الاعظمية ... عبق المكان وطيب المكين .
الصورة : الأعظمية و إمامها الأعظم مطلع الخمسينات .
المقال : هي في الابجدية مطلع الحروف .. وهي في الاسماء مطلع الائمة . وهي في العمر مطلع الصبا . حاضنة النعمان ، والنعمان في التاريخ حاضنها. اعظمية الاعاظم , من اعظم الائمة الى اعاظم الملوك الى اعاظم الشعراء واللغويين . هذه المدينة مطبخ الاعراق ، يأتيها التركي والفارسي فيستعرب ويؤمها القادم من اصقاع المدن فسيتعظم . في مدينتنا لا تفاوت طبقي . يأكل عالم المدينة وعاملها من مطعم واحد . ويتربع شاعرها الاكبر مع بسطائها في مقهى ويرتبط الراس بالراس من السفينة الى راس الحواش. ومن شارع عمر حتى شارع عشرين فيستحيل الداخل اليها بعائلة واحدة.. وتتوزع الحرية والفكر بالانتماء ؟ فهنا دار الشريعة وعلوم الاقدمين وعلى ذراعها دار العلوم والتكنلوجيا الحديثة , وفي حدائقها المقام والمربع يحكي قصص البغادة . وحيث المسجد الحاضن والمصلون سجود تتهاوى امام واجهات الاسواق ، بها نساء اعظميات هن بحق نساء القرن . بما يحملن من زينة وتقاليد مهفهفات كواعب لا اجمل منهن في مدينة ولا ارقى منهن ملبسا ولا اثقل منهن وقارا وجمالا.. تشكل المدينة من مئذنـة ودار وجامعة ومتجر ومقهى ومتجر ومطاعم كباب واسواق تتصل بجسر يوصلك لمدافن قريش.. لا يستطيل لأكثر من ميل يلخص التاريخ والحاضر علم الاولين والاخرين . هي التي ولدت يوم احتضن شراها جسد النعمان لكنها ليست للإحناق وحدهم فقد عبر اليها الكاظميون فاستعظموا وسكنها الجواهري فاستعظم وهرب اليها التركي مولود فاستعظمها واستعظم . ومر بها العلامة الكوفي مهدي المخزومي فاحبها واحبته فاستعظم .عشق الشاعر القباني فتاتها فاستعظمها . جاءها المحتل علكته وزفرته كشائبة من خالص المضخ وخرج يأن من بأس رجالها جاءوها يمشون بأربع وخرجوا منها بلا اربع . والمئذنة تحكي روايات عجزوا شيوخها من سردها بعيون امتلأت احداقها بمشاهد جثامين المحتل العفنة . مرت السنون ورحل المسنون لدار الخلود والمحتلون للعار يجرون .. ومازالت مدينتي ومسجدها والمئذنة وصوت المؤذن على شريط متهالك لابي عائشة كل ليلة جمعة يدوي ( ياحي ياقيوم ) طاب لنا المكان والمكين فهي تحكي الاف من عبر وقصص الاولين والاخرين والحاضرين . هي قصتي ومهد ولادتي وملعب طفولتي وشجي حبي ولوعتي وغرامي وشجوني وتفاهتي وجنوني وثقافتي هي كل الاشياء وانا بعضها ... ستبقين يا اعظيمة الاعظم .. كل شيء بي لك .. وكل شيء بك لي . (اياد القيسي،،،، ابو أهيب) مع خالد عوسي الأعظمي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق