الأحد، 7 ديسمبر 2014

أغنية ....بلي يبلبول



الصورة (تركيب) : أدولف هتلر يرحب بوفد العراق المشارك في مهرجان الكشافة العالمي عام 1936 .

الاستاذ "بلبول" هو مدرب سباحة عراقي ، كان يعلم الصبيان سباقات السبح وانواعه. فاذا ماتخرجت دورة من الدورات، نزل معهم الى الماء وصاح باعلى صوته: " بلي يبلبول؟ " ، فيرد المتدربون وراءه : " بلي .... "، " ياولاد بلبول ؟ " ، " بلي... " ، وفي عام 1936 وفي عهد الملك غازي بالتحديد، كان الفنان حافظ الدروبي على رأس الوفد المشارك في مهرجان الكشافة العالمي الذي اقيم في برلين - المانيا قبل الحرب العالمية الثانية، وعقد المهرجان برعاية الزعيم النازي هتلر، وكان على كل وفد ان يردد النشيد الوطني الخاص ببلاده، ولم يكن للعراق نشيد وطني انذاك ، فأُحرج الوفد كثيرا، وتدارك الاستاذ حافظ الدروبي الموقف وصاح باعلى صوته عند الاقتراب من منصة الزعيم الالماني:( بلي يبلبول.... ، فردد الفريق بعده : بلي..... ماشفت عصفور....بلي.... يُنگُر بالطاسه......بلي.... حليب براسه....... " ، وردد الجمهور الذي ملأ الملعب "بلي" باعلى صوت.......!!، فرد هتلر التحية على الوفد ومضى الامر بسلامة.... ولكن لو نتخيل لو هتلر فَهم حافظ الدروبي ماذا أنشد أمام حضرته فماذا سيكون مصير الدروبي والوفد والمدرب بلبول ؟؟؟ وخصوصا" وأن بلبول عراقي "يهودي" !

جمع واعداد: خالد عوسي

الملك الصغير و الخيوط أشكال




الصورة : من اليمين ، الملك الصغير فيصل الثاني ، ووالدته الملكة عالية ، وخاله الوصي عبد الإله .

كانت الملكة عالية، والدة فيصل الثاني، قد شاركت في اعمال جمعية حماية الأطفال وساهمت مع النساء الأخريات في أداء أعمالها الخيرية، وعلى الأخص خياطة الثياب التي كانت تجيدها. وفي بعض الأحيان كانت تأتي بالقماش الى بيتها في قصر الزهور وتشتغل لساعات طويلة في تفصيل القماش وخياطته لصغار اليتامى والمعوزين. انصرفت بصورة خاصة الى هذه الفعاليات بعد وفاة زوجها الملك غازي، وكان فيصل الثاني في الرابعة من عمره. ومن شأن الأطفال انهم غالبا ما يفسرون الكلام بمعناه الحرفي. لا يختلف في ذلك ابن الملوك او ابن الصعاليك. وكان جالسا بجانبها وهي تقوم بعملية الخياطة. سألها، ماذا تفعلين؟ قالت أخيط ملابس لليتامى. ظل يحدّق الملك اليتيم فيما تفعل والدته، ثم سمعها تنادي على من يأتيها ببكرة خيوط. سألها «شنو هذا؟» فأجابته (هذا خيط يا حبيبي). تهللت أسارير الملك الطفل. فاقتطع قطعة من الخيط وراح يجري بها. لم تدرك الملكة سرَّ هذا الاهتمام المفاجئ لوليدها بالخيط والخيوط. حمل قطعة الخيط وخرج بها وراح يبحث عن احد الجنود من الحرس الملكي حتى عثر عليه. قال له «خذ، جبت لك خيط» فغص الجندي بالضحك، قبَّل الملك من رأسه وشكره على حسن صنيعته وراح يطوف به بين زملائه من الجنود. يروي لهم هذا المقلب الظريف: قبل عدة ايام، وبينما كان ذلك الجندي البسيط موكلًا بحراسة الملك، داعبه بالحديث ثم قال له: «سوِّي لي معروف. قل لأمك تعطيني خيط»، ما كان يقصده ذلك الجندي هو الترقية. الجندي العادي يكون بدون خيط، او شريط. الجندي الأول يحمل خيطا واحدا، ونائب العريف يحمل خيطين، والعريف ثلاثة خيوط وهكذا. كان ذلك الجندي الشاب جنديا عاديا بدون أي خيط. ولا شك انه كان يحلم بنيل خيط واحد على الأقل يؤهله لتسلم زيادة في راتبه، ربما مئتين او ثلاث مئة فلس في الشهر. كان الملك الطفل قد نسي الموضوع كما يحصل لسائر الأولاد، غير ان مشاهدته لوالدته وهي تستعمل الخيط ذكَّرته به. وكان طفلا بارا كوالديه فحمل الخيط وراح يركض به فرحا مستبشرا الى ذلك الجندي ليحقق له امنيته كما تصور. ولكن الخيوط خيوط. وشتان ما بين خيط وخيط. ودارت الحكاية في القصر وتداولها القوم، يستأنسون بالمقلب الذي وقع فيه ملك العراق. سمعت الملكة بالحكاية فاستغرقت هي الأخرى بالضحك. ولم يذكر ما اذا كان ذلك الجندي قد نال الخيط الذي حلم به. ولكن من يعرف الملكة الأم لا يملك غير ان يتصورها وقد توسطت لدى الآمر بأن يحقق لذلك الجندي بغيته ويرقيه خيطا واحدا الى رتبة جندي اول.


جمع واعداد: خالد عوسي 

الخميس، 23 أكتوبر 2014

بغدادية و ثروة نوري سعيد


كان نوري السعيد (بغدادياً) بكل ما في الكلمة من معنى ودلالة. كان بغدادياً في أخلاقه وشمائله، وبغدادياً في طعامه وشرابه، وبغدادياً في وفائه لأصدقائه.

وعندما كان يدرس في اسطنبول كان يسمي نفسه (محمد نوري سعيد البغدادي).

 أمّا ما يمتلكه نوري السعيد الذي قضى حوالى اربعين عاماً في الجيش والسياسة، ما بين قائد عسكري ووزير للدفاع والخارجية بل ورئيساً للوزراء اربعة عشر مرة، حتى توفي وهو رئيس وزراء الإتحاد الهاشمي، عندما [قتل] في إنقلاب 58 وعندما أرادوا مصادرة أمواله فلم يجدوا عنده الاّ داره، وخمسة آلاف دينار في البنوك، هي رصيد ابنه صباح. و يقول المؤرخ طالب مشتاق ، ان نوري السعيد وعندما كان رئيساً للوزراء عام 1949 جاءني الى داري وكنت حينها مديراً للبنك العربي ببغداد، فأسر اليّ انه بحاجة الى ستة آلاف دينار، فإن كان بإمكاني ان ادبرها له مقابل رهن أسهمه في شركة الغزل والنسيج، ولم يكن يملك اسهما غيرها، فعندما أجبته بالإيجاب انفرجت اساريره، وكانت مواعيده دقيقة في تسديد القرض. وبعد [قتله] لم يكن لأرملته وأرملة ابنه ما تعيشان به، فتعينت ارملة ابنه صباح مترجمة في الإذاعة البريطانية، امّا ارملة السعيد فقد خصص لها جلال بايار رئيس تركيا راتباً يسيراً، ولكن بعد الإنقلاب على حكومة بايار، انقطع هذا الراتب، فاضطرت الى بيع عقد لها ثمين كان هدية قديمة من امير الكويت، فاشتراه احد الأثرياء الكويتيين، فلمّا سمع امير الكويت بذلك أمر بردّ العقد وخصص لها راتباً شهرياً. المؤرخ طالب مشتاق، في كتابه (أوراق ايامي).
جمع واعداد خالد عوسي

حرامي بغداد



 الصورة : قاريء المقام محمد القبنچي نهاية العشرينات .
كان هناك في بغداد ايام الخير حرامي شريف . حرامي غير الذي ظهر في الفيلم الاميركي الخالد «حرامي بغداد»؟ . وكان قصّاص جيوب ممتهناً. كانت منطقته من الشورجة الى باب المعظم. حدث له في باب الاغا ان نشل جيب رجل افندي. كان مارا في الشارع ينتظر سيارة تكسي. نشل من جيبه محفظته السمينة. عاد بها الى البيت وفتحها. همَّ بأخراج ما كان فيها من الدنانير، لكنه لاحظ صورة فيها لرجل يعرفه من التلفزيون، محمد القبانچي، سيد المقام العراقي. ومما في الجزدان من اوراق تبين له انه يعود الى ذلك المطرب الشهير الذي يعتز به كل عراقي. والظاهر ان هذا القصاص للجيوب كان من عشاق المقام، وبصورة خاصة اغاني القبانچي. أعوذ بالله، - قال - شلون اتجاسر وامد إيدي في جيب حبيبنا القبانچي؟! ترك عشاءه وخرج من البيت يسأل الناس عن بيت محمد القبانچي. أين يسكن؟ لم يهدأ له بال حتى اكتشف العنوان. نام نوماً قلقاً في أسوأ ليلة من حياته. ما ان اطل نور الصباح حتى خرج من بيته حاملاً جزدان القبانچي. طرق الباب فخرج اليه ابو قاسم بدشداشته المقلمة، أسرع وقبل يديه معتذرا : سامحني استاذنا! والله ما عرفتك ومديت إيدي في جيبك وبُگت جزدانك! هذا هو والله بيني وبينك ما أخذت منه اي شيء. فتح الجزدان الجلدي الاسود ليفرجه على محتوياته ويطمئنه. ابتسم المطرب الكبير وشكره. فتح المحفظة والتقط منها ورقة بخمسة دنانير. يا ابني هذي مكافأة لك على أمانتك. اعوذ بالله، يعني تجازيني على فعلة وسخة وأنا قصاص جيوب! وقصيت جيبك وتكافئني! اعوذ بالله. بس سامحني. انصرف وعاد الى قهوة الميدان حيث تتجمع عصبة قصاصي الجيوب وروى لهم ما حدث. الله يعمي عينك! يعني أكو واحد في بغداد ما يعرف القبانچي وشكله! وقضى قصاص النشال الشريف بقية الاسبوع ينتظر ليلة القبانچي على راديو بغداد.

جمع واعداد : خالد عوسي

شيوعية الباقلاء في قِدر نوري سعيد





زار رئيس الوزراء نوري السعيد أحد معسكرات طلبة الجامعة في سرسنك في شمال العراق . وتوجه نحو إحدى الحظائر من الطلبة الجنود, وراح يصافحهم بحرارة ويسأل كل واحد عن مسقط رأسه, ويبتسم له الباشا, . إلاأانه توقف أمام أحد الطلبة حينما فال له " أنا من أهل الحله", وفوراً سأله الباشا" خيطك؟", فقال الطالب " أحمر", . حيث الأهالي في الحله يفطرون (يتريگون) بتشريب الفول " الباقلاء", ويضع البائع قرص خبز كل فرد في القدر" الطنجرة", بعد أن يربط قرص الخبز بخيط و بلون معين يختلف عن ألوان الزبائن الآخرين, لكي يميز خبز كل فرد عن الآخر. إن الذي حمل الباشا على الوقوف أمام جواب الطالب هو اللون الأحمر, الذي كان رمزاَ للشيوعية آنذاك, . حيث قال له " ولماذا إخترت الأحمر؟", فقال الطالب: جرّبنا كل الألوان , وما ظل گِدّامنه غير الأحمر.

جمع واعداد : خالد عوسي

الأربعاء، 15 أكتوبر 2014

لويس زنبقة أول ملحن للسلام الجمهوري العراقي


 
حكاية الصورة : دعى (لويس زنبقة) الزعيم عبدالكريم قاسم لحفلة زواجه . لكن الزعيم بسبب إنشغاله إعتذر ولكنه أرسل صورة كبيرة له موقعة ومكتوب عليها إهداء جميل ورقيق .أصر زنبقة على إلتقاط صورة العرس مع زوجته ثريا وصورة الزعيم بينهما . بالمناسبة كافئته الحكومة بالف دينار مقابل عمله . 

في 1/1/ 1963 دخل لويس زنبقة ملحن السلام الجمهوري العراقي عامه الخا
مس والثلاثين . ولد في بغداد يوم الاول من عام 1928 وفي عام 1949 تخرج من معهد الفنون الجميلة بدرجة شرف وفي عام1955 سافر لاول مرة خارج العراق الى النمسا عن طريق تركيا وحضر مهرجان سالسبورج الموسيقي الدولي وشاهد هناك الاوبرا لاول مرة في حياته. فضلا عن حضوره حفلات اوكسترا فيينا السيمفونية اعظم اوركسترات العالم وفي عام 1956 عند احتفال العالم بالعيد المئوي الثاني لميلاد موزارت عاد الى النمسا وحضر احتفالات مهرجان السسبورج ثم قبلته اكاديمية الدولة و سلامنا الجمهوري نال اعجاب الجمهور العراقي وطلبوا منه تسجيله في فيينا. راجع زنبقة ادارة اوركسترا فيينا السيمفونية التي قد احيت سيمفونية بمعرض دمشق الدولي عام 1955 وعرض عليها القيام بتسجيل السلام النمساوي ملحن الاسطورة السومرية كلكامش، وضع الهارموني اللحن للسلام الجمهوري العراقي. حيث لم يكن حينئذ زنبقة قد درس فن الهارموني وتولى البروفيسور توزيعه للاوكندا السيمفونية الكبرى وبحضور زنبقة يوم 20 تشرين الثاني 1958 قدم السلام الجمهوري العراقي تاليف زنبقة لاول مرة من اذاعة وتلفاز بغداد بعد ان اقر مجلس الوزراء ومجلس السيادة اقراره سلاما للجمهورية العراقية.
 
 ان من اهم ماحققه لويس زنبقة للموسيقى العراقية بعد السلام الجمهوري العراقي الذي يعتبر اول قطعة موسيقية لملحن عزفتها اوركسترا عالمية بقيادة موسيقار عالمي ووضعه الهارموني فن تجانس تركيب الانغام للموسيقى الشعبية العراقية التي كانت نواة لاول اوبرا عراقية والى تراثنا الفولكلوري الشعبي . 
 
مقالة من تأليف: عبد الكريم الوائلي .  
 جمع واعداد: خالد عوسي.
 

الأعظمية و أسماك دجلة


الصورة تم تصويرها في عام 1966 .
 الحاج (عوسي الأعظمي) ممسكاً بيد ولده (خالد) و يمازح الحاج (قاسم نعوش) رحمهما الله ، في محاولة منه لشراء سمكة بسعر مناسب و يظهر في وسط الصورة السيد أديب أبو أسامة بأجمل إبتسامة .

تعتبر مدينة الاعظمية مكان صيد السمك ورسو الزوارق, في عهد الزعيم عبد الكريم قاسم و بداية عام 1960 استوردت الهيئات المسؤولة عن الثروة الحيوانية أنواعا من أصبيعيات الأسماك مـن كوبا عرفت فيما بعد بعدة أسماء منها الكاريبي وأبو حديبة والفضي, وكان الهدف من استيراد تلك الأنواع تكثير نوع ثالث اسمه أبو الزمّير الأحمر (سمكة الزعيم) الذي يمتاز بأنه يعتاش فقط على البلهارزيا التي كانت تكثر في المياه العراقية مما ساهم في القضاء عليها. يشطر نهر دجلة بغداد, اكبر مدينة في العراق وثاني أكبر مدينة في المنطقة بعد القاهرة، الى قسمين احدهما جانب الكرخ من الغرب والاخر جانب الرصافة من الشرق, ويعتاش على السمك الصيادين من كلا الجانبين فضلاً الى انه يعتبر ثروة حيوانية. لسمك دجلة طعماً خاصاً لا يتشارك فيه مع مثيلاته من نفس العائلات في العالم الا بالاسم فقط, ويختلف سعره حسب انواعه حيث يُعتبر"الگطان والبنّي والشبوّط" من اهم واغلى الاسماك, بجانب سمك السلّور "الجرّي" ذو المذاق الرائع، أما ارخصها سعراً فهو سمك "الزوري" وهو باحجام صغيرة.

جمع واعداد: خالد عوسي.

الجمعة، 10 أكتوبر 2014

: ﻧﻮﺭﻱ ﺳﻌﻴﺪ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻹﺳﺘﺮﻟﻴﻨﻲ


ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ : ﻧﻮﺭﻱ ﺳﻌﻴﺪ ﻓﻲ ﻟﻨﺪﻥ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻨﺎﺕ .
ﻃﺮﺣﺖ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻻﻳﺎﻡ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺑﻘﺎﺀ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺍﻻﺳﺘﺮﻟﻴﻨﻴﺔ ﺍﻭ ﺍﻧﺴﺤﺎﺑﻪ ﻣﻨﻬﺎ . ﺑﻌﺪ ﻣﻨﺎﻗﺸﺎﺕ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﻣﺮ،
ﺍﻗﺘﺮﺡ ﺍﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺤﻞ ﻭ ﺍﻟﻌﻘﺪ، ﺗﻜﻠﻴﻒ ﺧﺒﻴﺮ ﻋﺎﻟﻤﻲ ﻓﻲ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻟﻴﺪﺭﺱ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﻭ ﻳﻌﻄﻲ ﺭﺃﻳﻪ ﻓﻴﻪ . ﻓﺎﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﺎﻟﻌﻤﻠﺔ
ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻋﻘﺪ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ. ﺗﻢ ﺫﻟﻚ ﻭﻋﻬﺪﺕ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﻰ ﺍﺣﺪ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﺨﺒﺮﺍﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻴﻦ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﻴﻦ
ﺑﺎﻟﻤﻮﺿﻮﻉ. ﻭ ﺍﻧﻜﺐ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻋﺪﺓ ﺍﺷﻬﺮ ، ﺛﻢ ﻛﺮﺱ ﻋﺪﺓ ﺍﺷﻬﺮ ﺍﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﻭ
ﺍﻟﺘﻮﺻﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺻﻞ ﺍﻟﻴﻬﺎ. ﻋﺎﺩ ﺍﻟﻰ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﻣﺤﻤﻼ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻠﻎ ﻧﺤﻮ 450 ﺻﻔﺤﺔ . ﺍﺳﺘﻠﻤﻪ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻤﻮﻇﻒ ﺍﻟﻤﺨﺘﺺ ﻭ
ﻗﺪﻣﻪ ﻟﻠﺴﻴﺪ ﻣﺤﺎﻓﻆ ﺍﻟﺒﻨﻚ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻱ. ﻣﺎ ﺍﻥ ﺭﺁﻩ ﻫﺬﺍ ﻭ ﺗﻄﻠﻊ ﺍﻟﻰ ﺳﻤﻚ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺣﺘﻰ ﺍﺭﺗﻌﺪﺕ ﻓﺮﺍﺋﺼﻪ ﺫﻋﺮﺍ ﻣﻦ ﺣﺠﻤﻪ ﻭ
ﺗﻔﺮﻋﺎﺗﻪ . ﺍﻟﺘﻔﺖ ﻣﺤﺎﻓﻆ ﺍﻟﺒﻨﻚ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﻮﻇﻒ ﻭ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ : ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻧﺖ ﺗﻌﺘﻘﺪ ﺍﻧﻲ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻱ ﺍﻱ ﺷﻐﻞ ﺍﻭ ﻋﻤﻞ ﻏﻴﺮ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ؟ ﺭﻭﺡ ﻭﻟﻴﺪﻱ، ﺭﻭﺡ ﻭ ﻟﺨﺺ ﻟﻲ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺑﻤﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻭ ﻳﺘﺴﻊ ﻟﻪ ﻭﻗﺘﻲ. ﺗﺄﻣﺮ ﺑﻴﻚ . ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﻮﻇﻒ ﻭ ﺣﻤﻞ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﺜﻘﻴﻞ
ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺎﻭﻟﺔ. ﺍﺧﺬﻩ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭ ﺍﻧﻜﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﺒﻀﻌﺔ ﺍﻳﺎﻡ ﺣﺘﻰ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺍﺧﺘﺼﺎﺭﻩ ﺍﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﻴﻦ ﺻﻔﺤﺔ. ﻃﺒﻌﻬﺎ
ﻭ ﻗﺪﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻠﻒ ﺍﻟﻰ ﺭﺋﻴﺴﻪ ﻣﺤﺎﻓﻆ ﺍﻟﺒﻨﻚ. ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻆ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﻣﺴﺎﻋﺪﻩ ﺍﻟﻤﻮﻇﻒ، ﻭ ﺗﺼﻔﺢ ﺍﻟﻤﻠﻒ ﺛﻢ ﺭﻓﻊ ﺭﺃﺳﻪ ﻭ ﻗﺎﻝ
ﻟﻪ -: ﺯﻳﻦ، ﺍﻧﺎ ﺍﻗﺮﺍ ﻫﺬﻱ ﺍﻟﺜﻼﺛﻴﻦ ﺻﻔﺤﺔ . ﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﻭ ﺍﻟﺮﺍﺱ ، ﻟﻜﻦ ﺗﻔﺘﻜﺮ ﺍﻥ ﻣﻌﺎﻟﻲ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﺭﺍﺡ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺴﺘﻌﺪ
ﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ؟ ﺭﻭﺡ ﻭﻟﻴﺪﻱ ﺭﻭﺡ ، ﻟﺨﺺ ﻫﺬﻱ ﺍﻟﺜﻼﺛﻴﻦ ﺻﻔﺤﺔ ﺑﻤﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻟﻠﻮﺯﻳﺮ ﺍﻥ ﻳﻘﺮﺍﻫﺎ. ﺗﺄﺑﻂ ﺍﻟﻤﻮﻇﻒ ﺍﻟﻤﻠﻒ ﻭ
ﻋﺎﺩ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻟﻴﻨﻜﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻭ ﻳﻠﺨﺼﻪ ﻓﻲ ﺗﺴﻊ ﺻﻔﺤﺎﺕ ﻻ ﺍﻛﺜﺮ . ﺣﻤﻠﻬﺎ ﺭﺍﺿﻴﺎ ﻣﻘﺘﻨﻌﺎ ﺑﻬﺎ ﻭ ﺳﻠﻤﻬﺎ ﻟﻤﺤﺎﻓﻆ
ﺍﻟﺒﻨﻚ. ﺷﻜﺮﻩ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﻦ ﻓﻌﻠﻪ ﻭ ﻋﻤﻠﻪ ﻭﺣﺪﺩ ﻣﻮﻋﺪﺍ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﻟﻴﺴﻠﻤﻬﺎ ﻟﻪ . ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ. ﻓﺘﺢ ﻣﻌﺎﻟﻲ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ
ﺍﻟﻤﻠﻒ ﻭ ﺭﺍﺡ ﻳﺘﺼﻔﺢ ﺍﻟﺘﺴﻊ ﺻﻔﺤﺎﺕ ﺑﺄﻃﺮﺍﻑ ﺍﺻﺎﺑﻌﻪ ﺛﻢ ﺍﻟﺘﻔﺖ ﺍﻟﻰ ﻣﺪﻳﺮ ﺍﻟﺒﻨﻚ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻱ ﻭﻗﺎﻝ -: ﺷﻜﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺐ. ﻭ
ﻟﻜﻦ ﻫﺬﻱ ﺗﺴﻤﻴﻬﺎ ﺧﻼﺻﺔ؟ ﺗﺴﻊ ﺻﻔﺤﺎﺕ ﻣﻠﻴﺎﻧﺔ ﻛﻼﻡ؟ ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻲ ﺍﻧﺎ ﺍﻥ ﺍﻗﺮﺃ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﻼﺻﺔ ﺑﺘﺴﻊ ﺻﻔﺤﺎﺕ ، ﺗﻌﺘﻘﺪ ﺍﻥ
ﺍﻟﺒﺎﺷﺎ ﻋﻨﺪﻩ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻟﻘﺮﺍﺀﺗﻬﺎ؟ ﻛﺎﻥ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻳﺸﻴﺮ ﺑﺎﻟﺒﺎﺷﺎ ﻃﺒﻌﺎ ﺍﻟﻰ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻧﻮﺭﻱ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪ . ﻭ ﻛﺎﻥ ﻧﻮﺭﻱ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪ
ﻣﻌﺮﻭﻓﺎ ﺑﻜﺮﻫﻪ ﻟﻠﻘﺮﺍﺀﺓ. ﺛﻢ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﻣﻦ ﻣﺤﺎﻓﻆ ﺍﻟﺒﻨﻚ ﺗﻠﺨﻴﺺ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﻼﺻﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﺻﺔ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻰ ﺻﻔﺤﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ
ﻟﻴﻀﻤﻦ ﻗﺮﺍﺀﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ. ﻭ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺟﺮﻯ. ﻋﺎﺩ ﻣﺪﻳﺮ ﺍﻟﺒﻨﻚ ﺑﺎﻟﺨﻼﺻﺔ ﺍﻟﻰ ﻣﺴﺎﻋﺪﻩ ﺍﻟﻤﻮﻇﻒ ﻭ ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺍﻥ
ﻳﻠﺨﺼﻬﺎ ﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﻭ ﻻ ﻳﺨﺮﺝ ﻋﻦ ﻧﻄﺎﻗﻬﺎ ﺑﺴﻄﺮ ﻭﺍﺣﺪ . ﻣﺮﺕ ﺍﻻﻳﺎﻡ ﻭ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﻭ ﻟﻢ ﻳﺴﻤﻊ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﻣﻦ
ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺍﻱ ﺗﻌﻠﻴﻖ ﻋﻠﻰ ﺧﻼﺻﺔ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﻭ ﻣﺎ ﻳﻮﺻﻲ ﺑﻪ ﺍﻟﺨﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﻗﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺨﻄﻴﺮ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ
ﺑﻤﺼﻴﺮ ﺍﻟﺪﻳﻨﺎﺭ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻲ. ﻟﻢ ﻳﺴﻤﻊ ﻣﻨﻪ ﺷﻴﺌﺎ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺘﻘﻰ ﺑﻪ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﻓﻲ ﺍﺣﺪﻯ ﺍﻟﺤﻔﻼﺕ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻓﺴﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ.
ﺍﺟﺎﺑﻪ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ -: ﺍﻱ ﻣﻮﺿﻮﻉ؟ " ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻻﺳﺘﺮﻟﻴﻨﻲ ﻳﺎ ﺍﺑﻮ ﺻﺒﺎﺡ . ﺗﺘﺬﻛﺮ؟ ﺍﻋﻄﻴﺘﻚ ﺧﻼﺻﺔ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﺨﺒﻴﺮ ﺍﻟﻤﺎﻟﻲ؟ "
ﺍﺟﺎﺑﻪ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ -: " ﺍﻭﻩ ! ﺍﻧﺖ ﺟﺒﺖ ﻟﻲ ﻫﺬﻱ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ﺍﻟﻤﻠﻴﺎﻧﺔ ﻛﻼﻡ. ﺍﻧﺎ ﻋﻨﺪﻱ ﻭﻗﺖ ﺍﻗﺮﺍﻫﺎ ﻭ ﻫﺎﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﻛﻠﻬﺎ ﻋﻨﺪﻧﺎ؟ ﻗﻞ
ﻟﻲ ﺑﻜﻠﻤﺘﻴﻦ ﻭ ﺧﻠﺼﻨﻲ : ﺷﻴﻘﻮﻝ ﺍﻟﺨﺒﻴﺮ ﺍﻟﻤﺎﻟﻲ؟ ﻳﻌﻨﻲ ﻧﺒﻘﻰ ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻻﺳﺘﺮﻟﻴﻨﻲ ﺍﻭ ﻧﻨﺴﺤﺐ ﻣﻨﻬﺎ. ؟ ﻛﻠﻤﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭ ﺑﻼ ﻛﻞ
ﻫﺎﻟﻮﺟﻊ ﺍﻟﺮﺍﺱ

ﻧﺸﺄﺓ ﺍﻟﺒﺎﻛﺴﺘﺎﻥ ﻭ ﺣﻠﻒ ﺑﻐﺪﺍﺩ


ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ : ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1958 ، ﻧﻮﺭﻱ
ﺳﻌﻴﺪ ﻳﺼﺎﻓﺢ ﺯﻭﺟﺔ ﺭﺋﻴﺲ ﻭﺯﺭﺍﺀ ﺑﺎﻛﺴﺘﺎﻥ ﺃﻳﻮﺏ ﺧﺎﻥ ﻭﻳﻈﻬﺮ ﺍﻳﻮﺏ ﺧﺎﻥ
ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ﻭﻳﻈﻬﺮ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻓﺎﺿﻞ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ ﻭ ﺑﺮﻫﺎﻥ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﺎﺵ ﺃﻋﻴﺎﻥ ﺍﻟﻰ
ﺟﺎﻧﺐ ﻧﻮﺭﻱ ﺳﻌﻴﺪ .
ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺎﺕ ﺃﻟﻘﻰ ﻟﻴﺎﻗﺎﺕ ﺧﺎﻥ , ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﻤﺆﺳﺲ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺟﻨﺎﺡ
ﻭﺣﺎﻛﻢ ﺍﻟﺒﻼﺩ 48 – 51 , ﺑﻤﺠﺎﺩﻳﻔﻪ ﺻﻮﺏ ﺃﺷﺮﻋﺔ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻭﻫﻲ
ﺗﺸﻦ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩﺓ , ﻃﻠﺒﺎ ﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﻛﻮﻧﻴﺔّ ﻻ ﻳﻨﺎﺯﻋﻬﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺨﻠﻮﻕ . ﻣﺎ
ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻫﻮ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺇﻏﺘﻴﺎﻟﻪ , ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻧﻘﻤﺔ ﺑﺎﺷﺘﻮﻥ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻋﻠﻰ
ﺍﻗﺘﻄﺎﻉ ﺃﺭﺿﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎﻥ - ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺒﺸﺘﻮﻥ - ﻭﺿﻤﻬﺎ ﻟﺒﺎﻛﺴﺘﺎﻥ , ﺩﻭﻥ
ﻛﺜﻴﺮ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﻟﻤﻤﺎﻧﻌﺔ ﻗﺒﺎﺋﻠﻬﻢ . ﺗﻠﺖ ﺇﻏﺘﻴﺎﻟﻪ ﻓﺘﺮﺓ ﺇﺿﻄﺮﺍﺏ ﺩﺍﻣﺖ ﺃﻋﻮﺍﻣﺎً
ﺛﻼﺙ , ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻤﺴﻚ ﺑﻤﻘﺎﺩﻳﺮ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺃﻭﻝ ﻭﺯﻳﺮ ﺩﻓﺎﻉ ﻟﻠﻜﻴﺎﻥ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ :
ﺍﻟﺠﻨﺮﺍﻝ ﺇﺳﻜﻨﺪﺭ ﻣﻴﺮﺯﺍ ﺭﺑﻴﺐ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻨﺪ . ﺩﺷﻦ
ﻣﻴﺮﺯﺍ ﺇﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﺎﻛﺴﺘﺎﻥ ﺑﻤﺒﺪﺃ ﺍﻷﺣﻼﻑ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﻄﻮﻗﺔ ﻟﻠﻤﻨﻈﻮﻣﺔ
ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﺎﺗﻴﺔ , ﻋﺒﺮ ﺗﺄﺳﻴﺴﻪ ﻣﻊ ﺷﺎﻩ ﺇﻳﺮﺍﻥ – ﺍﻟﻌﺎﺋﺪ ﻣﻨﺬ ﻋﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﺍﺏ
ﻭﻛﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﺑﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻳﺔ – , ﻭﻣﻊ ﻧﻮﺭﻱ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪ ﺭﺟﻞ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺍﻟﻤﻠﻜﻲ
ﺍﻟﻘﻮﻱ ﻭﺃﻣﺜﻞ ﻋﻤﻴﻞ ﻋﻘﺎﺋﺪﻱ ﻟﻺﻧﺠﻠﻴﺰ ﻋﺮﻓﻪ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ , ﻭﻣﻊ
ﻋﺪﻧﺎﻥ ﻣﻨﺪﺭﻳﺲ ﺯﻋﻴﻢ ﺟﻨﺎﺡ ﺍﻟﻜﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﺮﻛﻲ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻆ ‏( ﺍﻟﺤﺰﺏ
ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻲ ‏) ﻭﺣﺎﺭﺱ ﺍﻟﺒﻮﺍﺑﺔ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻟﺤﻠﻒ ﺍﻷﻃﻠﺴﻲ ... ﺃﺳﺴﻮﺍ ﺣﻠﻒ
ﺑﻐﺪﺍﺩ ‏( ﺍﻟﻤﻌﺎﻫﺪﺓ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻳﺔ ‏) , ﻟﻴﻨﻈﻢ ﻋﻘﺪ ﺗﺎﺑﻌﻲ ﺍﻷﻃﻠﺴﻲ ﻓﻲ ﻏﺮﺏ
ﻭﺟﻨﻮﺏ ﺁﺳﻴﺎ , ﻭﻳﻀﺒﻂ ﺇﻳﻘﺎﻋﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻧﻮﺗﺘﻪ . ﺍﺳﺘﻤﺮ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﺒﺎﻛﺴﺘﺎﻧﻲ
ﺿﻤﻦ ﺍﻟﺤﻠﻒ ﺣﺘﻰ ﺑﻌﺪ ﺳﻘﻮﻁ ﻣﺎ ﺳﻤﻲ ﺑﺈﺳﻤﻪ - ﺃﻱ ﺑﻐﺪﺍﺩ - ﻓﻲ ﺃﺣﻀﺎﻥ
ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﺤﺮﺭ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ , ﺃﻭ ﻣﺎ ﺑﺪﺍ ﻛﺬﻟﻚ ! . ﻭﻣﻦ ﻟﻴﺎﻗﺖ , ﺇﻟﻰ ﻣﻴﺮﺯﺍ ,
ﻭﺻﻮﻻً ﺇﻟﻰ ﺃﻳﻮﺏ ﺧﺎﻥ / 58 , ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺠﺔ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻟﺒﺎﻛﺴﺘﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ﺃﻥ
ﻣﻨﺠﺎﺓ ﺑﺎﻛﺴﺘﺎﻥ ﻭﺧﺸﺒﺔ ﺧﻼﺻﻬﺎ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﻣﻦ ﺗﻔﻮﻕ ﺍﻟﻬﻨﺪ ﺍﻟﻜﻤﻲ ﻫﻮ
ﺍﻹﺭﺗﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﺃﺣﻀﺎﻥ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺍﻷﻧﺠﻠﻮﺳﺎﻛﺴﻮﻧﻲ , ﺳﻴﻤﺎ ﻭﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻟﻬﻨﺪﻳﺔ
ﻟﺠﺄﺕ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﺎﺩ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﺎﺗﻴﺔ – ﺍﻟﺼﻴﻨﻴﺔ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ
ﺍﻷﻃﻠﺴﻴﺔ ... ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺩ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻛﺎﻥ , ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺍﻷﺧﻴﺮ , ﺇﻧﺤﻴﺎﺯﺍً
ﻣﻀﻄﺮﺍً ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻭﻟﻰ – ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻮﺍﺭ – ﻓﺮﺍﺭﺍً ﻣﻦ ﺟﻮﺭ
ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ , ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺰﻭّﺭ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺮﺗﻀﻲ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ . ﻭﺫﻟﻚ ﺭﻏﻢ ﺃﻥ
ﺍﻟﻨﺨﺒﺘﻴﻦ ﺍﻟﻬﻨﺪﻭﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﻫﻤﺎ ﺻﻨﻮﺍﻥ ﻣﺘﺸﺎﺑﻬﺎﻥ ﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﻮﻟﻊ
ﺑﺎﻹﻧﺠﻠﻴﺰ ﻭﺳﻴﺮﺗﻬﻢ . ﺩ. ﻛﻤﺎﻝ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ


جمع واعداد / خالد عوسي.

جسور القرن العشرين




ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻓﻴﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻳﻔﺘﺘﺢ
ﺟﺴﺮ ﺍﻷﺋﻤﺔ ﻋﺎﻡ 1957

ﺍﻓﺘﺘﺢ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﻧﺎﻇﻢ ﺑﺎﺷﺎ ﻭﺑﻤﻬﺮﺟﺎﻥ ﺑﻬﻲ ﺃﻭﻝ ﺟﺴﺮ ﺑﻐﺪﺍﺩﻱ ﻋﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺪﻭﺏ، ﺃﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻳﻮﻥ، ﺍﻟﺠﺴﺮ ‏« ﺍﻟﻌﺘﻴﮓ‏» ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ
ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﻜﺮﺥ، ﻭﺍﺳﺘﻤﺮ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻪ ﻗﺮﺍﺑﺔ ‏(10 ‏) ﺃﻋﻮﺍﻡ ﺣﺘﻰ ﺃﻧﺠﺰ ﻋﺎﻡ
1910 ﻡ، ﺛﻢ ﺃﻋﻴﺪ ﺑﻨﺎﺅﻩ ﺑﻄﺮﺍﺯ ﻣﻌﻤﺎﺭﻱ ﻳﻀﺎﻫﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﺘﺤﻀﺮﺓ ﻳﻮﻣﺬﺍﻙ
ﺑﺴﻴﺎﺝ ﺣﺪﻳﺪﻱ ﻭﺩﻋﺎﻣﺎﺕ ﻛﻮﻧﻜﺮﻳﺘﻴﺔ، ﻭﺻﺎﺭ ﺃﻭﻝ ﺟﺴﺮ ﺣﺪﻳﺪﻱ ﻓﻲ ﺑﻐﺪﺍﺩ
ﻭﺃﻧﺠﺰ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1940 ﻡ، ﺃﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺟﺴﺮ ﺍﻟﻤﺄﻣﻮﻥ، ﻭﺑﻌﺪ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﻭﺛﺒﺔ
ﻛﺎﻧﻮﻥ، ﺗﺒﺪﻝ ﺍﺳﻤﻪ ﻭﺻﺎﺭ ﻳﻌﺮﻑ ﺑﺠﺴﺮ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ، ﺃﻣﺎ ﺟﺴﺮ ﻣﻮﺩ ﺍﻟﻌﺎﺋﻢ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺏ ﺍﻟﻤﺪﺑﺒﺔ ﺍﻟﻮﺟﻪ، ﻓﻘﺪ ﺑﻨﺎﻩ ﺍﻻﻧﻜﻠﻴﺰ ﻋﺎﻡ 1918 ﻡ، ﻭﺃﻋﻴﺪ ﺑﻨﺎﺅﻩ
ﺃﻳﻀﺎ ﺑﻄﺮﺍﺯ ﺣﺪﻳﺚ ﻭﻗﺘﺬﺍﻙ ﻭﺍﻓﺘﺘﺢ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1941 ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺗﻤﻴﺰ ﻋﻦ ﺟﺴﺮ
ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﺑﺎﺭﺗﻔﺎﻉ ﺩﻋﺎﻣﺎﺗﻪ ﺍﻟﻜﻮﻧﻜﺮﻳﺘﻴﺔ ﻭﺳﻴﺎﺟﻪ، ﻭﺳﻤﻲ ﺑﺠﺴﺮ ﺍﻟﻤﻠﻚ
ﻓﻴﺼﻞ، ﻭﺑﻌﺪ ﺇﻧﻘﻼﺏ ﺍﻟﺰﻋﻴﻢ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻗﺎﺳﻢ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1958 ﻡ، ﺗﺒﺪﻝ ﺍﺳﻤﻪ
ﻭﺃﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺟﺴﺮ ﺍﻷﺣﺮﺍﺭ ﻭﻳﻘﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻜﺮﺥ، ﻓﻴﻤﺎ
ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﺑﻨﺎﺀ ﺟﺴﺮ ‏« ﺍﻟﺼﺮﺍﻓﻴﺔ‏» ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺮﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺑﺠﺴﺮ
‏« ﺳﻜﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ ‏» ﻟﺘﺼﻞ ﺑﻴﻦ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﻭﺑﺮﻟﻴﻦ، ﻭﺃﻧﺠﺰ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1950 ﻡ، ﺛﻢ ﻳﺄﺗﻲ
ﺟﺴﺮ ﺍﻟﻤﻠﻜﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻋﺮﻑ ﻻﺣﻘﺎ ﺑﺠﺴﺮ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺑﻂ ﺑﻴﻦ
ﻛﺮﺍﺩﺓ ﻣﺮﻳﻢ ﻭﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ، ﻭﻣﻌﻪ ﺃﻳﻀﺎ ﺟﺴﺮ ﺍﻷﺋﻤﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻂ ﺑﻴﻦ
ﺍﻷﻋﻈﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻜﺎﻇﻤﻴﺔ، ﺃﻧﺠﺰ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1957 ﻡ. ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺠﺴﺮ ﺍﻟﻤﻌﻠﻖ، ﻓﻘﺪ ﺷﺮﻉ
ﺑﺒﻨﺎﺋﻪ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﺰﻋﻴﻢ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻗﺎﺳﻢ ﻭﺃﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺟﺴﺮ ‏(14 ‏) ﺗﻤﻮﺯ
ﻭﺃﻛﻤﻞ ﺑﻨﺎﺅﻩ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1964 ﻡ، ﺛﻢ ﻋﺮﻑ ﺑﺎﻟﺠﺴﺮ ﺍﻟﻤﻌﻠﻖ، ﺛﻢ ﻳﻠﻴﻪ ﺟﺴﺮ ﺍﻟﺒﺎﺏ
ﺍﻟﻤﻌﻈﻢ ﺍﻟﻮﺍﺻﻞ ﺑﻴﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻄﺐ ﻭﺳﺎﺣﺔ ﺍﻟﻄﻼﺋﻊ، ﺃﻛﻤﻞ ﺍﻧﺠﺎﺯﻩ ﺍﻟﻌﺎﻡ
1977 ﻡ، ﻭﺗﻼﻩ ﺑﻌﺪ ﻋﺎﻣﻴﻦ ﺟﺴﺮ ﺍﻟﻤﺜﻨﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺮﺑﺔ ﻣﻦ ﺟﺰﻳﺮﺓ
ﺑﻐﺪﺍﺩ، ﻭﻳﺘﺼﻞ ﺑﺎﻟﻀﻔﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻋﻨﺪ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺘﺎﺟﻲ ﻭﺍﻓﺘﺘﺢ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1979 ﻡ.
ﻭﺟﺴﺮ ﺍﻟﺠﺎﺩﺭﻳﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺑﻂ ﺍﻟﻜﺮﺍﺩﺓ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﺎﺩﺭﻳﺔ ﻭﺑﻴﻦ ﻣﻨﺎﻃﻖ
ﺍﻟﺒﻴﺎﻉ ﻭﺍﻟﺴﻴﺪﻳﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﻤﺎ، ﺃﻛﻤﻞ ﺑﻨﺎﺅﻩ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1982 ﻡ، ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻛﻤﻞ
ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺫﺍﺗﻪ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺠﺴﺮ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺑﻂ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺨﻂ ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ ﺷﺎﺭﻉ
ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ ﺑﻴﻦ ﻣﻌﺴﻜﺮ ﺍﻟﺮﺷﻴﺪ ﻭﻳﺘﺼﻞ ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺪﻭﺭﺓ ﻭﻳﻄﻞ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺴﺎﺗﻴﻦ ﻭﺍﻟﻘﺮﻯ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ‏(ﺍﻟﺒﻮﻋﻴﺜﻪ ‏) ﻭﺃﻧﺠﺰ ﺟﺴﺮ ﺍﻟﺴﻨﻚ
ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺑﻴﻦ ﻓﻨﺪﻕ ﻣﻴﻠﻴﺎ ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺭ ﻣﻴﻠﻴﺎ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻜﺮﺥ، ﻭﺑﻴﻦ ﺳﺎﺣﺔ
ﺍﻟﺨﻼﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺻﺎﻓﺔ، ﻋﺎﻡ 1985 ، ﻭﺃﺧﻴﺮﺍ ﺟﺴﺮ ﺍﻟﻄﺎﺑﻘﻴﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺑﻂ
ﺍﻟﺠﺎﺩﺭﻳﺔ ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺪﻭﺭﺓ ﻭﺃﻧﺠﺰ ﻓﻲ ﺗﺴﻌﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ

جمع واعداد / خالد عوسي.

الاثنين، 8 سبتمبر 2014

الأعظمية و مقتل النشاشيبي


المقال : الأعظمية و مقتل النشاشيبي . الصورة : فخري النشاشيبي في وسط الصورة مع جمع من مجموعات السلام عام 1929 .
في يوم 6/11/1941 وصل الى بغداد السيد فخري النشاشيبي رئيس بلدية القدس ، و كان يتعاون مع الإنكليز ، و قبل وصوله بيومين إعتقلت السلطة المجاهد عبد القادر الحسيني و نفته الى مدينة زاخو في شمال العراق حفظاً لسلامة النشاشيبي و حذراً عليه من المفتي أمين الحسيني و جماعة القسام في بغداد ، و ترك عبد القادر الحسيني عائلته و أطفاله في الأعظمية ، فنقلهم الأستاذ عبد الله عبد المجيد الى دار الأستاذ قاسم خليل الأعظمي و قد إستأجرها لهم و هم زوجة المجاهد عبد القادر الحسيني و أولاده غازي و فيصل و موسى . و في يوم 9/11/1941 تمكن شاب فلسطيني إسمه (صبحي شاهين) أن يقتل النشاشيبي عند مدخل فندق سمير أميس بشارع الرشيد وهرب على دراجة هوائية . و كان ذلك الشاب قد تزوج بنتاً من الأعظمية وكان يسكن في شارع عشرين عند حديقة الرحبي و قد خبّأه السيد (عون أحمد الصالح) رحمه الله في بساتين الفحامة ثم نقله والد الخطاط وليد الأعظمي رحمهما الله بعد أيام في سيارته (باص للركاب)الى سامراء و منها الى حديثة ثم الى سوريا . و أصدر مدير الدعاية البيان التالي :- {تنعى الحكومة العراقية المرحوم فخري النشاشيبي الذي أغتيل ظهر اليوم في الشارع العام بعد خروجه من فندق سمير أميس و تبدي أسفها الشديد لهذا الحادث الذي يعتقد أنه من عمل الفلسطينيين الموجودين في العراق و قد أتخذت التدابير الحازمة للقبض على المعتدي و معاقبته } . و بسبب هذا الحادث ألقت السلطة القبض على مجموعة من أهالي الأعظمية بتهمة التحريض على هذا الحادث و الإعداد له و هم السادة :- 1- السيد عون أحمد الصالح 2- السيد جعفر السيد حسن 3- الحاج مهدي البلام 4- السيد حسن الدليمي 5- السيد أحمد البعقوبلي 6- عبد المجيد إبراهيم الحلبي 7- المجاهد عبد القادر الحسيني (أستقدم من منفاه في زاخو) 8- السيد حسن قطب (فلسطيني) 9- السيد أحمد نسيبة (فلسطيني) . و أمضى بعضهم في الإعتقال سبعة شهور و بعضهم سنة أو أكثر ثم أطلق سراحهم و لم يثبت ما يدعو الى محاكمتهم .

جمع واعداد: خالد عوسي.

صراع (البرحي) و (الموساد)


المقال : صراع (البرحي) و (الموساد) . الصورة : رئيس الوزراء أرشد العمري .
جرى صراع خطير بين نوري السعيد وأرشد العمري، الزعيمين اللذين كثيرا ما تناوبا على حكم العراق في العهد الملكي، حول عذق تمر. التمرات التي كانت عليه هي كل ما شغل بال نوري السعيد عندما ذهب الاثنان لمصيف سرسنك في كردستان ليتشاورا مع الأمير عبد الإله، الوصي على العرش، بشأن تعديل وزاري جديد. وبينما كانا جالسين في مدخل القصر ينتظران الأمير عبد الإله، حضر جندي عريف من الحرس الملكي.. أدى التحية ثم وضع على الطاولة أمامهما عذقاً من تمر البرحي نضج توًّا. قال: سيدي، وصلنا هذا العذق الآن بالطيارة من البصرة. أدى تحية الانصراف وخرج. كان العراقيون يعتزون بتمر البرحي. في هذه الأيام يعتزون بالهامبورغر والفياغرا، ولهذا السبب منعت السلطات في أيام الخير تصدير البرحي، وبصورة خاصة خروج فسائله للخارج، حرصاً على بقائه في العراق فقط. بيد أن الإسرائيليين من أصل عراقي حنوا للبرحي وتشاوروا مع الموساد على جلب فسائله وزرعها في إسرائيل. وقام الموساد بعملية خطيرة وسرب بعض رجاله إلى العراق فحصلوا سراً على عدد من هذه الفسائل وهربّوها إلى دولة مجاورة ومنها إلى إسرائيل. ونشر الموساد كتاباً صافياً عن هذه المغامرة. والآن لا يوجد برحي في العراق، لكن يوجد في إسرائيل. ما إن رأى أرشد العمري هذا العذق أمامه حتى مد يده ولقط واحدة من التمرات الناضجة المغرية وأكلها. ثم تلاها بثانية وثالثة وأبو صباح يتفرج ويرى أن زميله رئيس الوزراء لن يلبث حتى يأتي على كل التمرات الناضجات ولا يبقي له شيئا، لكن رئيس وزراء الظل لم يعرف كيف يثني زميله رئيس الوزراء القائم عن هذا العمل. تفتق ذهنه أخيرا عن هذا الإجراء.. "مسرور، يا مسرور"، نادى على الطباخ السوداني، الذي غسل يديه وأسرع لتلبية النداء. "مسرور، أنت طباخ وتعرف بالأكل. فهِّمني، الأصول الناس يأكلون التمر قبل الغدا أم بعد الغدا؟". أدرك الطباخ السوداني أبعاد هذا المطب والمأزق اللذين أوقعه فيهما أبو صباح. فكيفما سيجيب سيزعج أحد الرئيسين الجالسين. لكن مسرور كان طباخ ملوك واكتسب خبرة جيدة، لا بطبخ الأرز والبامية فقط، وإنما بمسالك الدبلوماسية أيضا، وليس بغلي الدهن فقط، بل وكذلك بمداهنة المسؤولين. فتح فمه وأجاب: "سيدي، في ناس يحبون يأكلون التمر قبل الغدا، وفي ناس يحبون يأكلون التمر بعد الغدا". نجا بهذا الجواب، لكنه لم يحل مشكلة نوري السعيد وعذق التمر، فصاح به: "ولك مسرور انطق بالصدق! مو إحنا ضيَّعنا حتى طعم حلقنا بهالأيام هذي". استأذن بالانصراف وخرج، لكن دبلوماسيته حلت مشكلة هذا النزاع على تمرات البرحي. فقد أدرك أرشد العمري مقصد زميله بهذا الحوار فلم يمد يده للتمرات بعد ذلك . 

مقال من تاليف:خالد القشطيني .
جمع واعداد: خالد عوسي.

(الأعظمية) و معاهدة (بورتسموث)


المقال : (الأعظمية) و معاهدة (بورتسموث) . الصورة : جامع الإمام الأعظم عام 1961 .

عقدت الحكومة العراقية أواخر سنة 1947 معاهدة مع حكومة بريطانيا بإسم معاهدة بورتسموث ، و قد عارضتها الأحزاب السياسية و الجمعيات و الصحف الوطنية وطلاب الكليات و أساتذتها و جماهير الشعب . و كانت الأعظمية القلب النابض بالوعي الوطني و الحماسي و الجهادي ، و كانت الأعظمية نقطة الإنطلاق و المحرّض الأول على المظاهرات في كل يوم حتى سقطت وزارة صالح جبر و ألغيت المعاهدة . و كان طلاب كلية الشريعة يتجمعون صباح كل يوم أمام جامع الإمام الأعظم و هم يرتدون الجبب و على رؤوسهم العمائم ، يقودهم الشيخ (محمد محمود الصواف) ثم يتوجهون الى رأس الحواش فيلتحق بهم طلاب دار المعلمين الإبتدائية و يلتحق بهم طلاب ثانوية الأعظمية عند ساحة عنتر و منها الى كلية الحقوق في الصرافية و يتجمعون في ساحة الباب المعظم مع طلاب كلية الهندسة و كلية الطب و طلاب دار المعلمين العالية و ينطلقون الى شارع الرشيد في حشدٍ حاشد و الجماهير زاحفة مع الطلاب . و كانت المظاهرات تشتد يوماً بعد يوم حتى بلغت أوجها في (19-20-21) كانون الثاني عام 1948 ثم إشتدت بعنف لا مثيل له يوم الثلاثاء 1948/1/27 وقد سقط شهيدان من طلاب ثانوية الأعظمية ، هما :-
1- الشهيد رشيد إبراهيم الحميد .
2- الشهيد قيس إبراهيم الآلوسي .
و قد أقام الأعظميون مجلس الفاتحة و المنقبة النبوية على روحيهما في مسجد الشيخ جلال الدين الحارثي في سوق الأعظمية القديم ، و و قف شباب الأعظمية يستقبلون المعزّين القادمين من أطراف بغداد . و كانت الجماهير تسير مدوّية بهتافات ها في شارع الرشيد و هم يحملون على أكتافهم الشيخ الصوّاف و هو يلهب الجماهير بخطابه البليغ المثير ، و كان ذا بسطة في العلم و الجسم .

جمع واعداد / خالد عوسي

الرئيس الشهيد (جمال جميل)



المقال : الرئيس الشهيد (جمال جميل) . الصورتان : على اليمين - جمال جميل يوقع على قرار إعدامه . و على اليسار - جمال جميل يستمع لقرار حكم الإعدام .
( قصـة ضابط عراقي قلب حكم اليمن وأصبح "الرئيس" وأعدم فيها ) .
حدث لن يكرره التأريخ صنعه ضابط عراقي برتبة نقيب، نجا من الإعدام في بغداد [لإتهامه بمقتل وزير الدفاع جعفر العسكري إثر إنقلاب بكر صدقي عام 1936] فكان قدره الإعدام في صنعاء،، وفشل بالانقلاب على حك
ومة العراق لكنه قاد إنقلاباً ناجحاً على ملك اليمن، فأصبح وزيراً للدفاع والقائد العام للجيش اليمني، ولا يرد إسمه في مجلس أو كتاب إلاّ وسبقوه بلقب "الرئيس الشهيد"!.. (جمال جميل) من مواليد الموصل 1912م، تخرج من الكلية الحربية ببغداد. وما أن حصل على رتبة نقيب حنى أصبح مرافقاً للفريق بكر صدقي "رئيس أركان الجيش"، ثم شارك معه في الانقلاب الفاشل على حكومة "نوري السعيد" وصدر بحقه حكماً بالاعدام تم إلغائه لاحقاً.. في 3 نيسان/ أبريل 1940م بعثت بغداد النقيب جمال جميل إلى صنعاء ضمن بعثة عسكرية من أربعة ضباط ترأسها العميد الركن اسماعيل صفوت، وضمت أيضاً محمد المحاويلي والملازم عبدالقادر الكاظمي .. وفي 1943م عادت البعثة العراقية لكن النقيب جمال جميل لم يعد معهم، فهو كان قد تزوج بيمنية واستقر بصنعاء، وبدأ يتوغل في مفاصل المجتمع اليمني، ويتولى بناء قدرات جيشه، فهو أول من أدخل صنف المدفعية للجيش، فحضي بثقة ملك اليمن "الإمام يحيى بن حميد الدين" الذي أولاه مسئولية قيادة جيشه "حرسه الخاص" وعينه أيضاً مديرا لمعهد صنعاء العسكري.. وبفضل مهاراته وتفانيه في خدمة اليمن، أصبح النقيب جمال جميل مركز استقطاب كبار نخب اليمن العسكرية والسياسية التي بدأت تتأثر بالحركات الثورية العربية وتتطلع للتغيير من الملكية الى الجمهورية.. وخلف الكواليس تحركت تلك القوى لوضع مخططات الانقلاب على الحكم الملكي، وكان جمال جميل يتزعم تلك التحركات ويدعوه رفاقه بـ"الرئيس"، وتم صياغة دستور جديد وطباعته استعدادا لساعة الصفر. وفي 1948م قاد الرئيس جمال جميل الانقلاب على الحكم، وتم قتل ملك اليمن الامام يحيى بن حميد الدين، وتولى عبد الله الوزير الامامة فيما تم تعيين جمال جميل وزيراً للدفاع والقائد العام للجيش اليمني،، لكن ذلك لم يستمر سوى بضعة أشهر، حيث نجح ولي العهد "الامام أحمد" في استعادة الحكم، والقبض على كل المشاركين في الانقلاب وعلى رأسهم "الرئيس جمال جميل"، وأصدر قرارا بإعدامهم، وبسيفه الشخصي. وفي ساحة الإعدام، ظل جمال جميل مبتسماً طوال الوقت، وعندما اقترب منه الامام أحمد قال له: (لقد أحبلناها وحتماً ستلد)، فأثار غضب الامام وأمر بقطع رأسه فوراً، فقد أدرك أنه كان يعني أنهم فتحوا باب الثورات ضد الملكية لأول مرة وكسروا حاجز الخوف، وأن ثمة ثورات قادمة ستنجح، وهو ما حدث فعلاً في 1962م. ظلت الجميع في اليمن لا يذكر جمال جميل إلاّ ويسبق اسمه بلقب "الرئيس الشهيد"، وفي المتحف الحربي بصنعاء ما زالت صور لحظات إعدامه تتصدر الواجهات.. غير أن الجميع ما زال يقف مذهولاً أمام الحدث، ولا يكاد يصدق كيف لضابط عراقي لم يمض على وجوده في اليمن سوى أقل من ثماني سنوات يفعل ما لم يجرؤ على فعله اليمنيون، ويقود أول إنقلاب "جمهوري" في تاريخ اليمـــن. 

تاليف: نزار العبادي 
جمع واعداد : خالد عوسي
 

الأعظمية و دورها القومي و الإسلامي



المقال : الأعظمية و دورها القومي و الإسلامي . الصورة : الحاج أمين الحسيني (مفتي القدس).
في سنة 1937 قدمت الى الأعظمية مجموعة من المجاهدين الفلسطينيين مع عوائلهم و على رأسهم سماحة الحاج أمين الحسيني (مفتي فلسطين) و القائد فوزي القاوقجي و البطل عبد القادر الحسيني و مجموعة من أتباع المجاهد الشهيد عز الدين القسام فإحتفى بهم الأعظميون و إحتضنوهم و أمدّوهم بالمال و السلاح و إستأجروا لهم دارين و جعلوهما مستودعاً للسلاح ، و كان على رأس المتحمّسين و المندفعين في مساندة أبناء فلسطين السادة :-
أ- الأستاذ المحامي إسماعيل الغانم .
ب- الأستاذ عبد الله عبد المجيد . الملقب (عبد الله فلسطين) .
ج- السيد عون أحمد الصالح .
د- السيد إبراهيم طعمة الأعظمي . (رحمهم الله).
و كان كثير من الضباط المخلصين يجتمعون بالقادة المجاهدين من أبناء فلسطين و يمدونهم بالسلاح الذي يوفره الضباط من التمارين العسكرية و المناورات .


جمع واعداد : خالد عوسي

الخميس، 4 سبتمبر 2014

سرقة قبر صلاح الدين الايوبي

ﺍﻟﻤﻘﺎﻝ : ﺳﺮﻗﺔ ﻗﺒﺮ ‏( ﺻﻼﺡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻷﻳﻮﺑﻲ ‏) . ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ : ‏( ﻟﻮﺭﻧﺲ ﺍﻟﻌﺮﺏ ‏) .
ﺳﺮﻗﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﻣﻠﺤﻤﻴﺔ . ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻳﺒﺮﺭﻫﺎ ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ ﺍﻥ
ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭﻳﺔ ﺍﻧﻘﺬﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﻭﺻﺎﻧﺘﻬﺎ ﻭﺣﻔﻈﺘﻬﺎ ﻟﻠﺒﺸﺮﻳﺔ . ﻭﻓﻲ ﺍﻛﺜﺮ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﻘَّﺒﺖ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﺍﻛﺘﺸﻔﺘﻬﺎ . ﻭﻟﻮ
ﺗﺮﻛﺖ ﺑﻴﺪ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﻤﺘﺨﻠﻔﺔ ﻟﻀﺎﻋﺖ ﺃﻭ ﺗﻠﻔﺖ ﺃﻭ ﺳﺮﻗﺖ، ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺟﺮﻯ ﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟﻤﺘﺤﻒ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻲ ﻓﻲ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻻﺧﻴﺮﺓ ﻗﺒﻞ ﺇﺣﺘﻼﻝ
ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻋﺎﻡ 2003 ﻭﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﺑﻌﺪﻫﺎ . ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻳﻒ ﺍﻥ ﺍﻟﻤﺘﺎﺣﻒ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺗﻌﺮﺽ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺑﻜﻞ ﺣﺮﻳﺔ ﻣﻊ ﻋﻠﻤﻬﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣﺴﺮﻭﻗﺔ .
ﻭﻫﺎ ﻫﻲ ﺍﻵﻥ ﺗﻌﺮﺽ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﺮﻗﺎﺕ ﻓﻲ ﻣﺘﺤﻒ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻻﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻱ ﺑﻠﻨﺪﻥ. ﺍﻗﺎﻣﺖ ﺍﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺘﺤﻒ ﻣﻌﺮﺿﺎ ﺧﺎﺻﺎً
ﺑﻤﺨﻠﻔﺎﺕ ﺍﻟﻜﻮﻟﻮﻧﻴﻞ ﻟﻮﺭﻧﺲ ‏( ﻟﻮﺭﻧﺲ ﺍﻟﻌﺮﺏ ‏). ﺿﻤَّﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺨﻠﻔﺎﺕ ﺍﻻﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﻨﺤﺎﺳﻲ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺑﺎﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭ ﺍﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ﻭﻟﻴﻢ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ
ﻋﻨﺪ ﻣﺮﻭﺭﻩ ﺑﺪﻣﺸﻖ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﻓﻲ ﺍﻭﺍﺧﺮ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ . ﻛﺠﻨﺪﻱ ﻭﻓﺎﺭﺱ . ﻟﻢ ﻳﻐﺐ ﻋﻦ ﺫﻫﻦ ﺍﻻﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭ
ﻭﺍﺟﺐ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﺣﺘﺮﺍﻣﺎﺗﻪ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻟﻔﺎﺭﺱ ﺍﻟﺒﺎﺭﻉ ﺻﻼﺡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻻﻳﻮﺑﻲ، ﻓﻮﺿﻊ ﺫﻟﻚ ﺍﻻﻛﻠﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﺮﻩ ﻭﻭﻗﻒ ﺑﺎﺟﻼﻝ ﻭﺍﺩﻯ ﺍﻟﺘﺤﻴﺔ
ﻟﻪ . ﻭﻟﻜﻦ ﺿﺎﺑﻄﺎ ﻭﻓﺎﺭﺳﺎً ﺁﺧﺮ، ﺍﻟﻜﻮﻟﻮﻧﻴﻞ ﻟﻮﺭﻧﺲ، ﻗﺎﻡ ﺍﻳﻀﺎً ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ ﺍﺣﺘﺮﺍﻣﻪ ﻟﺼﻼﺡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻋﻨﺪ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﺩﻣﺸﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻜﻢ
ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ ﺍﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﻠﻠﺖ ﺑﻔﺘﺢ ﺩﻣﺸﻖ . ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻭﻝ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ ﻟﻮﺭﻧﺲ ﻟﺪﻯ ﺩﺧﻮﻟﻪ
ﺩﻣﺸﻖ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﻗﺒﺮ ﺻﻼﺡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺍﻏﺘﻨﻢ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﻭﺳﺮﻕ ﺍﻻﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺿﻌﻪ ﺍﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭ ﺍﻟﻤﺎﻧﻴﺎ، ﻣﻤﺎ ﻳﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ
ﺍﻟﻔﺮﻭﺳﻴﺔ ﺍﻻﻟﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﺮﻭﺳﻴﺔ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ . ﻟﻮﺭﻧﺲ ﺍﻟﻌﺮﺏ ـ ﻛﻤﺎ ﻧﻌﻠﻢ ـ ﻛﺎﻥ ﺍﺩﻳﺒﺎ ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ ﻟﻜﻮﻧﻪ ﺿﺎﺑﻄﺎً . ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﺎﺩ ﺍﻟﻰ ﻟﻨﺪﻥ
ﻭﻗﺪﻡ ﺍﻻﻛﻠﻴﻞ ﻫﺪﻳﺔ ﻟﻤﺘﺤﻒ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻻﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻱ، ﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻪ ﺍﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺘﺤﻒ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻭﺭﻗﺔ ﻣﻠﻜﻴﺘﻪ ﻟﻸﻛﻠﻴﻞ. ﻓﻘﺪﻡ ﺫﻟﻚ ﻟﻬﻢ ﻓﻲ
ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺑﻴَّﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻧﻪ ﺍﺧﺪ ﺍﻻﻛﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﻓﻮﻕ ﻗﺒﺮ ﺻﻼﺡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻷﻥ ﺻﻼﺡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ‏« ﻟﻢ ﻳﺠﺪﻩ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻟﻼﻛﻠﻴﻞ «! .ﻭﻗﺪ ﻋﺮﺿﺖ ﺍﺩﺍﺭﺓ
ﺍﻟﻤﺘﺤﻒ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﺿﺎﺕ، ﺭﺑﻤﺎ ﻟﺘﺜﺒﺖ ﺑﻬﺎ ﺣﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﺣﺘﺮﺍﺯ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻛﻠﻴﻞ. ﺍﻟﻌﺠﻴﺐ ﺍﻥ ﻟﻮﺭﻧﺲ ﺣﺮﺭ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺗﺴﻠﻴﻢ
ﻟﻤﺪﻳﺮ ﺍﻟﻤﺘﺤﻒ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺒﺄ ﺑﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻳﺼﺎﻝ ﺑﺎﻟﺘﺴﻠﻢ ﻟﻠﻘﻴِّﻢ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﺮ ﺻﻼﺡ ﺍﻟﺪﻳﻦ. ﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﻣﺎ ﺍﺫﺍ ﺳﻴﺘﻘﺪﻡ ﺍﻟﻘﻴِّﻢ ﺍﻵﻥ
ﺑﻄﻠﺐ ﺍﻋﺎﺩﺓ ﺍﻻﻛﻠﻴﻞ ﻟﺼﺎﺣﺒﻪ ﻛﻤﺎﺩﺓ ﻣﺴﺮﻭﻗﺔ ! .
مقالة من تاليف ﺧﺎﻟﺪ ﺍﻟﻘﺸﻄﻴﻨﻲ .
جمع واعداد خالد عوسي.

الأربعاء، 3 سبتمبر 2014

ملكٌ من طين


 الصورة : دعوة مولود باشا مخلص . في (تكريت منتصف الثلاثينات) - من اليمين ، السيد باقر - محمد علي جواد - داود الحيدري - السيد محمد باقر الصدر - الملك غازي - مولود مخلص - الأمير عبد الإله - رستم حيدر - عبد الله المضايفي - المرافق .
العراق بلد غني بالطيور الوحشية ولا سيما في منطقة الأهوار التي جعلتها فتنةً ومقصداً للأجانب الذين يستمتعون بصيدها. فيما تركَّز البط في منطقة الاهوار، انتشرت طيور الدراج في سائر الانحاء. اعتاد سكان بغداد على الخروج لصيدها في المناطق المجاورة. من اشهر هذه المناطق في المنطقة الوسطى الحقول المحيطة بناحية اللطيفية. كان مشكور ابو طبيخ مديراً لهذه الناحية في سنة 1934. في موسم الدراج. كان جالسا في بيته يشرب الشاي في يوم كثير المطر عندما دخل عليه الخادم وقال، «استاذ اكو واحد عصمانلي بالباب يريد يشوفك». كان الريفيون يقصدون بكلمة عصمانلي أي عثماني. ويعنون بها بالضبط الافندي و الرجل المتعلم من الفئة الحاكمة . قال له المدير: «اسأله ماذا يريد». خرج الخادم ليسأل ذلك الطارق عن حاجته. ثم عاد الى سيده ليخبره بأنه يريد مساعدته. «سيارته غاطسة بالطين. كل هدومه وقندرته مطينة. شلون اجيبه عليك استاذ ؟ راح أروح أصُرْفَه. فقال له مشكور ابو طبيخ، «لا ابني لا. يمكن هذا بعدين يرجع لبغداد يفضحنا. يمكن يطلع واحد من ابناء الذوات ويسوي لنا قيل وقال.. روح جيبه. خلِّي يخش. طين مو طين». خرج الخادم وجاء بذلك العصمانلي غارقا بالطين. ما ان رآه مدير الناحية حتى هب اليه ليرحب به ويعتذر منه. «سيدي ما كنا نعرف. ما ندري انت هنا حتى نقوم بالواجب. گوم أبو حسين. گوم روح جيب ماي وأغسل قندرة صاحب الجلالة». لم يكن الطارق غير الملك غازي. كان قد خرج لصيد طيور الدرّاج. ركب سيارته المتواضعة وحمل بندقيته وخرج بدون حرس ولا مرافقين. كان النهار لسوء حظه ممطرا حول الأرض إلى بوتقة من الوحل. ما ان توغل بسيارته في الأرض المبتلة وقبل أن يصادف درّاجاً واحداً او يطلق طلقة واحدة، غرست سيارته بالطين. وكما يقولون، كان الله رحيما بالطيور في ذلك اليوم، و بجانب الدراج لا بجانب الملوك. حاول الملك، ولكنه كلما حاول ازدادت غرسا في الوحل، حتى يئس من اخراجها ولم يبق له غير أن يلتمس المساعدة من مدير الناحية(يا اولاد جيبوا ماي وفرشة نظفوا قندرة الملك). انطلق الخدم والحرس فنزعوا قندرته، ينظفونها من الطين ويغسلونها ويمسحونها، في حين انهمك آخرون في تنظيف بنطلونه وجواربه بقدر ما يتسع الحال. سمع اثناء ذلك عمال في گراج اللطيفية بما حصل للسيارة الملكية، فَهَبَّ الزِلم واهل الحَمولة لرفعها من حفرتها وإعادتها الى الطريق العام «دير بالك ياولد!هذي سيارة الملك غازي،لا توسخها»! جاؤوا بالماء، سطلا بعد سطل، والكل يعتزون ويبتهجون في ان اعطاهم الله هذه الفرصة ليتباركوا بغسل سيارة الملك الشاب. شكر الملك ضيافة المدير مشكور ابو طبيخ، ومساعدة أهل الناحية صافحهم واحدا واحدا وانطلق عائدا الى بيته، خائبا في صيده. التفت المدير الى الفراش، «ولك يا أبو حسين، شلون تقول واحد رجال عصمانلي؟ ما تعرف الملك»؟ «استاذ والله ما عرفته. ما يفرق بشي عن بقية الناس. حاله حالهم. جاي بطرگ الثوب والبنطلون. لوما انت تقول جيبه خليه يخش، و الله چان طردته».


جمع واعداد: خالد عوسي

رئيس الوزراء و تقدير العلماء


 الصورة : من اليسار ، رئيس الوزراء عبد الرحمن البزاز ممسكاً بيد الأستاذ ساطع الحصري .

في اليوم التاسع عشر من شهر كانون الاول –ديسمبر سنة 1965 ، اقامت الحكومة العراقية حفلا تكريميا للمربي والمفكر العربي القومي الكبير الاستاذ ساطع الحصري تقديرا لجهاده وجهوده في سبيل الامة العربية ورفعة شانها وإحياء تراثها الفكري والحضاري . 

وقد تكلم في الاحتفال كل من الاستاذ عبد الرحمن البزاز رئيس الوزراء ، والدكتور نجيب خروفة رئيس جامعة بغداد بالوكالة في ذلك الحين منوهين بفضل هذا المربي الكبير . وخلال تلك المناسبة تفضل الاستاذ الحصري بأعداد محاضرة بعنوان :
 " نظرية الرسوس وسياسة التمييز العنصري " . 
وقد القيت عنه بالنيابة لكبر سنة وقد رأيت الاستاذ عبد الرحمن البزاز رئيس الوزراء العراقي انذاك - وكنت احضر في القاعة للاستماع الى المحاضرة - وهو يدخل مع الاستاذ ساطع الحصري ممسكا بيده الى قاعة الشعب ببغداد واجلسه بجانبه ثم جلس هو ......أية اخلاق هذه واي احترام للعلماء.

مقالة من تاليف: ا.د.ابراهيم خليل العلاف.
جمع واعداد: خالد عوسي

الزعيم و بائع الكبة


 الصورة : سيارة الزعيم عبد الكريم قاسم في شارع الرشيد .
روى لنا صديق بغدادي من جيل الأربعينيات عن والده الذي كان يعمل بائع كبة برغل في شارع الكفاح بالقرب من محلة فضوة عرب، هذا الرجل المكنى بالحجي أبو الكبة يقف بعربانته يبيع كبة البرغل على الرصيف، وكان الزعيم عبد الكريم قاسم يخرج كعادته صباح كل يوم في شارع الكفاح متجهاً الى مقر عمله في الميدان، حيث يمر في شارع الكفاح قادماً من منطقة الباب الشرقي، فيشاهد في طريقه الحاج ابو الكبة يقف بجانب عربته، ايام الشتاء وايام الصيف، فيخرج الزعيم يده من نافذة سيارته ويلوح بالسلام للحجي ابو الكبة الذي يرد عليه بالسلام. وذات يوم مر الزعيم قاسم ولم يشاهد ألحجي ابو الكبة في مكانه، فقال لمرافقه( اليوم ألحجي ماكو).وفي اليوم التالي لم يحضر ألحجي الى عمله، على اثر ذلك قال الزعيم لمرافقه: إذا لم يحضر ألحجي غدا عليك ان تسال عنه وعن سبب غيابه، لانه قد يحتاج الى مساعدتنا له. وفي اليوم الثالث لم يحضر ألحجي، حيث أمر الزعيم عبد الكريم قاسم بعد أن أوقف سيارته مرافقه بالذهاب إلى المقهى الشعبية في فضوة عرب، والسؤال عن سبب غياب ألحجي أبو الكبة، فأخبره صاحب المقهى بان ألحجي مريض ونائم في الفراش، وبعد ان عرف الزعيم بذلك، تأسف على ذلك وشعر بالحزن على ذلك الرجل المكافح الطيب الذي يستقبله صباح كل يوم بابتسامته البغدادية وبكلماته اللطيفة، وقال لمرافقه: اذا تجاوز غيابه فترة أسبوع، عليك معرفة عنوان دار الحجي ابو الكبة حتى نقوم بزيارته ونؤدي واجبنا، وقبل ان ينتهي الاسبوع، حضر الحجي ابو الكبة واستأنف عمله على الرصيف، وعندما مر الزعيم وشاهده امر سائقه بالتوقف امام الحجي ابو الكبة، واخرج الزعيم وجهه من نافذةالسيارة وقال: حمد لله على السلامة، حجي بعدك شباب، وبدأ يتلاطف معه بكلماته البغدادية الجميلة، وأجابه الحجي: سيادة الزعيم، اني عندما سمعت من ابناء المحلة بان جنابكم سأل عني، ذهب المرض مني وشفيت واليوم أراك أمامي، أدعو لك من الله تعالى ان يحفظك ويرعاك، اخرج الزعيم عبد الكريم من جيبه مبلغا قدره عشرة دنانير وأعطاه إلى ألحجي وقال له هذه هديتنا إلك(حگ السلامة) لاننا كنا ننوي زيارتك في بيتك .


مقالة من تأليف : محمد مجيد الدليمي 
جمع واعداد: خالد عوسي.

شربت زبالة عصير الملوك


 الصورة : شربت الحاج زبالة مقابل جامع الحيدر خانة في شارع الرشيد بداية الثلاثينات .

قد تشمئز من الاسم المجرّد أول ما يطرق سمعك "زبالة"، فكيف إذا ارتبط بشراب ما "مشروب زبالة"؟! لكنك ما أن تتذوقه حتى تصبح من المدمنين عليه، ولا تستغرب ذلك فقد سبقك إليه الرؤساء والزعماء ورؤساء الوزارات وكبار الأدباء والمثقفين، حتى صار علامة فارقة لمدينة بغداد، فما تُذكر عاصمة الرشيد حتى يُذكر معها شربت زبيب "حجي زبالة". وتشير اللافتة المرفوعة فوق محل المرطبات إلى أنه قد تأسس في العام 1900، وهذا يعني أنه تأسس قبل أن تقوم الدولة العراقية الحديثة بعقدين من الزمن، ومن هنا يعتبره بعض مؤرخي بغداد الفولكلوريين شاهداً على الكثير من الأحداث التي مرَّت بها بغداد لكون موقعه في قلب شارع الرشيد، وهذا الشارع يعني، التظاهرات السياسية ومحاولات اغتيال الرؤساء وقصائد الجواهري في الانتفاضات الشعبية الكبرى. ويقول محمد ابن "حجي زبالة": "لكون محل والدي ملتقى الكثير من رجالات ذلك الزمن فإنهم كانوا يبلغوه بما سيحدث من تظاهرات أو تجمعات ويحددون له اليوم، فكنا نستعد للموعد بتهيئة المزيد من الشراب والذي غالباً ما كان والدنا يقدمه مجاناً للمشاركين خصوصاً في التظاهرات الوطنية".وعن عشرات الصور الفوتوغرافية المعلقة على جدران محله حتى بدا لنا كأنه "مزار" تاريخي، قال محمد زبالة: "هؤلاء ملوك ورؤساء العراق الذين مرّوا علينا، الملك غازي ونوري السعيد وعبد الكريم قاسم الذي جلب معه ذات مرة ملك المغرب محمد الخامس ومرة الرئيس الجزائري أحمد بن بله، [و زارنا أيضاً عبد السلام عارف]ومن زوّارنا الدائمين الزعيم الراحل الفلسطيني ياسر عرفات، وأذكر لك مفارقة حدثت مع صدام حسين حين جاء بضيفه الرئيس المصري حسني مبارك، قال له مبارك: "إيه ده يا أبوعدي، أنت تريد تشربني شربة زبالة"، لكنه ما أن شرب الكأس الأول حتى طلب الثاني وسط ضحك الجميع.لم يكن اسم صاحب المحل بالأساس "زبالة" وإنما كان اسمه حسب البطاقة الشخصية عبد الغفور، لكنها عادة القرويين في طرد الحسد عن الولد "الذكر"، خصوصاً حين يتوفى للعائلة أكثر من ابن فتلجأ الأم إلى تسمية مولودها الجديد باسم منفّر وقبيح لتُبعد عنه الأرواح الشريرة وحسد النساء الأخريات. غير أن شهرته لم يكتسبها من غرابة الاسم وإنما من جودة العصير الذي يقدمه لزبائنه، والذي يعتقد أنه يطفئ الظمأ ويعالج الكثير من الأمراض. ومثلما لا تعطي كبرى المشروبات العالمية أسرار صناعتها، فقد حافظ "زبالة" وأولاده وأحفاده فيما بعد على أسرار صناعتهم. وقال أحد أحفاد حجي زبالة: "في كل موسم ترانا نجوب محافظات العراق بحثاً عن الأنواع الجيدة، ولا نرضى بما يُعرض أمامنا، وإذا كان الآخرون يضعون المطيبات والألوان الحديثة فإننا نقدم العصير الطبيعي وبطريقة خاصة بنا .


جمع واعداد: خالد عوسي

الثلاثاء، 15 يوليو 2014

الهولوكوست / اسطورة المحرقة

‏(ﺍﻟﻬﻮﻟﻮﻛﺴﺖ ‏) ﺃﺳﻄﻮﺭﺓ ﺍﻟﺴﺘﺔ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﺤﺮﻗﻪ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻳﺔ .
ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺘﻬﺎﺀ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺑﺪﺃ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻧﺸﺎﻃﺎٌ ﻣﻜﺜﻔﺎٌ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺯﺭﺍﻋﺔ ﺃﺳﻄﻮﺭﺓ ﺍﻟﻬﻮﻟﻮﻛﺴﺖ ﻓﻲ ﺣﻘﻮﻝ ﺃﺫﻫﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻐﺮﺑﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﻘﺴﻢ ﺇﻟﻰ ﻗﺴﻤﻴﻦ . ﻗﺴﻢ ﺳﺎﺫﺝ ﻭ ﻗﺴﻢ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻟﻜﻨﻪ ﺗﻐﺎﺿﻰ ﻋﻨﻬﺎ ﻟﻤﺼﺎﻟﺤﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ .
ﻓﺎﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ ﺳﻮﺍﺀ ﺃﻛﺎﻥ ﻧﺎﺯﻱ ﺃﻭ ﻏﻴﺮ ﻧﺎﺯﻱ ﻋﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ
ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺳﺎﻟﻴﺒﻬﻢ ﻗﺪ ﺍﺧﺘﻠﻔﺖ ﻋﻦ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ . ﻓﻤﺎ ﺍﻟﻔﺮﻕ
ﺑﻴﻦ ﻫﺘﻠﺮ ﻭﺑﻠﻔﻮﺭ ﺇﺫﺍ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻛﺎﻥ ﻫﺪﻓﺎٌ ﻣﺸﺘﺮﻛﺎٌ
ﻟﻼﺛﻨﻴﻦ . ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺇﻥ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻫﺘﻠﺮ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺨﻠﺺ
ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻓﺈﻧﻪ ﺗﺨﻠﺺ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ . ﺃﻣﺎ ﺑﻠﻔﻮﺭ
ﻓﻜﺎﻥ ﺗﺨﻠﺼﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻵﻣﻦ . ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ
ﺇﺻﺪﺍﺭﻩ ﻟﻮﻋﺪﻩ ﺍﻟﻤﺸﺆﻭﻡ ﻓﻲ 1917 \ 10 \ 2 . ﺇﻥ ﺃﻛﺬﻭﺑﺔ ﺍﻟﻬﻮﻟﻮﻛﺴﺖ
ﻫﺬﻩ ﻧﺠﺢ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻓﻲ ﻛﺴﺐ ﺗﻌﺎﻃﻒ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻹﻗﺎﻣﺔ ﺩﻭﻟﺘﻬﻢ ﺍﻟﻤﺰﻋﻮﻣﺔ
ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻘﺮﺏ ﻣﻦ 70 ﺑﻠﻴﻮﻥ ﺩﻭﻻﺭ ﻛﺘﻌﻮﻳﻀﺎﺕ
ﺗﺪﻓﻌﻬﺎ ﺃﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ . ﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺒﺪﺃ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻛﺬﻭﺑﺔ
ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻭﻻ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﻛﻠﻤﺔ ﻫﻮﻟﻮﻛﺴﺖ .
ﻫﻮﻟﻮﻛﺴﺖ -: ﻫﻲ ﻛﻠﻤﺔ ﻳﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﺗﻌﻨﻲ ﺣﺮﻕ ﺍﻟﻘﺮﺑﺎﻥ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﻭﺗﺘﺮﺟﻢ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻌﺒﺮﻳﺔ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺷﻮﺍﻩ . ﻭﺗﺘﺮﺟﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﺤﺮﻗﺔ . ﻭﻳﻘﺼﺪ ﺑﻬﺎ
ﺃﺳﻄﻮﺭﺓ ﺇﺑﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﺎﺯﻳﻴﻦ ﻟﺴﺘﺔ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﻳﻬﻮﺩﻱ . ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﺻﻞ ﻫﺬﻩ
ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﺓ ؟ ﻭﻫﻞ ﺗﻢ ﺇﺑﺎﺩﺓ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ؟. ﺗﺒﺪﺃ ﻫﺬﻩ
ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﺓ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺣﺎﻭﻝ ﻫﺘﻠﺮ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﻭﻃﻦ ﻗﻮﻣﻲ ﻟﻠﺸﻌﺐ ﺍﻷﻟﻤﺎﻧﻲ ﻭﺣﺪﻩ .
ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺪ ﻓﻲ ﻧﻈﺮ ﻫﺘﻠﺮ ﺃﺳﻤﻰ ﺟﻨﺲ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﺎﻟﺠﻤﺎﻝ
ﻭﺍﻟﺬﻛﺎﺀ ﻭﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﻭﻋﻤﻖ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻭﺍﻟﻤﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ . ﺭﺅﻳﺔ ﻋﻨﺼﺮﻳﺔ ﺑﻨﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻫﺘﻠﺮ ﻧﻈﺮﻳﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺘﻤﺖ ﺇﺑﺎﺩﺓ
ﺍﻷﺟﻨﺎﺱ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﻓﺤﺴﺐ ﺑﻞ ﺇﺑﺎﺩﺓ ﺍﻷﻟﻤﺎﻧﻴﻴﻦ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣﻤﻦ ﻛﺎﻥ
ﺑﻪ ﺇﻋﺎﻗﺔ ﺃﻭ ﻣﺴﻦ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﺄﻛﻠﻮﻥ ﻭﻻ ﻳﻨﺘﺠﻮﻥ . ﻭﺇﺳﺘﻤﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺎﻝ
ﺣﺘﻰ ﺑﻠﻎ ﻋﺪﺩ ﺿﺤﺎﻳﺎ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻗﺘﻴﻞ .
ﻭﻫﻨﺎ ﺗﻄﺮﺡ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺗﻠﻮ ﺍﻵﺧﺮ ﻓﻬﻞ ﺣﻘﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻹﺑﺎﺩﺓ
ﺍﻟﻨﺎﺯﻳﺔ ﻣﻮﺟﻬﺔ ﺿﺪ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺣﺪﻫﻢ ؟. ﻭﻫﻞ ﺍﻟﺮﻗﻢ ﺳﺘﺔ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﺍﻟﻤﺰﻋﻮﻡ
ﻳﺴﺎﻭﻯ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻦ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺣﺘﻰ ﺗﺜﺎﺭ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻀﺠﺔ ؟. ﺃﺳﺌﻠﺔ
ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺗﻄﺮﺡ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﻻ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ
ﺟﻬﺪ ﻛﺒﻴﺮ ﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻋﻨﻬﺎ . ﻭ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻄﺮﺡ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺸﺪﻩ ﻫﻨﺎ ﻫﻮ
ﻫﻞ ﺃﺑﺎﺩﺕ ﺍﻟﻨﺎﺯﻳﺔ ﺳﺘﺔ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﻳﻬﻮﺩﻱ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ؟ ﺣﻘﻴﻘﺔٌ ﺇﻥ ﺭﻗﻢ ﺍﻟﺴﺘﺔ
ﻣﻼﻳﻴﻦ ﺍﻟﻤﺰﻋﻮﻡ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺇﻻ ﺃﺳﻄﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺎﻃﻴﺮ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻﺗﻌﺪ ﻭﻻ
ﺗﺤﺼﻰ ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﻤﻞ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﺇﺷﺎﻋﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺃﻧﺤﺎﺀ ﺍﻟﻤﻌﻤﻮﺭﺓ . ﻭ
ﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺣﻜﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ . ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺎﺫﺏ ﻣﺎ ﻳﻠﺒﺚ ﺇﻻ ﻭﻳﻨﻜﺸﻒ ﺃﻣﺮﻩ ، ﻭ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ
ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻮ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﺸﻒ ﺃﻣﺮ ﻛﺬﺑﻪ ﻭﻫﺬﺍ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻣﻊ
ﺍﻟﺼﻬﺎﻳﻨﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﺓ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺎﻃﻴﺮ ﻣﺜﻞ ﺃﺳﻄﻮﺭﺓ ‏( ﺷﻌﺐ
ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ ‏) ﻭ ﺃﺳﻄﻮﺭﺓ ‏(ﺃﺭﺽ ﺑﻼ ﺷﻌﺐ ﻟﺸﻌﺐ ﺑﻼ ﺃﺭﺽ ‏) .ﻓﻘﺪ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ
ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺬﺑﻮﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﺓ ﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ . ﺣﻴﺚ
ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺴﻨﻮﻱ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻱ ﺭﻗﻢ ‏( 5702 ‏) ﺃﻥ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﺍﻥ
ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﺍﻟﺨﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﺴﻴﻄﺮﺓ ﺍﻷﻟﻤﺎﻧﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﺗﻮﺳﻊ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻨﺎﺯﻱ ﻛﺎﻥ
‏( 3110722 ‏) ﻳﻬﻮﺩﻱ ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺒﻘﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺑﻌﺪ
ﺍﻟﻤﺬﺍﺑﺢ ﺍﻟﻨﺎﺯﻳﺔ . ﻓﻜﻴﻒ ﻳﺒﺎﺩ ﺳﺘﺔ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﺇﺫﻥ ؟ .ﻭ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻫﺬﺍ
ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻗﺮ ﺑﺄﻥ ﺍﻹﺑﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﺎﺯﻳﺔ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺇﻻ ﺃﻛﺬﻭﺑﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ
ﺗﻮﺟﺪ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﺑﺤﺜﻴﺔ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻛﺘﺒﻬﺎ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﻮﻥ ﺃﻋﺮﺑﻮﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻦ
ﺷﻜﻮﻛﻬﻢ ﺑﺨﺼﻮﺹ ﺍﻟﺮﻗﻢ ﺳﺘﺔ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﻭ ﺃﻳﻀﺎ ﺣﻮﻝ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻏﺎﺯ
ﺯﻳﻜﻠﻮﻥ ﺑﻲ ‏( zyclon b ‏) ﻓﻲ ﺃﻓﺮﺍﻥ ﺍﻟﻐﺎﺯ، ﺇﺫ ﺇﻥ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺗﺸﻴﺮ
ﺇﻟﻰ ﺁﻥ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﺎﺯ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺍﺣﺘﻴﺎﻃﺎﺕ ﻓﻨﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻭﻣﻜﻠﻔﺔ
ﺟﺪﺍً ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﻄﺎﻕ ﻭﺍﺳﻊ ﻓﻲ ﻇﻞ ﻇﺮﻭﻑ
ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻴﺸﻬﺎ ﺃﻟﻤﺎﻧﻴﺎ . ﻓﻘﺪ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻤﺆﺭﺥ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ
ﻳﻬﻮﺩﺍ ﺑﺎﻭﺭ _ ﻣﺪﻳﺮ ﻗﺴﻢ ﺍﻟﻬﻮﻟﻮﻛﺴﺖ ﻓﻲ ﻣﻌﻬﺪ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻓﻲ
ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺘﺎﺑﻊ ﻟﻠﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻌﺒﺮﻳﺔ ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﻗﻢ ﺳﺘﺔ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﻻ
ﺃﺳﺎﺱ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﻗﻢ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻭﺍﺳﺘﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ
ﺑﺄﻥ ﺿﺤﺎﻳﺎ ﻣﻌﺘﻘﻞ ﺃﻭﺷﻔﻴﺘﺲ ‏(ﺃﻛﺒﺮ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﻼﺕ ﺍﻟﻨﺎﺯﻳﺔ ‏) ﻛﺎﻥ ﺣﻮﺍﻟﻲ 1.6
ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺷﺨﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﻣﻌﺘﻘﻞ ﺃﻭﺷﻔﻴﺘﺲ ﻫﻮ ﻧﻔﺲ
ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺩﻋﻰ ﺍﻟﺼﻬﺎﻳﻨﺔ ﺃﻥ ﻋﺪﺩ ﺿﺤﺎﻳﺎﻩ ﻛﺎﻥ ﺳﺘﺔ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﻣﻨﻬﻢ
ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻭﻧﺼﻒ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻳﻬﻮﺩﻱ. ﻭﺃﺿﺎﻑ ﻳﻬﻮﺩﺍ ﺑﺎﻭﺭ ﺃﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﻟﻢ
ﻳﻠﻘﻮﻥ ﺣﺘﻔﻬﻢ ﺑﺴﺒﺐ ﺃﻓﺮﺍﻥ ﺍﻟﻐﺎﺯ ﻓﺤﺴﺐ ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻳﻀﺎ ٌ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺠﻮﻉ ﻭ
ﺍﻟﻤﺮﺽ ﻭﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﻭ ﺍﻻﻧﺘﺤﺎﺭ . ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﺆﺭﺥ ﺭﺍﺅﻝ ﻫﻴﻠﺒﺮﺝ ﻓﻘﺪ ﺫﻛﺮ ﻓﻲ
ﻛﺘﺎﺑﻪ ‏(ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻳﻬﻮﺩ ﺃﻭﺭﺑﺎ ‏) ﺃﻥ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻭ 250 ﺃﻟﻒ
ﻳﻬﻮﺩﻱ ﻓﻘﻂ ﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﻗﻢ ﺳﺘﺔ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺇﻻ ﺃﻛﺬﻭﺑﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ . ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ
ﺯﺍﺭ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﺳﺘﻴﻔﻦ ﺑﻴﺘﺮ ﻣﻮﻗﻊ ﺩﺍﺧﺎﻭ ‏(ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﻼﺕ ﺍﻟﻨﺎﺯﻳﺔ ‏)
ﻟﻤﻌﺎﻳﻨﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﻼﺕ ﻭ ﺃﻣﺎﻛﻦ ﺍﻹﺑﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﺎﺯﻳﺔ ﺃﻛﺪ ﺃﻥ ﻋﺪﺩ ﺿﺤﺎﻳﺎ ﺍﻟﻨﺎﺯﻳﺔ ﻣﻦ
ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻟﻦ ﻳﺼﻞ ﺃﺑﺪﺍٌ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻠﻴﻮﻥ . ﻭ ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺃﻛﺪ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻓﺮﺍﻧﺴﻮﺍ
ﺑﻴﺪﺍﺭﻳﺪﺍ ﻣﺪﻳﺮ ﻣﻌﻬﺪ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮ ﺍﻟﺘﺎﺑﻊ ﻟﻠﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﺒﺤﺚ
ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻓﻲ ﺑﺎﺭﻳﺲ ﺃﻥ ﻋﺪﺩ ﺿﺤﺎﻳﺎ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻟﻦ ﻳﻘﻞ ﻋﻦ 900 ﺃﻟﻒ ﻭﻟﻦ
ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻭ200 ﺃﻟﻒ ﻗﺘﻴﻞ . ﻭﻓﻲ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﻣﺜﻴﻞ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ
ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺪﺃ ﻣﻨﺬ ﺣﻮﺍﻟﻲ 1000 ﻋﺎﻡ ﺃﻟﻐﺖ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ
ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻗﺮﺍﺭ ﻟﺠﻨﺔ ﺍﻟﺪﻛﺎﺗﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻨﺤﺖ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﻫﻨﺮﻱ ﺭﻭﻛﻴﻪ ﺩﺭﺟﺔ
ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺍﻩ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺗﺎﻧﺖ ﺑﻔﺮﻧﺴﺎ . ﻭﺳﺤﺒﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ
ﻷﻥ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺸﻜﻚ ﻓﻲ ﻭﺟﻮﺩ ﺃﻓﺮﺍﻥ ﺍﻟﻐﺎﺯ ﺍﻟﻨﺎﺯﻳﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺮﻗﻢ ﺳﺘﺔ
ﻣﻼﻳﻴﻦ . ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻛﺘﺒﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﺑﻞ ﻛﺘﺒﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ
ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣﻤﻦ ﺁﺛﺮﻭﺍ ﺃﻥ ﻳﺮﻓﻀﻮﺍ ﻭﻟﻮ ﺷﻴﺌﺎٌ ﻗﻠﻴﻼٌ ﻣﻦ ﺍﻷﻛﺎﺫﻳﺐ
ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺨﺘﺮﻋﻮﻧﻬﺎ ﻭ ﻳﻤﻠﺆﻭﻥ ﺑﻬﺎ ﻋﻘﻮﻟﻬﻢ ﻭﻋﻘﻮﻟﻨﺎ ﻭﻋﻘﻮﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ
ﻛﻠﻪ ﻭ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺗﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﺍﻹﺑﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﺎﺯﻳﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺿﺪ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻓﻲ
ﺃﻱ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻭ ﺗﺸﻜﻚ ﺃﻳﻀﺎ ﻓﻲ ﻭﺟﻮﺩ ﻣﺎ ﺃﺳﻤﻮﻩ ﺑﺄﻓﺮﺍﻥ ﻟﻠﻐﺎﺯ ﻳﺤﺮﻕ
ﻓﻴﻬﺎ ﺟﻨﻮﺩ ﻫﺘﻠﺮ ﻣﻌﺘﻨﻘﻲ ﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺔ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻳﺔ . ﻛﻤﺎ ﺷﻜﻜﺖ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﻓﻲ ﺻﺤﺔ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟﻪ ﺍﻟﺼﻬﺎﻳﻨﺔ ﺃﻥ ﻋﺪﺩ ﺿﺤﺎﻳﺎﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺯﻳﺔ
ﻗﺮﺍﺑﺔ ﺍﻟﺴﺘﺔ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﺷﺨﺺ ﻭ ﺗﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﻋﺪﺩﻫﻢ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ
ﺑﻜﺜﻴﺮ .

جمع واعداد / خالد عوسي

الجواهري في سجون نوري السعيد

ﺭﻭﻯ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻬﺪﻱ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﻣﺮﺍﺭﺍً ﺣﻜﺎﻳﺔ ﺩﺧﻮﻟﻪ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ، ﻋﻘﺐ ﺍﻟﻘﺎﺋﻪ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻬﺮﺟﺎﻥ ﺗﻜﺮﻳﻢ ﻫﺎﺷﻢ ﺍﻟﻮﺗﺮﻱ ﺗﺆﻛﺪ ﻓﻌﻼً ﺃﻥ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻳﺸﻮﻩ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎً، ﻭﺃﻥ ﺳﺠﻮﻥ ﻧﻮﺭﻱ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻌﻼً ﻣﻦ ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻔﻨﺎﺩﻕ ﺍﻟﻔﺨﻤﺔ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺟﺮﻯ ﻣﻘﺎﺑﻠﺘﻬﺎ ﻣﻊ ﺳﺠﻮﻥ ﻣﻦ ﺟﺎﺀ ﺑﻌﺪﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺼﺢ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻭﻫﻮ ﻫﻨﺎ ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻮﻑ ﺍﻻﺷﺮﺍﻗﻲ
ﺍﺑﻦ ﺳﻴﻨﺎ :
ﺩﺧﻮﻟﻲ ﺑﺎﻟﻴﻘﻴﻦ ﻛﻤﺎ ﺗﺮﺍﻩ
ﻭﻛﻞ ﺍﻟﺸﻚ ﻓﻲ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ !

ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﺍﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺘﻮﻗﻊ ﺍﻟﺴﻼﻣﺔ ﺃﺑﺪﺍً ﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﻓﻲ ﺣﻔﻞ ﻋﺎﻡ ﻭﺃﻣﺎﻡ ﻛﺒﺎﺭ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ . ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﻣﻦ ﺗﻼﻭﺓ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ ﻣﺰﻕ ﺃﻭﺭﺍﻗﻬﺎ ﺍﺭﺑﺎ ﺍﺭﺑﺎ ﻭﺭﻣﺎﻫﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺤﺸﺪ ﺍﻟﺤﺎﺷﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﺨﻀﺮﺍﺀ. ﻭﻟﻤﺎ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺍﻟﺤﻔﻞ ﻭﻗﻒ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺤﺎﻓﻼﺕ ﻟﻨﻘﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺍﻧﻄﻠﻘﺖ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ ﻛﺎﻻﻋﺼﺎﺭ ﺗﺠﻮﺏ ﻛﻞ ﺑﻴﺖ ﻣﻦ ﺑﻴﻮﺕ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ .. ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﺍﻓﺎﻕ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮﻱ ﻣﻦ ﻧﻮﻣﻪ ﻣﺘﻌﺠﺒﺎً ﺍﻧﻬﻢ " ﻟﻢ ﻳﺄﺗﻮﺍ ﺑﻌﺪ .." ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ، ﻭﻗﺪ ﺍﺯﺩﺍﺩ ﻋﺠﺒﻪ، ﻗﺎﻝ ﻟﺸﺨﺺ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻌﺘﺒﺮﻩ ﻭﺍﺣﺪﺍً ﻣﻦ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻷﺳﺮﺓ :
- ﻗﻒ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ﻭﺍﺧﺒﺮ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﺴﺄﻝ ﻋﻨﻲ ﺑﺄﻧﻨﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺟﻮﺩ .. ﻭﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺗﻔﺎﺩﻳﺎً ﻟﻮﻋﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﻗﺪ ﻗﻄﻌﻪ ﻟﺒﻌﺾ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻪ ﺑﻤﺮﺍﺟﻌﺔ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﻷﻣﺮ ﻳﺨﺼﻬﻢ .. ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﺒﺎﻛﺮ، ﻭﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻮﻗﻊ، ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ﻭﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ، ﻭﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﻳﺘﻨﺎﻭﻝ ﻓﻄﻮﺭﻩ، ﺟﺎﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ :
- ﻋﻤﻲ ! ﺍﺟﻮﻱ ‏( ﺍﻱ ﻟﻘﺪ ﺟﺎﺅﻭﺍ ‏)..

ﺟﺎﺅﻭﺍ ﺇﺫﻥ ﻭﺍﻧﺘﻬﻰ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺗﻮﻗﻊ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ : ﺍﻓﺘﺢ ﻟﻬﻢ .. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﻤﻊ ﻃﺮﻗﺎً ﺧﻔﻴﻔﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﺏ، ﻗﺎﻝ : ﺗﻔﻀﻠﻮﺍ .. ﻓﺪﺧﻞ ﺷﺎﺑﺎﻥ ﺑﻠﺒﺎﺱ ﻣﺪﻧﻲ ﻭﻛﺎﻧﺎ ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﺘﻬﺬﻳﺐ .. ﺳﻠﻤﺎ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﻤﺎ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ -: ﺗﻔﻀﻠﻮﺍ ﻣﻌﻲ ﺃﻭﻻﺩﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻄﻮﺭ !
ﻗﺎﻻ : ﺑﺎﻟﻌﺎﻓﻴﺔ ﻟﻘﺪ ﺳﺒﻘﻨﺎﻙ .. ﻭﻃﻠﺐ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﻟﻬﻤﺎ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ﻓﺎﻋﺘﺬﺭﺍ ﺛﻢ ﻗﺎﻻ ﻟﻪ : ﻧﺤﻦ ﻣﺴﺘﻌﺠﻼﻥ ﻭﻧﺮﺟﻮ ﺃﻻ ﻧﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﺍﺯﻋﺠﻨﺎﻙ .. ﺍﻧﻨﺎ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﺮﻳﺔ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﻧﺮﻳﺪ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ..
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ : ﺃﻭﻻﺩﻱ ! ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﻛﻤﺎ ﺗﻌﻠﻤﻮﻥ ﻣﺰﻗﺘﻬﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ ﻭﻛﻌﺎﺩﺗﻲ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻋﻨﺪﻱ ﻧﺴﺨﺔ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﺣﻴﺚ ﻛﻨﺖ ﻭﻣﺎ ﺯﻟﺖ ﺍﻋﻄﻲ ﻟﻠﺠﺮﻳﺪﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻄﺒﻌﺔ ﺍﻟﻨﺴﺨﺔ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﻟﻨﺸﺮﻫﺎ ﻭﺗﺒﻘﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺮﻳﺪﺓ ﺣﻴﺚ ﻳﺤﺘﻔﻆ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﻳﺤﺘﻔﻆ .. ﺃﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻵﻥ، ﻓﻠﻴﺲ ﻋﻨﺪﻱ ﺃﻱ ﻣﺴﻮﺩﺓ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻧﻈﻤﺖ ﻭﻻ ﺟﺮﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﺪ ..
ﻭﺑﻌﺪ ﺗﻔﺘﻴﺶ ﻳﺴﻴﺮ ﻓﻲ ﻣﻨﺰﻝ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ، ﻟﻢ ﻳﻌﺜﺮ ﺭﺟﻼ ﺍﻷﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ، ﻓﻘﺎﻻ ﻟﻠﺠﻮﺍﻫﺮﻱ : ﻧﺤﻦ ﻣﻜﻠﻔﺎﻥ ﺍﻥ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﺍﻥ ﻧﺼﻄﺤﺒﻚ ﻣﻌﻨﺎ ..
ﻭﺫﻫﺐ ﺍﻟﺮﺟﻼﻥ ﺑﺎﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﺇﻟﻰ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﻣﺪﻳﺮﻳﺔ
ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ، ﺣﻴﺚ ﺗﻠﻘﺎﻩ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﺎﺽ ﻣﺜﻘﻒ ‏( ﺃﺻﺒﺢ ﻋﻀﻮﺍً ﻓﻲ ﻣﺤﻜﻤﺔ
ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﻻﺣﻘﺎً ‏) ﺑﺎﻟﺘﺮﺣﻴﺐ ﻭﺍﻟﺘﻜﺮﻳﻢ . ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺤﻘﻖ ﻟﻠﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﺍﻧﻪ ﻣﻌﺠﺐ
ﺑﻪ ﻭﺑﺸﻌﺮﻩ . ﺛﻢ ﺍﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺩﺭﺝ ﻓﻲ ﻣﻜﺘﺒﻪ ﺭﺯﻣﺔ ﺍﺷﻌﺎﺭ ﺟﻮﺍﻫﺮﻳﺔ ﻗﺎﻝ ﺍﻧﻪ
ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻟﻴﻘﺮﺃﻫﺎ ﻣﻌﺠﺒﺎً .. ﺷﻜﺮﻩ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﻟﻄﻔﻪ.. ﻭﻋﺎﺩ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ
ﻟﻴﺴﺄﻟﻪ ﻭﻟﻴﺪﻭﺭ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ :
- ﺃﻧﺖ ﻓﻼﻥ ﻃﺒﻌﺎً ..
- ﻧﻌﻢ.
- ﺍﻟﻘﻴﺖ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ؟
- ﻧﻌﻢ.
- ﻫﻞ ﻋﻨﺪﻙ ﻧﺴﺨﺔ ﻣﻨﻬﺎ؟
- ﻻ. ﻓﻘﺪ ﻣﺰﻗﺘﻬﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ..
- ﻫﻞ ﺗﺤﻔﻆ ﺷﻴﺌﺎً ﻣﻨﻬﺎ؟
- ﻃﺒﻌﺎً ﺍﺣﻔﻆ ﻣﻘﺎﻃﻊ ﻣﻨﻬﺎ .
- ﻣﺎ ﻫﻲ..
ﻓﺘﻼ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﺍﻟﻘﻄﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻤﺎ ﻫﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺭﺩ ﺍﻟﺘﻜﺮﻳﻢ
ﻟﻠﻮﺗﺮﻱ ﻭﺍﻻﺷﺎﺩﺓ ﺑﺨﺪﻣﺎﺗﻪ، ﻭﺃﻭﺭﺩ ﺑﻴﺘﺎً ﻭﺍﺣﺪﺍً ﻛﻨﻤﻮﺫﺝ ﻟﻐﻴﺮﻩ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ
ﺍﻟﻤﻘﻄﻊ ..
ﻭﻣﺤﺸﺮﺝ ﻭﻗﻒ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ﺑﺒﺎﺑﻪ
ﻓﺪﻓﻌﺘﻪ ﻋﻨﻪ ﻓﺰﺣﺰﺡ ﺧﺎﺋﺒﺎ
ﻓﻘﺎﻝ .. ﻛﻔﺎﻳﺔ .. ﺷﻜﺮﺍً.
ﺛﻢ ﺭﻓﻊ ﺳﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ﻭﻭﺟﺪﻩ ﻳﺨﺎﻃﺐ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ :
- ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﻋﻨﺪﻱ ﻭﺃﻧﺎ ﺷﺨﺼﻴﺎً ﻟﻢ ﺃﺟﺪ ﻋﻨﺪﻩ ﺷﻴﺌﺎً ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ ﺍﻟﺤﺠﺰ.
ﻭﻋﻨﺪ ﺳﻤﺎﻋﻪ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﺑﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﻼﻣﺤﻪ ﺍﻻﻧﺰﻋﺎﺝ ﻓﻔﻬﻢ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﺍﻷﻣﺮ،
ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺤﻘﻖ ﻟﻠﺠﻮﺍﻫﺮﻱ : ﻣﻊ ﺍﻷﺳﻒ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻟﻲ : ﺧﻠﻪ ﻋﻨﺪﻙ ..
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ : ﺃﻧﺎ ﻋﻨﺪﻙ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ..
ﻗﺎﻝ : ﻫﺬﻩ ﻣﺪﻳﺮﻳﺔ ﺍﻷﻣﻦ ﺃﻣﺎﻣﻚ ﻭﺃﻱ ﻏﺮﻓﺔ ﺗﻌﺠﺒﻚ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﺴﺄﻭﺻﻲ ﺑﻬﺎ،
ﺍﻟﻄﺎﺑﻖ ﺍﻷﺳﻔﻞ ﻣﺸﻐﻮﻝ ﻛﻠﻪ ﺑﻤﻮﻇﻔﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﺮﻳﺔ ﻷﻧﻪ ﺑﺎﺭﺩ، ﻭﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﺗﻤﻮﺯ
ﻭﺍﻟﻄﺎﺑﻖ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﺸﻤﺲ ..
ﻓﺘﺶ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﺍﻟﻐﺮﻑ ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺪ ﻟﻪ ﻣﻘﺮﺍً ﻳﻌﺠﺒﻪ ﻟﺒﺮﻭﺩﺗﻪ ﻭﺍﻧﻌﺰﺍﻟﻪ ﺳﻮﻯ
ﺩﻫﻠﻴﺰ ﺻﻐﻴﺮ ﻗﺮﺏ ﺍﻟﻤﺪﺧﻞ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ : ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﻌﺠﺒﻨﻲ !
ﻓﺄﻣﺮ ﺍﻟﻤﺤﻘﻖ ﺑﻮﺿﻊ ﻓﺮﺍﺵ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻛﺘﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺗﻴﻦ ﻓﻴﻪ ﻭﻗﺎﻝ :
- ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ، ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﻜﺮﺩﻱ ﺳﻴﺨﺪﻣﻚ
ﻭﻳﻠﺒﻲ ﻛﻞ ﻃﻠﺒﺎﺗﻚ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ : ﺭﺳﺎﻟﺔ، ﺷﺮﺍﺀ، ﺃﻭ ﺃﻳﺔ ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ
ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻨﺪﻙ ..
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﺍﻥ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻃﻠﺒﻪ ﻫﻮ ﺍﺣﻀﺎﺭ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻷﻥ ﺃﺳﺮﺗﻪ
ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺍﻧﺘﻘﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﺑﻠﺪﺓ ﺍﻟﻜﻮﺕ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺧﺸﺒﻲ ﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪﻩ ﻓﻲ
ﻣﻘﺮ ﺟﺮﻳﺪﺗﻪ ﻳﺤﻔﻆ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﺒﺮﺩﺍﺕ.. ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻣﺮﻭﺣﺔ .. ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ
ﻓﻲ ﺳﺠﻨﻪ ﺍﻟﻤﺮﻳﺢ ﻫﺬﺍ ﻳﺴﺘﻘﺒﻞ ﺯﻭﺍﺭﻩ ﻣﻦ ﺳﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﻭﺃﺻﺪﻗﺎﺀ. ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ
ﻣﻨﻊ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺯﺍﺋﺮﺍً ﻋﻦ ﺯﻳﺎﺭﺗﻪ ﺧﺮﺝ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﺷﺎﺗﻤﺎً ﺭﺟﻞ ﺍﻷﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ
ﻳﺠﺮﺅ ﻫﺬﺍ ﻋﻠﻰ ﺭﺩ ﺍﻟﺸﺘﻴﻤﺔ ﺑﻤﺜﻠﻬﺎ ..
ﻭﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻳﺴﺘﻘﺒﻞ ﺑﻬﺠﺖ ﺍﻟﻌﻄﻴﺔ ﻣﺪﻳﺮ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﺑﻜﻞ
ﺗﺮﺣﺎﺏ، ﻗﺎﺋﻼً ﻟﻪ : ﻳﺎ ﺟﻮﺍﻫﺮﻱ ! ﻳﻌﺰ ﻋﻠﻲّ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎ ﻭﺃﻗﻮﻝ ﻟﻚ ﺷﻴﺌﺎً
ﻟﺴﺖ ﻣﻀﻄﺮﺍً ﺇﻟﻰ ﻗﻮﻟﻪ، ﻭﻫﻮ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺩﻭﺭ ﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻋﺘﻘﺎﻟﻚ، ﺑﻞ ﺗﻠﻘﻴﻨﺎ ﺍﻷﻣﺮ
ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﻌﺮﻓﻲ ..
ﺛﻢ ﻳﺄﺗﻲ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻘﻖ ﻣﻌﻪ، ﻭﺑﻌﺪ ﺃﺳﺒﻮﻋﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻋﺘﻘﺎﻟﻪ
ﻟﻴﻘﻮﻝ ﻟﻪ :
- ﺍﺑﺎ ﻓﺮﺍﺕ ﻫﻞ ﺍﺳﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺍﻃﻠﺐ ﻣﻨﻚ ﺷﻴﺌﺎً؟
- ﻧﻌﻢ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ .!
- ﻧﻘﻮﻡ ﺑﺰﻳﺎﺭﺓ ﻣﻬﻴﺄﺓ ﻟﻨﻮﺭﻱ ﺑﺎﺷﺎ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻟﻨﺸﺮﺏ ﻓﻨﺠﺎﻥ ﻗﻬﻮﺓ
ﻭﻳﻨﺘﻬﻲ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ !
ﺿﺤﻚ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﻭﻗﺎﻝ : ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺇﻻ ﻫﺬﺍ .. ﻫﻞ ﺗﻀﺎﻳﻘﺖ ﻣﻨﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﻓﻲ
ﺿﻴﺎﻓﺘﻚ؟
ﻓﻲ ﺳﺠﻨﻪ ﺍﺳﺘﺄﻧﺲ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﺑﺤﻜﺎﻳﺎﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻭﻳﻬﺎ ﻟﻪ ﺃﺣﻤﺪ
ﺍﻟﻜﺮﺩﻱ ﺍﻟﻤﻜﻠﻒ ﺑﺨﺪﻣﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻦ .
ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺛﻨﺎﺀ، ﻳﻀﻴﻒ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ، ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﻮﻥ ﻣﺸﻐﻮﻟﻴﻦ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ
ﻋﻦ ﺍﻷﻋﻮﺍﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻴﺤﻜﻢ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ : ﺳﺖ ﺳﻨﻮﺍﺕ، ﺃﻗﻞ، ﺃﻛﺜﺮ ..
ﺑﻘﻲ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﻣﺪﺓ ﺷﻬﺮ ﺭﻫﻦ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﻝ . ﺍﻗﺘﺮﺏ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻳﺎﻣﻪ
ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ، ﻭﺃﺻﺒﺢ ﻋﻴﺪ ﺍﻟﻔﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ . ﻭﻗﺒﻴﻞ ﺍﻟﻌﻴﺪ ﺑﻴﻮﻡ، ﻭﻗﺪ
ﺃﻭﺷﻜﺖ ﺍﻟﺪﻭﺍﺋﺮ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﺃﻥ ﺗﻐﻠﻖ ﺃﺑﻮﺍﺑﻬﺎ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ، ﺟﺎﺀﻩ ﻣﻌﺎﻭﻥ
ﺑﻬﺠﺖ ﺍﻟﻌﻄﻴﺔ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ : ﺍﻟﺒﺎﺷﺎ ﻳﻄﻠﺒﻚ ..
ﺫﻫﺐ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﺇﻟﻴﻪ. ﺃﻋﺮﺏ ﻟﻠﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﻋﻦ ﺍﺳﻔﻪ ﺍﻟﻌﻤﻴﻖ ﻭﺃﻟﻤﻪ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ
ﻷﻧﻪ ﺳﻴﺒﻘﻰ ﻗﻴﺪ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﻝ ﺧﻼﻝ ﻋﻄﻠﺔ ﺍﻟﻌﻴﺪ، ﻋﻼﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻷﻣﻦ
ﺳﻮﻑ ﺗﺨﻠﻮ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻭﺑﻴﻦ . ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺃﻭﺻﻰ ﻣﻦ ﻳﻌﻤﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﻟﻼﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﻪ
ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻌﻄﻠﺔ ﻭﻫﻮ ﻳﺤﺐ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻃﻠﺐ ﺃﻭ ﺣﺎﺟﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ، ﺃﻭ ﻣﻊ ﺍﻟﺒﻴﺖ، ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ :
- ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ﺑﺠﺎﻧﺒﻚ ﺇﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﺗﺮﻳﺪ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﻣﻊ ﺃﺣﺪ ..
ﺗﺬﻛﺮ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ، ﻭﻫﻲ ﺃﻏﻠﻰ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻩ، ﻭﺗﺴﻜﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺠﻒ،
ﻗﺎﻝ ﻟﻠﻌﻄﻴﺔ :
- ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺫﻛﺮﺗﻨﻲ ﺳﺄﺗﺼﻞ ﺇﺫﺍ ﺳﻤﺤﺖ ﺑﻮﺍﻟﺪﺗﻲ ﻓﻴﻄﻤﺌﻦ ﻗﻠﺒﻬﺎ ..
ﻭﺍﻋﻄﺎﻩ ﺍﻟﺮﻗﻢ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﻭﻫﻮ ﺭﻗﻢ ﻫﺎﺗﻒ ﺃﺣﺪ ﺟﻴﺮﺍﻥ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﻷﻥ ﻣﻨﺰﻝ
ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻴﻪ ﻫﺎﺗﻒ ﻭﺗﺤﺪﺙ ﻣﻌﻬﺎ .. ﺛﻢ ﺷﻜﺮ ﺍﻟﻌﻄﻴﺔ ﻭﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ
ﻏﺮﻓﺘﻪ "ﺍﻟﻤﺒﺮﺩﺓ .." ﻭﺑﻌﺪ ﻋﺸﺮ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﻳﺴﺘﺪﻋﻰ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺇﻟﻰ
ﻣﻜﺘﺐ ﺍﻟﻌﻄﻴﺔ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻟﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺧﻴﺮ :
- ﺑﺸﺎﺭﺓ ﺳﺎﺭﺓ ! ﺻﺪﺭ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻃﻼﻕ ﺳﺮﺍﺣﻚ ﻭﻟﻢ ﻳﺘﺒﻖ ﺳﻮﻯ ﺗﻮﺛﻴﻘﻬﺎ
ﺑﺮﻗﻴﺎً .. ﻫﻴﺄ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻠﺨﺮﻭﺝ، ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻌﻪ ﺳﻮﻯ ﻣﻼﺑﺴﻪ،
ﻭﺍﻟﻤﺮﻭﺣﺔ ﺍﻟﻀﻴﻘﺔ، ﻭﺻﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﺜﻠﺞ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ . ﻭﺑﻌﺪ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﺩﺧﻞ ﻣﻌﺎﻭﻥ
ﺍﻟﻌﻄﻴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ : ﻭﺻﻠﺖ ﺍﻟﺒﺮﻗﻴﺔ ﻭﺍﻧﺘﻬﻰ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﺨﺮﺝ ﺣﺮﺍً
ﻃﻠﻴﻘﺎً.. ﺧﺮﺝ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻻ ﺗﺼﺪﻕ ﺍﻧﻪ ﺣﻲ ﻳﺮﺯﻕ ﻭﻣﻄﻠﻖ ﺍﻟﺴﺮﺍﺡ
ﻭﺍﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺤﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺪﺓ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺳﺠﻨﺎً .. ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﻳﺮﻭﻱ ﺣﻜﺎﻳﺔ
ﺳﺠﻨﻪ ﻫﺬﻩ ﻣﻦ ﺿﻤﻦ ﺣﻜﺎﻳﺎﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻋﻦ ﻋﺼﺮ ﻧﻮﺭﻱ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪ، ﻟﻴﻘﺎﺭﻥ ﺑﻴﻦ
ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻭﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﺘﻪ، ﻭﻟﻴﺘﺮﺣﻢ ﻋﻠﻰ ﻧﻮﺭﻱ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪ ﺗﺮﺣﻤﺎً
ﺣﻘﻴﻘﻴﺎً ﺻﺎﺩﻗﺎً ﻳﻠﻤﺴﻪ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻗﺮﺃ ﺫﻛﺮﻳﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺰﺀﻳﻦ ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ ﺃﺻﺪﺭﻫﻤﺎ
ﻗﺒﻞ ﺭﺣﻴﻠﻪ ﺑﻌﺪﺓ ﺳﻨﻮﺍﺕ .

جمع واعداد/ خالد عوسي.

أحدث مقال

[بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟

  [بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟ الصورة : عوسي الأعظمي على إحدى الصحف الإنگليزية ، منتصف الأربعينات . المقال : جاسم م...