الأحد، 27 أكتوبر 2013

هنري تاندي

هنري تاندي الجندي البريطاني الذي وجه سلاحه في الحرب العالمية الأولى نحو ألماني مصاب لكن أخلاقه منعته من إنهاء حياته وبعد عدة سنين قال باكيا ( أتمنى لو ضغطت على الزناد وأنهيت حياه ذلك الألماني ) .



الألماني الذي عرفه التاريخ بأبشع الجرائم البشرية .. انه ادواف هتلر . لم تكن سعادته توصف بين عامي (1918) و (1932) ولم تكن تعاسته توصف ايضا بين عامي (1933) و (1977) واما من قيل بحقه هذا التوصيف الباعث على الدهشة فهو المحارب البريطاني (هنري تاندي) (1891- 1977) الذي منعته اخلاق الفروسية التي كان يتحلى بها من اطلاق النار على رقيب الماني كان يعرج بسبب اصابته بجروح في (ماركونيك) ساحة القتال الفرنسية حيث ابت انسانيته المفرطة في ان يطلق النار على ذلك الرقيب الالماني الجريح الذي كان ضمن نطاق مرمى نيران بندقية (تاندي). وكان (تاندي) قد حصل على العديد من المداليات ومن بينها وسام (فكتوريا) في شهر (ايلول) من عام (1918) لشجاعته في ميادين القتال واشترك في معركة (ماركونيك) التي وقعت بين قوات الحلفاء والقوات الالمانية ووصل الامر فيها الى الاشتباك بالسلاح الابيض. واما سر هذا التحول المفاجئ في المشاعر من السعادة على قيامه بتلك المأثرة الى الاحساس بالتعاسة منها رغم تباعد المرحلتين الزمنيتين فهو ادراك المحارب البريطاني (تاندي) فيما بعد بأن الرقيب الالماني الجريح الذي لم يجهز عليه بنيران بندقيته لم يكن سوى (ادولف هتلر) (1889- 1945) المستشار الالماني الذي تولى السلطة هناك في عام (1933) وادراكه للنزعة العدوانية التوسعية لدى (هتلر) الذي اشعل بالفعل نيران الحرب العالمية الثانية (1939- 1945) التي تسببت في مقتل اكثر من خمسين مليون قتيل وثمانين مليون جريح. 


وكان (تاندي) قد قال ذات مرة بعد صعود (هتلر) للسلطة في المانيا عن حدث عدم اطلاقه النار على (هتلر) الذي كان يعد في حينها حدثا عابرا لايكتسب اية اهمية والذي تبين فيما بعد بأنه حدثا جسيما كان له الاثر الكبير في تغيير مسار التاريخ قال: (لقد وجهت بندقيتي صوب الرقيب (هتلر) ولكني لم املك القوة الكافية لاطلاق النار على رجل مصاب بجرح ولذا تركته يرحل. ومن جانبه لم ينسَ (هتلر) تلك اللحظة البالغة الاهمية التي انقذه فيها (تاندي) فحينما تسنم (هتلر) سدة الحكم في المانيا اصدر اوامره الى مساعديه بأن يتتبعوا سيرة خدمات (تاندي) وهذا ما فعلوه بالفعل بل انهم تمكنوا من الحصول على صورة طباعية مأخوذة عن لوحة رسم ايطالية تظهر (تاندي) وهو يحمل على ظهره احد جرحى جنود الحلفاء وقد علقها (هتلر) وبفخر على جدار مكتبه الواقع في قمة الجبل في (بيرشتليسكادن) واقدم (هتلر) على عرض هذه الصورة الطباعية على رئيس الوزراء البريطاني (نيفل جامبرلن) (1869- 1940) وذلك خلال زيارته التاريخية الى المانيا عام (1938) وقام (هتلر) خلال هذا اللقاء بشرح الاهمية الخاصة لهذه الصورة واغتنام هذه الفرصة للتعبير عن تقديره الشخصي لـ(تاندي) بعد عودته الى (لندن) من تلك الرحلة المشؤومة التي لم تفلح في وضع نهاية للتوتر السائد حينذاك في اوربا وبالتالي الى اندلاع الحرب العالمية الثانية. 

وكان المحارب (هنري تادن) قد ترك الخدمة العسكرية قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية وعمل حارسا في مدينة (كوفنتري) الانكليزية وقد انتابه المأثرة الحسنة التي قام بها لما تبقى له من سني حياته وعلى وجه الخصوص اثناء قيام القاذفات الالمانية بقصف المدن الانكليزية ومنها مدينة (كوفنتري) في عام (1940) والعاصمة لندن ليل نهار.

 وفي عام (1977) وحينما كان في السادسة والثمانين من عمره جاشت نفس (تاندي) بما يلي: (لو كنت اعلم بما سيكون عليه (هتلر) وخصوصا بعدما شاهدته من قتله للنساء والاطفال لما تركته يرحل دون ان ارديه قتيلا واعلن ندمي على ذلك امام الله).
 ترجمة :- صلاح عبد الكريم .

ليست هناك تعليقات:

أحدث مقال

[بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟

  [بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟ الصورة : عوسي الأعظمي على إحدى الصحف الإنگليزية ، منتصف الأربعينات . المقال : جاسم م...