الاعظمية ثم سافر بعد إنتهائه من المرحلة الثانوية إلى الولايات المتحدة للدراسة في أحد الجامعات ثم عمل وأقام في عدة مدن ودول مثل دالاس وفرانسيسكو وبورتلاند و هونلولو واستراليا واليابان و بريطانيا وعرف بشخصية (شيف بيلي وايت ولف) وسافر للإقامة في استراليا وحقق بطولة استراليا لسنة واحدة وسافر إلى نيوزلاندا وعاد مرة أخرى إلى اليابان وبعدها اتصل فيه أحد منظمي مباريات المصارعة الحرة في مدينة لندن وطلب منه بأن يحضر وذلك بشخصية تختلف عن شخصية الهندي التي كان يمثلها وتدعى (الشيخ العربي) وقبل بالفكرة وأعجب الأنكليز بشخصيته العربية وبعد هذه المغامرات قرر العودة مرة أخرى للعراق نهاية الستينات وبدأت “مغامرته الحقيقية” في المصارعة. وبدأ نجم عدنان القيسي يرتفع وتوالت اللقاءات التلفزيونية والمقابلات الصحفية في الصحف والمجلات حتى كانت لا تخلو صحيفة من صورته أو حديث له وازداد الطلب على صحيفتي الملاعب والجمهور الرياضي نظراً لاهتمامهما الكلي بأخباره وبطولاته ومشاريعه ومتحديه القادمين من البلدان الأوربية، وكان مراقبون يرون ان الحكومة العراقية التي كانت قد استلمت الحكم في 1968 ، هي من يقف وراء تلك الحملة الاعلامية . وكان الفوز الذي حققه القيسي على المصارع (غوريانكو) قد حضر له القيسي واستعد لستة شهور، وسافر الى المدن والقرى العراقية ليعلن عن هذا التحدي الكبير في العراق وحدد بأن تكون المباراة في صيف 1969 في ملعب الشعب الدولي لكرة القدم، حيث نصبت الحلبة وسط الملعب وجلس الجمهور الذي قيل انه تجاوز الـ100 الف متفرج على العشب الاخضر للملعب، بالاضافة الى المدرجات، كما نقلت المبارة مباشرة عبر تلفزيون بغداد و كانت المباراة من ثلاث جولات وانتهت بفوز عدنان القيسي والبس حزام البطولة، هذا الحزام الذي اصبح فيما بعد ماركة لنوع من الاقمشة التي سادت موضها بين النساء العراقيات انذاك. وسعد الشعب العراقي بأجمعه بهذا ” الانتصار العظيم ” وأصبح القيسي بطل الشعب وحتى الحكومة العراقية احتفلت بهذا الانجاز ومنحته سيارة (مرسيدس) وبيتا كما عين مديرا في وزارة الشباب . ثم توالت اللقاءات التي خاضها القيسي مع “بطل الكومنويلث” جون ليدز و”بطل افريقيا ” برنس كومالي ونزاله الشهير مع بطل فرنسا (فيريري) العملاق و”بطل البرتغال” طرزان وغيرهم من عمالقة المصارعة الحرة غير المقيدة، اذ تمتع الجمهور العراقي بتلك النزالات التي جرت اغلبها في ملعب الشعب الدولي، وكانت تحظى برعاية الحكومة التي شكلها حزب البعث بعد عام 1968، واستفاد منها في شغل المجتمع العراقي لتثبيت سلطته كما يقول القيسي الذي أضاف في لقائه مع قناة الحرة “”لو كنت رفضت القيام بهذه التمثيليات لما كنت حيا الى الان”. وكان المعلق الرياضي الشهير مؤيد البدري الذي كان يعلن دائما عن ان ما يمارسه عدنان القيسي انما هو تمثيل واتفاق بين المتباريين اكثر مما هي مصارعة او رياضة، قد قال في مقال له “جاء هاتف إلى منزلي وإذا بالمتكلم محمد سعيد الصحاف – الذي كان يشغل منصب مدير عام الإذاعة والتلفزيون آنذاك: وقال: مؤيد عليك أن تحضر إلى التلفزيون مساء اليوم لتقديم لقاء مع عدنان القيسي بناء على توجيهات رئيس الجمهورية احمد حسن البكر “. ويضيف البدري ” أخبرني الصحاف بضرورة إجراء اللقاء بناء على أوامر عليا وفعلاً قدمته لمدة خمس عشرة دقيقة تقريباً تحدث فيه عن فوزه الذي حققه على المصارع (غوريانكو) ومشاريعه القادمة وغير ذلك من الامور”. وكانت النزالات التي خاضها القيسي قد شكلت ظاهرة في المجتمع العراقي . فلقد كان الصبية في جميع أنحاء العراق و بالأخص أزقة بغداد القديمة يخرجون بأعداد كبيرة و يصدحون بأهازيج بعد كل إنتصار يحققه القيسي على خصومه . منها (عدنان القيسي يگول مرتي هندية لا تحبل و لا تجيب إلا بعكسية ) .

                            . ( خالد عوسي الأعظمي ) . 

الأعظمية وشارع الإمام الأعظم

المقال : الأعظمية و شارع الإمام الأعظم .

الصورة : رأس الحواش بداية شارع الإمام الأعظم ، بعدسة مصور الأعظمية الشهير (زهير كاكا) من فوق ساعة جامع (الإمام الأعظم أبو حنيفة) عام 1960م .

قبل ما يقرب من تسعين عاماً او اكثر كانت الاعظمية خصوصاً مركزها القديم المحاذي (لنهر دجلة) تعد ضاحية من ضواحي بغداد ، يوم كانت اسوار بغداد تنتهي عند (باب المعظم) و (الكرنتينة) شمالا ، حيث كانت المساحة المحصورة بين الاعظمية حتى باب المعظم عبارة عن بساتين كثيفة مكتظة باشجار النخيل والفواكه ومزارع الخضراوات ، ويوم لم تدخل السيارات العراق بعد ، كان اهالي الاعظمية عندما يرومون الذهاب الى بغداد على ظهور حيواناتهم يسلكون طريقا ملتوياً عبر البساتين لا يتسع الاّ لمسير هذه الحيوانات ، وعند دخول السيارات وسِّعَ هذا الطريق المتعرج الذي اصبح في ايامنا هذه يسمى (شارع الامام الاعظم) لتمر عليه السيارات والسابلة ، وفي الايام الممطرة وعند تعثر المسير في هذا الشارع الترابي يلجأ اصحاب السيارات للوصول الى (بغداد) بوساطة الطريق المحاذي للنهر والمرتفع نسبيا عن مستوى سطح النهر ، كانت السيارات قليلة جدا والاجرة باهظة بالقياس الى مستوى المعيشة في ذلك الوقت وتوازي السفر من بلدة الى اخرى في الوقت الحاضر. هذه الضاحية التي اصبحت اليوم من بين ابرز المناطق الحضرية في العاصمة بغداد ، ذات تاريخ عريق وطويل موغل في القدم يمتد الى عصر الخليفة العباسي (ابو جعفر المنصور) الذي بنى بغداد ، فالاعظمية بموقعها الحالي تعد من المواقع القليلة المتبقية من بغداد الشرقية . سميت اعظمية نسبة الى الامام الأعظم (ابي حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي) المتوفى سنة 776م الذي دفن في موقعه الحالي الذي يطلق عليه احيانا (مقبرة الخيزران) والخيزران ، اسم زوجة الخليفة (المهدي) و أم الخليفتين (الهادي) و (هرون الرشيد) المتوفاة سنة / 789 م اضافة لإحتواء المقبرة على قبور العديد من الشخصيات العباسية الاخرى . ومنذ ذلك الحين نشأت هذه الضاحية واتسعت وزادت كثافتها السكانية رويداً رويداً ، وتعززت مكانتها التاريخية والدينية والعلمية والاقتصادية منذ القدم . وتتميز الاعظمية كباقي مناطق بغداد بمناطقها القديمة ذات الطابع البغدادي الشرقي المميز مثل محلة (باب الطاق) الذي يأتي نسبة الى طاق كان يوجد في موقع (ساحة عنترة) و (كلية العلوم) الآن ، حيث انشد فيها الشاعر (عبد الله طاهر) قائلا :- ناحت مطوقة بباب الطاق - فجرت سوابق دمعي المهراق . ومن محلاتها القديمة ايضا (الرصافة) التي تقع بين (شارع المغرب) و (المقبرة الملكية) من جهة النهر ، حيث كان فيها جسر يربط بينها وبين الضفة الاخرى من دجلة ، هذه المنطقة كانت ملتقى اهل الادب والشعر ، وفي هذا الموقع قال الشاعر (علي بن الجهم) قصيدته المشهورة :

عيون المها بين الرصافة والجسر ... جلبن الهوى من حيث ادري ولا ادري .

الأربعاء، 8 مارس 2017

بطل من الاعظمية


المقال : بطل من الأعظمية .
الصورة : بتاريخ 6/12/1939 ظهر و إشتهر إعلان رياضي مهم ، غريب يثير الإعجاب ، كان له ما بعده في تنشئة و تربية أجيالاً من الرياضيين العراقيين و في كافة الألعاب ، و تم توزيعه على عموم مناطق بغداد ، و تناولته أغلب الصحف العراقية الصادرة آنذاك ، و كان على شكل صورة للبطل الشامل (عوسي الأعظمي) مشيراً بأصابع كفِّه الأيمن الى (الأيام الخمسة) التي جاء ذكرها في أسفل الإعلان {{ في خمسة أيام يتعلم كل فرد الألعاب الرياضية }} !!!؟؟؟ .
يقف البطل الموهوب (عوسي الأعظمي) الذي لم يتعلم في مدرسة ، و تأثر بأبناء جيله من المتعلمين ، و وظَّف قدراته و ذكاءه ، في الإستفادة من تجارب الحياة البغدادية الأصيلة ، لمنطقة الأعظمية العريقة ، بمكانتها الأصيلة بأهلها . كان يُعد في مقدمة الأبطال الذين برزوا في تلك الحقبة . رجل أحب و عشق الرياضة و قدَّم لها حياته ، أحبه الناس لطيبته و صدقه و دماثة خلقه ، و لروحه المرحة و لشخصيته البغدادية الفكِهة . كان متواضعاً ، و ذا حظوة و مكانة طيِّبة في نفوس البغداديين ، خاصة رجالات و وجهاء البلد ، و كان موضع ثقتهم ، لصدقه و إخلاصه في عمله . كان معروفاً و مشهوراً بين أهالي بغداد ، و واحداً من المربين و المعلمين الممتازين في تعليم فنون السباحة لأبنائهم ، خاصة في مواسم الصيف ، و على ضفاف نهر دجلة الخالد ، و إنتشار (الچراديغ) على جانبيها . كان له دور ملحوظ و بارز في تعلم شباب بغداد السباحة في منطقة (الأعظمية) و إقامة المهرجانات و السباقات ، التي كانت تُعد بحق كرنفالات للفرح و الأعراس . كان يقيم البطولات في المصارعة و الساحة و الميدان و الدراجات و يمنح فيها الجوائز . كان يعد ، لجنة أولمبية ، أو نادياً رياضياً . كان يساعده عدد كبير من الأبطال ، علاوة على إشرافه على تدريب العديد من السبّاحين ، في المسابح الخاصة بأمانة بغداد ، و إشرافه على دورات السباحة فيها ، و إستمر في العمل في (مسبح الصفا) التابع لأمانة بغداد ، لحين وفاته إثر حادث دهس ، و هو يمارس هواية ركوب الدراجات الهوائية . من الطرائف التي تنقل عن بطلنا عوسي ، هو جرأته و تحديه بتقديم أول برنامج تلفزيوني ، قبل المعلق المعروف (مؤيد البدري) و كان البرنامج يبث حياً و على الهواء مباشرة ، لعدم وجود أجهزة التسجيل في ذلك الوقت ، و كان يقدم في برنامجه عروضاً بالمصارعة و ألعاباً أخرى ، و كان يفتتح البرنامج بكلمة ترحيبية بسيطة ، ثم يقول (أيها المباوعون) و يودع المشاهدين ب(المباوعونَ) رحم الله بطلنا عوسي الأعظمي . {رياض العزاوي - صحفي عراقي . المشرق ، الأربعاء ١٠جمادي الأولى ١٤٢٧ الموافق 7 حزيران 2006 العدد 710 السنة الثالثة} .  . ( خالد عوسي الأعظمي ) . 

أحدث مقال

[بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟

  [بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟ الصورة : عوسي الأعظمي على إحدى الصحف الإنگليزية ، منتصف الأربعينات . المقال : جاسم م...