السبت، 26 أكتوبر 2013

ماذا جرى في تشيع الملك غازي



  وفاة الملك غازي
في اْلصباح الباكر من يوم الرابع من نيسان (1939) فتحت الاذاعة العراقية في الوقت المعين بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم اخذ المذيع يذيع بصوت متهدج وحزين البيانات الرسمية، فقد نعى في البيان الاول وفاة الملك غازي على اثر اصطدام سيارته التي كان يقودها بعمود الكهرباء بالقرب من قصر الحارثية وذلك في الساعة الحادية عشرة والنصف من الليلة الماضية... ثم تلا البيان المتضمن تقرير الاطباء الذين فحصوا الملك وهم ثلاثة من الاطباء العراقيين من ذوي السمعة الحسنة وهم الدكتور صائب شوكة والدكتور صبيح الوهبي والدكتور جلال حمدي واثنان من الانكليزهما الدكتور سندرسن طبيب العائلة المالكة والدكتور براهام الافغاني في جراحة المستشفى الملكي..
ثم تليت البيانات المتعلقة بتنصيب ولي العهد فيصل الثاني ملكا على العراق وتسمية خاله عبدالاله وصيا على العرش ودعوة مجلس النواب واعلان الحداد العام والاحكام العرفية الى غير ذلك من البيانات التي تقتضيها مثل هذه الحالة الاستثنائية التي فاجأت البلاد والعباد.
وما ان اذيعت هذه البيانات حتى هاجت بغداد عن بكرة ابيها، فاخذت الجموع الزاخرة تتوجه الى البلاط على شكل تظاهرات تحمل اللافتات الحزينة وتردد الهوسات المثيرة. وكان منظر البغداديات اكثر المشاهد حزنا وألماً، فقد انتظمن على شكل حلقات وعملن (لطمية)تتوسطهن (عدادة) تحزمت بعباءتها والجميع لطخن رؤوسهن بالطين والتراب وهن يصرخن ويلطمن على صدورهن ويرددن هوسات واشعارا في مناقب الملك الشاب وكان المنظر والاشعار مؤثرة وكان يوما حزينا وكئيبا في حياة البغداديين وفي اليوم التالي الموافق 5 نيسان جرى تشييع رسمي وشعبي لجثمان الملك من البلاط الملكي الى المقبرة الملكية في الاعظمية وكان التشييع مهيبا ومنتظما شارك فيه رجال الدولة والعلماء والوجوه وعامة الشعب انذاك.
وكان في استقبال نعش الملك غازي على مدخل المقبرة الملكية في الاعظمية كل من الفريق امين العمري والسيد هاشم العلوي مدير الشرطة العام وابراهيم الجلبي والشيخ محمود الملا حمادي والشيخ عبدالباقي العاني، والسيد شاكر البدري، والسيد عباس الكلدار، والشيخ محمد عبدالله الوتري، والشيخ جلال الحنفي.


وقد القى السيد شاكر البدري قصيدة في تلك المناسبة ومن ابياتها:


عزوا (النبي) وعزوا اليوم عترته - عزوا (العروبة) قاصيها ودانيها
عزوا ملوك الدنيا عزوا ملاك السما - والكائنات وعزوا كل من فيها
بموت (غازي) مليك العرب رائده - ومنقذ (القدس) حقا من اعاديها.


ودفن الملك غازي في المقبرة الملكية يوم 5 نيسان 1939.. ويرقد في هذه المقبرة حاليا والدة الملك فيصل الاول وعمه الملك علي وزوجته الملكة عالية ووالدتها الملكة نفيسة وابنتا عمه الاميرة جليلة والاميرة عابدية وابنه الملك فيصل الثاني وجعفر العسكري ورستم حيدر. وبرغم مرور السنوات الطوال على وفاة الملك فقد كثر ما قيل وكتب عن الحادث.. وقد زعم فريق من الناس ان الحادث امر دبر بليل وادعى فريق اخر انه قضاء وقدر واتهم فريق اخر الانكليز وبعض الشخصيات العراقية ومنهم نوري السعيد ورشيد عالي الكيلاني بتدبير مَصرع المَلك غازي..


جمع واعداد: خالد عوسي

ليست هناك تعليقات:

أحدث مقال

جسر ونهر الخر (الشْطَيِطْ)

  جسر ونهر الخر (الشْطَيِطْ) . الصورة : ملتقطة من جهة ساحة النسور ، وعلى اليسار (قصر الرحاب) وعلى اليمين (قصر الزهور) الذي لم يظهر . شيد الع...