إنه الأب المقدس للشعب الهندي وهو شخصية معروفة عالمياً ومحترمة جداً ولكنه ذاق فشلاً مريراً كأب وخصوصاً بعلاقته مع ابنه الأكبر «حارلال».
الفيلم «أبي غاندي» الذي أنجز مؤخراً يعرض لنا الوجه المعتم من العظمة، والعلاقة المتوترة بين المهاتما غاندي وابنه الأكبر «حارلال» الذي ثار ضد أبيه واعتنق الاسلام قبل موته كسكير، قال حارلال: «إنه الأب الأعظم للأمة الهندية ولكن أيضاً الأب الذي لم أكن أتمناه». يظهر الفيلم حقائق ولايضع أي محاكمات، كانت علاقة صعبة بين غاندي وأكبر أولاده الأربعة، غاندي رفض طلب ابنه ليذهب إلى لندن ليدرس القانون كما فعل هو، مانعاً ابنه من متابعة دراسته الأكاديمية وبرأيه كان دفاعاً مشرفاً لتحدي الثقافة الغربية ولم يؤمن بمطلب ابنه للاستعداد للحياة ومتابعة الصراع من أجل الحرية، حينها ثار حارلال ضد أبيه وفيما بعد اعتنق الإسلام وأصبح اسمه «عبدالله غاندي» وهذا الأمر فُسر على أنه ثورة ضد أبيه أكثر من اهتداء ديني وأيضاً بحثه عن زوجة أخرى بعد موت زوجته أعتبره الأب شيئاً غير منطقي. في إحدى رسائله المرة إلى أبيه كتب حارلال: «في مختبرك للتجارب لسوء الحظ أنا الحقيقة الوحيدة التي بدت خطأ» ، وكتب عن الرجل الذي عرفه الهنود كأب «كان الأب الأعظم لكم ولكن كان الأب الذي لاأتمناه». استنكر غاندي بشكل علني عادة الشرب عند إبنه وأيضاً عادة زيارة البيوت السيئة السمعة «بيوت الدعارة» عندما أصبح حارلال مسلماً كتب غاندي بأن ردة حارلال ليس خسارة للهندوس وليست إضافة للإسلام وصرح أنه بسبب مشاكل مالية «ديون» تحدث عن اعتناق المسيحية. عبر غاندي عن حالة ابنه من ناحية تغيير ديانته «إذا كانت هدايته من كل قلبه وخالية من أي اعتبارات مادية ليس لدي اعتراض، ولكن للأسف لازال متعلقاً بالأمور الدنيوية وإذا تغير أتمنى أن يكتب لي ليفرح قلبي».
لام غاندي نفسه لفشله بعلاقته مع ابنه وكانت خيبة الأمل بالنسبة إليه كبيرة كأنها جرح عميق ينزف من قلبه ، وذلك بسبب الحياة العشوائية التي عاشها ابنه لاعتناقه دين الإسلام كثورة ضد أبيه ثم ارتداده إلى الهندوسية ككفارة وأخيراً إدمانه حتى الموت.
يبدو أن الرجل العظيم المهاتما غاندي استطاع أن ينقذ روح الأمة الهندية ولكنه لم يستطع إنقاذ روح ابنه.
ترجمة وإعداد: مرح كلاس عن الأنديبندنت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق