الأربعاء، 8 مارس 2017

بطل من الاعظمية


المقال : بطل من الأعظمية .
الصورة : بتاريخ 6/12/1939 ظهر و إشتهر إعلان رياضي مهم ، غريب يثير الإعجاب ، كان له ما بعده في تنشئة و تربية أجيالاً من الرياضيين العراقيين و في كافة الألعاب ، و تم توزيعه على عموم مناطق بغداد ، و تناولته أغلب الصحف العراقية الصادرة آنذاك ، و كان على شكل صورة للبطل الشامل (عوسي الأعظمي) مشيراً بأصابع كفِّه الأيمن الى (الأيام الخمسة) التي جاء ذكرها في أسفل الإعلان {{ في خمسة أيام يتعلم كل فرد الألعاب الرياضية }} !!!؟؟؟ .
يقف البطل الموهوب (عوسي الأعظمي) الذي لم يتعلم في مدرسة ، و تأثر بأبناء جيله من المتعلمين ، و وظَّف قدراته و ذكاءه ، في الإستفادة من تجارب الحياة البغدادية الأصيلة ، لمنطقة الأعظمية العريقة ، بمكانتها الأصيلة بأهلها . كان يُعد في مقدمة الأبطال الذين برزوا في تلك الحقبة . رجل أحب و عشق الرياضة و قدَّم لها حياته ، أحبه الناس لطيبته و صدقه و دماثة خلقه ، و لروحه المرحة و لشخصيته البغدادية الفكِهة . كان متواضعاً ، و ذا حظوة و مكانة طيِّبة في نفوس البغداديين ، خاصة رجالات و وجهاء البلد ، و كان موضع ثقتهم ، لصدقه و إخلاصه في عمله . كان معروفاً و مشهوراً بين أهالي بغداد ، و واحداً من المربين و المعلمين الممتازين في تعليم فنون السباحة لأبنائهم ، خاصة في مواسم الصيف ، و على ضفاف نهر دجلة الخالد ، و إنتشار (الچراديغ) على جانبيها . كان له دور ملحوظ و بارز في تعلم شباب بغداد السباحة في منطقة (الأعظمية) و إقامة المهرجانات و السباقات ، التي كانت تُعد بحق كرنفالات للفرح و الأعراس . كان يقيم البطولات في المصارعة و الساحة و الميدان و الدراجات و يمنح فيها الجوائز . كان يعد ، لجنة أولمبية ، أو نادياً رياضياً . كان يساعده عدد كبير من الأبطال ، علاوة على إشرافه على تدريب العديد من السبّاحين ، في المسابح الخاصة بأمانة بغداد ، و إشرافه على دورات السباحة فيها ، و إستمر في العمل في (مسبح الصفا) التابع لأمانة بغداد ، لحين وفاته إثر حادث دهس ، و هو يمارس هواية ركوب الدراجات الهوائية . من الطرائف التي تنقل عن بطلنا عوسي ، هو جرأته و تحديه بتقديم أول برنامج تلفزيوني ، قبل المعلق المعروف (مؤيد البدري) و كان البرنامج يبث حياً و على الهواء مباشرة ، لعدم وجود أجهزة التسجيل في ذلك الوقت ، و كان يقدم في برنامجه عروضاً بالمصارعة و ألعاباً أخرى ، و كان يفتتح البرنامج بكلمة ترحيبية بسيطة ، ثم يقول (أيها المباوعون) و يودع المشاهدين ب(المباوعونَ) رحم الله بطلنا عوسي الأعظمي . {رياض العزاوي - صحفي عراقي . المشرق ، الأربعاء ١٠جمادي الأولى ١٤٢٧ الموافق 7 حزيران 2006 العدد 710 السنة الثالثة} .  . ( خالد عوسي الأعظمي ) . 

ليست هناك تعليقات:

أحدث مقال

[بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟

  [بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟ الصورة : عوسي الأعظمي على إحدى الصحف الإنگليزية ، منتصف الأربعينات . المقال : جاسم م...