الأربعاء، 21 ديسمبر 2022

المصارعة غَيْر المقيَّدة


 المصارعة غَيْر المقيَّدة .

الصورة : (عوسي الأعظمي) يتحدث مع بطل المصارعة غير المقيدة (عدنان القيسي) في إحتفال أقيم للقيسي ، في نادي الأعظمية الرياضي ، في شارع الشباب ، يوم الخميس ، بتاريخ 7/1/1971م . بعد فوزه أمس الأربعاء على المصارع الفرنسي العملاق (جون فريري) .
المقال : كان لِلْمصارعة غَيْر المقيَّدة أَبطَال ولم يَتَعرَّف عَليهِم أبْطالنَا لِلْجيل القادم وَلهَا مكانتهَا فِي المصارعة العراقيَّة والْهَدف هُو لِإسْعَاد اَلحُضور مِن المتفرِّجين ، وكانتْ تَجرِي نِزالاتهَا قَبْل بَدْء نِزالَات كُلِّ بُطُولَة مَحَليَّة ومهْرجانات تُقَام مِن قِبل اِتِّحاد المصارعة العراقيِّ فِي سَنَوات الخمْسينيَّات والسِّتْينيَّات والسَّبْعينيَّات ، وَمِن أَشهَر أبْطالهَا سِتَّة مُصارعين نَالُوا التَّدْريب وحققوا الابداع والتألق بها وأبْدعوا بِتطْبِيق حركاتهَا وتدرَّبوا على أَيدِي المدرِّبين الأبْطال وسأضع أسْمائهم واللَّاعبين مُدرَّبِين اِخْتصُّوا بِتخْرِيج هَذِه النُّخْبة اَلتِي أَسعَدت الجمْهور الرِّياضيَّ اَلمحِب لِلُّعْبة المصارعة وَكَان أَولُهم اللَّاعبان غَفورِي الشَّيْخ جَاسِم وَقاسِم عِلْوَان فِي 1965 . ومدرِّبهم اَلذِي قام بِإعْطائهم الحركات البطل والْمدرِّب اَلدوْلِي خَلدُون عَبدِي رَحمَه اَللَّه . وتمْتَاز هَذِه اللِّعْبة بِالْحركات غَيْر المقيَّدة الممْزوجة بِالْإثارة والرَّشاقة بِالْحركات البهْلوانيَّة وَالتِي تَجذِب الجمْهور الرِّياضيَّ وتسْعدهم بِحَيث يَصلُون إِلى ذُروَة التَّشْجيع والانْحياز لِلْأفْضل مع العلم أنَّ الحركات مُوَفقَة وَجَميلَة وَمُتفَق عليْهَا بَعْد تَدرِيب على الأدَاء الجيِّد والْإتْقان اَلذِي يَجعَل لِكلٍّ وَاحِد مِنْهم بِتقْديمهَا بِمهارة عَالِية . ويخصِّص لِكلِّ لَاعبِين حُكْم ، وَكَان اَلحُكم الوسط لِإدارة النِّزالات تقع على عَاتِق البطل اَلدوْلِي المرْحوم عُوسي الاعْظمي وَلحِق بِه بَعدئِذ اَلحُكم اَلدوْلِي المرْحوم صَبَاح سعيد العبيْدي ، بِتقْديمهم حَرَكات التَّحْكيم السَّريعة ، وبعْد اِنتِهاء كُلِّ لِقَاء يَلُف اَلحُكم بَعْد إِعلَان النَّتيجة بِنَفس بِسَاط المصارعة وقيام المصارعان الَّذين قَدمُوا العرْض بِعقوبة يفْرضونهَا على اَلحُكم بِضرْبه إِلى أن يَتَخلَّص مِنْهم عَنوَة مِن أَجْل إِدخَال البهْجة والضِّحْكة فِي قُلُوب الحاضرين وَفِي عام 1969 لَعِبهَا البطلان الدَّوْليَّان وليد مَنصُور وَكَمال عَبدُو تَحْت إِشرَاف خَلدُون عَبدِي أيْضًا . . ! وَفِي 1970 لِغاية 1975 لَعِبهَا البطلان سعيد عَبْد اَللَّه مُحمَّد والْمرْحوم عَبْد الرَّزَّاق فرج ومدرِّبهم المرْحوم كِريم رشيد ، حَيْث قام بِتطْبِيق الحركات اَلتِي كَانَت تَقدُّم مِن قِبل اللَّاعبين على أَفضَل تَطبِيق وطورْعليهَا لِتكون نِزالَات أَشبَه لِلنِّزالات الحقيقة وأدائهَا بِأرْبَعة لَاعبَيْنِ كُلُّ خصْميْنِ يلْعبون مُقَابِل خصوميهمَا سَواسِية وَتطبِيق الحركات بِخفَّة وفنٍّ عَالِي الأدَاء لِجَعل الجمْهور يَتَحمَّس كثيرًا ويشجِّع الأفْضل مِنْهم حَرَكات وفنَّ وَتطبِيق والْأبْطال الأرْبعة هُم سعيد عَبْد اَللَّه وعبْد الرَّزَّاق فرج ووليد مَنصُور وَكَمال عَبدُو . وَبذَلِك اِخْتلَفَا كثيرًا عن الأبْطال الَّذين سَبقُوهم ، حَيْث كَانَت مهاراتهم عَالِية وجماليَّة الحركات أدقَّ وأحْلى يَعُود كُلُّ ذَلِك لِلْمدَرِّب اَلذِي أَشرَف عَليهِم فنالوا اِسْتحْسان اَلحُضور والْمشاهدة الجميلة لِهَذه المصارعة غَيْر المقيَّدة اَلتِي تَكُون حِصَّة تقْديمهَا قَبْل اللِّقاءات والْبطولات وامْتَدَّتْ إِلى المحافظات وَكَان لَهَا حُضُور لََا مثيل لَه واشْتهرتْ بِأبْطالهَا ومدرِّبهم . يَا لَيْت تَعُود تِلْك الأيَّام الجميلة اَلتِي يُقدِّم بِهَا مِثْل هَذِه اَلعُروض اَلتِي تَسعَد الجمْهور هَكذَا كَانَت لُعبَة المصارعة وهكذَا هُم أبْطالنَا كُلَّ ذَلِك مِن أَجْل إِدخَال الفرْحة لِجمْهور المصارعة وَبدُون أيِّ مُقَابِل . . ! مِن نَاحِية أُخرَى ، فقد كَانَت هَذِه النِّزالات تُقَام بَيْن أبْطالهَا قَبْل النِّزَال لِلْبطل العالميِّ عَدْنان اَلقيْسِي وكوريانْكو وَفِيهَا تَخوُّف عَدْنان اَلقيْسِي مِن أَدَاء الأبْطال الشَّبَاب والتَّشْجيع اَلذِي قُوبلوا بِه مِن الجمْهور الرِّياضيِّ فِي مَلعَب الشَّعْب ، وللتَّاريخ نقولهَا لَقد أَوصَى حِينهَا عَدْنان اَلقيْسِي بِمَنع أَدائِها على بِسَاط المصارعة لِكوْنِهَا تَحمِل مِن فنِّ الحرَكة اللِّياقة والتِّكْنيك وَرفَض تقْديمهَا قَبْل نِزالاته لِكَون الحركات لَهَا خِبْرَة أَكثَر مِن لِقاءَات عَدْنان اَلقيْسِي بَعْد أن اِتضحَت إِنَّها لُعبَة اِتِّفاق بَيْن شركات وأشْخَاص فَشلُوا فِي لُعبَة المصارعة الأولمْبيَّة وَمِن أَجْل كَسْب اَلْمال ذهب اَلكثِير مِنْهم لِلَعب المصارعة غيْر المُقَيدَة . . !
 اقتباس
من كتاب خمسون عاما مع المصارعة / بقلم بَهَاء تاج الدِّين
Bahaulddin Tajuldeen

الخميس، 1 ديسمبر 2022

(سينما الأعظمية) بناية وحكاية


 

(سينما الأعظمية) بناية وحكاية .

الصورة : سينما الأعظمية عام 1966م .

البناية : في الثلاثينات أقدم رجل الأعمال الثري (إسماعيل شريف العاني) على تشييد سينما الحمراء والتي احترقت بعد عدة سنوات ، وهو صاحب سينمات الحمراء في كل محافظات العراق ، كما أنه أنشأ فيما بعد سينما الأعظمية والبيضاء في بغداد الجديدة .شيد العاني سينما الأعظمية نهاية الأربعينات ، بعدما كلف المصمم المهندس (نعمان منيب المتولي) على متابعة بنائها ، وبإشراف (صالح حمام) مدير الشرطة العام . اسم المعمار "نعمان منيب المتولي"، هو اسم مركب، ولد في اسطنبول عام 1898، لأب من اصول بغدادية، وأم تركية. كان والده مصطفى افندي "متولياً" لجامع الامام الاعظم في بغداد، بنهاية القرن التاسع عشر. . كان نعمان منيب شابا متعلما ومثقفا عندما وصل الى بغداد، مطلعا على تنفيذ الرسوم المعمارية، وممارسا للتصوير الفوتوغرافي، بالإضافة الى مقدرته العزف على الآلات الموسيقية. عمل مع احدى الهيئات الاستشارية المعمارية الانكليزية العاملة في بغداد، كخطاط ورسام، وأُدخّل لموهبته، عدة دورات تدريبية هندسية ومعمارية، وفي فترة قصيرة برز، كما يقول رفعة الجادرجي، الذي اورد معلومات عنه، في كتابه "الاخيضر والقصر البلوري" ص. 503 ، <كاول مهندس معماري عراقي>. وبمؤهلاته تلك، تم توظيفه في العمل كمساعد الى المعمار الانكليزي ولسون، عندما كان الاخير منهمكاً في تنفيذ مباني جامعة آل البيت بالاعظمية (1922-24). كما شغل نعمان منيب وسيطاً بين ولسون، والاسطوات العراقيين، العاملين ، وقتذاك، في اعمال تشييد الجامعة. وله تعود فكرة الكتابة الآجرية وتنفيذها في اعلى افريز الكلية الدينية للجامعة. صمم عدة مبان عامة في بغداد وفي كافة ارجاء العراق، كما صمم الكثير من الدور السكنية في الاعظمية وفي مناطق مختلفة من بغداد. ويقال، بانه صمم <سينما الزوراء> بالمربعة في شارع الرشيد . وبالتأكيد، هو مصمم سينما الاعظمية، التى ازيلت، مع الاسف، مؤخراً. صمم واشرف على دار توفيق السويدي بالصالحية، ودار ناجي الخضيري في الاعظمية، ودار سلمان الشيخ داود في شارع ابي نؤاس، كما صمم سوق الامانة، وفندق الامير، ومبنى "جمعية الطيران" في بغداد (الذي ازيل، واحتفظت الساحة، التي كان يطل عليها، لاحقاً، باسم مبناها المميز: ساحة الطيران). عين مدير اشغال المنطقة الوسطى في لواء الحلة، بعدها عين كمهندس معماري في أمانة العاصمة. احيل التى التقاعد في بدء الخمسينات. انتهت سيرة نعمان منيب، الذي نعرف عنه بانه عاش عازباً، وتوفي في سنة 1961.

الحكاية : يتحدث إبن كاظم ماجود صاحب مقهى تقي في الأعظمية فيقول :- منذ ُ العام 1958 نزحنا من لواء الكوت وبالذات من ناحية شيخ سعد وهي مدينة صغيره غافية على نهر دجلة .واستقر بنا المقام في منطقة الاعظمية حيث كان لأحد اقاربنا عمل بسينما الاعظمية المرحوم (ماهود سرع) الذي عمل حارساً للسينما ليلاً وبواباً بالنهار وفتحنا مقهى صغيراً مقابل السينما مستخرجا من حديقة النعمان انا ووالدي واخوتي الصغار ومن ثم انتقلنا الى مقهى اكبر منه في راس الحواش بداية شارع عشرين مجاور لجامع الحاجة نشميه [گهوة تقي] الذي ما زال قائماً لحد الان ، {ومن شهرة ومحبة المقهى عند أهل الأعظمية ، فإنهم كانوا يتلاطفون فيما بينهم ويقولون [إنت وين تلتقي ،،، بگهوة تقي]} . واستمرت علاقتنا الانسانية باهل الاعظمية مبنية على الود والاحترام ، ولحد الان نتواصل مع أهالي الأعظمية بأفراحهم واحزانهم وبالعكس ، ولم نلمس من اهل الاعظمية أي حس طائفي ابداً لا من صغير ولا من كبير ، لا من مثقف ولا من شخص عادي ابداً ، وما زالت المواصلات مستمرة .حتى ان اخي (تقي) لا ينقطع عن زيارة احبائه في الاعظمية لحد الان حيث يتواجد مرة بالأسبوع بالأعظمية ، وكما ان اخي علي الذي لم نعثر على رفاته في الحرب الايرانية العراقية كانت وصيته انه في حال استشهاده ان يشيع من الاعظمية في رأس الحواش الى النجف الاشرف ولم تتحقق امنيته لاننا لم نستلم رفاته الى الان . (رحم الله شهداء العراق). كما اني بحكم عملي يدركني وقت الصلاة قرب مرقد (الشيخ عبد القادر الكيلاني) فادخل واصلي داخل مرقد الشيخ حيث كانت هناك قاعة صغيرة وفيها مجموعة من (الترب) حيث يؤدي الشيعة الصلاة داخل مرقد الشيخ عبد القادر الكيلاني وهذه الحادثة ارويها لكم بحدوثها قبل اكثر من عشر سنوات. وكما اروي لكم بأن والدي المرحوم (كاظم ماجود) طيلة فترة وجوده بالأعظمية بالسنين الماضية من القرن الماضي كان يضع (تربته) في جيبه وعندما يحين وقت الصلاة يدخل الى جامع الحاجة نشميه في راس الحواش ويؤدي صلاته مع المصلين من اهل الاعظمية ولم ير والدي أي تذمر من هؤلاء المصلين بل بالعكس كانت تربطه صداقة انسانية لامثيل لها بهم. وكما حدثني احد معارفي بان عمه كان مقر عمله قرب جامع الفضل فما ان يحين وقت الصلاة يدخل الى الجامع ويؤدي صلاته في احدى زوايا الجامع ولكن يؤدي صلاته بدون (تربة) وبمرور الايام لمحه امام الجامع بعد انتهاء صلاته قال له لماذا تؤدي صلاتك بدون (تربة) فما كان من امام الجامع ان قال له هناك عدد من (الترب) وباستطاعتك الصلاة داخل الجامع وموجودة على احد رفوف الجامع ولا احراج بالموضوع يا ابني ان صلاتك وصلاتي الى الله هذه الحوادث التي اسردها هي من سنين مضت قبل الاحتلال الامريكي حيث لا طائفية تذكر ولا هم يحزنون انما كان هنالك الود والمحبة . تباً للطائفية ، تباً لمروجيها ، تباً لمن اوجدها ، تباً لم عمل بها. وتحياتي لاهل الاعظمية الكرام وخصوصاً راس الحواس وشارع عشرين مع فائق التقدير والاحترام .

 ا.ھ . خالد عوسي الأعظمي .

الأربعاء، 28 سبتمبر 2022

عوسي الأعظمي عاش بطلاً ومات وحيداً فقيراً

 


دعوة الى تكريمه .
عوسي الأعظمي عاش بطلاً ومات وحيداً فقيراً .
لم يفارق الرياضة حتى وفاته وصرف على البطولات من جيبه !!.
ليس من باب «إذكروا محاسن موتاكم» ولكن من باب الوفاء . لا بد لنا أن أن نذكر المرحوم جاسم الأعظمي ، أو «عوسي» كما أشتهر ، الذي لم يكن بطلاً رياضياً في لعبة معينة ، بل كان بطلا ًفي ألعاب عدة : المصارعة ، السباحة ، ركوب الدراجات ، و «الإكروباتيك» وكان أول من أدخل الى القطر لعبة التزلج «السكيتنك» ونظم سباقا فيها !!.
وبعد سنوات من التألق وخدمة الرياضة ، مات عوسي وحيداً ، لم يسأل عنه أحد ؟!.
ولد جاسم محمد طه الأعظمي في عام 1913 في منطقة الأعظمية ، وبرز منذ طفولته بالحركة الدؤوب ، وقد نجا ذات مرة من الموت وهو طفل فأسمته جدته «عوسي» وكان يتردد على حلبات المصارعة والزورخانه في الأعظمية والكاظمية والفضل والدهانه وغيرها إضافة الى السباحة في نهر دجلة مع التيار وعكس التيار . وفي الثلاثينات والأربعينات برز إسمه كواحد من أفضل المصارعين والسباحين وقد تعلم المصارعة من المرحوم الحاج عباس الديك الذي كان عوسي يعمل مدلكاً له ، ومن فرط حبه للرياضة كان يطبع بطاقات الدعوة للمهرجانات الرياضية والصور والنشرات الرياضية على حسابه الخاص ويلقيها في الشوارع من الطائرة ، كما كان يقدم عروضاً بهلوانية قبل إفتتاح البطولات ، وكان من مؤسسي النادي الأولمبي .
في عام 1938 فاز المصارع عوسي على المصارع الهندي علي محمد ، أحد أفراد الجيش البريطاني وقد جرى النزال في ساحة الكشافة وبحضور الوصي على عرش العراق الذي منحه مبلغ عشرين ديناراً تكريماً لفوزه . وحين بلغ عوسي سن التقاعد عن النزالات عمل مدرباً للمصارعة والسباحة وقد أشرف على تدريب فريق الكلية العسكرية وتخرج من تدريبه المصارع المعروف عدنان القيسي والسباح العالمي المعروف ناجي شاكر . كما توجه هو للتجول بين الأقطار العربية على الدراجة الهوائية فزار سوريا ولبنان ومصر وإلتقى أشهر أبطالها ، كما فاز على مصارعين أتراك وبلغار . وفي مصر قابله الرئيس المصري الأسبق محمد نجيب وأمر أن تكون إقامته في مصر على ضيافة الدولة المصرية تقديراً لإنجازاته الرياضية .
أواخر أيامه :
رغم بلوغه الثمانين من العمر لم ينقطع عوسي عن الرياضة لفرط حبه لها ولعدم وجود مصدر مالي يعيش منه ، إذ إنه لا يتقاضى سوى راتب تقاعدي قدره 103 دنانير من الأشغال العسكرية التي عمل فيها مدرباً وقد بقي حتى أواخر أيامه يعمل مدرباً للسباحة في مسبح الصفا ويتنقل بين عمله وسكنه في الأعظمية على الدراجة الهوائية حتى صدمه سائق سيارة (بيك أب) متهور ، وهو يقود دراجته الهوائية ذاهباً الى مسبح الصفا وألقاه في المستشفى وولى هارباً !!
مات عوسي وطوى صفحة من أنصع صفحات الرياضيين الشاملين الذين أحبوا الرياضة وخدموها ولم ينالوا منها غير محبة الجمهور .
دعوة الى اللجنة الأولمبية العراقية الى تنظيم بطولة بإسمه عرفاناً بدور الرواد . بقلم سامي/مجلة ألف باء/ص٤٠_٤١/ العدد١٣١١/السنة السادسة والعشرون/الأربعاء ١٠ تشرين الثاني عام ١٩٩٣م .


الثلاثاء، 9 أغسطس 2022

رياضة الزورخانة والمقام العراقي


 رياضة الزورخانة والمقام العراقي

بقلم الدكتور/ حسين اسماعيل الاعظمي العبيدي 

الصورة : عرض لرياضة الزورخانة ، في إستديو تلفزيون العراق نهاية الخمسينات ، وهذه إحدى حلقات (برنامج المصارعة) وهو أول برنامج رياضي منذ تأسيس تلفزيون العراق عام 1956م . تقديم وإعداد البطل (عوسي الأعظمي) الثالث من اليمين جلوسا ،ً والرابع ، البطل (حسين تاجر النجفي) والسادس ، قاريء المقام وبطل الزورخانة (عبد الهادي البياتي) وفي المقدمة شقيقه البطل (مهدي زنو) .

المقال : إن موسيقى وغناء المقامات العراقية ترافق ممارستها وعروضها الرياضية الزورخانية، تشجيعاً للاعبين الرياضيين عند تقديم عروضهم أمام الجماهير، وخلق المزاج والاستعداد لتحمل مشاق بعض الألعاب الزورخانية خلال العرض. وقد اجتاحت هذه الممارسات الرياضية الزورخانية في العراق طيلة القرون الأربعة الماضية تقريباً، على نطاق عفوي وشعبي واسع دون تدخل الدولة في دعمها وتقديمها. واستمر الأمر في سيادة هذه الرياضة الشعبية حتى النصف الأول من القرن العشرين. وقد كان أشهر الرياضيين الزورخانيين العراقيين عباس الديك ومجيد لولو وعوسي الأعظمي وصادق الصندوق وعبد الهادي البياتي ومهدي الزنو وحسن نصيف الجميلي ومحمد أسطة بريسم وغيرهم. وفي غالب الأحيان، يتكون فريق الزورخانة من عدد يصل إلى 15 لاعبا زورخانيا، وأحيانا يتجاوز هذا العدد حسب الظروف والإمكانيات. وفي طقوس عروضها الشعبية والجماهيرية الخاصة في الصراع يُمنع دهن الجسم، ولا يجوز النطح بالرأس، وعدم رفع الخصم ورميه بالأرض، وعدم السماح بإذاية المصارع بالمسكات المؤدية للخلع أو الكسر. وتقوم رياضة الزورخانة بصورة عامة على تمجيد قيم الفتوة والأخلاق الرفيعة. تعنبر رياضة الزورخانة في نظر لاعبيها والجماهير، رياضة مقدسة..! حيث تبدأ فعالياتها بصورتها التقليدية بقراءة المرشد آيات من القرآن الكريم، ثم يتبعها بدقات الطبل المنتظمة وينشد التواشيح الدينية وقراءة بعض المقامات العراقية، بعدها يهرول الكابتن (المدرب) هرولة خفيفة للإحماء ثم تبدأ حركات (الشناو) يليها رفع الأميال من قبل (اللاعبين) وتنتهي عادة بنوعين من النزالات: الأول يسمى "الحلواني"، وهو نزالات تجريبية والثاني نزالات "الخصماني" وهي تحديات بين أبطال في اللعبة. إن هذه الرياضة ذات طابع ديني تربي الناس على الأخلاق الفاضلة من صبر وإيثار وسماع للمواعظ والأدعية والتواشيح الدينية. هذا ومن الجدير ذكره، أن لرياضة الزورخانة تقاليد أخلاقية يجب للاعب اتباعها، منها أن يكون نظيفا وذا أخلاق فاضلة ونبيلة وهو في حالة الوضوء، ويتمتع بروح التواضع، وألا يكون مغترا بقوته، ويكون أمينا ومحبا لأهله. هكذا تكون عروض رياضة الزورخانة في المحافل والبطولات الرياضية برفقة الإيقاعات مع المؤدي لمجموعة من المقامات العراقية، ذات الطابع الوقور المعبر عن الخشوع والروحانيات بقصائد دينية او صوفية أو روحانية، كمقامات البيات والمحمودي والحليلاوي والجبوري والبهيرزاوي والحجاز وغيرها .

 إقتباس بتصرف خالد عوسي الأعظمي 



الجمعة، 1 يوليو 2022

(وليديات) وليد الأعظمي


(وليديات) وليد الأعظمي .
الصورة : من اليمين ، الإعلامي عامر الكبيسي ، وفي الوسط الأستاذ وليد الأعظمي ، ومن اليسار الدكتور حسن علاوي السامرائي رحمه الله . عام 1997م .
المقال : تعرفت على الموسوعي (وليد الأعظمي1930-2004م) قبل أن أراه ، فقد كنت أسمع والدي (عوسي الأعظمي 1913-1993م) يتحدث عنه كثيراً ، فالعلاقة بينهما كانت حميمة وثيقة وطيدة ، إجتماعية ورياضية وأدبية ، فمن الناحية الإجتماعية فهما من أبناء منطقة الشيوخ في الأعظمية وتربطهما علاقة صداقة حميمة رغم فارق العمر بينهما ، وكان وليد الأعظمي يحفظ ويجمع كل شاردة وواردة من طرائف ونكات عوسي الأعظمي ، مع إضافة المقالب المتبادلة بين عوسي وأصدقائه . وكان يحدث الناس بها في مجالسه . وكنت من المستمعين لها عند حضوري لبعض هذه المجالس . فقد كنت من المواظبين على حضور مجلس يوم الأربعاء في مكتبة حمدي الأعظمي فترة التسعينات تقريباً ، فبعد قراءة ما تيسر من القرآن يبادر وليد الأعظمي بسرد إحدى هذه الطرف التي كان يضع عليها بعض الإضافات ويرفع منها بعض الألفاظ ليتلقاها المستمع على أمتع وأفضل وألطف ما يكون . وكذلك يختلق بعض القصص المرحة ويجعل بطلها غالباً عوسي الأعظمي ، حتى عرفت هذه الطرائف بين أهل الأعظمية (الوليديات) . ومن الناحية الرياضية فقد تأثر وليد الأعظمي بعوسي حاله حال كل الرياضيين في منطقة الأعظمية ، فقد أدركه وهو يعلم الصبيان السباحة على نهر دجلة وأدرك الجفرة التي كان يدرب بها المصارعين وأدركه وهو ينظم السباقات في كافة الألعاب الرياضية ، مما حدا بوليد أن يجلب الرياضيين ذوو التوجه الإسلامي ويجمعهم في نادي التربية . ومن الناحية الأدبية ، فقد كان وليد الأعظمي ومن قبله خاله مولود أحمد الصالح يكتبان لعوسي المقالات الرياضية في الصحف والمجلات ، فقد كان عوسي أمياً لا يعرف القراءة والكتابة ، ويقوما بمراسلة أبطال العالم البارزين في أغلب الألعاب . أدركته في الثمانينات وهو يرتاد مقهى 7نيسان (مقهى بيت عماد) في شارع عشرين القريب على بيته ونحن نلعب الشطرنج ونراقبه ، عندما يكتب لا يجلس مع أحد ، فهو مشغول بكتابة إحدى مؤلفاته على طاولته الخاصة في الوسط عند مؤخرة المقهى . عاصرته وفترة الوئام والخصام مع الشيخ الدكتور محروس المدرس في منتدى الإمام أبي حنيفة  . وبعد حادثة السير التي تعرض إليها عند ذهابه الى الأردن في التسعينات ، وبعد فترة العلاج أصبحت العصا رفيقته التي يتكأ عليها في حله وترحاله . وكنت أحضر له في تلك الفترة ، مجلس أدبي شبه يومي في ساحة وقوف السيارات مقابل جامع أبو حنيفة من جهة محلة الشيوخ ، يحضره الصفوة المنتقاة من مدينة الأعظمية . كانت له همة في الدعوة والإرشاد وإفتتاح المساجد في كل محافظات العراق . وقد صحبته في إفتتاح أكثر من مسجد ، فقد تشرفت بصحبته عند إفتتاح مسجد في شهربان ومسجد في ذراع دجلة في التسعينات من القرن الماضي ، وكان الإستقبال في كل مرة من أهالي المنطقة ووجهائها على أفضل مايكون . وكنت أستمع إليه وهو يُقدم لإلقاء كلمة في أي تجمع أو مجلس يحضره ، وكان غالباً مايلبي الدعوة الى مأدبة طعام ، حتى يتصدر بعدها المجلس ويتكلم . ومن أبرز كتاباته التي تأثرت بها ، في مجال التاريخ كتاب تاريخ الأعظمية وكتاب أعيان الزمان وكتاب مواقف وذكريات وسلسلة تاريخ بعض الصحابة والسيف اليماني مع ديوان شعره . وعن دعوته وتربيته من خلال جلساته في الأماكن العامة والخاصة ، فقد كان إسلوبه في الدعوة والتربية يتأقلم مع المستوى الثقافي العام ، حتى يفهمه العالم والعامل ، بإسلوب سهل ممتنع تتخلله بعض الطرائف . وعن نظرتي اليه كشاعر للدعوة الى الله ؛ فقد كان شعر وليد الأعظمي ولا زال إنموذجاً حياً في سبيل الدعوة الى الله ، فقد تصدى من خلال شعره الى الكثير من الإنحرافات في العقيدة ، ووقف شامخاً ليتصدى لكل ما يعادي دين الله ، وخصوصاً بعد أن إجتاحت وتمكنت الأفكار الشيوعية بعد إنقلاب تموز 1958م ، مما أدى الى سجنه وإعتقاله لأكثر من مرة . وعن الجانب الذي أعجبني فيه ؛ فعلى الرغم من كونه لم يتعلم تعليماً أكاديمياً عالياً إلا أنه فاق الكثير ممن يحملون تلك الشهادات في الأدب والتاريخ والشعر والخط ، بل وأصبح أستاذاً لهم وشاعراً معروفاً على مستوى لعراق والعالم العربي ، وخصوصاً في الأردن واليمن . أما عن تأثيره في مسيرتي وشخصيتي الدعوية والتربوية ؛ تعلمت منه كيف أدعو من أحب بما يُحب ، ففي إحدى الجلسات الخاصة التي حضرتها له في بيت أحد الأصدقاء ، تكلم عن دخول الإسلام الى مجاهل أفريقيا ، وكيف تمكنت فرق الصوفية المعتدلة من نشر الإسلام هناك ، حيث وجدوا أن تلك القبائل البدائية تعشق الرقص والنقر على الطبول ، مما سهل على هذه الفرق من نشر الإسلام بينهم من خلال الدفوف وبعض حركات الجسم والأذكار . زرته قبل وفاته بعدة أيام برفقة الدكتور (هشام الحداد) وكان في إستقبالنا وضيافتنا إبنه الأصغر الدكتور (مكي وليد) وجلسنا مع الأستاذ وليد الذي ظل صامتاً  لا يتكلم بسبب الجلطة الدماغية التي مات على أثرها فيما بعد رحمه الله . كان ينظر إلينا مستأنساً بنا ومرتاح لوجودنا على الرغم من سوء حالته الصحية ، فإنه لم يستطع التعرف علينا ، فقد كنت أنظر إليه وهو يطلب بالإشارة من إبنه مكي أن يكتب على الورقة أسماء الزائرين عسى أن يتذكرهم . خرجنا من عنده مدركين أنه اللقاء الأخير . لم يفصل بين وفاة الأستاذ وليد الأعظمي ووفاة الملا جبار (أبوعايشه) غير يوم واحد . دفن أبو عايشه رحمه الله من قبل بعض الأقرباء والمحبين في مقبرة محمد سكران ، أما وليد الأعظمي رحمه الله فقد دفن في مقبرة الخيزران بتشييع مهيب من جماهير أهالي الأعظمية تتقدمهم الدفوف ولفيف من الأساتذة والعلماء والشيوخ ، وأقيم له مجلس العزاء في جامع الإمام الأعظم لمدة ثلاثة أيام  
 بقلم 


 

مقامات شعوبي

 

المقال : مقامات شعوبي.
الأستاذ شعوبي أديب موهوب بالفطرة ، وقد نشأ مع أتراب له ذوي نزعة أدبية وفنية ، مثل (مولود احمد الصالح) و(حيدر العمر) والأستاذ (عبد الرحمن الريس) والمحامي (عبد الباقي العمر) و(المحامي عبد الملك إبراهيم) رحمهم الله وغيرهم ، وهو ذكي سريع الحفظ ، وقد نظم في شبابه بعض المسرحيات الهزلية ، بالمشاركة مع زميله مولود ، وصنعا لهما مسرحاً صغيراً في (بيت الحاج أحمد الصالح) وقاموا بتمثيل عدة مسرحيات . وشعوبي شاعر مطبوع ، ذو خيال واسع ، وصور فنية بارعة ، وهو ينظم القريض بكل أوزان العروض ، ومشتقاتها ، وينظم الموشحات والدو بيت ، ويجيد التخميس والتضمين ، ويبدع في الأراجيز ، كما أنه ينظم الشعر الشعبي (الزجل) من المربع وغيره ، وينظم الزهيري (الموال) والأبوذية والعتابة ببراعة تامة وإبداع في الجناس . وللأستاذ شعوبي قابلية طيبة في النثر ، وله سجع مستملح مرغوب ، وأنشا في شبابه بعض (المقامات) وأغلبها على سبيل الدعاية والمزاح مع أصحابه وأقرانه . وللحقيقة ان شعوبي ألف كتابه (المقامات) 1961م في (مقهى عباس) بالأعظمية ، كان ينشيء كل يوم مقامة او مقامتين ، يمليها إملاء ، فيها سجع أدبي ، وفيها معلومات قيمة عن الأنغام والألحان والمقامات العراقية ، ولم يرجع فيها الى مصدر يعتمد عليه ، سوى حفظه للأشعار ، ولكنه جعل في آخر الكتاب قائمة بالمصادر ، وكل إفادته منها هي تحديد تواريخ وفيات الأعلام الوارد ذكرهم في الكتاب أو الأشارة الى أرقام الصفحات في دواوين الشعراء الذين ذكر لهم بعض الأبيات أمثال ، المتنبي والرصافي وشوقي وغيرهم . وأغلب قصائد شعوبي في الأخوانيات ، ومداعبة أترابه ، وتعزية بعضهم في الرسوب أثناء الدراسة ، وكان يلمع شعره بألفاظ عامية أو إنجليزية وهندية وفارسية وكردية . فتقع تلك الألفاظ الغريبة كالشذرات البهية في أبياته . ولو أنه حمل نفسه على الجد والمداومة في نظم الشعر في شتى أغراضه ، لكان من كبار شعراء العراق . وشعوبي لا يكتب قصائده ولا يحتفظ بها ، بل ينشدها في المقهى أو الچرداغ أو مجلس من مجالس أصدقائه ، ويعطي القصيدة لمن يطلبها منه ولايسأل عنها بعد ذلك . ذكرنا أن شعوبي كان ذكياً قوي الذاكرة وكان في صباه وشبابه ، يكتفي بتقرير المعلم أو المدرس في الصف ، ولا يراجع كتب الدراسة ، ولا يقرأ إلا في أيام الإمتحان ، وحتى في أيام الإمتحان لا يقرأ ، والكل أيام الإمتحانات يخرج الى الحقول والبساتين في (شارع عمر بن عبد العزيز) للمطالعة ومراجعة الدروس ، وشعوبي منشغل بأكل المشمش والتوت والسباحة في الساقية ، ويذهب مع أترابه ويعود دون مراجعة ، بل كان يلهي أصحابه بطرائفه ونوادره وغنائه ، وعذره في ذلك ، أن كتبه ممزقة وناقصة من أولها وآخرها، لأن يده تعرق وتبلل صفحات الكتاب ، فيخلعها ويرميها وهكذا حتى يطير الربع الأول والربع الرابع من كل كتاب ، يضاف إلى ذلك أن كتب شعوبي مملوءة في حواشيها بالأشعار والأبوذيات 
والموالات ، فإذا فتح كتابه للمطالعة ، فإنه ينصرف الى مراجعة الأشعار ولا ينصرف إلى مراجعة المادة العلمية 


الجمعة، 3 يونيو 2022

عباس الديك


 

عباس الديك

 Shakerchi Samir الصورة : من أرشيف المؤرخ الرياضي الأستاذ

 وقد تحدث عنها قائلاً :- كنز تاريخي بهيئة لوحة . الفن والرياضة والأصالة في صورة واحدة . من بطولة العراق للمصارعة عام 1948م 

 لقطة رائعة ، ألتقطت بعد إنتهاء منافسات بطولة المصارعة التي أقيمت بتاريخ 19كانون أول ، وسط ساحة الكشافة . ويبدو فيها من اليمين الشخصية الرياضية متعدد المواهب ، وبطل وزن الخفيف (عوسي الأعظمي) ثم المدرب وبطل الزورخانة (مجيد لولو) ثم (سعيد آصف) ثم بطل الزورخانة الرياضي المعروف [عباس الديك] صاحب أول محاولة في تاريخ رياضتنا ، للإتفاق على إنهاء نزال بالمصارعة مقابل شراء ذمة المصارع المقابل ، وكان يومها (الهرگريمر) مقابل مبلغ من المال . ثم البطل (خلوق أمين زكي) ، الذي فاز ببطولة . ثم (مصطفى القلمچي) المحامي الذي أصبح فيما بعد ، مستشاراً لعدي صدام حسين ثم الممثل (يوسف العاني) رحمهم الله جميعاً . إ.ھ .

المقال : يبدو ان البطل الشهير المصارع عباس عبد الله الديك، هو واحد مِن اقدم مَن نستطيع الكتابة عنه من رواد المصارعة العراقية في عصرنا الحديث، او خلال القرن العشرين تحديداً. وهو احد انشط الرياضيين العراقيين الرواد، مع بعض الزملاء كمجيد لولو وعوسي الاعظمي وصادق الصندوق وغيرهم في النصف الاول من القرن الماضي، ورغم ان المصارعة بشكل عام كانت تتمحور في نشاط المصارعة التراثية التي يطلق عليها بـ(الزورخانة) ورغم ان هذه المصارعة لاتمتاز في نشاطاتها بالبطولات والمسابقات الدورية فيما بين المصارعين او بين الفرق الزورخانية المتعددة على مستوى التنظيم الحكومي..! حيث بقيتْ نشاطات عفوية تمارس للهواية وقضاء الوقت واللهو في اوقات متقطعة او متصلة طويلة خلال اليوم. ولكن هواية المنافسة بين المصارعين افرادا وجماعات غريزيا قائمة طبعاً. فكانت تجرى بعض اللقاءات التنافسية بين بعض المصارعين ليقال انها انتهت بفوز احد المصارعين..! ولعل النزال الشهير بين البطل عباس الديك والالماني الهر كريمر، خير مثال على التنافس الفردي بين المصارعين، فضلاً عن نزالات اخرى حدثت بين بعض المصارعين الآخرين او بين فرق الزورخانة المنتشرة في بغداد. ورغم كل ما قيل عن نزال عباس الديك والالماني الهر كريمر، الا ان مبدأ غريزة التنافس وطموح الفوز على الآخر كان موجودا بين المصارعين بصورة طبيعية..! (نال المصارع البطل عباس الديك شهرة واسعة وحظوة كبيرة بين الجماهير العراقية بعد نزاله الكبير مع الالماني الهر كريمر. في الرابع عشر من تشرين الثاني من عام 1935، ولم  ينل مصارع عراقي شهرة وسمعة في اوساط المجتمع مثل تلك التي حظي بها البطل عباس الديك. والبطل عباس الديك كان يمثل مدرسة خاصة في عالم الصراع والجفرات، وهو استاذ لمجموعة كبيرة من المصارعين الذين تتلمذوا على يديه وقلدوا حركاته واساليبه في التمرينات والمنافسات) . ذاع صيت البطل عباس الديك بين الافاق، واصبح البطل عباس قائدا رياضيا للمرحلة التي عاشها وعاصرها..! مع ان النزالات في تلك الآونة لم تكن ضمن بطولة منتظمة محليا او دوليا. وانما تنظيم شعبي بمبادرات اجتماعية فردية وجماعية لجمع الجماهير وامتاعها..! التي تحضر بكثافة لمشاهدة هذه المبادرات الرياضية ومنها الحضور الكبير للنزال الاشهر بين البطلين عباس الديك والالماني الهر كريمر الذي امسى تاريخا يذكر في كل وقت وحين..! . ولد المصارع البطل عباس عبد الله الديك في محلة الهيتاويين بالرصافة من بغداد عام  1902. امتازت شخصيته منذ بواكير حياته بالهدوء والبساطة والقوة في اتخاذ المواقف الشخصية، تصل حد العناد..! كذلك كان بطلنا عباس الديك رجلا نزيها حليما طيبا محبوبا في المجتمع، وفي حداثة عمره كان يقضي معظم اوقات اليوم بهوايته المفضلة ممارسة الرياضة بانواعها المتاحة، وعلى الاخص على شاطئ نهر دجلة الخالد في السباحة والمصارعة والعاب مصارعة الزورخانة التراثية مع زملائه في الحي وسط الاستماع عند مرافقة الدفوف وغناء المقامات العراقية لهذه الالعاب التي تتميز بالروح الدينية والصوفية المرافقة للمصارعة الزورخانية التراثية. هكذا كان فضل وجود نهري دجلة والفرات في بلدنا العراق، والحمد لله على كل شيء. اللذين كان لهما الاثر الاكبر في تنشيط الحركة الرياضية سواء في السباحة او المصارعة او كرة القدم او غيرها من ألعاب اخرى، التي تطورت وازدهرت بمرور الزمن في ظل هذه الاجواء. واستمرت هذه الاجواء الرياضية تقام بكل مرح ولهو واستمتاع من قبل كل الرياضيين من زملاء بطلنا الشهير عباس الديك كالبطل مجيد لولو المولود عام 1909. والبطل عوسي الاعظمي المولود عام 1913. والاخرين من زملائهم. لعل من اهم ما وصل اليه البطل عباس عبد الله الديك من نفوذ جماهيري شعبي، هو وصوله الى دفة رئاسة الاتحاد العراقي المركزي للمصارعة الحرة والرومانية الذي تأسس عام 1950. وهكذا يكون بطلنا الشهير عباس الديك اول رئيس رسمي لاتحاد المصارعة العراقي عند تاسيسه عام 1950..! . بالنسبة لجيلنا في سبعينات القرن العشرين، فقد كنتُ اشاهد البطل الشهير عباس الديك عندما يحضر الى نهائيات البطولات المحلية والدولية التي تقام في بلدنا العراق، وكنت ابقى لفترة من الزمن اشاهد واتأمل هذا البطل الذي تجاوزت شهرته الآفاق حاضرا بين ابنائه المصارعين من الاجيال اللاحقة لجيله وسط الاحتفاء الكبير به من قبل كل مدربينا ومصارعينا الكبار

 بقلم الدكتور حسين اسماعيل الاعظمي العبيدي  

 إقتباس بتصرف خالد عوسي الأعظمي 

الأربعاء، 1 يونيو 2022

(الأعظمية) أنين وحنين


(الأعظمية) أنين وحنين 

الصورة : من على الجسر الخشبي (جسر الدوَب) الذي يربط الأعظمية بالكاظمية ، ويظهر جزء من المسناية بالقرب من ضفة نهر دجلة المطلة على محلة السفينة في الأعظمية منتصف الثلاثينات .

المقال : يقول الأستاذ (سيف الدين الآلوسي) في مقاله الموسوم (بغداد ،، تشويه متعمد !!!! الاعظمية الاصيلة نموذجا !!!) :- ذهبت لزيارة قبر والدي الدكتور فاروق الالوسي رحمه الله في مقبرة الاعظمية ، ذهبت الى الاعظمية وانا ولدت فيها ، والاعظمية التي اعرفها وبيوت اجدادي الاثنين فيها ،، من جهة السفينة والكورنيش ، اصبحت قطع صغيرة وشوارع مكسرة ومطاعم ، ولو كمنطقة ، فهي احسن من منطقة هيبت خاتون بظهر قاسم ابو الكص ، والتي اصبحت كأنها قرية عشوائية في كولومبيا ،، وسينما الاعظمية اصبحت دائرة للارامل والايتام تابعة للوقف السني ،، وحديقة النعمان اصبحت قاعة للمناسبات والاعراس ،، كلية العلوم اصبحت علوة لبيع الچبس ،، ذهبت الى شارع ٢٠ والفوضى والاوساخ ،، صعدت على السدة في نهاية شارع عشرين وبيوت على الشط متروكة لاساتذة الطب بالعراق ،، مهجورة ، محاطة ببيوت عشوائية وفوضى ،، بيوت الاساتذة الدكاترة كمال السامرائي وعزيز محمود شكري وحسني الالوسي وبيوت شنشل وعلي احسان نشأت والخضيري وغيرها ،، تبكي اصحابها ، وقد بنيت بجهودهم وعلمهم وتعبهم ،، طيلة عقود ليسكنوها في اواخر عمرهم وبعد تقاعدهم ،، وقد تركها الورثة او باعوها للاسف !!! رجعت الى شارع الصليخ وحيث بيت المرحوم منذر عباس اصبح محلة كمحلة عشوائية،، في ريودي جانيرو تضم زقاقا وخمسين بيت بكبر الشخاطة !!! وكذلك البيوت المجاورة ولا تعرف الملك الصحيح والتجاوز ،، وحيث سمچة بيت الزهاوي صارت كراجات وبيوت ام ٥٠ متر ! وبواجهات ٢،٥ م وارتفاع ١٢ م !!! وذهبت باتجاه الگريعات وساحة عماش ،، لم يبقى بيت محافظا على خصوصيته سوى بيت المرحوم الاستاذ د سالم الدملوجي وحيث بقية البيوت تغيرت معالمها ،. وصلت الى بيت خالي المهندس معاذ فانه ضايع بين بيوت التلزيك الجديدة على دجلة وكأنني بنص محلات التصليح بالشيخ عمر !! ،، اما البيت الذي قضيت احلى ايام حياتي فيه ،، ولدي فيه ذكريات لا تنسى، وهو بيت عمي المرحوم الدكتور خليل الالوسي وبيت اقرب الناس لي ،وهم اولاد عمي الدكتور عاكف الالوسي والدكتورالمرحوم علي الالوسي ،، فاصبح ارضا لم تبقى منه ،، سوى النبگة القديمة التي على المسناية ،، والتي سكرنا تحتها والمزة نبك عشرات المرات ،، اما قاعدتنا البحرية البير القديم للمكينة، والمرفأ لثلاثة زوارق سريعة وبلام اثنين وطوربيد وايام الووتر سكيينغ او التزحلق على الماء فقد ذهبت واهلها من دون رجعه. حزنت بحرقة على ذكرى احباء ومنزل ،، وشط جميل وجزرة رملية روعة تسوه احلى بلاجات العالم ،، وبارتيات وحفلات ،، وحب على دجلة ، والوزة التي تغوص ونحن نحودها بالماطور ، وتقشمر علينه وتطلع بغير اتجاه ،، والرگي العال والجبن عل الجزرة ،، والتكة والسمچ ،، والفريدة المبردة المجورشة !!! اكملت الى الكريعات وسيارات سكراب متضررة من التفجيرات متروكة ،، والمشاتل الجميلة اصبحت بيوتا غير صحية بمساحات ضيقة ،، وبيت الاستاذ هشام منير المعماري القدير كانه عجوز تعبان هجره الجميع وكذلك بيت السيدة امل الخضيري والمرحوم جمال عمر نظمي !! . تألمت كثيرا ،، ثم رجعت الى بساتين ال سليمان ورشيد عالي الگيلاني والتي اصبحت معارض النهضة للسيارات ، وشارع الاخطل ودرابينه وكلية بغداد والمشاتل فقد اصبحت محلات محلات للسكن التعبان والذوق المعماري المعدوم ،، والبستان الجميل بظهر كلية بغداد واشجار كلية بغداد ،، تم اجتثاثه واجتثاثها ، وفتح فيه شارع وتقسم الى اراضي سكنية !!! اما بيوت اقاربي واصدقائي فصارت مجموعة كنج مال دجاج ومنهم بيوت اخوية وصديقي المرحوم ممتاز خال اخوية بسمل مقادسي وبيوت جده ووالده ، وبيوت باكوس والبكري والزهاوي ولم يبقى الا بيت الاستاذ الدكتور المرحوم مكي الواعظ والد اخوتي د مكرم ومناف وووووووو!!! ورجعت مع اخوية وصديقي ورفيق الدرب منذ ستين عاما قصي خير الدين الحافظ الى شارع الضباط وحيث ضيعت معالمه ،، تزقنبت كباتشينو باحدى الكافيهات ،، وسلمت على قصي ،، ورجعت للبيت حيث لطيت نص بطل وباكيتين جگاير وعلى اغنية ام كلثوم الاطلال ،، وانا حزين على احفادي ومقهور على اولادي الذين عاشوا جزءا مع هذه الذكريات في بغدادهم الجميلة النظيفة

 . إقتباس بتصرف خالد عوسي الأعظمي


 

الاثنين، 23 مايو 2022

الرياضي الشامل عوسي الاعظمي

 


الرياضي الشامل عوسي الاعظمي . مقال للدكتور حسين اسماعيل الاعظمي العبيدي .

الصورة : صورة ناطقة وجميلة للمرحوم الرياضي البطل عوسي الاعظمي في ريعان شبابه. على شواطيء الأعظمية عام 1936م .

المقال : عوسي الاعظمي، اسم شغل الناس جميعا سواء في مدينته الاعظمية او في الاوساط الرياضية البغدادية والعراقية بصورة عامة، اقام الدنيا ولم يقعدها، رياضي بكل ما يمكن ان تحتويه هذه الكلمة من معنى. مارس الكثير من انواع الرياضة المتداولة وغير المتداولة في بلدنا العراق، رياضة الدراجات حيث نظم سباقات الدراجات الهوائية وكان بطلاً من أبطالها، وله الكثير من الحكايات على ألسنة الناس للطافةِ معشرهِ وفكاهته. كذلك السباحة والمصارعة والزورخانة ورفع الاثقال وكمال الاجسام والتزحلق والكشافة التي كان عوسي من روادها، والالعاب البهلوانية، واعلامي اسس مجلة في ستينات القرن المنصرم اسماها –مجلة اللياقة البدنية- وعندما افتتح في بغداد عام 1956 اول تلفزيون في الوطن العربي، كان له السبق في اعداد وتقديم اول برنامج رياضي في التلفزيون اسماه –الابطال- مارس الرياضي البطل عوسي الاعظمي رياضة مصارعة الزورخانة التراثية مع ابرز ابطال ورجالات المصارعة انذاك فهم "الحاج عباس الديك ومهدي زنو والحاج حسن نصيف وصبري الخطاط ونايل الصباغ وصادق الصندوق وعباس صندقجي وحسن بن اسطة بريسم و حيدر عنجر وعوسي الاعظمي وغني القرغولي وحساني وظاهر مسعود وتوفيق الكركوكلي وصبري الجنابي وحميد عبد علي واسماعيل ابراهيم الدوري وموسى ابو طبرة وناجي زين الدين المصرف وزكي كاظم ومحمود الخشالي. هكذا كان عوسي الاعظمي، وهو الذي لايألو جهدا في التنقل والسفر وراء نشاطاته الرياضية المستمرة بلا هوادة. ويقول ولده البار السيد خالد، (ان والده عندما تجاوز سن الثلاثين عشق السياحة والسفر، حيث ألتقى بأبطال الرياضة بالمصارعة في العالم لتبادل الخبرات، وفي لبنان فاز على المصارع اللبناني زكريا شهاب، وفي تركيا فاز على المصارع التركي محمد اوغاد وكذلك فاز على عدد من مصارعي بلغاريا، وفي عام 1952م، قام عوسي الأعظمي برحلة إلى الأقطار العربية والتقى هناك بالمصارع المصري إبراهيم مصطفى في النادي الاهلي المصري، ونظمت له جولات سياحية في مختلف أنحاء مصر، والتقى برئيس مصر محمد نجيب الذي جعل نفقة ضيافة الأعظمي على حسابه الخاص. وكان يطبع الدعوات الرياضية، ويوزع النشرات الرياضية وعلى نفقته الخاصة دعما للوعي الرياضي) فضلاً عن كل ذلك اسس الرياضي البطل عوسي الاعظمي الكثير من المنجزات الرياضية، كمهرجانات الالعاب التي مارسها. وتنظيم المسابقات في مختلف الالعاب الرياضية، فكان قطعة من نشاط عجيبة غريبة لاتهدأ ولا تسكن، فقد كان عوسي الاعظمي يمتلك شخصية في المجتمع مثيرا للغاية في الجد والهزل والانجاز والعطاء والنشاط المستمر..! بهلوان الالعاب الرياضية، مارس رياضات لم يمارسها غيره في بلدنا العراق واثار فيها انتباه القاصي والداني في الاوساط الرياضية والجماهيرية. وبالتالي هو شخصية من الصعب تكرارها. يحفظ له الاعظميون الكثير جدا من مواقف المرح والهزل والنكات والجد. ليصبح اسمه جزءاً لايتجزأ من حياة اهالي مدينته الاعظمية، واخيرا فهو رائد في ممارسة كثير من الالعاب الرياضية البهلوانية في بلدنا. وله فضل كبير في ديناميكية الحركة الرياضية في مدينته الاعظمية من بغداد، منذ ثلاثينات القرن العشرين حتى وفاته في التسعينات رحمه الله. وهو ما يجعلنا ان نؤكد اهمية وقوع مدينة الاعظمية على ضفاف نهر دجلة الخالد، حيث معظم النشاطات الرياضية تفام على ارضه الرملية وتواجد معظم الشباب يوميا على ضفاف النهر للسباحة والاستمتاع والممارسة..! وكان لتأسيس وافتتاح النادي الاولمبي في مدينة الاعظمية عام 1939 أثر كبير في تنظيم الكثير من المسابقات الرياضية التي قادها ونظم معظمها الرياضي المثير للجدل عوسي الاعظمي (امتلك الرياضي البطل عوسي الاعظمي قوة جسدية غير اعتيادية جعلته متميزاً حتى بين من هم اكبر منه عمراً في السباحة والجري والمصارعة وممارسة الحركات الجمبازية الارضية. وادى كل ذلك الى ان اطلقت عليه جدته لقب "عوسي" وكان ذلك بسبب اختناقه في طفولته وبلغ حد الموت..! وبقدرة قادر عاد ليتنفس فاصبح عوسي منذ ذلك التاريخ حتى لحظة وفاته مارس المصارعة في الزورخانات في الثلاثينات وتعلم ابجدياتها على يد عباس الديك ومجيد ليلو). ولد جاسم محمد طه العبيدي القحطاني الحميري –عوسي الاعظمي- في بغداد عام1331 هـ 1913م. وعاش زمناً رياضيا بكل معنى الكلمة حيث ناهز الثمانين عاما، اذ توفاه الله عزّوجل في يوم 11  ربيع الثاني 1414 هـ/27 سبتمبر 1993م. بحادث دهس سيارة وهو يقود دراجته الهوائية، التي لازمته طوال حياته، وكان ذاهباً لمسبح الصفا لتعليم الفتيان رياضة السباحة. (هناك جفر رملية تنتشر على الضفاف الرملية لنهر دجلة في منطقة السفينة اختار منها عوسي واحدة للتدرب على المصارعة وهيأها لهذا الغرض وهي بطول 6.14 متر وبعرض 5.14 متر تملأ بمزيج من الرمل والتراب وتجري التمارين حولها اما الصراع فيكون داخل الجفرة وسميت بعدها جفرة عوسي هذه الجفرة والجفر الاخرى في محلة السفينة كانت النواة التي اثمرت بجيل من المصارعين الذين رفعوا اسم العراق عربياً ودولياً وهم"رحومي جاسم واموري اسماعيل وخلدون عبدي ومهدي وحيد وقاسم السيد وكريم رشيد الاسود وحسن عبد الوهاب) . أكتفي بهذا القدر من حلقتنا هذه على ان نعود في مناسبة اخرى لاكمال سرد وسيرة حياة بطلنا الرياضي البطل عوسي الاعظمي فهناك من الحديث عن بطل رياضي بقيمة عوسي الاعظمي ما يطول ويكثر، عسى ان يمكننا العلي القدير من ذلك ان شاء وقدر. رحم الله بطلنا ابا خالد، واسكنه فسيح جناته.

الأحد، 10 أبريل 2022

محلة السفينة والإجتياح الأخير




محلة السفينة والإجتياح الأخير . 
الصورة : المدرعة الأمريكية التي تركها جنودها في محلة السفينة التابعة الى منطقة الأعظمية في يو 10نيسان 2003م .

المقال : حينما غادرنا جانب الكرخ عام 1945؛ ذلك الجانب المحبب الذي عاش فيه الاباء والاجداد؛ والذي تمتعنا فيه بعلاقات وطيدة مع زملائنا في الدراسة والجيرة الحسنة؛ صور لنا صغر سننا وقلة تجربتنا ان جزءا مهما من حياتنا قد تلاشى هناك؛ وان لا عودة للايام السالفة المليئة بالعفوية و الانس و الود؛ ولكن.... ما كدنا نستقر في بيتنا الجديد في محلة السفينة من الاعظمية؛ حتى تفتحت امامنا ابواب زاهية تؤدي الى جنان خيرة من الجيرة الجديدة المليئة بالمحبة والتعاطف والحنان والآمال الوردية. ذات مرة سألت استاذي الشاعر الراحل ناجي القشطيني ( الذي جاورناه في محلة السفينة بعد ان جاورناه في الكرخ ايضا ) عن مصدر تسمية هذه المحلة : فقال ( انها لا ترتبط بأسمها الاصلي الذي نشأت عليه؛ اذ انها معروفة تأريخيا بسوق يحيى بن خالد البرمكي؛ وهناك مصادر اخرى لهذه التسمية ترجع الى التداول التراثي الشعبي اكثر من الموثوق المثبت؛اما انا فاعتقد ان التسمية جاءت من شكل المحلة ذاتها؛ فلو ابتعدت قليلا حتى نهاية الكورنيش من جهة الجنوب حيث البداية ثم نظرت الى نهايتها عند موقع الجسر الخشبي؛ لوجدتها اقرب الى شكل سفينة رآسية على شاطيء دجلة ). لقد استحوذت علي هذه الفكرة فأخذت ــ ذات يوم ــ دفتر رسم كبير وجمعت بعض اصحابي من ابناء المحلة وانطلقنا بالسير من موقع نادي النداء الاجتماعي في الطرف الجنوبي من الكورنيش متجهين نحو الجسر القديم؛ ومنه صوب المقبرة الملكية فالعودة الى بداية الانطلاق جنوبا... كل ذلك وانا ارسم خط السير خطوة فخطوة؛ وحينماعدنا الى ملتقانا و استقر بنا الحال؛ رجعنا الى ذلك المخطط البدائي حيث صور لنا خصب الخيال اوربما الايحاء بأن محلتنا هذه هي عبارة عن ( سفينة شراعية تحمل على متنها.... سكانها وملاذاتهم واسواقهم وحدائقهم وامتعتهم.... ) كانت محلة السفينة؛ مطمح العوائل الموسرة التي كانت تأتي اليها من جميع انحاء العراق؛ لما اشتهرت به؛ من جو نظيف صحي؛ وحدائق وبساتين لا حصر لها وكورنيش يقبل نهر دجلة صباح مساء وحيث تصطف على جانبه دور وقصور؛ وتسبح في مياهه الجارية ( مسناته) الرشيقة الطويلة. لقد كانت تسكن محلة السفينة يوم حللنا بها؛ أسر و شخصيات بارزة من امثال؛ الحاج امين الحسيني مفتي فلسطين؛ والدكتور اسماعيل الصفار؛ والقاضي عبد العزيز الخياط؛ وعبد الكريم بافي؛ والشيخ قاسم القيسي؛ وعبد الفتاح ابراهيم؛ والسيد نوح؛ وعميد الشرطة درويش لطفي البكري؛ والدكتور سليم خياط؛ وجميل الاسود؛؛ وعوائل اخرى من آل الاعظمي؛ والوتري؛ و البرزنلي؛ و حداد؛ و المشاط؛ والوهب؛ و البدري؛ و الاوقاتي، و السعدي و الالوسي؛ و الخوجة؛ والشابندر؛والوادي والفلكي.... الخ بل هناك عوائل يهودية معروفة سكنتها او اصطافت فيها كعائلة المصارع نعيم تفاحة؛ وعبوديا؛ ودلالي؛ وربيع... الخ ولعل من ابرز مظاهر ذلك التلاحم والتآخي بين ابناء الشعب الواحد هوذلك اليوم الذي احتضنت فيه محلة السفينة المرجع الديني الكبير السيد ابو الحسن حينما داهمه المرض فنزل ضيفا معززا مكرما عليها طيلة فترة علاجه؛ الى حين اختاره الرفيق الاعلى الى جواره حيث جرى له تشييع ضخم من هذه المحلة بالذات شاركت فيه طوائف الشعب؛وما زلنا نحن صبيان السفينة آنذاك نحفظ لحد اليوم مطلع ترديد الوداع الاخير الذي يقول ( رحمة اللـــه عليه كلما هب النسيم ). في هذه المحلة؛ اصبح لنا اصدقاء وزملاء دراسة؛ نتجمع صباحا في الساحة المقابلة لبيتنا؛ لنسير بين البساتين ومشاتل الزهور حتى المقبرة الملكية ومن هناك ننطلق في شارعها لنمر على [مكتبة عوسي الأعظمي] ودار المعلمين الابتدائبة ثم ثانوية البنات، فحديقة النعمان؛و لنعرج نحو شارع المعظم فثانوية الاعظمية للبنين المطلة على ساحة عنتر والنادي الاولمبي. اما سويعات راحتنا فقد كانت تحددها المواسم كالسباحة قرب مسناة قصر عبد الخالق على النهر؛ او اللعب ضمن فريق السفينة لكرة القدم؛او التمشي على الكورنيش حتى سلسلة ( الجراديغ ) المحاطة بالبساتين ومزارع ( اللوبياء والخيار والبطيخ والرقي... الخ ) و المطلة على نهر دجلة. او التجول في شارع الجسر حيث المقاهي والمكتبات ودكاكين الخضروات والعطارة والعيادات والصيدليات المنتشرة حتى شارع الاعظمية الرئيسي قرب جامع ابي حنيفة النعمان. وكان من اشهر المواقع في السفينة آنذاك [مكتبة حمدي الأعظمي] ومعمل صالح افندي للنسيج؛ و طرشي ذيب؛ ودلالية ياسين؛ ومقهى الرصافي [ومقهى الجزائر] ومكتبة الثقافة؛ وتبوغ السيد عبد المجيد البدري؛ مختار المحلة؛ ومدرسة السفينة الابتدائبة؛ ومحل تصليح الدراجات؛.... الخ؛ ثم تتسلسل الدكاكين المختصة ببيع اللحوم و القرطاسية والفواكه والخضروات حتى مقهى الجرداغ الذي لايبعد سوى بضعة امتار عن المقبرة الملكية؛ولربما سنح لنا الوقت فزرنا بعض زملاء الدراسة في محلات النصة وشارع عشرين والشيوخ وراغبة خاتون؛ لنعود ادرجنا باتجاه آخر يبدأ من دار العلوم فمحلة الحارة حيث عيادة شبلي وبيت ثنيان وبيت الشيخ علي؛ فساحة الجسر ومنها الى مدخل الكورنيش لنستعرض باعجاب وافتتان تلك البيوت المنسقة ذات الطابع الشرقي الاصيل الغني بالريازة والالوان الجذابة الزاهية.. كانت لمحلة السفينة برامج متنوعة الا ان اهمها كان يتركز على الجوانب الرياضية التي تستفيد من النهر وسواحله؛ كسباقات السباحة؛ والمصارعة؛ والتجديف والملاكمة وكرة الريشة والطائرة... الخ [التي ينظمها البطل عوسي الأعظمي] ولم تكن تلك الفعاليات مقتصرة على هذه النواحي وحسب؛ بل كان لعشاق الغناء والموسيقى والمربعات دورهم الفني المحبب؛ فيا طالما استمع الجالسون على الشاطيء الى اصوات ساحرة تنطلق من زوارق عشاق السهر وهي تردد مقامات اللامي والبهيرزاوي؛ والبنجكاه... الخ او ( بستات ) على شواطي دجلة مر؛ و يانبعة الريحان؛ و ان شكوت الهوى... الخ بل انني اذكر ان صديقا لي من ابناء المحلة( اصبح صيدليا فيما بعد ) كان عازفا بارعا على الكمان وكان يطيب له ان يستأجر زورقا بين الفينة والاخرى ويدعونا لمصاحبته وهو يعزف الحانا مشهورة لسامي الشوا ( كالصحراء؛ او رقص الهوانم ). او لعبد الوهاب مثل (حبي؛ حياتي انت؛ همسة حائرة.. ). بمرور الزمن اصبح لنا اصدقاء وزملاء كثر يترددون على السفينة بين الحين والآخر اذكر منهم ( ابو بكر عبدالله الحضرمي) وهو لاعب كرة شهير؛ وعيسى على عيسى( من امراء زنجبار) الذي نال الجائزة الاولى كاحسن ملاكم في وزنه على نطاق العراق؛ كما كان من الاصدقاء المترددين عليها ايضا الممثلون المسرحيون شهاب الكصب؛ ومحمد القيسي؛ وفخري الزبيدي وحميد المحل.. الخ ومن الرسامين نزار سليم خالد الجادر نزار سليم وخالد الرحال. وغيرهم؛ ومن الموسيقيين؛عازف العود سلمان شكر؛ وعازف الجوزة شعوبي ابراهيم. استعرضت امامي ( على طريقة الرجوع الى الماضي ) كل تلك الذكريات؛ وانا اشاهد من على الفضائيات؛ واقرأ الصحف وهي تسرد لنا تلك الجريمة الدموية البشعة للاجتياح الغوغائي الذي حدث يوم [10نيسان 2003م] لمحلة ـ السفينة ـ الراسية على شواطيء المحبة والالفة والتآخي بين ابناء الشعب الواحد؛ ليحولها ذلك الهجوم المتوحش الى ساحة أشتباكات و معارك لا تعرف للابرياء حرمة؛ ولا للطفولة رعاية؛ ولا للاماكن المقدسة كرامة. ولقد ذكر لي صديق قديم هاتفيا؛ ان مستشفى النعمان؛التي كانت ولم تزل جار هذه المحلة وملاذ مرضاها وغيرهم من العراقيين؛ اجتاحتها موجات واسعة من اطلاق الرصاص؛ فضجت صارخة من هول تلك الفوضى العارمة التي ا قضت مضاجع النيام الغارقين في مأساة آلامهم وزادت من عنائهم واوجاعهم واحاطتهم بجو من الخوف والرعب. ان ما حل بالسفينة البغدادية؛ لايختلف عما حل بمثيلاتها من محلات مدن العراق؛ فالمصيبة واحدة؛ والدمار عام شامل؛ والدماء العراقية مختلطة؛ لاتعرف لها هوية سواء اكانت من الشمال ام من الجنوب؛ ان كانت لمسلم ام لمسيحي..... شيعي؛ سني؛ كاثوليكي؛ آرثدوكسي؛ صابيء أم يزيدي لكن الواضح الجلي ان تلك الدماء الغزيرة كانت لعراقيين عاشوا بصفاء ومودة ورحلوا وهم يلعنون الاحتلال وبطانة السوء التي أباحت وسوغت له القيام بكل تلك الجرائم البشعة التي يتصبب لها جبين الانسانية خجلا واشمئزازا. ان الشيء الوحيد الذي بات يعلمه العراقي علم اليقين هو ان تصرف ذلك الهائج الوحشي الهمجي الذي يتهدد او يذبح اي انسان امامه؛ انما لا يفعل ذلك بدافع فردي شخصاني لاختلاف بالهوية او العقيدة او المذهب؛ وانما يقوم بذلك تنفيذا للاوامر المرسومة التي تصدر اليه..... وهي بالطبع مدعومة بالتخطيط والاسناد والحماية ثم بالمال وهو العنصر الاهم. كل هذا وغيره حدث لمحلة السفينة فجأة لتتحول تلك الجنينة السياحية المتلألأة ضياءا؛ والراسية على جناح المثل الشرود من الاطمئنان والرخاء؛ الى بارجة حربية قاسية الملامح متجهمة السحنة؛ مشتعلة بنار الحقد والجبروت وطغيان المحتل الغاشم. 
 بقلم (خالص عزمي) 
إقتباس بتصرف خالد عوسي الأعظمي  

الأحد، 3 أبريل 2022

صاحب أشهر دور الكتب ببغداد.. تعرف على الكاتب قاسم محمد الرجب في ذكرى وفاته




نجح قاسم الرجب في تطوير مكتبته وتحقيق شهرة واسعة خلال سنوات قليلة، وتواصل مع دور النشر العربية الكبيرة، وتوسعت خبرته وذاع صيته

الصورة : الرجب (يمين) . يوصف الرجب بأنه كان كثير المطالعة وقوي الحفظ لأسماء الأعلام والكتب وتواريخ الوفيات - بدأ مشوار الرجب في نشر الكتب في عام 1935 عندما افتتح مكتبة المثنى وسط سوق الكتب ببغداد

اقتباس  (من مواقع التواصل ) طه العاني  -

---
عاش الأديب والكاتب والمؤلف العراقي قاسم محمد الرجب الأعظمي قصة كفاح عانى خلالها من حياة الفقر والعوز،  ووصلت به الحال إلى العجز عن شراء ملابس المدرسة أو سداد ثمن ثوب العيد للخياط، ويقول في مذكراته:
 "بقيت في داري لا أخرج منها حتى انتهى العيد". وبعد حياة كرسها للكتب والشغف بها من خلال البحث عنها وقراءتها، وطباعتها، ونشرها، وبيعها، توفي في الأول من أبريل/نيسان 1974 عن عمر ناهز 55 عاما بعد وعكة صحية ألمّت به.
بدايات قاسية
ولد الرجب عام 1918 ميلادية في مدينة الأعظمية ببغداد، وبها نشأ وتعلم القرآن الكريم، ثم أكمل دراسته الابتدائية ولم يواصل الدراسة، وله 4 أولاد، حسب الكاتب والمؤرخ ( خالد عوسي الأعظمي ) . وفي حديثه للجزيرة نت أشار الأعظمي إلى أن الباحثين والدارسين كانوا يرجعون إلى الأستاذ الرجب فيخبرهم بالمصادر والمراجع التي لها صلة ببحوثهم ودراستهم، وكان كثير المطالعة مع اتسامه بالذكاء والبراعة وقوة الذاكرة في حفظ أسماء الأعلام وأسماء الكتب وتواريخ الوفيات، وكان رجلا سهلا جميل الأخلاق بشوش الوجه. وينقل الأعظمي عن الرجب في مذكراته وهو يتحدث عن بداياته أن صلته بسوق السراي تعود إلى سنة 1930 يوم اضطر إلى ترك المدرسة مع شقيقه، وكان حينها في الصف السادس الابتدائي وعمره حينذاك 12 عاما، بسبب الفقر وعدم قدرته على سداد ثمن ملابس المدرسة. وكان يتمرن للعودة إلى بيته في الأعظمية ماشيا بعد خروجه من المدرسة المأمونية ويقطع مسافة طويلة لتوفير بعض النقود وشراء جزء من كتاب الأغاني لأبي فرج الأصفهاني، وكان لهذا الكتاب الفضل في إذكاء روح المطالعة لديه، حسب الأعظمي. ويعد الرجب من المؤسسين لجمعية منتدى الإمام أبي حنيفة، وأهدى إلى مكتبة الجمعية كثيرا من الكتب والمصادر التي تولى طبعها ونشرها. 

مكتبة المثنى
وبدأ مشوار الرجب في نشر الكتب عام 1935 عندما افتتح مكتبة صغيرة وسط سوق الكتب في منطقة السراي ببغداد، وكان اسمها "مكتبة المعري"، ثم غير اسمها إلى "مكتبة المثنى" بعد أن نصحه أحد أصدقائه بذلك، وفق مذكراته.
ونجح الرجب في تطوير مكتبته وتحقيق شهرة واسعة خلال سنوات قليلة، وتواصل مع دور النشر العربية الكبيرة، وتوسعت خبرته وذاع صيته. ويلفت مدير دار الرافدين للطباعة والنشر محمد هادي إلى أن الرجب عمل بداية مع الحاج نعمان الأعظمي في المكتبة العصرية قبل أن يفتتح مكتبته الخاصة، التي أسماها "المثنى". هادي لفت إلى أن الرجب استطاع إدخال كتب للعراق غير موجودة في باقي الدول العربية (الجزيرة)
وفي حديثه للجزيرة نت رأى هادي أن انطلاقة الرجب كانت عندما استورد مجموعة كتب وموسوعات من ألمانيا وهولندا واستطاع بيعها، فلم يبدأ على نحو نمطي كما يفعل آخرون حينها عندما كانت تصل مجموعة كتب قليلة من إسطنبول أو إيران وتعرض بمزاد علني لندرتها. ويؤكد أنه استطاع إدخال كتب غير موجودة في باقي الدول العربية، وتوجه صوب لبنان واتفق مع دور النشر هناك. ويضيف أن الرجب توسع عمله وأصدر مجلة "المكتبة"، وكانت تعنى بآخر الإصدارات، وهي مجلة مختصة بمهنة النشر والوراقة والكتبيين، وكان يصدر قائمة بالكتب المتوفرة بشكل مطبوع ويوزعها على القراء والأساتذة والجامعات، وكان عمله منظما. وعن مصير المكتبة اليوم يقول هادي إنها أصبحت مخزن قرطاسية، أما المكتبة القديمة فقد اندثرت بشكل نهائي لانشغال أولاده بمهنة الطباعة التجارية ولم يطوروا إرث والدهم في النشر.
الملاح رأى أن الرجب من أفضل وأشهر أصحاب المكتبات في منتصف القرن الماضي بالعراق (الجزيرة)

دوره الفكري
ويقول الكاتب والباحث أحمد الملاح إن الرجب يعد من أفضل وأشهر أصحاب المكتبات في منتصف القرن الماضي بالعراق، ومن أهم الأشياء التي قدمها مذكراته التي تحدثت عن الواقع الكتبي في العراق منذ ثلاثينيات القرن الماضي، خاصة عندما يتكلم عن نعمان الأعظمي صاحب المكتبة العربية الرائدة في طباعة الكتب التاريخية والتراثية. ويضيف الملاح للجزيرة نت أن الرجب واكب انطلاقة الطباعة في العراق والواقع الكتبي الحقيقي، خاصة في ثلاثينيات وأربعينيات وخمسينيات وستينيات القرن الماضي. وينوه إلى أن مجلة المكتبة بالإضافة إلى كونها استضافت العديد من الأقلام المهمة، فكان ما يميزها أنها وثقت الكثير من التفاصيل والأحداث، إضافة إلى المواضيع التراثية، خاصة تراث بغداد وتاريخها. وفي حين يضع الباحثون الرجب في طليعة رواد اليقظة الفكرية الحديثة في العراق، يشيد الملاح بدوره الكبير في حركة الفكر العراقية منتصف القرن الماضي. ويذكر الملاح أنه من الأشياء المؤلمة جدا أن المكتبة تعرضت لحريق كبير عام 1999 أتى على كل مكتبة المثنى العامرة بالكتب والطبعات الأولى والمخطوطات وغيرها، وأعلن وقتها أن الحريق كان بفعل فاعل، ولكن لم يكشف عن ملابسات هذه الحادثة حتى يومنا الحاضر.

وفاته
وعن ملابسات وفاة الرجب في مثل هذه الأيام قبل نحو نصف قرن، يقول الأعظمي إن الرجب توفي بالسكتة القلبية في العاصمة اللبنانية بيروت عام 1974. ويبين أن جثمان الراحل نُقل إلى بغداد وشيع بموكب كبير في جامع الإمام الأعظم، وشهد الصلاة عليه المؤرخ وليد الأعظمي، ودفن في مقبرة الخيزران في الأعظمية بجوار صديقه الخطاط ..المشهور هاشم محمد البغدادي قرب مرقد الشيخ أبي بكر الشبلي.
جميع الحقوق محفوظة © 2022 شبكة الجزيرة الاعلامية
المصدر : الجزيرة https://aja.me/ntjyna

أحدث مقال

[بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟

  [بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟ الصورة : عوسي الأعظمي على إحدى الصحف الإنگليزية ، منتصف الأربعينات . المقال : جاسم م...