يروي مصلح الدين النقشبندي وزير الاوقاف عام 1964 - 1965 كيف رفض وزير المالية طلب سمو الامير عبدالاله مبلغ مئة وخمسين دينارا للعلاج واجراء الفحوصات قائلا:- في بداية الخمسينيات تدهورت صحة الوصي وولي العهد سمو الامير عبد الاله فنصحة الاطباء بإجراء فحوصات وتحاليل خارج العراق حتى تكون تلك الفحوصات والتحاليل هي الحاسمة للاطباء المعالجين، وبعد حساب تكاليف السفر والتحاليل والفحوصات تبين انها تكلف مبلغ مئة وخمسين دينارا، ولم يكن في ذلك الوقت هذا المبلغ متيسرا للوصي عبد الاله ، ولم يجد من حوله من يعطيه هذا المبلغ لأنه ببساطة لا يوجد شخص عنده هذا المبلغ من العائلة المالكة. فذهب الوصي عبدالاله الى رئيس الوزراء نوري السعيد ليساعده في تهيئة هذا المبلغ، فما كان من نوري السعيد الا ان قال للوصي عبدالاله:- قدم طلبا الى رئيس الوزراء واشرح في طلبك ما تريد، وانا سوف اساعدك في ذلك قدر الامكان، وفعلا كتب الوصي طلبا شرح فيه احتياجه الى مبلغ مئة وخمسين دينارا لغرض الفحوصات والتحاليل والعلاج خارج العراق. اخذ نوري السعيد طلب الوصي واتجه الى وزير المالية في ذلك الوقت، فما كان جواب وزير المالية الا الرفض، قائلا:- لا يوجد لدينا باب في الميزانية لصرف مبالغ لعلاج سمو الامير. لذلك اعتذر الوزير عن صرف المبلغ المذكور. ولم ييأس الوصي، فذهب الى مدير الاوقاف العام رؤوف الكبيسي شارحا له مدى احتياجه الى المبلغ المذكور، وبعد حديث طويل بين رؤوف الكبيسي والوصي عبد الاله اجابه مدير الاوقاف العام انه مستعد لأن يقرضه هذا المبلغ من خزينة مديرية الاوقاف، وعلى مسؤوليته على شرط ان يسدد الوصي المبلغ على شكل اقساط شهرية محددة. فجاء الفرج الى الوصي عبدالاله بعد طول صبر ومعاناة، وتمكن من استقراض المبلغ والسفر الى خارج العراق من اجل العلاج واجراء الفحوصات، وبعد رجوع الوصي من السفر بصحة جيدة قام بتسديد الاقساط الشهرية للمبلغ المذكور بشكل كامل. رحم الله مدير الاوقاف رؤوف الكبيسي على مساعدة الوصي عبدالاله في محنتة ومرضه في ذلك الوقت.
مقالة: خالد حسن الخطيب
جمع واعداد: خالد عوسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق