صدر الحكم من القاضي بإعدام سيّد قطب فخرج رفاقه من القفص إلا سيّد ! فقال الضابط : ماذا تنتظر ؟! فقال : انتظر القدوم على ربي !!!دخلت أخته حميدة عليه لتُقنعه بالاعتذار فقال: إن كنتُ مسجونا بحق فأنا ارتضي حكم الحق , وإن كنت مسجونا بباطل فأنا أكبر من أن استرحم الباطل !قبل أن يُشنق سيّد قطب بقليل جاءه ضابط فقال له : وقّع على هذا وسيُعفى عنك ! فإذا مكتوب " كنت مخطئا وأنا أعتذر " !فقال : لن أشتري الحياة الزائلة بكذبة لن تزول !تقدّم الضابط عند منصة المشنقة فسأل سيّد قطب مستهزئا : ما معنى كلمة شهيد ؟! فقال : الشهيد من شهد أن شريعة الله أغلى عليه من حياته !وقف سيّد قطب عند حبل المشنقة فقال له أحد شيوخ السلطان : يا سيّد قل لا إله إلا الله ! فقال : إليك عنّي فنحن نقتل لأجلها وأنت تأكل بها الخبز! نظر نظرته الأخيرة لمن حوله فإذا الحرس والدبابات والقناصة على أسطح المنازل وكبار الضبّاط متأهبين بكامل أسلحتهم فرفع نظره إلى السماء وقال : ربي إنّي مظلومٌ فانتصر !!!دقائق وإذا بجسد سيّد قطب يتدلى على أعواد المشنقة وقد صعدت روحه إلى باريها تشتكي قسوة الظلم وظلم العباد فوقع الخبر على المسلمين وقع الصاعقة !قيل للشيخ عبد الرحمن الدوسري رحمه الله : إن سيّد قطب رجلٌ حليق ! فقال : نحن نحتاج لشُعُور سيّد قطب لا شعورِه ! وهذا لا يعني أن سيّد قطب ليس لديه أخطاء !فهو رحمه الله عنده أخطاء ومزالق وهنّات نسأل الله أن يتجاوز له عنها , لكنّه صاحب مبدأ وغيرة على الدين . (وقفة) :جاء أن سيّد قطب تعرّض لثلاثة من جُلّة الصحابة وهذا صحيح في كتابيه : كتب وشخصيّات والعدالة الاجتماعية ! وهم عثمان ومعاوية وعمرو بن العاص رضي الله عنهم وهذين الكتابين ألفهما في بداياته مع جماعة الإخوان ومعلوم أن سيّد قطب مرّ بثلاث مراحل ، مرحلة العلمانية , ثم بداياته مع جماعة الإخوان , ثم التوجيه العلمي الأدبي وبعد نضوجه الفكري الأدبي ومطالعته للمراجع الإسلامية تراجع عن كتبه القديمة مثل الكتابين الذيْن ذُكرا , بل أوصى بعدم طباعتها تأثّما كما ذكر ذلك أخوه العلم الأديب محمد قطب وسيّد قطب له قلمٌ رشيق وعبارة لها رونق خاص لا يحاكمها إلا من جمع بين العلم الأصيل والأدب الرفيع كشيخ مشايخنا بكر أبو زيد الذي قال رادا على ش ربيع المدخلي بشأن سيّد قطب ( لابد من تكافؤ القدرات في الذوق الأدبي والقدرة على البلاغة والبيان وحسن العرض وإلا فليكسر القلم ) !من كلمات سيّد قطب رحمه الله إن أفكارنا وكلماتنا تظل جثثا هامدة ، حتى إذا متنا في سبيلها أو غذيْناها بالدماء انتفضت حية وعاشت بين الأحياء )( إذا أريد للإسلام أن يعمل فلابد أن يحكم !فما جاء الدين لينزوي في الصوامع والمعابد أو يستكن في القلوب والضمائر وإنما ليحكم الحياة ويصرّفها ) .
جمع واعداد: خالد عوسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق