الثلاثاء، 27 فبراير 2018

حينما تعانق (موسى الكاظم) و (أبو حنيفة) في (فَكَّة طيور حُمُرْ)


المقال : حينما تعانق (موسى الكاظم) و (أبو حنيفة) في (فَكَّة طيور حُمُرْ) !؟.

من الطقوس الرائعة التي يمارسها مُطَيِرچيوا العراق ، طقس عابر للطوائف يتوحد فيه المطيرچية ليمارسوه بكل شفافية ، شفافية طقس (فَكَّة الطيور الحمر) . وبصفتي أحاول أن أَتَلَمَّسْ دربي في ظلام يكتنف حياة الناس في العراق وأتردد على تجمعات المطيرچية لعلي أجد ما يُفرح الروح ويعزيها في زمن اضطرب فيه كل شيء . في طريق عودتي إلى الكاظمية مرورا بالاعظمية شاهدت تجمعا غريبا تختلط فيه السيارات والناس فسألت بفضول عن الذي يحدث فأجابني احدهم إنها {فكة طيور حمر (بغدادي)} بين أهل (الاعظمية) و (الكاظمية) فتوقفت لأتابع الذي يحدث فشاهدت كرنفالاً غاية في الروعة يستقبل فيه مطيرچية الاعظمية مطيرچية الكاظمية وتتعالى فيه صرخات (رحم الله والديكم) بين الجميع وكان الجميع حريصاً أن يتم تصويره بكاميرا الهاتف المحمول مع طيوره الحمر التي كانت محبوسة في أقفاص أعدت لهذا الكرنفال تنتظر أن تُفتح لها الأبواب لتحلق إلى عنان السماء ، انتبهت إلى إن الشخصيات المحورية للحدث (الفكة) والمنظمة للكرنفال هما شخص يلقب بالسيد من الكاظمية وآخر من الاعظمية يسمى عمر ، السيد وعمر حرصا على أن يتصورا سيلفي بأكثر من صورة ، اعترض عمر قبل الفكة على أن طيور الكاظمية اكبر سناً من طيور الاعظمية (المْخاليف) وان هذا مخالف لقوانين الفكة حيث إن الطيور يجب أن تكون بأعمار متساوية فاعتذر السيد متعللا انه قد نسى أن يخبر المطيرچية المشاركون بالفكة بذلك متعللا بان طيور الكاظمية الحمر وطيور الاعظمية هي من أصل واحد لمطيرجي اسمه (سيد محمد) من أهالي الكاظمية قديما وانه لا فرق بين الاثنين ، فوافق الجميع على أن يبدأ كرنفال الفكة ، وبدأ إطلاق الطيور من أقفاصها فطارت 3000 طير نصفها لكل منطقة واختلطت مع بعضها البعض في منظر قل نظيره ، صرخات وحماس المطيرجية كانت من الجمال بحيث وجدت نفسي أشاركهم صياحهم وصفيرهم الذي عم الآفاق ، كل الطيور تدور مع بعضها البعض في دوائر هندسية تتشكل وتتلاشى خلال لحظات ، المنظر كان غاية في الروعة ، دارت الحمر حول مرقد أبو حنيفة عدة دورات وكأنها ترقص رقصة صوفية يتفجر الجمال من جنباتها ، ثم توجهت طيور الكاظمية إلى منطقتها وهي تحمل عبق سماء الاعظمية فوصلت فوق ضريح موسى الكاظم ورقصت حوله بصوفية دراويش مجذوبين فقبلت وجه موسى الكاظم ولسان حالها يقول هذه القبلات من أبو حنيفة في الاعظمية . الحمر حملت رسالة من أبو حنيفة لموسى الكاظم يسأله متى نلتقي ياإبن محمد ؟ تعانق موسى الكاظم مع أبو حنيفة في فكة طيور حمر عبرت كل الطائفية الخبيثة التي زرعها الأشرار ويحصد نتائجها ولد الخايبة من أبناء المجتمع العراقي المظلوم . احمد حسن العطية .
إقتباس بتصرف خالد عوسي الأعظمي .

الجمعة، 23 فبراير 2018

(مقبرة البانوقة) أو (مقبرة الخيزران) أو (مقبرة الأعظمية) في رصافة بغداد



المقال : (مقبرة البانوقة) أو (مقبرة الخيزران) أو (مقبرة الأعظمية) في رصافة بغداد .

الصورة : بطاقة بريدية من تلوين اليهودي جوزيف حوري لمقبرة و جامع الإمام الأعظم منتصف العشرينات . 


ان مكان هذه المقبرة يمتد من (الكسرة) حالياً اي شمال (باب المعظم) حتى نهاية (الاعظمية) اذ اغلبها كانت مقابر ، وقد تم بناء بعض الابنية في تلك المنطقة زمن الخليفة المهدي ، ولقد كانت هنالك حالة دفن لاول متوفي وهو الامام الاعظم وابن اسحاق صاحب كتاب السيرة النبوية ودفن البانوقة بنت الخليفة المهدي ، ولا نعلم ايهما دفن أولاً ، لكن الذي يبدو ان كتب التاريخ تكاد تتفق على ان دفن الامام الاعظم كانت اول حالات الدفن عام 150هـ وان حالة الدفن الثانية هي حالة دفن ابن اسحاق اما دفن البانوقة في هذه المقبرة فقد اختلفت التواريخ لوفاتها ذلك ان البانوقة توفيت قبل وفاة ابيها الذي توفي عام 169هـ وان كنا لا نعلم السنة اما الخيزران زوجة الخليفة المهدي فقد توفيت عام 173 هـ وتولي ابنها الاول الهادي الخلافة ومقتله وتوجيه الاتهام اليها في مقتله واستمرت كذلك حتى تولى ابنها الثاني هارون الرشيد الخلافة حيث توفيت بعد تولي الرشيد الخلافة اما البانوقة فقد كانت اثيرة عند ابيها الخليفة المهدي وهو الخليفة العباسي الثالث بعد ابي العباس السفاح والمنصور وهو والد الخليفتين الهادي وهارون الرشيد . ويذكر احد المؤرخين كيفية تعلق المهدي بابنته البانوقة الامر الذي يدلل على ان دفن البانوقة في هذه المقبرة والتي كانت تسمى برصافة بغداد كانت قبل دفن الامام ودفن ابن اسحاق ودفن الخيزران . والبانوقة لم تكن ابنة الخيزران الزوجة الثانية للخليفة المهدي وانما كانت ابنة الزوجة الاولى لذلك فان تسمية مقبرة الاعظمية بمقبرة البانوقة ابنة المهدي باعتبارها اول من دفن هناك يكاد يكون مقبولا اذا علمنا ان المهدي هو الذي انشأ الابنية في مكان دفن ابنته اي في منطقة الرصافة والتي كانت اصلا منطقة الاعظمية الحالية كذلك فان تسمية هذه المقبرة بمقبرة الخيزران جاءت بعد هذه الحادثة بكثير وحصلت زمن الرشيد اذ أُطْلق هذا الاسم بعد ان دفنت الخيزران ام الخليفة الرشيد زمن خلافة ابنها باسم مقبرة الخيزران وفي هذه المقبرة تم دفن الكثير من العلماء الاجلاء و الفقهاء الكرماء فمن الذين تم دفنهم في هذه المقبرة شيخ الصوفية ابو بكر الشبلي عام 334هـ ولا زال كل من يدخل المقبرة يجد قبر الشبلي خارج صحن الامام الاعظم في هذه المقبرة والخطيب البغدادي مؤرخ بغداد عام 463هـ والمؤرخ الشهير الحافظ الواقدي عام 407هـ وحسن باشا عام 1061هـ وابراهيم باشا عام 1057 ومحمد فاضل باشا الداغستاني القائد العثماني في الحرب العالمية الاولى . ويشار الى ان بناء مرقد الامام الاعظم او تجديده كان زمن السلطان العثماني مراد الرابع عام 1032هـ وتولى حاكم بغداد بكر صوباشي بناء قبة على قبر الامام الاعظم بعد اكثر من 800 سنة على انشاء هذه المقبرة وحيث ان نهر دجلة يتوسع في الجهة الشرقية اليسرى اي انه ياكل من ارض منطقة الاعظمية التي فيها قبر الامام ابي حنيفة الذي كان قريبا من النهر لذلك اوعز السلطان العثماني محمد خان عام 1085هـ ببناء سد محكم يفصل القبر عن نهر دجلة وتم تقوية السداد على ضفة النهر لكي لا يغرق قبر الامام مع ملاحظة ان الامام ابا حنيفة اودعه الخليفة المنصور السجن وهو سجن المطبق الشهير وان وفاته كما يرى الكثير من المؤرخين حصلت في السجن لذلك فان تسمية هذه المقبرة بمقبرة البانوقة او مقبرة الخيزران او مقبرة الامام الاعظم يجد له اساس تاريخي حقيقي . 

مقال من تاليف : طارق حرب.
 . ( خالد عوسي الأعظمي ) . 

السبت، 10 فبراير 2018

فوز الديك على الهر



المقال : فوز الديك على الهر .

تعتبر لعبة (عباس الديك) مع (الهر كريمر) المصارع الالماني المعروف، اشهر لعبة شهدتها بغداد حيث جرت على ساحة المتوسطة الغربية وبحضور حشد كبير من المتفرجين وكنت وقتها أُدَلِّكْ لكلا المتصارعين، فما ان تمكن عباس الديك من الوثوب على كريمر حتى اخذت الجموع تهتف وتطلق الرصاص وَخَرَجَتْ في حينها تظاهرة كبيرة (عوسي الأعظمي ا . هـ) . ما ان حل عصر يوم الجمعة الموافق 15 / 11 / 1935 الا وكانت ساحة المدرسة المذكورة قد غصت باعداد غفيرة من الجماهير الذين زحفوا من بغداد وخارجها لمشاهدة المصارعة الحاسمة ولتشجيع بطلهم الحاج عباس الديك وقد قدر وقتها عدد المشاهدين بمئة الف متفرج وكان في مقدمة الذين حضروا السيد (ياسين باشا الهاشمي/رئيس الوزراء) آنذاك والسيد (رشيد عالي الكيلاني/وزير الداخلية) وبعض المسؤولين الحكوميين وكذلك (وزير المانيا المفوض في العراق/فريتز غوربا) وبعض الضيوف الاجانب . صعد المصارعان فوق منصة النزال ، كما اعتلى الحلبة ايضا الحاج (اسطة محمد ابن اسطة بريسم) حكم النزال كما وقف على جانبي الحلبة من الخارج كل من الحكمين الاخرين (الاسطة غني القره غولي) و (الاسطة حسن كرد) وما ان بدأ النزال والذي حدد بجولة واحدة ولمدة نصف ساعة حتى اخذ البطلان يتبادلان المسكات وعندما كان الحاج (عباس الديك 120 كغم) يهجم على منافسه كان (الالماني 85 كغم) يتملص منه بخفة وسرعة حيث ان فارق الوزن كان يلعب دوره في هذا المجال . وفي لحظة خاطفة اذهلت الجميع أطبق عباس على الهِرْ ، وبمسكة فنية ، أسقط الالماني على ظهره ارضا واصبح فوقه وفي هذه اللحظة اعلن الحكم فوز الديك على نظيره الالماني . وما ان سمعت الجماهير فوز عباس الديك حتى سارت مظاهرة كبيرة من شارع الرشيد حتى دار عباس الديك في منطقة القشلة وفي اليوم التالي خرجت غالبية الصحف البغدادية وهي تعلن لابناء البلد فوز بطلهم على المصارع الالماني . (جميل الطائي ا . هـ) . أما (صادق الطائي) فيقول :- مصارع الماني قدم إلى العراق مدعياً انه بطلاً اولمبياً، وعندما القى الحاج بالالماني ارضا انطلق وابل من الرصاص وانطلقت الزغاريد معلنة فوز عباس الديك، أمام ذهول الهر كريمر، لان ذلك لا يعد فوزاً في قوانين المصارعة الحديثة، وليكرم (الملك غازي) الديك يوم الاثنين 18 نوفمبر 1935 ويهنئه بالفوز. ويصف (سمير الشكرچي) ما حدث قائلاً :- في اول نزال صاحبه التزوير في تاريخ العراق ، استقبل الملك غازي عباس الديك وكرَّمَهْ بساعةٍ يدوية علامة (أولما) وتناقلت الصحافة حينها الخبر على اعتباره انجازاً لم يضاهيه تكريم حتى تلك الفترة . وتشاء الصدف أن يكون الهر كريمر استاذي في كلية التربية الرياضية فيما بعد وربطتني به علاقة حميمة ، ليسرّ لي بأنه خسر النزال يومها مقابل حصوله على مبلغ من المال احتاجه لسداد ديونه في بغداد التي اقام فيها بعد هربه من المانيا، اذ يشير العارفون بالامر أن الهر حصل على مبلغ (37 دينارا) وهو مبلغ يعد كبيرا في تلك الايام هي حصته وحصة عبـاس عن النزال، ليسدد ديون اقامته في الفندق وبقية احتياجاته الحياتية التي كان يقضيها بالاستدانة . ا. هـ . قال السيد (محمد هادي الصدر) :- ديك العراق ببَأْسِهِ - قد صاد هرّ الجَرمَنِ / وسطا عليه بقوّةٍ - وعزيمةٍ لا تنثني / يا مَنْ ببأسِكَ نِلْتَ في - الأوساط مدح الألسنِ / لك من كريمر موقفٌ - أشجى العدوَّ وسرّني / أرديتَه شلواً فأضحى - عبرةً للأعيْنِ / حاكيتَ عنترَ قوّةً - وببأسِهِ ذكرّتَنِي / فحويتَ فضل شجاعةٍ - خلدتها في الأزمُنِ / ورفعتَ ذكرك عاليا - وجنيتَ مالم يَجْتنِ .

 . ( خالد عوسي الأعظمي ) . 

أحدث مقال

[بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟

  [بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟ الصورة : عوسي الأعظمي على إحدى الصحف الإنگليزية ، منتصف الأربعينات . المقال : جاسم م...