السبت، 26 أكتوبر 2013

معطف الفرو ونوري سعيد


معطف الفرو .. وحوار بين رئيس الوزراء ( نوري السعيد ) والمذيعة ( صبيحة المدرس )
كتب الأخ مثنى الجبوري يروي لنا رواية عن الباشا وإحدى المذيعات الشهيرات وكالآتي:- في أحد أيام الشتاء من خمسينيات القرن الماضي وكان الجو بارداً جداً ، واثناء عبور نوري باشا السعيد رئيس الوزراء بسيارته الحكومية على جسر الاحرار حاليا ً (جسر مود سابقا)، من جانب الرصافة متجهاً نحو الصالحية بالكرخ، وفي منتصف الجسر شاهد نوري السعيد المذيعة الشهيرة صبيحة المدرس وهو يعرفها كانت تعبر الجسر مشياً على الاقدام، ففتح زجاجة السيارة الجانبية وناداها باسمها طالبا منها الصعود معه في السيارة لإيصالها للإذاعة، وجرت محاورة بين الاثنين:-
قال لها رئيس الوزراء: الى أين ذاهبة؟.
أجابته: الى دار الاذاعة و(نوبتي) ستبدأ بعد قليل.
فبادرها بالقول: إن ملابسك لاتتلاءم مع الجو البارد، وألاحظ أكتفاءك بارتداء (بلوزة) فوق ملابسك فقط، وهذا لاينسجم مع طبيعة الجو البارد الذي يفترض التحسب له؟!.
عقبت على ملاحظته قائلة: (قابل عندي معطف فرو حتى ألبسه؟؟؟؟!).
فهم المغزى من تعليقها وأجابها (يامنعولة الوالدين!).
تم أيصالها الى مقر عملها بالاذاعة، ومضى رئيس الوزراء في سبيله.
وقصة موضوع (معطف الفرو) الذي أشارت إليه المذيعة، وما دار حوله من حوار بينهما.تعود الى انه كان رئيس الوزراء قد عاد من خارج العراق قبل أيام، وجلب معه (معطف فرو) لزوجة أبنه صباح، وقامت قيامة المعارضة في صحافتها على ذلك، وكأنه ارتكب (معصية) لايمكن غفرانها، لهذا كانت تلميحات المذيعة التي فهمها رئيس الوزراء، وعقب عليها أيضاً، مفهومة للطرفين. كما أشتهرت المذيعة في الاوساط الاجتماعية بقفشاتها وهجومها المتواصل أينما وجدت على رئيس الوزراء، وهو يعرف ذلك، ولكنّ سعة صدره ودهاءه المشهود له كان لايترك أي أثر أو ضغينة على من يتحامل عليه، إذ كان يتعامل مع تلك الظواهر بإيجابية من دون ان تترك اثرا سلبيا في دواخله أو في تعاملاته، وهذه هي الصفات المفترض توفرها في القيادات لضمان السير بسفينة البلاد الى بر الامان. وفي اليوم التالي اتصل مدير الدعاية العام خليل ابراهيم، بمدير الاذاعة السيد مدحت الجادر، وسلمه مبلغ (خمسة وعشرين دينارا) لإيصالها الى المذيعة، هدية من رئيس الوزراء، لغرض شراء (معطف) لها. تأمل عزيزي القارئ لم يغضب رئيس الوزراء من المذيعة، وهي تغمز من قناته بالتعرض الى (معطف الفرو)، بل اكتفى بالرد عليها بتوجيه (اللعنة) لها على الطريقة البغدادية المحببة، ولم يحاول الانتقام منها أو مضايقتها بعملها الوظيفي وهي تهاجمه في محافلها الاجتماعية، بل عمد الى تكريمها!. وأترك لك تصويب الموقف. 


مقالة للكاتب (أكرم المشهداني) : مواقف طريفة لنوري باشا السعيد
جمع واعداد: خالد عوسي 

ليست هناك تعليقات:

أحدث مقال

[بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟

  [بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟ الصورة : عوسي الأعظمي على إحدى الصحف الإنگليزية ، منتصف الأربعينات . المقال : جاسم م...