المقال : (مقبرة البانوقة) أو (مقبرة الخيزران) أو (مقبرة الأعظمية) في رصافة بغداد .
الصورة : بطاقة بريدية من تلوين اليهودي جوزيف حوري لمقبرة و جامع الإمام الأعظم منتصف العشرينات .
ان مكان هذه المقبرة يمتد من (الكسرة) حالياً اي شمال (باب المعظم) حتى نهاية (الاعظمية) اذ اغلبها كانت مقابر ، وقد تم بناء بعض الابنية في تلك المنطقة زمن الخليفة المهدي ، ولقد كانت هنالك حالة دفن لاول متوفي وهو الامام الاعظم وابن اسحاق صاحب كتاب السيرة النبوية ودفن البانوقة بنت الخليفة المهدي ، ولا نعلم ايهما دفن أولاً ، لكن الذي يبدو ان كتب التاريخ تكاد تتفق على ان دفن الامام الاعظم كانت اول حالات الدفن عام 150هـ وان حالة الدفن الثانية هي حالة دفن ابن اسحاق اما دفن البانوقة في هذه المقبرة فقد اختلفت التواريخ لوفاتها ذلك ان البانوقة توفيت قبل وفاة ابيها الذي توفي عام 169هـ وان كنا لا نعلم السنة اما الخيزران زوجة الخليفة المهدي فقد توفيت عام 173 هـ وتولي ابنها الاول الهادي الخلافة ومقتله وتوجيه الاتهام اليها في مقتله واستمرت كذلك حتى تولى ابنها الثاني هارون الرشيد الخلافة حيث توفيت بعد تولي الرشيد الخلافة اما البانوقة فقد كانت اثيرة عند ابيها الخليفة المهدي وهو الخليفة العباسي الثالث بعد ابي العباس السفاح والمنصور وهو والد الخليفتين الهادي وهارون الرشيد . ويذكر احد المؤرخين كيفية تعلق المهدي بابنته البانوقة الامر الذي يدلل على ان دفن البانوقة في هذه المقبرة والتي كانت تسمى برصافة بغداد كانت قبل دفن الامام ودفن ابن اسحاق ودفن الخيزران . والبانوقة لم تكن ابنة الخيزران الزوجة الثانية للخليفة المهدي وانما كانت ابنة الزوجة الاولى لذلك فان تسمية مقبرة الاعظمية بمقبرة البانوقة ابنة المهدي باعتبارها اول من دفن هناك يكاد يكون مقبولا اذا علمنا ان المهدي هو الذي انشأ الابنية في مكان دفن ابنته اي في منطقة الرصافة والتي كانت اصلا منطقة الاعظمية الحالية كذلك فان تسمية هذه المقبرة بمقبرة الخيزران جاءت بعد هذه الحادثة بكثير وحصلت زمن الرشيد اذ أُطْلق هذا الاسم بعد ان دفنت الخيزران ام الخليفة الرشيد زمن خلافة ابنها باسم مقبرة الخيزران وفي هذه المقبرة تم دفن الكثير من العلماء الاجلاء و الفقهاء الكرماء فمن الذين تم دفنهم في هذه المقبرة شيخ الصوفية ابو بكر الشبلي عام 334هـ ولا زال كل من يدخل المقبرة يجد قبر الشبلي خارج صحن الامام الاعظم في هذه المقبرة والخطيب البغدادي مؤرخ بغداد عام 463هـ والمؤرخ الشهير الحافظ الواقدي عام 407هـ وحسن باشا عام 1061هـ وابراهيم باشا عام 1057 ومحمد فاضل باشا الداغستاني القائد العثماني في الحرب العالمية الاولى . ويشار الى ان بناء مرقد الامام الاعظم او تجديده كان زمن السلطان العثماني مراد الرابع عام 1032هـ وتولى حاكم بغداد بكر صوباشي بناء قبة على قبر الامام الاعظم بعد اكثر من 800 سنة على انشاء هذه المقبرة وحيث ان نهر دجلة يتوسع في الجهة الشرقية اليسرى اي انه ياكل من ارض منطقة الاعظمية التي فيها قبر الامام ابي حنيفة الذي كان قريبا من النهر لذلك اوعز السلطان العثماني محمد خان عام 1085هـ ببناء سد محكم يفصل القبر عن نهر دجلة وتم تقوية السداد على ضفة النهر لكي لا يغرق قبر الامام مع ملاحظة ان الامام ابا حنيفة اودعه الخليفة المنصور السجن وهو سجن المطبق الشهير وان وفاته كما يرى الكثير من المؤرخين حصلت في السجن لذلك فان تسمية هذه المقبرة بمقبرة البانوقة او مقبرة الخيزران او مقبرة الامام الاعظم يجد له اساس تاريخي حقيقي .
مقال من تاليف : طارق حرب.
. ( خالد عوسي الأعظمي ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق