الأحد، 27 أكتوبر 2013

هتلر الأعظمي




صورة نادرة تنشر لأول مرة للشخصية المحيرة ( هتلر الأعظمي ) .
الصورة في منتصف السبعينات لشخصية من الشخصيات التي عاصرت أبناء الأعظمية خاصة وأحياء ومحلات بغداد عامة في بداية الخمسينيات، هي شخصية فريدة من نوعها والتي تلفت ناظرها ويصيبها الغرابة والدهشة هي شخصية الإنسان الذي غير مجرى شخصيتة وحياته إنه أعظمي المولد عبيدي العشيرة ومن سكنة محلة الشيوخ، إنه جاسم محمد العبيدي وكنيته جاسم بن رفيعة والذي يعرف بين عامة الناس بهتلر الاعظمية، والذي كان نسخة طبق الأصل من شخصية القائد الالماني النازي هتلر، الذي كان قائدا لجيوش المحور في الحرب العامية الثانية، هتلر الاعظمية الذي يشاهده أي انسان يوحي اليه وكأنه مع هتلر المانيا من ملابسه ذي القيافة الكاملة من الناحية العسكرية الى الاوسمة والانواط التي في صدره وهو يرتدي البدلة العسكرية الالمانية وعلى كتفه الأيسر الصليب العسكري الالماني ، و يقوم باداء التحية العسكرية الالمانية لمن يهديه السلام ورفضه رفضا قاطعا لمن يناديه بأسمه جاسم بل تتم الاجابة عند ندائه بهتلر.


 جاسم بن محمد كان في بداية الثلاثينيات عاملا بسيطا في بداية امره في معامل الدباغة الخاصة بدباغة الجلود والمنتشرة في اكثرية المحال التابعة للاعظمية ومن ضمنهم معمل الحاج حلومي الاعظمي، وكان جاسم هتلر أحد العمال في المعمل المذكور، ادرك مستقبله فأتجه نحو تعلم سياقة السيارات وفعلا تم تعيينه في المعمل المذكور بصفة سائق سيارة، ونتيجة الامراض التي انتشرت في بغداد واطرافها وخاصة حبة بغداد، ترك العمل في مهنة الدباغة وسياقة السيارة واتجه الى مهنة الحدادة في نواحي بغداد وخاصة في معسكر الرشيد الهنيدي سابقا، اضافة الى اعمال البناء وغيرها ثم ترك عمله واصبح جليس المقاهي وظريفا يجذب الناس الى بطولاته الخارقة الخيالية في عام 1960 زارت بعثة اعلامية مدينة بغداد بعد ثورة 14 تموز 1958 واثناء تجوالها في مناطق الاعظمية انتبهت الى شخصية فريدة من نوعها لم تشاهدها البعثة من قبل هي شخصية جاسم هتلر وهو جليس المقهى المقابل لجامع الامام الاعظم وفي مقهى نعمان الاعظمي أو مقهى شهاب توشة وهي من المقاهي الشعبية بين ابناء المحلة، توقفت البعثة الإعلامية وهي في حالة ارتباك ودهشة من المنظر جاسم هتلر وهو بكامل القيافة العسكرية الألمانية .

 من أقوال الزعيم (هتلر الأعظمي) إستعدّوا للقتال فالحرب العالمية الثالثة على الأبواب !؟ صورة نادرة للزعيم هتلر الأعظمي في عام ١٩٧٠م من أرشيف الأخ العزيز محمد كاكا . من الشخصيات الممتعة في التراث البغدادي في تلك السنوات شخصية هتلر الأعظمي. وهو لقب اكتسبه عامل بناء قوي الجسم مفتول العضلات «عريض المنكعين» على رأي عادل إمام كان مثله الأعلى هتلر الزعيم النازي الشهير. ولذلك أطلقوا عليه لقب هتلر الأعظمي؛ لأنه كان يسكن في الأعظمية ، واسمه الأصلي جاسم ويُكنى بأبي تقي. وأهدى له أحد المعجبين معطفاً ألمانياً طويلاً يشبه معاطف هتلر وعصا مارشالية كتلك التي كان يحملها هتلر، وعلق على صدره شعار الصليب المعقوف وبعض النياشين والأوسمة الألمانية المزيفة. كان الناس وخاصة الشباب فرحين بوجود (الزعيم هتلر) بينهم فيضحكون معه ويمازحونه لكن على طريقته؛ بتعظيم روح الزعامة فيه وأنه الزعيم الأوحد. كان يقف فجراً بملابسه ومعطفه وعصاه المارشالية وهو يحيي الجنود والسيارات العسكرية المارة بالتحية النازية «هايل هتلر» والعسكريون يردون التحية له بكل جدية، ولما سُئل عن سبب وقوفه في الصباح الباكر وفي البرد أو المطر قال إنه يبعث في الجنود الروح العسكرية القتالية لأن الحرب العالمية الثالثة على الأبواب!
من مقال للأستاذ ( داود الفرحان )

ليست هناك تعليقات:

أحدث مقال

[بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟

  [بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟ الصورة : عوسي الأعظمي على إحدى الصحف الإنگليزية ، منتصف الأربعينات . المقال : جاسم م...