الاثنين، 30 أغسطس 2021

الأعظمية والزعيم الأوحد


الأعظمية والزعيم الأوحد .
الصورة : من اليمين محل بزاز (بائع قماش) من أهالي النجف سكن الأعظمية لفترة طويلة ، وقد حل محله فيما بعد (غانم أبو القماش) مقابل (علوة عون) . وفي المحل المجاور مجموعة من شباب الأعظمية وخلفهم صور الزعيم عبد الكريم قاسم بعد إنقلاب تموز عام 1958م ، أذكر منهم ، الواقفون من اليمين في الصف الخلفي ، الأول (قاسم أبو سعد) وهو أول من أدخل أكلة الگص (الشاورمة) وإشتغل بها في الأعظمية ونافسه على هذه المهنة (عطا الوطني) ، ويقف أمام قاسم (هادي الكردي/ أبو حسن) وأمامه (ناجي إبن ملكه أبو خالد شقيق غازي أبو النفط). والثالث ناجي أبو فاروق (أبو الدوندرمه) صاحب (مطعم ناجي) من أقدم المطاعم في الأعظمية وما زال قائماً ، وهذه الصورة على يسار محله الذي شغله فيما بعد (إبراهيم أبو البيض/أبو خليل) في بداية السوق الكبير من جهة (مقهى محمد عزوز) . والرابع حامل صورة الزعيم ، البطل (فتاح حنكورة) وأمامه (نافع أبو شامل/أبو البايسكلات) وعلى يمينه أخيه (ثابت) ثم (حلومي إبن مله معطي) . وفي الوسط أبو الكاسكيته (عبد الباري/عبود) من بيت كاكا ، وعلى يمينه الضابط (هشام مجيد دولي أبو أحمد/إبن بيجة) . وفي الصف الأمامي على اليمين (سعدي أبو قصي/ شقيق مله سامي) وعلى يمينه الأستاذ (سعدي إبن أبو الطنافيس) وفي الصورة أيضاً (قاسم زينل) و(فاضل إبن ترفه) و(صبحي إبن شعيب) .
المقال : من كتاب ذكريات ومواقف للمؤرخ (وليد الأعظمي) مع الزعيم عبد الكريم قاسم :- في ليلة 27 رمضان 1380ھ منتصف آذار جمعونا [السجناء] من مراكز الشرطة في مركز شرطة السراي وأفطرنا هناك وأخبرونا أن الزعيم (عبد الكريم قاسم) يريد مقابلتنا في الساعة السابعة مساءاً في مكتبه بوزارة الدفاع ، وبعد الفطور ذهبنا مشياً على الأقدام من مركز شرطة السراي الى وزارة الدفاع وسجلوا أسماءنا وجلسنا في إحدى القاعات ننتظر إستدعاءنا ثم أشاروا لنا بالصعود الى الطابق الأول حيث مكتب الزعيم فصعدنا وأرشدنا بعض الضباط الى المكتب فدخلنا ووجدنا طاولة كبيرة من الخشب وحولها كراسي وفي صدر الطاولة كرسيان فجلسنا ننتظر وذلك في الساعة التاسعة مساءاً ، وبعد لحظات دخل الزعيم (أحمد صالح العبدي) الحاكم العسكري العام وبعد لحظات دخل الزعيم عبد الكريم قاسم ومعه آمر الإنضباط الزعيم (عبد الكريم الجده) وبعض المرافقين من الضباط فوقفوا وراء الزعيم ولم يجلس واحد منهم ثم توجه الزعيم بالسؤال من الحاكم العسكري عنا وعن قضيتنا فأجابه العبدي : ان هؤلاء جماعة الحزب الإسلامي وأصحاب المذكرة المنشورة في جريدة الفيحاء . فابتسم الزعيم وأعاد الترحيب بنا وقال أنتم ظلمتوني كثيراً وكانت المذكرة قاسية ثم أخذ يشيد بأعماله في خدمة الشعب ويهاجم (عبد الناصر) ويلوم بعض الضباط من خصومه على تآمرهم عليه وعدم إعطائه الفرصة للنهوض بمشاريعه العمرانيه والثقافية ولم يتناول موضوعاً إلا قاطعناه قبل أن يتمه ونجادله ونرد عليه وكان يتحمل ذلك بأخلاق عالية وكان عندما ينزعج ويأخذه الغضب يترك كرسيه ويذهب يغسل وجهه بالماء البارد وكنا نراه يمسح وجهه بالمنديل ، وهكذا إستمر الجدال سبع ساعات من التاسعة مساءاً حتى الرابعة فجراً وقد غادر القاعة ليغسل وجهه عدة مرات وكلما خرج الزعيم كان آمر الإنضباط عبد الكريم الجده يتكلم ويقول لنا : يا أخواني ، إن الزعيم يريد أن يصرفكم الى بيوتكم وأهلكم فلا تجادلوه وإسمعوا له فقط ولا تقولوا له لا ، ولا تقاطعوه ودعوه يكمل كلامه ولا تقولوا له حتى نعم ، فقط إسكتوا وإسمعوا حتى تنصرفوا الى أهلكم . وإنقضى الليل فلم نشرب ماءاً ولا شراباً ولا تسحرنا وإنما قدموا لنا وقت السحور كاسات صغيرة بقدر الأكواب فيها كاستر .ورأينا الزعيم على جانب كبير من التواضع وحسن الخلق والأدب . ومن الطريف أن أذكر أن الزعيم عبد الكريم قاسم هو الرجل الوحيد الذي صورته بالطبيعة أجمل بكثير من صوره الوتغرافية . وعند إنتهاء المقابلة نهض الزعيم مبتسماً وقال إذهبوا الى أهليكم لتحتفلوا بالعيد المبارك سوية ، ثم غادر القاعة . وكل هذا الذي ذكرناه من تواضع الزعيم وبساطته وحسن خلقه وأدبه لا يعادل عشر معاشر موقف صغير من مواقفه الرديئة ، وأهمها قانون الأحوال الشخصية وقضية الميراث ، فهل كان الميراث الشرعي مشكلة إجتماعية ؟ وهل شكى أحد طوال أربعة عشر قرناً من قسمة الميراث ؟ وهل قامت ثورة 14 تموز لتلغي حكم الله تعالى ؟ . ثم خرجنا وبادر بعض الضباط بإيصال الجماعة الى بيوتهم ، وكان نصيبي أن يحملني آمر الإنضباط الزعيم عبد الكريم الجده بسيارته الى بيتي في شارع عشرين بالأعظمية فوصلت الى أهلي عند وقت الإمساك يوم 27 رمضان 1380 ھ الموافق 17 آذار 1961 م . (ص86-88) إقتباس بتصرف خالد عوسي الأعظمي .

 

ليست هناك تعليقات:

أحدث مقال

[بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟

  [بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟ الصورة : عوسي الأعظمي على إحدى الصحف الإنگليزية ، منتصف الأربعينات . المقال : جاسم م...