نوري السعيد يقول لمعتقل شيوعي من نكرة السلمان.. "أنزع الحذاء وأضربني على صلعتي"
في سنة 1957 شارك العراق بدورة الالعاب العربية الثانية المقامة في العاصمة اللبنانية بيروت في تلك الدورة فرقآ تمثل كل الالعاب الرياضية كالقدم والطائرة والسلة والميدان ورفع الاثقال والمصارعة والملاكمة. وكان من أبطال تلك الالعاب _ عمو بابا وعمو سمسم ويورا وعباس حمادي وفخري ابو ليلي وجليل شهاب وجمولي وموفق وعبدو وهؤلاء هم اللاعبين الأساسين لكرة القدم وأما فريق السلة كان يمثله طارق حسن(حرامي بغداد ) ومهدي احمد وعزيز الحجية وغيرهم ومن أبطال الساحة والميدان غانم محمود بطل 100 م وحسين ناهي 200 م وقاسم مختار ونايف كعب ونايف صكيب ومحمد عبد اللله وعبد الحسين عمران وهم أبطال معروفين لسنوات عملوا في هذا المجال وحكاية ذاكرتي هي عن بطل العراق جعفر ابو العيس الذي تربع على الوزن المتوسط في رفع الأثقال لسنين طويلة. وقد شارك في البطولة ضمن وفد رفع الاثقال مع جعفر سلمازي وعبد الله حسين وجبار كاظم وغيرهم . والحكاية تبدا حينما كان الصراع السياسي في تلك الفترة بين حكومة مصر وحكومة بغداد لتصل مراحله للسب والشتم بين جمال عبد الناصر والباشا نوري سعيد لتصل نهايته للمذيعين احمد سعيد ناظم بطرس وكان من المشاركين في تلك الدورة عن مصر الرباع خضر الثوني كان في حينها بطل العالم في الوزن المتوسط وهنا تدخل الباشا مطالبآ المسؤولين عن الرياضة في حينها بأيجاد الند القوي لبطل مصر خضر الثوني فرد عليه مسؤول الوفد . باشا هناك شخص شيوعي محكوم 3 سنوات في نقرة السلمان أسمه جعفر ابو العيس وحالآ أمر الباشا بأحضاره فورآ وفي اليوم الثاني قابل ابو العيس الباشا وقابله برحابة صدر وقال له ( شوف جعفر انت شيوعي ) وأريد منك أن تذهب لمدينتك المسيب وأمامك شهران وهو أن تتدرب خلال هذين الشهرين وكل شيئ سيهيئ لك وأذا غلبت المصري خضر فلك مطلق الحرية بمزاولة كفاحك الشيوعي ومن ثم ( أنزع الحذاء وأضربني على صلعتي ) ولكن أبو العيس رد عليه بأدب ( حاشاك باشا ). وبالفعل سافر جعفر مع الوفد وفي يوم السباق حضر كل المشاركين الرياضيين من العراقيين الصراع المرتقب والكل يشجع أبو العيس وكان في حينها تقدم ثلاث فعاليات في الرفع هي الخطف والضغط والنتر وكل امكانيات ابو العيس هو رفع 165 كيلو في الفقر وحينما رفع الثقل كان ينتخي بجده ابو العيس وبعد ان تساويا في رفعتي الخطف والظغط لم تبقى سوى فعالية النقر . وقد طلب الثوني 160 كيلو ورفعها وكذلك العيس تمكن من رفعها.. وبعدها أضاف خضر 5 كيلوات زيادة وتمكن من رفعها وهنا جاء دور أبو العيس ليطلب نفس الثقل وهو 165 كيلو وتم له ذلك وأذا بالثوني يرفع الحديد بثقل 170 كيلو وجاء دور أبو العيس ليطلب 175 كيلو وهو ثقل أكثر من قابليته وكان الحاضرون يخشون على أبو العيس من صعوبة الرفع ولكن أبو العيس بقى وعيون الحاضرين رابية اليه . وأمسك بالحديد ينتخي بكلمة جده فأوصله لكتفه وبقت له الرفع للأعلى وهو في حالة عراقي غيور وهنا صاح بصوت دوى في القاعة ليهتف يا صبر الكرار وأذا بالحديد ثابت فوق رأسه مدة أطول من دقة الجرس بنجاح الرفعة لتدوي القاعة بالهتاف والتصفيق ودموع الرياضيين تنساب على خدودهم ورفعوا جعفر على اكتافهم يطاف به في قاعة الملعب وهو يبكي من شدة الفرح وعهد وفاء لنوري السعيد ليستلم وسامه الذهبي الوحيد في الدورة وبعد انسحاب الوفد من الدورة بسبب أعتداء الجمهور اللبناني عليه ليقول الباشا كلمته الفصل الاخير في بلد عربي يهان فيه شباب العراق. وفي مطار المثنى أستقبله نوري باشا بالأحضان وهو يبكي على كتف جعفر أبو العيس هكذا كان رياضيوا ذاك الزمان أوفياء مخلصين لرياضتهم وهكذا كان قادة العراق صادقين في وعودهم ولكن للسياسيين غايات ولكن أبو العيس أقسم في حضرة الأمام علي بأن يترك السياسة لأنها نفاق ودجل ورياء . ( وكالة النخيل للأنباء ) .
------------------------------------------------------------------------------------
صورة الباشا شاباً عام ١٩٠٩م .
مقالة بعنوان : الباشا ( نوري السعيد ) يعاشر ( القرم بارية - الشواذ ) أيام شبابه !؟.
روى محمود الجندي الذي قال :- كنت خارجا لتوي من السجن في نهاية الاربعينات جراء اتهامي مع عدد من عمال المطابع بالانتماء للحزب الشيوعي حيث حكم علينا بالسجن ثلاث سنوات وكنت قد استأنفت عملي كمرتب للحروف في مطبعة تقع في جديد حسن باشا كانت تطبع جريدة يصدرها سعيد السامرائي وسليم طه التكريتي واسمها (الشباب) ومساء احد الايام وحينما كنت جالسا في احد مقاهي منطقة المهدية سمعت رجلا يروي حكايات عن معرفته بنوري السعيد ومن بين ماقاله ان نوري في شبابه كان صديقا ( للقرم بارية) اي ( الشواذ) وقد التقطت الجملة وبنيت عليها تعليقا صغيرا دفعته لسليم التكريتي الذي كان شديد الكره لنوري السعيد فدفعه للطبع وفي اليوم التالي لظهور الجريدة جاء رجال الشعبة الخاصة الى المطبعة وسألوا صاحبها عني فناداني وكنت بملابس العمل واصطحبني هؤلاء في سيارة جيب عبرت بنا الجسر القديم واذا بي امام دار نوري السعيد سلمني الجماعة الذين اصطحبوني الى شرطي الحراسة الذي ادخلني للمنزل وكانت رائحة سكرة الليلة الماضية تفوح مني وجاء نوري السعيد فنهضت للوقوف فسألني :- انت اسمك محمود الجندي؟ قلت له نعم ياسيدي !! اجابني بالسؤآل كم عمرك ؟ فقلت له عشرون عاما !! اجابني ضاحكا: يعني انت ماچنت جاي للدنيا من آني چنت مصادق (القرم بارية) شلون كتبتها لعاد ؟ قلت له لقد سمعتها من شخص في مقهى بالمهدية !! فضحك وقال لي : لازم چنت شارب عرگ قچغ وكتبت مقالتك ؟ حاولت ان اعتذر له فمد يده في جيبه واعطاني ربع دينار وقال لي : ابني اشرب عرگ مستكي احسن ترة القچغ يخليك تشطح بعيد !! ونادى الشرطي وقال له : هاك هاي درهم ركبه بالعربانة حتى يروح لشغله !! .
مدونة الدكتور إبراهيم العلاّف .
جمع واعداد : خالد عوسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق