الاثنين، 7 يناير 2019

أبو تقي أشرف من هتلر!






الصورة : هتلر الأعظمي منتصف السبعينات .



المقال : هتلر المعظماوي، أو أبو تقي الشخصية البغدادية الظريفة، والذي مزج بين المزاح والجنون، بحبه لتقليد شخصية الزعيم النازي (هتلر)، مرتديا معطفا عسكريا طويلا، وقد ملئ بالأوسمة والنياشين العسكرية والمدنية؛ وحتى الدعائية منها، وما قد يجود به محبي هذه الشخصية، من هدايا يتلقفها منهم بقرحته الطفولية، أما قصة شعره وشاربيه، فكان يصففهما أحد أصدقائه من الحلاقين، حتى تصبحا صورة طبق الأصل لشارب وتسريحة الزعيم مع كلمة (نعيماً زعيم، الحساب علينا) ، فيقف أبو تقي مؤديا التحية النازية (هايل هتلر) رافعا يده اليمنى للحلاق والحاضرين من الزبائن الذين تجمعوا لرؤية الزعيم هتلر المعظماوي. ومن الظريف؛ أن الأستاذ (شعوبي إبراهيم) عازف الجوزة وابن الأعظمية، كان يجلب له مسجل للمقهى، وقد سجل عليه تسجيلات من إذاعة برلين باللغة العربية، وبصوت مذيعها المشهور (يونس بحري) مضيفا على المقطع الصوتي الأساس: هنا إذاعة صوت العرب من برلين، الفوهرر (يعني هتلر بالألمانية) يرسل تحيته وسلامه الحار، إلى جاسم أبو تقي في بغداد، مختتما إياها بالنشيد النازي الألماني! وفي أحد الأيام؛ بدا أبو تقي زعلان! فسإل عن السبب فأجاب : “ الاعتبارات والأصول قد فقدت من بعض الناس “، لان (الرئيس البكر) عندما زار الأعظمية، لم يمر على ” كهوة شهاب توشه “ لزيارته ، وطبعا هذا عيب برأي أبو تقي، ومخالف للأعراف الدبلوماسية بين الزعماء “. كان الناس وخاصة الشباب؛ فرحين بوجود الزعيم هتلر (أبو تقي) بينهم، فيضحكون معه ويمازحونه، لكن على طريقته بتعظيم روح الزعامة فيه، وأنه الزعيم الأوحد. كان هذا من الماضي الاجتماعي القريب لبغداد ولبساطة أهلها، وحبهم للنكتة والضحكة، فلم يتجمعوا حول أبو تقي إلا لنفسه الطيبة، وروحة المرحة التي يقلد فيه شخصية الزعيم النازي، فيفرح بضحكتهم ولقائهم به أكثر مما يفرحون. لم يتكبر أبو تقي ولم يصبه الغرور، بل كان يخفف عن الناس آلامهم، على طريقته الخاصة. أما بعض زعمائنا اليوم، نجدهم وقد غرقوا في أوهام السلطة والكرسي، بالتفاف المتملقين عليهم من صناع الطغاة، لا لقيادتهم الحكيمة أو شخصيتهم الفذة، بل للمكاسب التي يجود عليهم هؤلاء القادة الحالمين، البعيدين عن الواقع المرير الذي يعيشه شعبنا. لا أضع اللوم عليهم فحسب، بل على كل من يبعدهم عن واقع وأمنيات وأحلام شعبنا، التي أصبحت في مهب الريح، حتى خيل لهم أنهم أصبحوا (الزعيم الأوحد)، والأقرب الى نفوس الشعب. ولم يدر بخاطرهم أنهم الأقرب من الفوهرر (هتلر) والأبعد عن أبو تقي  . 


.مقال من تأليف : احمد شرار
 إقتباس بتصرف خالد عوسي الأعظمي

ليست هناك تعليقات:

أحدث مقال

[بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟

  [بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟ الصورة : عوسي الأعظمي على إحدى الصحف الإنگليزية ، منتصف الأربعينات . المقال : جاسم م...