المقال : فوز الديك على الهر .
تعتبر لعبة (عباس الديك) مع (الهر كريمر) المصارع الالماني المعروف، اشهر لعبة شهدتها بغداد حيث جرت على ساحة المتوسطة الغربية وبحضور حشد كبير من المتفرجين وكنت وقتها أُدَلِّكْ لكلا المتصارعين، فما ان تمكن عباس الديك من الوثوب على كريمر حتى اخذت الجموع تهتف وتطلق الرصاص وَخَرَجَتْ في حينها تظاهرة كبيرة (عوسي الأعظمي ا . هـ) . ما ان حل عصر يوم الجمعة الموافق 15 / 11 / 1935 الا وكانت ساحة المدرسة المذكورة قد غصت باعداد غفيرة من الجماهير الذين زحفوا من بغداد وخارجها لمشاهدة المصارعة الحاسمة ولتشجيع بطلهم الحاج عباس الديك وقد قدر وقتها عدد المشاهدين بمئة الف متفرج وكان في مقدمة الذين حضروا السيد (ياسين باشا الهاشمي/رئيس الوزراء) آنذاك والسيد (رشيد عالي الكيلاني/وزير الداخلية) وبعض المسؤولين الحكوميين وكذلك (وزير المانيا المفوض في العراق/فريتز غوربا) وبعض الضيوف الاجانب . صعد المصارعان فوق منصة النزال ، كما اعتلى الحلبة ايضا الحاج (اسطة محمد ابن اسطة بريسم) حكم النزال كما وقف على جانبي الحلبة من الخارج كل من الحكمين الاخرين (الاسطة غني القره غولي) و (الاسطة حسن كرد) وما ان بدأ النزال والذي حدد بجولة واحدة ولمدة نصف ساعة حتى اخذ البطلان يتبادلان المسكات وعندما كان الحاج (عباس الديك 120 كغم) يهجم على منافسه كان (الالماني 85 كغم) يتملص منه بخفة وسرعة حيث ان فارق الوزن كان يلعب دوره في هذا المجال . وفي لحظة خاطفة اذهلت الجميع أطبق عباس على الهِرْ ، وبمسكة فنية ، أسقط الالماني على ظهره ارضا واصبح فوقه وفي هذه اللحظة اعلن الحكم فوز الديك على نظيره الالماني . وما ان سمعت الجماهير فوز عباس الديك حتى سارت مظاهرة كبيرة من شارع الرشيد حتى دار عباس الديك في منطقة القشلة وفي اليوم التالي خرجت غالبية الصحف البغدادية وهي تعلن لابناء البلد فوز بطلهم على المصارع الالماني . (جميل الطائي ا . هـ) . أما (صادق الطائي) فيقول :- مصارع الماني قدم إلى العراق مدعياً انه بطلاً اولمبياً، وعندما القى الحاج بالالماني ارضا انطلق وابل من الرصاص وانطلقت الزغاريد معلنة فوز عباس الديك، أمام ذهول الهر كريمر، لان ذلك لا يعد فوزاً في قوانين المصارعة الحديثة، وليكرم (الملك غازي) الديك يوم الاثنين 18 نوفمبر 1935 ويهنئه بالفوز. ويصف (سمير الشكرچي) ما حدث قائلاً :- في اول نزال صاحبه التزوير في تاريخ العراق ، استقبل الملك غازي عباس الديك وكرَّمَهْ بساعةٍ يدوية علامة (أولما) وتناقلت الصحافة حينها الخبر على اعتباره انجازاً لم يضاهيه تكريم حتى تلك الفترة . وتشاء الصدف أن يكون الهر كريمر استاذي في كلية التربية الرياضية فيما بعد وربطتني به علاقة حميمة ، ليسرّ لي بأنه خسر النزال يومها مقابل حصوله على مبلغ من المال احتاجه لسداد ديونه في بغداد التي اقام فيها بعد هربه من المانيا، اذ يشير العارفون بالامر أن الهر حصل على مبلغ (37 دينارا) وهو مبلغ يعد كبيرا في تلك الايام هي حصته وحصة عبـاس عن النزال، ليسدد ديون اقامته في الفندق وبقية احتياجاته الحياتية التي كان يقضيها بالاستدانة . ا. هـ . قال السيد (محمد هادي الصدر) :- ديك العراق ببَأْسِهِ - قد صاد هرّ الجَرمَنِ / وسطا عليه بقوّةٍ - وعزيمةٍ لا تنثني / يا مَنْ ببأسِكَ نِلْتَ في - الأوساط مدح الألسنِ / لك من كريمر موقفٌ - أشجى العدوَّ وسرّني / أرديتَه شلواً فأضحى - عبرةً للأعيْنِ / حاكيتَ عنترَ قوّةً - وببأسِهِ ذكرّتَنِي / فحويتَ فضل شجاعةٍ - خلدتها في الأزمُنِ / ورفعتَ ذكرك عاليا - وجنيتَ مالم يَجْتنِ .
. ( خالد عوسي الأعظمي ) .
هناك تعليق واحد:
هذا جدي الله يرحمه
إرسال تعليق