الشيخ العلامة الأستاذ الدكتور " هاشم جميل (على يمين الصورة) .
هو الشيخ العلامة الأستاذ الدكتور " هاشم جميل عبد الله " العراقي القيسي الجباوي -نسبة إلى جبة قرية غربي الرمادي بـ 100 كيلو –الرماديُّ ؛ لأنه ترعرع فيها ؛ الفلوجيُّ ؛ لأنه ولد فيها .
وهو المرجع في الفتوى في العراق ، ولد سنة ( 1940 م ) وبدأ بتعلم القرآن على طريقة الكتاتيب منذ نعومة أضفاره ودرس سنتين في الفلوجة على يد الشيخ عبد العزيز بن سالم السامرائي وهما الثانية عشرة والثالثة عشرة من عمره ، ولم يقنع بذلك حتى طلب العلو فسافر إلى سامراء ليدرس على يد شيخ شيخه أحمد الراوي – رحمه الله –فلازمه سبع سنوات من سنة 1953 إلى 1960 وتخرج به وأجازه بالإجازة العلمية ، وكان الشيخ أحمد الراوي شديد العناية به لما رأى توقد ذكائه وحفظه وجودته . وكان يجعل له جعالات في الحفظ يظفر بها . ثم لم يكتف بذلك حتى درس العلوم الشرعية على يد أكابر علماء العراق في ذلك الحين ومنهم الشيخ أمجد الزهاوي وعبد الكريم المدرس وعبد القادر الفضلي وغيرهم . ثم انخرط في الدراسة الأكاديمية وأتم الدراسة الجامعية في كلية الإمام الأعظم في بغداد -المسماة الآن كلية العلوم الإسلامية وهي إحدى كليات جامعة بغداد - ومارس الخطابة آنذاك سنتين في بغداد . ثم انتقل إلى مصر وأتم هناك الماجستير وحصل على الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولى من هناك عام 1973م عن رسالته الموسومة " فقه الإمام سعيد بن المسيب " وهي مطبوعة في بغداد في أربع مجلدات . وقد أفاد من علماء مصر في وقتها ؛ إذ التقى بأكابر علماءها . وكان شيخة عبد الغني عبد الخالق يجله كثيراً ويخصه بمزيد من العلم .
حاز على الأستاذية في الفقه المقارن منذ وقت مبكر . وشغل عدداً كبيراً من المناصب الإدارية العلمية في كثير من الجامعات العراقية والخليجية .
وبعد أن ضاقت عليه المعيشة في العراق بسبب الحصار الذي كان مفروضاً على العراق سافر إلى دولة الإمارات وعمل مدرساً للسنوات الثلاثة الماضية في كلية الدراسات الإسلامية والعربية في دبي ، ولما أنهى عقده فيها انتقل إلى عجمان وهو فيها الآن .
وقد أشرف وناقش أكثر من مئة رسالة في الماجستير والدكتوراه.
وأنا قد لازمته ملازمة تامة أكثر من عشر سنوات أنتفع من علمه وأستشيره في أغلب أموري .
وهو عظيم الأدب كثير الصمت لا يتكلم إلا بفائدة ، كثير قيام الليل كثير الصوم ، بل كان يصوم أكثر من شطر العام ، وكنت أجلس معه الساعات الطويلة فلا أسمعه يغتاب أحداً ، ويدرأ عن ذوي الهيئات عثراتهم ، عظيم التحمل في النقاش شديد الحب للسنة وهو الذي ألزمني بتأليف كتابي " كشف الإيهام لما تظمنه تحرير التقريب من الأوهام "، وجعل الرد على التحرير واجباً في عنقي ، وكنت أحاوره في كثير من التراجم . وقد أشرف عليَّ في الماجستير و اختار لي موضوع الدكتواراه ، ووضع لي خطته وهندس لي العمل في الكتاب . وكان كثير النصح عظيم الزهد ، عرضت له كثير من مناصب الدنيا وزهرتها فرغب عنها حتى عرضت عليه رئاسة الجامعة الإسلامية في بغداد فقال : أريد أن أموت لا لي ولا علي . وهو في الفقه رأس وإمام ، لم تر عيناي مثله في الفقه واستنباط المسائل وحفظ المذاهب ومناقشتها والرد على أدلتها ، وله باع طويل في الحديث لكن ليس على طريقة المتقدمين ، وهو متمكن في بقية العلوم الشرعية الأخرى . وكتابه " فقه الإمام سعيد " يدرس في مرحلة الدكتوراه وكتابه الآخر " مسائل من الفقه المقارن " في مجلدين يدرس في البكالوريوس والماجستير والدكتوراه ، وله أبحاث أخرى طبعت قديماً في المجلة الإسلامية . وغيرها ، مع بعض البحوث التي طبعت له الآن في دبي .
وزيادة على ما حباه الله به من الهيئة الوقورة والسمت الحسن والخلقة الجميلة فقد رزق القبول فلم يعرفه أحد إلا أحبه ولا يعرف له عدو أو مبغض .
وأنا الآن أتصل به كثيراً في مسائل الفقه الصعبة لا سيما التي تمر علي في الأحوال الشخصية ؛ لتصدري الإفتاء في مدينتنا الجريحة ( الرمادي ) .
أسأل الله أن يحسن عاقبتنا جميعاً في الأمور كلها ، وأن يجيرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة .
جمع واعداد : خالد عوسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق