الأحد، 22 أغسطس 2021

مقاهي بغداد حفظت تراثنا من الاندثار




مقاهي بغداد حفظت تراثنا من الاندثار .

الصورة : عام 1999م في (مقهى أبو قيس) التي أصبحت (مقهى حلومي/أبو محمود) فيما بعد . عند مدخل السوق الكبير في محلة الشيوخ بالأعظمية مقابل جامع الإمام الأعظم . ويظهر في الصورة من اليمين قاريء المقام (فاروق الأعظمي) رحمه الله ثم السيد (رعد إبن قِلّيلَه) ويليه (إبراهيم/أبو محمد) بيت أبو الحَب ، وبعده (عميد الشرطة الحقوقي المتقاعد الحاج عبدالسلام السعدي ) و (مازن أبو بدر) و (إسماعيل چيعين) وبعده قاريء المقام (محمود السماك) ثم (سلام هاشم سلام العبيدي) ثم قاريء القرآن والمناقب النبوية (محمد معتوق) رحمه الله .

المقال : الدستور - هشام عودة يسأل والأستاذ حسين اسماعيل الاعظمي العبيدي يجيب .

مثلت الاعظمية حاضنة مهمة للمقام العراقي ، باعتبارك واحدا من ابنائها وتحمل اسمها لقبا ، ما دور الاعظمية في بناء شخصيتك الفنية؟

ـ في اعتقادي ان سببين اثنين منحا الاعظمية هذا الحضور القوى ، في الحياة البغدادية بشكل خاص والحياة العراقية بشكل عام ، وهما وجود الشط حيث تقع على شاطئ دجلة ووجود قبر الامام ابي حنيفة النعمان ، وهما عاملان مهمان في حياة اية منطقة . الاعظمية لم تشتهر كونها حاضنة للمقام العراقي فقط ، بل اشتهرت ايضا كونها قدمت للعراق والوطن العربي خيرة ابطال المصارعة الحرة ، وكنت في بداية حياتي مصارعا ، ولولا انشغالاتي الفنية لكنت اليوم مدربا للمصارعة. بيئة الاعظمية ، اضافة الى بيئة اسرتي الصغيرة التي كانت متدينة بغير غلو ، زرعت في داخلي حب المقام العراقي ، فمن المعلوم ان أي منطقة تضم مراكز دينية تصبح واحدة من مهماتها حفظ الموروث الشعبي وحمايته ، وهذا ما فعلته الاعظمية تماما ، ولان الينابيع الاولى للمقام العراقي هي ينابيع دينية ، فقد ساعدتني الاسرة والمنطقة على امتلاك التعابير الحقيقية للاداءات المقامية بصورة عفوية ، أي دون تدخل العقل ، وهذا ينسجم مع القول ان"التراث يمتلك ولا يعطى" ، وكنت في صغري اتسلل الى المقاهي لاستمع بشغف لمطربي هذا اللون من الغناء الاصيل.

ھل ساهمت مقاهي بغداد في الحفاظ على المقام العراقي ونشره ، الى أي مدى يمكن اعتبار هذه المقولة صحيحة؟

ـ هي مقولة صحيحة تماما ، فمنذ ما يزيد على خمسمائة عام ارتبط المقام العراقي بالمقاهي ، وصار رواد هذه المقاهي يستمتعون بالطرب الاصيل الذي يقدمه المقام ، ومع بدايات القرن العشرين ، بدأت تتوسع ظاهرة المقاهي في بغداد ، وصار كل واحد منها يحرص على استقطاب نجم من نجوم اداء المقام العراقي المشهورين في حالة تشبه الاحتكار ، ليتمكن من استقطاب مزيد من الزبائن ، وهناك امثلة على ذلك مثل المقاهى التي استقطبت الرواد رشيد القندرجي واحمد زيدان ونجم الشيخلي وعباس كنبير وغيرها ، وبالمناسبة فان اول مرة اعتليت فيها خشبة المسرح لاغني المقام امام جمهور كانت في مقهى المتحف البغدادي في اذار من عام 1973 . ولعل مقهى عزاوي تظل واحدة من اشهر مقاهي بغداد التي ارتبطت بالمقام العراقي ، وزاد من شهرتها حين تناولتها اغنية عراقية شهيرة ، ومما يجب التوقف عنده ان هذه المقاهي لم تكن موجودة في المناطق الشعبية فقط ، كما يمكن للبعض الاعتقاد ، بل انتشرت في معظم مناطق بغداد لان "سميعة" المقام ينتمون الى كل شرائح المجتمع ومن بينهم السياسيون والادباء والمثقفون وغيرهم . وفي سبعينيات القرن الماضي قامت الحكومة ، ولاول مرة في العراق ، بدعم المقاهي التي تقدم المقام العراقي وتوفر لها كل اسباب النجاح ، في محاولة للحفاظ على هذا التراث ومن ضمنها مقهى المتحف البغدادي. إقتباس بتصرف خالد عوسي الأعظمي .

 

ليست هناك تعليقات:

أحدث مقال

[بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟

  [بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟ الصورة : عوسي الأعظمي على إحدى الصحف الإنگليزية ، منتصف الأربعينات . المقال : جاسم م...