الجمعة، 3 يونيو 2022

عباس الديك


 

عباس الديك

 Shakerchi Samir الصورة : من أرشيف المؤرخ الرياضي الأستاذ

 وقد تحدث عنها قائلاً :- كنز تاريخي بهيئة لوحة . الفن والرياضة والأصالة في صورة واحدة . من بطولة العراق للمصارعة عام 1948م 

 لقطة رائعة ، ألتقطت بعد إنتهاء منافسات بطولة المصارعة التي أقيمت بتاريخ 19كانون أول ، وسط ساحة الكشافة . ويبدو فيها من اليمين الشخصية الرياضية متعدد المواهب ، وبطل وزن الخفيف (عوسي الأعظمي) ثم المدرب وبطل الزورخانة (مجيد لولو) ثم (سعيد آصف) ثم بطل الزورخانة الرياضي المعروف [عباس الديك] صاحب أول محاولة في تاريخ رياضتنا ، للإتفاق على إنهاء نزال بالمصارعة مقابل شراء ذمة المصارع المقابل ، وكان يومها (الهرگريمر) مقابل مبلغ من المال . ثم البطل (خلوق أمين زكي) ، الذي فاز ببطولة . ثم (مصطفى القلمچي) المحامي الذي أصبح فيما بعد ، مستشاراً لعدي صدام حسين ثم الممثل (يوسف العاني) رحمهم الله جميعاً . إ.ھ .

المقال : يبدو ان البطل الشهير المصارع عباس عبد الله الديك، هو واحد مِن اقدم مَن نستطيع الكتابة عنه من رواد المصارعة العراقية في عصرنا الحديث، او خلال القرن العشرين تحديداً. وهو احد انشط الرياضيين العراقيين الرواد، مع بعض الزملاء كمجيد لولو وعوسي الاعظمي وصادق الصندوق وغيرهم في النصف الاول من القرن الماضي، ورغم ان المصارعة بشكل عام كانت تتمحور في نشاط المصارعة التراثية التي يطلق عليها بـ(الزورخانة) ورغم ان هذه المصارعة لاتمتاز في نشاطاتها بالبطولات والمسابقات الدورية فيما بين المصارعين او بين الفرق الزورخانية المتعددة على مستوى التنظيم الحكومي..! حيث بقيتْ نشاطات عفوية تمارس للهواية وقضاء الوقت واللهو في اوقات متقطعة او متصلة طويلة خلال اليوم. ولكن هواية المنافسة بين المصارعين افرادا وجماعات غريزيا قائمة طبعاً. فكانت تجرى بعض اللقاءات التنافسية بين بعض المصارعين ليقال انها انتهت بفوز احد المصارعين..! ولعل النزال الشهير بين البطل عباس الديك والالماني الهر كريمر، خير مثال على التنافس الفردي بين المصارعين، فضلاً عن نزالات اخرى حدثت بين بعض المصارعين الآخرين او بين فرق الزورخانة المنتشرة في بغداد. ورغم كل ما قيل عن نزال عباس الديك والالماني الهر كريمر، الا ان مبدأ غريزة التنافس وطموح الفوز على الآخر كان موجودا بين المصارعين بصورة طبيعية..! (نال المصارع البطل عباس الديك شهرة واسعة وحظوة كبيرة بين الجماهير العراقية بعد نزاله الكبير مع الالماني الهر كريمر. في الرابع عشر من تشرين الثاني من عام 1935، ولم  ينل مصارع عراقي شهرة وسمعة في اوساط المجتمع مثل تلك التي حظي بها البطل عباس الديك. والبطل عباس الديك كان يمثل مدرسة خاصة في عالم الصراع والجفرات، وهو استاذ لمجموعة كبيرة من المصارعين الذين تتلمذوا على يديه وقلدوا حركاته واساليبه في التمرينات والمنافسات) . ذاع صيت البطل عباس الديك بين الافاق، واصبح البطل عباس قائدا رياضيا للمرحلة التي عاشها وعاصرها..! مع ان النزالات في تلك الآونة لم تكن ضمن بطولة منتظمة محليا او دوليا. وانما تنظيم شعبي بمبادرات اجتماعية فردية وجماعية لجمع الجماهير وامتاعها..! التي تحضر بكثافة لمشاهدة هذه المبادرات الرياضية ومنها الحضور الكبير للنزال الاشهر بين البطلين عباس الديك والالماني الهر كريمر الذي امسى تاريخا يذكر في كل وقت وحين..! . ولد المصارع البطل عباس عبد الله الديك في محلة الهيتاويين بالرصافة من بغداد عام  1902. امتازت شخصيته منذ بواكير حياته بالهدوء والبساطة والقوة في اتخاذ المواقف الشخصية، تصل حد العناد..! كذلك كان بطلنا عباس الديك رجلا نزيها حليما طيبا محبوبا في المجتمع، وفي حداثة عمره كان يقضي معظم اوقات اليوم بهوايته المفضلة ممارسة الرياضة بانواعها المتاحة، وعلى الاخص على شاطئ نهر دجلة الخالد في السباحة والمصارعة والعاب مصارعة الزورخانة التراثية مع زملائه في الحي وسط الاستماع عند مرافقة الدفوف وغناء المقامات العراقية لهذه الالعاب التي تتميز بالروح الدينية والصوفية المرافقة للمصارعة الزورخانية التراثية. هكذا كان فضل وجود نهري دجلة والفرات في بلدنا العراق، والحمد لله على كل شيء. اللذين كان لهما الاثر الاكبر في تنشيط الحركة الرياضية سواء في السباحة او المصارعة او كرة القدم او غيرها من ألعاب اخرى، التي تطورت وازدهرت بمرور الزمن في ظل هذه الاجواء. واستمرت هذه الاجواء الرياضية تقام بكل مرح ولهو واستمتاع من قبل كل الرياضيين من زملاء بطلنا الشهير عباس الديك كالبطل مجيد لولو المولود عام 1909. والبطل عوسي الاعظمي المولود عام 1913. والاخرين من زملائهم. لعل من اهم ما وصل اليه البطل عباس عبد الله الديك من نفوذ جماهيري شعبي، هو وصوله الى دفة رئاسة الاتحاد العراقي المركزي للمصارعة الحرة والرومانية الذي تأسس عام 1950. وهكذا يكون بطلنا الشهير عباس الديك اول رئيس رسمي لاتحاد المصارعة العراقي عند تاسيسه عام 1950..! . بالنسبة لجيلنا في سبعينات القرن العشرين، فقد كنتُ اشاهد البطل الشهير عباس الديك عندما يحضر الى نهائيات البطولات المحلية والدولية التي تقام في بلدنا العراق، وكنت ابقى لفترة من الزمن اشاهد واتأمل هذا البطل الذي تجاوزت شهرته الآفاق حاضرا بين ابنائه المصارعين من الاجيال اللاحقة لجيله وسط الاحتفاء الكبير به من قبل كل مدربينا ومصارعينا الكبار

 بقلم الدكتور حسين اسماعيل الاعظمي العبيدي  

 إقتباس بتصرف خالد عوسي الأعظمي 

ليست هناك تعليقات:

أحدث مقال

[بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟

  [بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟ الصورة : عوسي الأعظمي على إحدى الصحف الإنگليزية ، منتصف الأربعينات . المقال : جاسم م...