السبت، 26 أكتوبر 2013

المواطن هتلر الاعظمي

قد يبدو الاسم غريبا لمن لا يعرف الامر ويعتقد ان الزعيم الالماني هتلر معظماوي ومن لبة الاعظمية. 


هتلر الاعظمي مواطن بسيط من اهالي الاعظمية يدعى جاسم ويكنى ب(ابو تقي) اشتهر هذا الرجل في الاعظمية والكاظمية ومناطق عديدة من بغداد في خمسينات وستينات وسبعينات القرن الماضي . كان معجبا بالزعيم الالماني ادولف هتلر ايما اعجاب وله شبه عجيب به وكان يقلده بحركاته وسكناته وطريقة كلامه وعصبيته وبتحيته المشهورة برفع الذراع الأيمن للامام (هايل هتلر) واصبحت فيما بعد جزء من شخصيته وبعد ان سيطرت عليه هذه الاوهام قص شاربه وشعره على طريقة هتلر واخذ يرتدي المعطف الطويل ويحمل عصا المارشالية ويسير متبخترا بالشوارع كانه هتلر والناس (متقصر) بهذا الموضوع واخذو ينادونه بالزعيم وهو منتشي ومزهوا باعجاب الناس به ويرد عليهم بالتحية النازية هايل هتلر .كل الناس الذين عايشوه وانا منهم وادركته اوائل السبعينات متفقون على انه نسخة ثانية قلبا وقالبا من الزعيم الالماني الراحل هتلر. في يوم من ايام السبعينات وقرب مقهى الجرداغ المشهورة بمنطقة السفينة استوقفه احد اصحاب المحلات المجاوره للمقهى (ابراهيم ابو البورك ) قائلا له استريح زعيم فاجابه بنبرته العصبية المعهوده وبكبريائه المعروف لا ابو خليل عندي شغل فسأله ابراهيم زعيم وين رايح فاجابه الجماعة عازميني بكهوة الجرداغ , اليوم الزعيم (هتلر) يطلع بالتلفزيون ويريد ايسلم عليه فعيب لازم اكون موجود وكان في ذلك الوقت برنامج شيء من التاريخ لمقدمه د, محمد مظفر الادهمي وهو يقدم بعض الحلقات التلفزيونية عن الزعيم الالماني هتلر . وفي مرة اخرى كان يسب ويشتم وهو يمشي فاستوقفه ابو سلام (اسماعيل الدليمي) مصلح التلفزيونات قرب المقبرة الملكية وسأله عن السبب ولماذا يسب ويشتم الحكومة فاجابه بانهم كلاب ولد كلب ميرخصون العرك ويخلون العالم تتونس .. كان يعمل بالبناء وتكسير الصبات الاسمنتية وكان قوي الجسم مفتول العضلات . وكان الناس من اهالي الاعظمية ينمون فيه هذه الروح بقصد او بدون قصد واهدى له احد الاصدقاء معطفا طويلا من الحقبة النازية (ابو السراوين ) وكان يحوي على عدد كبير من الازرار المعدنية اللماعة وقد علق وسام النازي (الصليب المعقوف ) على صدره اضافة لعدد كبير من النياشين والاوسمة الالمانية . كان دائم التردد على قهوة شهاب توشه بالاعظمية مقابل جامع الامام ابي حنيفة النعمان (مجاور حلويات نعوش المشهورة) وكان الشباب والناس يستقبلونه بالترحاب (هلو زعيم) وكان يمشي مشية عسكرية بعصى المارشالية التي لايفارقها ابدا وهو يحي الجماهير .
كان المرحوم شعوبي ابراهيم عازف الجوزة وابن الاعظمية يجلب له مسجل للمقهى وقد سجل عليه (بصوت شعوبي طبعا) تسجيلات من اذاعة برلين باللغة العربية وبصوت مذيعها المشهور يونس بحري ( هنا أذاعة صوت العرب من برلين ,الفوهرر (يعني هتلر بالالمانية) يرسل تحيته وسلامه الحار الى جاسم ابو تقي في بغداد ), ويختمها شعوبي بالنشيد النازي الالماني . وفي احد الايام بدا ابو تقي زعلانا ومتضايقا جدا فسأل عن السبب فاجاب ان الاعتبارات والاصول قد فقدت من الإكباريه (اي الناس الكبار), هذا كان بسبب زيارة المرحوم احمد حسن البكر للاعظمية ولم يمر على هتلر كهوه توشه لزيارته وهذا عيب برأي ابو تقي ومخالف للاعراف الدبلوماسية بين الزعماء . كان الناس وخاصة الشباب فرحين بوجود الزعيم هتلر (ابو تقي ) بينهم فيضحكون معه ويمازحونه لكن على طريقته بتعظيم روح الزعامة فيه وانه الزعيم الاوحد . كان يقف فجرا بملابسه ومعطفه وعصا المارشالية التي اهداها له احد العسكريين قرب جسر الائمة بالاعظمية وهو يحي الجنود او السيارات العسكرية الماره بالتحية النازية (هايل هتلر) والعسكريون يردون التحية له بكل جديه وهو موهوم بانه هتلر فعلا , ولما سئل عن سبب وقوفه في الصباح الباكر وفي البرد او المطر قال انه يبعث بالجنود الروح العسكرية القتالية لاان الحرب العالمية الثالثة على الابواب .. كانت تحيط به دوما في مقهى شهاب توشه مجموعة من المعجبين ويتندرون عليه بشتى القصص الوهمية منها ان هنالك محاولة لااغتيالك ايها الزعيم من قبل قوات الحلفاء وعلى راسهم تشرشل وان القناصه سيستهدفونك من فوق منارة ابي حنيفة لذا يجب عيك الانسحاب خوفا على حياتك ومستقبل النازية ويترك المقهى بحذر وخوف ويحيط به الشباب لحمايته اثنان من الامام ومثلهما في الخلف والجوانب ويسيرون مسيرة عسكرية الى بيت الزعيم . أهدى له جارنا المرحوم عدنان الشطب بايب معوج وتبغ اجنبي جلبه له من المانيا في احد رحلاته على انه من مخلفات الزعيم ومما لايعلمه ابو تقي ان هتلر كان يمقت التدخين والمشروبات الكحولية ولم يتذوقها كل حياته وكان مشروبه المفضل هو الشاي . في اوائل السبعينات تم استملاك المنطقة المجاورة لجسر الائمة وتعرض بيت ابو تقي للاستملاك ورفض ان ياخذ التعويض عن داره المستملكة لاانه زعلان على الرئيس البكر لانه لم يزره حين مجيئه للاعظمية . كان له مقعده المفضل في مقهى توشة والويل كل الويل لمن يجلس مكان الزعيم وكان حين جلوسه تنهال عليه عبارات التمجيد والتفخيم اشلونك زعيم , الله بالخيرزعيم , حساب الزعيم واصل عليه, الى اخر عبارات الاستحسان والتمجيد واصبح موهوما بالزعامة وتقمصه لشخصية هتلر حتى فقد شخصيته الاصليه . وهنالك رواية لا دري مدى صحتها بان احد شركات الانتاج السينمائي العالمية في الستينات قد بعثت مندوبها الى بغداد بعد ان علمت بالشبه الكبير بينه وبين هتلر لمفاوضته على تمثيل فلم يجسد قصة حياة الزعيم الراحل هتلر ولا ندري ماحصل بعد هذا اللقاء . وهنالك روايه اخرى عن قيامه ببناء باب غرفته عليه من الداخل حزنا حين علم بانتحار الزعيم الالماني هتلر عام 1945 .


 وفي بداية الاحتلال الامريكي واثناء حملات التفتيش بالاعظمية شاهد الامريكان صورة ابو تقي في ستوديو زهير كاكا في شارع 20 واعتقدوا ان المصور تعمد وضع صورة هتلر ولم تفيد محاولاته لشرح الموضوع وافهامهم ان هذا جاسم ابو تقي وهو شخص عراقي من الاعظمية وقامو بتكسير المحل وتمزيق الصورة . 
مقال من تأليف : قصي الفرضي.

ليست هناك تعليقات:

أحدث مقال

جسر ونهر الخر (الشْطَيِطْ)

  جسر ونهر الخر (الشْطَيِطْ) . الصورة : ملتقطة من جهة ساحة النسور ، وعلى اليسار (قصر الرحاب) وعلى اليمين (قصر الزهور) الذي لم يظهر . شيد الع...