كيف تنبّأ الباشا نوري السعيد بنهايته ؟ ( الصورة - التمثيل بجسد نوري السعيد وسحله في شوارع بغداد عقب ثورة تموز عام 1958 ) .
هناكَ اسرار واحداث لا يفصح عن محتواها الا بعد مرور مدة طويلة على قيامها لانها مواضيع حساسة ومهمة والافصاح عنها عند حدوثها مباشرة ربما يؤدي إلى تدهور في العلاقات السياسية بين الجهات المعنية لهذه الوقائع الا انها بعد فترة تصل احياناً إلى خمسين عاماً ولزوال الاسباب الداعية لكتمانها تنشر في وسائل الاعلام وقد اتفق على تسمية هذه الممارسة بالنشر بـ(فك اسر الوثائق) وقد نشرت مجلة الف باء في منتصف الثمانينيات من القرن السابق وثيقة تشير الى ان الباشا نوري السعيد قد استدعى السفير البريطاني آنذاك في بغداد عام 1957 وتكلم معه بقوة وجراءة معاتباً حكومته على رفض انضمام الكويت (قبل ان تكون دولة) إلى الاتحاد الهاشمي بين العراق والاردن قائلاً له ان الاردن دولة فقيرة ومواردها محدودة جداً وان انضمام الكويت إلى هذا الاتحاد يضيف له قدرة اقتصادية قوية تمكنه من منافسة الجمهورية العربية المتحدة التي تكونت من اندماج مصر وسوريا. ثم قال له بالحرف ، انكم قد خذلتمونا واحرجتم موقفنا وفي الوقت الذي نسعى فيه إلى ان نوثق علاقتنا معكم ونريد دعمكم لا تنفذون ذلك وانكم قد انشأتم اسرائيل في وسط العالم العربي وقدمتم لها دعماً قويا جداً واستبعدتم شعوبنا علينا واتهمونا بالعمالة لكم وليس هذا الموقف الذي نتوقعه منكم نحن الحكام الذين اسسوا احلافاً عسكرية معكم وانشأوا اقوى العلاقات الاقتصادية والسياسية والثقافية مع دولكم في الغرب ثم اردف قائلاً ستقوم ثورة في العراق بالتخلص منا والمجيء بحكام وطنيين اكثر منا ولا يتعاونون معكم بالمطلق كما نتعاون نحن وسيؤدي ذلك إلى ضياع مصالحكم التي نرعاها لاننا نؤمن بافكاركم وان التخلي عنا سيؤدي إلى مجيء حكام اخرين تتعرض من خلالهم مصالحكم إلى الخطر. وسيأتي يوماً اقتل وتسحل جثتي بالشوارع لا لشيء الا انني اتعاون معكم لمصلحة شعبي ولكنكم لا تقدرون مغزى ذلك ثم قال ولولا خشيتي من تقول الناس علي واتهامي بالخوف لكنت غادرت العراق ومعي عائلتي لاعيش اخر ايام عمري في قرية من قرى اوربا وادون مذكراتي عن ذلك. هذه النبوءة تحققت وتعرض هذا الرجل السياسي إلى ذلك وهو الذي قالت عنه يوماً (مس بل) حينما رأته لاول مرة قادماً من الحجاز مع الملك فيصل الاول لاستلام العرش العراقي بعد ان اطالت النظر اليه وقالت كلمتها المشهورة (بعد ذهابه ) اما ان نكسب هذا الرجل او نترك العراق . إ.هـ ( سهيل العباسي ) . (كلام مهم جداً ) !!! وقد يكون واحد من اسباب مقتل الباشا !!
نشرت مجلة " لايف انترناشنال " الصادرة في 26 يوليو / تموز 1958 ، أي بعد اقل من اسبوعين على مصرع نوري السعيد ، اذ جاء فيها ما يشبه الوصية الاخيرة له ، وهو آخر تصريح له قبل نهايته المأساوية التي لا يمكن تخيلها .. دعونا نتأمل في قوله : " انني كعربي وبرغم صداقتي للعالم الحر ، اقول جهرا : ان طاقتي في التحمل بلغت نهايتها ، فلقد طفح الكيل كثيرا جراء سياسات الغرب معنا . ويشاركني في مشاعري كل المسؤولين العرب في العالم . لقد سبق ان نبهناكم ونصحناكم مرارا بضرورة انصافنا وحل قضيتنا قبل ان يستفحل الامر ، ولكنكم تجاهلتمونا ، فحّلت في المنطقة عدة مشاكل وخطوب .. والان فإنني ارى كوارث مقبلة في الافق البعيد ، فهي ان حلت عن طريق اليأس .. فلابد ان يتجدد سعيرها الملتهب على ايدي شيوعيين او ارهابيين في المستقبل القريب ، ويقيني ان اخمادها حين ذاك لن يكون هينا بأي حال من الاحوال "
*( من أسرار الطب العدلي ) . الفنان مصطفى أبو طبره \رسام جريدة حبزبوز . يقول :- كنت أعمل بالطب العدلي ولفترة طويلة إطلعت على أسرار طبية بحكم منصبي مديرا لقاعه التشريح ، والأسرار لها علاقة بالسياسة كنت أسرها لولدي زيد طبرة سأطلعكم على أولها ولا أدري هل مثبتة في أرشيف الطب العدلي . ان رئيس الوزراء نوري السعيد لم يقتل بل إنتحر و في الارشيف صورة تثبت ذلك واعطيت نسخه منها لولدي زيد مع التقرير الصادر وتم دفن الجثة على عمق مضاعف ليلا في مقبرة باب المعظم من قبلي وثلاثه من المشرحين اذكر احدهم اسمه حمزه ولم يتم التمثيل به و تم سحل جثة بديلة عن جثتة . ( زيد طبرة ) .
جمع واعداد: خالد عوسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق