السيرة ذاتية للملك فيصل الثاني بن غازي من كتاب
( مقاتل من الصحراء ) فيصل (الثاني) بن غازي بن فيصل (الأول) بن الحسين بن
علي، الهاشميّ، آخر ملك في العراق . (1354 ـ 1377هـ) / (1935 ـ 1958م).
ولد في بغداد، وآل إليه مُلك العراق، بعد وفاة والده، الملك غازي.
وكان فيصل، في وقتها، في الرابعة من عمره، عندما أصبح ملكاً على العراق.
ولذلك عُيِّن خاله، الأمير عبد الإله بن علي، وصياً على عرش العراق، فأدار خاله دفة الحكم. وكان العراق يعيش فترة عصيبة من تاريخه، اتسمت بالتقلبات المثيرة، والأحداث المتلاحقة المتغيرة، على المستويين، الداخلي والخارجي. أدخله خاله مدرسة عربية، ثم مدرسة إنجليزية، انتقل منها إلي بريطانيا، حيث التحق بكلية إيتون العريقة، وعُرف بتبعيته لخاله، الموالي لبريطانيا. كانت الحرب العالمية الثانية قد بدأت، عام 1939، وتنافست دول المحور والحلفاء على كسب الدول إلى جانبها.
وحرص الإنجليز على أن تكون البلاد العربية في جانبهم، وفرضوا وصاية كاملةً، وتدخلاً واضحاً، في تحديد اتجاه السياسة العراقية. ظهرت اتجاهات سياسية متضاربة الأهواء، من الوطنيين المحافظين، إلى القوميين العرب والشيوعيين. وعمَّت المظاهرات، وتغيرت عدة وزارات. وزاد الأمر سوءاً، بتدخل الجيش في السياسة، وتدخل الإنجليز، وضربوا بغداد بالطائرات. ولكثرة التغيرات، وصل الأمر إلى حد أن كان بعض رؤساء الوزارات، بعد أن يستبعد من تشكيل وزاري، يعود مرة أخرى، بل مرات ليرأس حكومة أخرى، وخير مثال لذلك، نوري السعيد، الذي رأس عشر حكومات، وتوفيق السويدي، الذي رأس ثلاث حكومات.
في أوائل مايو 1953، تولى الملك فيصل الثاني سلطاته الدستورية، رسمياً، من دون أن تتغير هيمنة عبد الإله، ونوري السعيد على الحكم. حاول الملك فيصل الثاني الاستقلال عن خاله، واختار سياسة كسب وُد الدول العربية، وبقية الدول الأجنبية، فرأس وفداً أقام معاهدة مع تركيا. ودعا جيرانه، من ملوك ورؤساء العرب، لزيارة بلده، وزارهم في بلادهم. فدعي الملك سعود بن عبد العزيز، الذي لبَّى الدعوة، وزار العراق عام 1957. كما قام الملك فيصل الثاني بن غازي، مع وفد عراقي كبير، بزيارة الملك سعود في الرياض. إلاّ أن هيمنة خاله، ونوري السعيد، على حكم العراق، ظلت هي الأقوى، كما ظلت موالية لبريطانيا، مما ترتب على ذلك انتفاضة 1956، تأييداً لمصر في تأميمها لقناة السويس، واحتجاجاً على العدوان الثلاثي على مصر، في 29 أكتوبر 1956. كما زاد من حدِّة ذلك، ميثاق حلف بغداد، الذي رفعه نوري السعيد. كان الملك فيصل يعاني أزمة صدرية مزمنة، فعاش منعزلاً في قصره. واستبد خاله، عبد الإله، بشؤون القصر، فضج الناس، وكان ذلك من أكبر عوامل قيام ثورة 14 يوليه 1958. اشتدت الدعوة إلى اتحاد الدول العربية، في الفترة التي تولى فيها الملك فيصل الثاني الحكم، لأن مصر وسورية كانتا قد اتحدتا بالفعل. ففكر الملك فيصل الثاني والملك حسين، ملك الأردن، في أن يتحد بلداهما، وشجع علي ذلك أن الملكان سليلا جَدٍّ واحد، وكان يأمل في توحيد العرب. ووقع الاتحاد بين البلدين، في اليوم الرابع عشر من فبراير عام 1958، وتم اختيار الملك فيصل الثاني رئيساً للاتحاد العربي الهاشمي، على أن يكون الملك حسين رئيساً عند غيابه. واستبشرت كثير من الدول خيراً بهذا الاتحاد وهَنَّأتْ الملكين. غير أنه لم يكتب لهذا الاتحاد الاستمرار، حيث انتهز الجيش، بقيادة عبد الكريم قاسم، فترة الهدوء التي سادت في عهد الملك فيصل الثاني، ودبر ثورة، في 14 يوليه 1958، قُتل على أثرها الملك فيصل الثاني، وأفراد عائلته، وعدد كبير من الوزراء، ورؤساء الوزارات السابقين.
ولد في بغداد، وآل إليه مُلك العراق، بعد وفاة والده، الملك غازي.
وكان فيصل، في وقتها، في الرابعة من عمره، عندما أصبح ملكاً على العراق.
ولذلك عُيِّن خاله، الأمير عبد الإله بن علي، وصياً على عرش العراق، فأدار خاله دفة الحكم. وكان العراق يعيش فترة عصيبة من تاريخه، اتسمت بالتقلبات المثيرة، والأحداث المتلاحقة المتغيرة، على المستويين، الداخلي والخارجي. أدخله خاله مدرسة عربية، ثم مدرسة إنجليزية، انتقل منها إلي بريطانيا، حيث التحق بكلية إيتون العريقة، وعُرف بتبعيته لخاله، الموالي لبريطانيا. كانت الحرب العالمية الثانية قد بدأت، عام 1939، وتنافست دول المحور والحلفاء على كسب الدول إلى جانبها.
وحرص الإنجليز على أن تكون البلاد العربية في جانبهم، وفرضوا وصاية كاملةً، وتدخلاً واضحاً، في تحديد اتجاه السياسة العراقية. ظهرت اتجاهات سياسية متضاربة الأهواء، من الوطنيين المحافظين، إلى القوميين العرب والشيوعيين. وعمَّت المظاهرات، وتغيرت عدة وزارات. وزاد الأمر سوءاً، بتدخل الجيش في السياسة، وتدخل الإنجليز، وضربوا بغداد بالطائرات. ولكثرة التغيرات، وصل الأمر إلى حد أن كان بعض رؤساء الوزارات، بعد أن يستبعد من تشكيل وزاري، يعود مرة أخرى، بل مرات ليرأس حكومة أخرى، وخير مثال لذلك، نوري السعيد، الذي رأس عشر حكومات، وتوفيق السويدي، الذي رأس ثلاث حكومات.
في أوائل مايو 1953، تولى الملك فيصل الثاني سلطاته الدستورية، رسمياً، من دون أن تتغير هيمنة عبد الإله، ونوري السعيد على الحكم. حاول الملك فيصل الثاني الاستقلال عن خاله، واختار سياسة كسب وُد الدول العربية، وبقية الدول الأجنبية، فرأس وفداً أقام معاهدة مع تركيا. ودعا جيرانه، من ملوك ورؤساء العرب، لزيارة بلده، وزارهم في بلادهم. فدعي الملك سعود بن عبد العزيز، الذي لبَّى الدعوة، وزار العراق عام 1957. كما قام الملك فيصل الثاني بن غازي، مع وفد عراقي كبير، بزيارة الملك سعود في الرياض. إلاّ أن هيمنة خاله، ونوري السعيد، على حكم العراق، ظلت هي الأقوى، كما ظلت موالية لبريطانيا، مما ترتب على ذلك انتفاضة 1956، تأييداً لمصر في تأميمها لقناة السويس، واحتجاجاً على العدوان الثلاثي على مصر، في 29 أكتوبر 1956. كما زاد من حدِّة ذلك، ميثاق حلف بغداد، الذي رفعه نوري السعيد. كان الملك فيصل يعاني أزمة صدرية مزمنة، فعاش منعزلاً في قصره. واستبد خاله، عبد الإله، بشؤون القصر، فضج الناس، وكان ذلك من أكبر عوامل قيام ثورة 14 يوليه 1958. اشتدت الدعوة إلى اتحاد الدول العربية، في الفترة التي تولى فيها الملك فيصل الثاني الحكم، لأن مصر وسورية كانتا قد اتحدتا بالفعل. ففكر الملك فيصل الثاني والملك حسين، ملك الأردن، في أن يتحد بلداهما، وشجع علي ذلك أن الملكان سليلا جَدٍّ واحد، وكان يأمل في توحيد العرب. ووقع الاتحاد بين البلدين، في اليوم الرابع عشر من فبراير عام 1958، وتم اختيار الملك فيصل الثاني رئيساً للاتحاد العربي الهاشمي، على أن يكون الملك حسين رئيساً عند غيابه. واستبشرت كثير من الدول خيراً بهذا الاتحاد وهَنَّأتْ الملكين. غير أنه لم يكتب لهذا الاتحاد الاستمرار، حيث انتهز الجيش، بقيادة عبد الكريم قاسم، فترة الهدوء التي سادت في عهد الملك فيصل الثاني، ودبر ثورة، في 14 يوليه 1958، قُتل على أثرها الملك فيصل الثاني، وأفراد عائلته، وعدد كبير من الوزراء، ورؤساء الوزارات السابقين.
روزاليند راميريس..المربية الانكليزية ( لفيصل الثاني ملك العراق )..قصة ملك طفل حزين وجد عندها الحنان والدفئ قبل ان يقتله شعبه !!
يقول أرشيف هذه المرأة انها عملت في القصر الملكي العراقي للفترة 1943 - 1946. وهي فترة قالت لي انها غير كافية جعلتها تتعلق بحب ذلك الصبي الملك الحزين وتعلمه الكثير وتلتقط معه اجمل صور ذكرياتها معه بكاميرتها القديمة التي لم تزل تحتفظ بها حتى الان في منزلها - كما قالت - .. انها لم تزل تتذكر ألعاب ذلك الملك الصغير وافلامه السينمائية المفضلة وكانت بالاسود والابيض ومراقبتها له ابان الفعاليات الرسمية التي قدر له أن يشارك فيها ، وتتذكر الازمات التي يمر بها اذ تجتاحه بين فترة واخرى نوبات الربو الذي يؤذيه جدا خصوصا عندما تتوعك سماء بغداد ويحل الغبار ضيفا ثقيلا على سماء بغداد اياما عدة . تستطرد وتقول بكلماتها التي ترصها رصا وهي تنظر اليّ وكأنني نزلت عليها من بلاد العجائب والغرائب : قد لا تدري انني احتفظ بثمة رسائل جميلة كتبها صاحب الجلالة فيصل الثاني لي بانكليزيته الرائعة في سنوات عدة من الخمسينيات وتعّلق قائلة بأنه كان يجيد الانكليزية اكثر من العربية !! .. ولا يمكنك تخّيل حالتي ومشاعري التي خنقتني كوابيس ما حدث في فجر 14 يوليو 1958 ، عندما تناهت الى سمعي انباء مصرع فيصل الثاني في صباح ذلك اليوم الصعب .. لقد كدت اجن وانا اتابع احداث ذلك اليوم من اذاعة لندن البي بي سي ، وهو اليوم الذي قتل فيه ذلك الملك الوديع الذي لم يتجاوز 23 سنة من العمر !!
اطرقت روزاليند قليلا ، وكأنها كانت تفكّر في امر مهم ، ثم التفتت وقالت لي : اتدري ما قاله لي فيصل الثاني في احد الايام ؟ قلت لها : ماذا قال ؟ قالت : قال : ((اريد ان اجعل من وطني العراق جنائن معلقة يراها كل العالم)) ! وهنا انتبهت ، فقلت لها : ولكن لم يستطع ان يحقق امنيته اذ لفّه القدر البائس ، ليأخذ العراق طريقا من نوع آخر في مسيرة تاريخه ! وكان ان قامت مجموعة عسكرية اسمت نفسها بالضباط الاحرار بانقلاب عسكري أعقبه حدوث زخم ثوري في الشارع يوم 14 تموز / يوليو 1958 وقتل الضباط ملكهم وابادوا جميع افراد الاسرة العراقية المالكة وطالوا حتى جدّته لأمه الملكة نفيسة وهي امرأة عجوز مع جميع خدمهم .. ففي 14 تموز 1958 حينما سيطرت مجموعة من ضباط الزعيم عبد الكريم قاسم على قصر الرحاب ، وهبطت للطابق الاسفل العائلة الملكية على راسها الملك فيصل الثاني الذي كان له من العمر 23 عاما وخاله الوصي عبدالاله، الى جانب خدم البيت،وتقدمت نحوهم مجموعة الضباط واطلقت النار العشوائي عليهم دون انذار. كانت الحركة قد قام بها ضباط تزعمهم الزعيم الركن عبد الكريم قاسم ولم يرحم " الضباط الاحرار" النساء والاطفال، وسحلت الجموع بفرح غامر في شوارع بغداد جثة الامير عبدالاله بعد ان ربطتها في مؤخرة سيارة،.ولكنهم لم يمسوا جثة الملك الشاب، واكتفوا بمواراتها التراب بسرية. انطباعات تاريخية مهمة حدثتني في اكثر من لقاء معها بأن فيصل الثاني لم يكن كبقية من كان في عمره ، كان يرسم على وجهه ابتسامات حزينة .. ولم يتكلم الا اذا سئل ولم تعجبه الثرثرة ابدا .. تعّلم الا يكون لوحده ابدا ، فمنذ طفولته تعّود ان يحيطه الكبار ، وقد عرفت ان خالته الاميرة عابدية بدأت ترعاه بعد وفاة امّه التي كانت له سندا وبموتها فقد الملك الطفل فيصل الثاني كل فرحه ولكنه كان إنسانا عجيبا في كظم حزنه .. كان يعجبه احتساء الشاي بالحليب ويعجبة استقبال الشباب العراقي من الفتوة .. ويرحب دوما بجولات في شوارع بغداد اذ كان يرغب ان يكون في سيارة مكشوفة ليحي شعبه الذي يصفق له كلما يراه .. كان يعشق الصور الفوتوغرافية ومراقبة الافلام السينمائية .. كان يحب الرسم وبدأت هوايته منذ سن مبكرة كان يتكلم مع مربيته ومعلمته بالانكليزية التي نجحت في غرس جملة كبيرة من التعابير والمصطلحات النادرة والثمينة في ذهنيته وعلمته كيفية النطق بها منذ صغره حتى يمكنه في المستقبل ان يتميز بها على ملوك الأرض وزعمائها .. ولكن القدر لم يمهله لينفع العراق بمثل هذا الملك الذي لم يبدو انه لم يخلق للعراق ابدا ! وتتحدث روزاليند لي عن خاله الوصي الامير عبد الاله ، فتقول عنه بأنه كان يعتني بفيصل وكأنه ولده ومحبته للملكة عالية لا يمكن ان توصف . كان عبد الاله منطويا على ذاته ويخشى صرامة والدته الملكة نفيسة ، وكان يهتم بجيش العراق اهتماما فوق العادة . مضت الايام ورحلت عن بريطانيا في العام 1983، وكنت أسأل المسز كلينت عن المس روزاليند في كل زيارة لي الى لندن ، فكانت تحدّثني انها بخير حتى انقطعت عني اخبار المسز كلينت والمس روزاليند منذ اكثر من عشر سنوات .. وبعد سنوات طوال سمعت بأن روزاليند قد رحلت في العام 1990 ، ولا اعرف ماذا حّل باشيائها واوراقها العزيزة ، فان هناك مقتنيات اثرية وتاريخية مهمة جدا تفيد تاريخ العائلة الهاشمية التي حكمت العراق 37 سنة من القرن العشرين ، ومنها رسائل وصور ورسوم بيد فيصل .. ولم اعرف ماذا حل بالمسز كلينت وزوجها ! وانا واثق بأن بريطانيا كانت ذكية جدا في توظيف سيّدات راقيات جدا في العديد من مستعمراتها ، وانا واثق من ارتباطاتهن بالسياسة العليا لبريطانيا كجزء من واجباتهن الحقيقية ـ (عن كتاب للمؤلف سيار الجميل : ذاكرة مؤرخ) .
الملك فيصل الثاني وعمره سنتان فقط وهو جالس في حضن والدته الملكة عالية في حفلة عيد ميلاده .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق