الجمعة، 27 أغسطس 2021

مجالس الأعظمية البغدادية الثقافية نهاية القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين



مجالس الأعظمية البغدادية الثقافية نهاية القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين 

الصورة : مجلس من مجالس الأدب والثقافة والفن ، في إحدى مقاهي الأعظمية منتصف الستينات . من اليمين الأول ( ؟ ) والثاني البطل الحاج (فتاح حنكوره/أبو أحمد) والثالث (عبد الكريم العاني/أبو نزار) والرابع الأستاذ الفنان (شعوبي إبراهيم/أبو هيثم) والخامس الشاعر والخطاط والمؤرخ الأستاذ (وليد الأعظمي/أبو خالد) والسادس ( ؟ ) والسابع السيد (عبد الرحمن الريس/أبو محسن 1926_2009) الذي ذكره الدكتور (هاشم الدباغ) في كتابه الموسوم (الأعظمية والأعظميون/ص157) في {أشهر مجالس الأعظمية} فقال :- مجلس عبد الرحمن عبد الكريم الريس . وأسرته من أسر الأعظمية المعروفة بالفضل والعلم والأدب والأخلاق الحسنة والشيم العالية . يعقد مساء كل يوم أحد من كل أسبوع بعد صلاة العشاء ، ومجلسه مجلس أدب ومطارحة ومنادمة (ا . ھ) .

المقال : منطقة الاعظمية في شمال الجزء الشرقي من بغداد مقابل الكاظمية ، شهدت نهاية القرن التاسع عشر وفي النصف الأول من القرن العشرين ، شهدت ظهور العديد من المجالس البغدادية الثقافية . منها مجالس الحاج حسن بيگ الكولمن وخيري الهنداوي وبيت سند وبيت متولي الأعظمية وآل الچوربچي وآل سلطان الحمود والشيخ نعمان الأعظمي والسيد أمين الأعظمي والعلامه حمدي الاأعظمي والشيخ محمد القزلچي ومجلس السيد أحمد السيد عثمان الخطيب وغيرها من المجالس الثقافية الغير مشهورة في هذه المنطقة الخالدة من مناطق بغداد . وكان مجلس السيد أحمد السيد عثمان الخطيب المعروف بيته في الأعظميه ببيت آل الخطيب ، فلقد كان هذا عالماً فاضلاً من الخطباء المشهورين ومن العلماء العاملين وكان يأخذ بالقلوب والأفئدة إذا ما إرتقى منبر الخطابة في (جامع الامام الاعظم) وكان له مجلس في الأعظمية يتردد عليه العلماء والفضلاء ، وبعد وفاته أعقب في مجلسه اولاده السيد عبد الله والسيد محمد سعيد ومجلس الحاج حسن بيگ الكوله من ، من المماليك الذي كان رجلاً فاضلاً لطيفاً ظريفاً وكان له مجلس في الأعظمية عامر بمن يختلف اليه من رجالات الفضل وأعيان الأمة ، وكانت له صحبة مع بعض رجالات الآلوسيه وقد أفرد له ترجمة الحاج علي الآلوسي قاضي بغداد نهاية العهد العثماني وبداية الحكم الوطني في كتابه (الدر المنتثر) وبعد وفاته أعقبه في مجلسه ولده كامل وكان من ملازمي مجلسه العلامه الشيخ قاسم القيسي والحاج حمدي الأعظمي وغيرهم من علماء بغداد . ومن المجالس المشهورة في الأعظمية مجلس الشاعر الكبير معروف الرصافي ، عندما أستأجر داراً في محلة السفينة بالأعظمية حيث كان يعقد مجلسه فيها وفي مقهى واقعة على نهر دجلة في الشارع المؤدي الى الكاظمية . ومن مجالس الأعظمية الأدبية مجلس حكمت سليمان إبن سليمان بيگ طالب الكهيه رئيس الوزارء سنة 1936 الكائن في منطقة الصليخ شرق الأعظمية وهو مجلس لا يقل عن مجلس والده ، ولقد جمع بين الأدب والسياسة ، وكذلك مجلس الحاج حمدي الأعظمي العالم الفاضل صاحب العلوم العقلية والنقلية ، وفي القانون والفقه له مكتبة كبيرة بشتى اللغات وله مجلس في داره بمحلة السفينة في الأعظمية بعد صلاة العصر من يوم الجمعة من كل أسبوع يتردد عليه رجالات العلم والفضل وأعيان البلد من علماء وأدباء يتداولون فيه مختلف الأحاديث الشيقة والأبحاث القيمة ، وكثيراً ما تضطرب الآراء والأفكار فيكون الأستاذ الأعظمي ومكتبته الحافلة الحكم العدل وكان في الأعظمية مجلس العلامه الشيخ محمد القزلچي العلامه الكبير أبو الحسن الشيخ محمد القزلجي من مشاهير علماء العراق المدرس في مدرسة نائله خاتون ومحاضر في كلية الشريعة ، كرس حياته لخدمة العلم والتدريس والفتوى ومسجده في مسجد بشر الحافي في الأعظمية ، مجلس يحفل بأهل العلم وطلابه يتردد عليه فضلاء بغداد والأعظمية من علماء وأدباء ووجهاء وله المرجعية الدينية المعروفة والمؤلفات والمخطوطات في الصرف والنحو والسير وفي شتى فنون المعرفة . ومن الأعظمية مجلس السيد أمين الأعظمي إبن السيد سلمان حيث إشتهر بيتهم بالفضل والأدب وكان له مجلس في محلة السفينة بالأعظمية يختلف إليه رجالات البلد وعلماؤها وقد توفي سنة 1909م ومن الأعظمية مجلس عبد العزيز بيگ المطير النابغة الفاضل من فضلاء عضو محكمة التمييز في العهد الملكي والذي  إبتدأ تعيينه كقاض من العهد العثماني وأثناء الاداره الانگليزيه وكان له ميل الى الأدب والعلم وله مجلس في داره في الأعظمية يتردد عليه الساسه والقضاة والعلماء والأدباء ونظراً للآراء والأفكار الجريئة التي تناقش في هذا المجلس فقد تعرض للغلق . ومن الأعظمية مجلس بيت سند من بيوتات بغداد القديمة ، جمع أهله بين طريق العلم والتجارة ، لهم بيوت في الأعظمية ومجالس وبساتين منذ زمن طويل وترجع وقفيه عن بستان لهم في محلة الحاره الى سنة 1826م وفي الأعظمية مجلس السيد أحمد خطيب الأعظمية وهذا البيت من بيوتات بغداد القديمه انخذوا دوراً لهم في بغداد والاعظميه وكان عميد اسرتهم السيد أحمد يتولى الخطابه في جامع الامام الاعظم ومما يروى ان جدهم كان السبب في مجيء السلطان مراد الرابع فاتحاً بغداد سنة 1638 م وكان لرجال هذه العائله مجلس علمي يبحث فيه المسائل العلميه ولم يبقى في هذا البيت سوى بعض الناس ومن مجالس الاعظميه البغداديه الثقافيه مجلس بيت متولي الاعظميه تلك الاسره المعروفه في الاعظميه وبغداد التي لها مكانه محترمه حيث كانوا المتولين على أوقاف جامع الامام الاعظم منهم نعمان ابن عبد اللطيف الذي كان له مجلس في داره مقابل مشهد الامام الاعظم يتردد عليه وجهاء الاعظميه وبغداد وأعيان العلم ورجالات الادب لما عرف به من حسن الاخلاق بحيث منحته الدوله العثمانيه رتبة رفيعه وخلف أولاده وأحفاده وكان يحضر الناس مجالسه . والحضور الى احتفالات المولد النبوي الشريف التي تحصل في الاعظميه وكان من هذا البيت من يتولى السدانه في مرقد الامام الاعظم وكان في هذه العائله الكثير من المحامين . ومن مجالس الاعظميه مجلس آل سلطان حموده والتي كان لها مجالس بغداديه ثقافيه متعدده في الاعظميه وباب الشيخ والحيدرخانه تتردد عليها وجوه البلد واعيان الامه تبحث فيها المسائل الاجتماعيه وأصل هذه العائله من حلب ونبغ منهم التاجر والفاضل سلطان حموده المتوفي ببغداد سنة 1695وترك ذرية واملاك كثيره ومن المجالس الثقافيه في الاعظميه مجلس واعظ العراق الشيخ نعمان الاعظمي المولود في الاعظميه فهو من وعاظ بغداد ومرشديها الذي تخرج على يد الشيخ عبد الرزاق الاعظمي والشيخ عبد الوهاب النائب وكان للواعظ الدور الاساس في انشاء كلية الامام الاعظم وفي الحصول على مطالبات أهل الاعظميه وكانت له مكتبه عامره  بنوادر المخطوطات والمؤلفات وكان يلقي مواعظه في رمضان في عدة جوامع منها القبلانيه والميدان وقد كان أحد أعضاء الوفد الذي ارسلته الحكومه العثمانيه للتفاوض مع آل سعود في الجزيره العربيه . 
بقلم الأستاذ ( طارق حرب ) 
منقول بتصرف خالد عوسي الأعظمي 


 

ليست هناك تعليقات:

أحدث مقال

[بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟

  [بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟ الصورة : عوسي الأعظمي على إحدى الصحف الإنگليزية ، منتصف الأربعينات . المقال : جاسم م...