الجمعة، 27 أغسطس 2021

(الحافظ خليل) وتر الكمان وأرشيف الأنغام


(الحافظ خليل) وتر الكمان وأرشيف الأنغام .

الصورة : من اليمين الحافظ (خليل إسماعيل) وفي الوسط (الشيخ حبيب/شرحبيل) ثم الحافظ (مهدي البهرزي) والجالس في الأسفل (الأستاذ يحيى) والواقف وراءه (ياسر أبو الگهوه) وآخر الجالسين من جهة اليسار هو المله (علي حسن داود) المكان حرم جامع أبو حنيفة الداخلي والزمان سنة 1997م والمناسبة هي تكريم الحافظ خليل من قبل وزارة الأوقاف . الصورة من أرشيف الأخ العزيز علي الدباغ .

المقال : تنقل الحافظ بين الكثير من جوامع بغداد مبتدأ بجامع السراي حتى استقر به المقام في جامع بنية وخلالها اصبح شيخ محفل القراء في جامع الامام الاعظم . دخل الأذاعة عام 1941 ولما عُرف وذاع صيته في الأمصار دعي الى كثير من الدول وقرأ في مساجدابرزها المسجد النبوي والمسجد الأقصى ومرقد السيدة زينب في الشام والكويت وقد سجلت له هناك تلاوات نادرة محفوظة لليوم. عاصر اغلب القراء البغداديين،أما قراءاته مع العرب فهي كثيرة فقرأ مع الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي في وفاة الملكة عالية عام 1950 حيث بدأ عبد الفتاح وبعده قرأ خليل فقال الشعشاعي بحقه “والله كويس خالص” وكررها وأردف “هكذا يقرأ القرءان لقد أعتديتم علينا عندما أتصلتم بنا في مصر وعندكم هذا الخليل” وعند أنتهاء التلاوة باشروا بالختمة وكان الدعاء للحافظ خليل”اللهم أجعل أشرف صلواتك دائمأ أبدأ بعدد أنفاس الخلائق فردأ فردا” الى أخر الدعاء وعند أنتهائه توجه نحوه الشعشاعي قائلأ :يحفظك الله أكرمك الله ما هذا الدعاء البركة وما فعلت بنا يا شيخ أريد منك أن تسجله لي واردف “إني لم أطرب ولم أكن أسمع مثل الحافظ خليل أنه وتر الكمان” كذلك ألتقى مع أبو العينين شعيشع في بغداد وقرأ معه والتقى مع الشيخ عبد الباسط عبد الصمد ومحمد صديق المنشاوي في الستينيات وأيضأ مع الشيخ محمود خليل الحـــــــصري وقرأ مـــــــــعه في القصر الجمهوري عام 1964في شهر رمضان بحضور الرئيس عبدالسلام عارف. قال العازف سامي الشوا لعدد من القراء العراقيين عندما سمع قراءة خليل “أحب أن أقول لكم أن تراثكم في التلاوات هو الأصل وما عداه هو الفرع وقد زرت عدة دول عربيةولم أسمع مثل هذا التراث العظيم فحافظوا عليه من الضياع وسط موجة الدواخل من الأنغام البعيدة كل البعد عن تراثنا الزاهر الأصيل” وقال عنه العلامة الشيخ جلال الحنفي ان خليل يعد أرشيفاً للأنغام البغدادية يجيد استعمالها ويحسن التجوال في أرجائها قرارا وميانة،وما من نغمة يتقنها قدامى المقرئين إلا كان الحافظ خليل في هذا المدخل تصل درجته إلى تسعين درجة وهي درجة عالية لا يرقى إليها سوى العدد القليل في العالم”. حضرت الى العراق عام 1970 لجنه أزهريه لتعليم القراء ضبط أحكام وقواعد التلاوة القرآنية مؤلفه من شيخين أزهريين هما الشيخ رافع والشيخ محمود سيبويه وفتحوا دورة في جامع الحيدرخانة،ويروي الحاج محمد الخشالي صاحب قهوة الشابندر المعروفة القصة قائلآ “كنت أرافق الحافظ خليل وقد دخل على هذين الشيخين في جامع الحيدرخانه وكانا لايعرفان الحافظ خليل سابقآ وبعد السلام عليهما طلب منهما التسجيل في الدورة التي يفتحانها وأرادا سماع قراءته قبل درج اسمه لمعرفة قابليته الأقرائية وما أن بدأ الحافظ خليل بالقراءة أمامهما حتى قفزا من مكانهما إعجابآ به وأندهاشآ لما سمعوا وقالا له توقف يرحمك الله ياشيخ،نرجو منك أن تفتح أنت لنا دورة لتعليمنا مثل قراءتك وأنقلب المجلس الى حفاوة بالحافظ خليل وخاصة بعدما عرفوا بمكانته بين القراء العراقيين واعتذروا منه اعتذارآ شديدآ” . 


 

ليست هناك تعليقات:

أحدث مقال

[بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟

  [بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟ الصورة : عوسي الأعظمي على إحدى الصحف الإنگليزية ، منتصف الأربعينات . المقال : جاسم م...