(
صورة و حادثة لطيفة ) نوري السعيد يزور معرض المنصور الثاني عام 1958
ويبدو الفنان التشكيلي نوري الرواي في الزاوية اليسرى مع بعض الفنانين
العراقيين منهم بدري السامرائي - مهدي البياتي - غالب ناهي .
( حادثة لطيفة )
بلبل الإذاعة والباشا نوري السعيد ما سر مخصصاته ؟
اعتاد الناس في الساعة السادسة صباح كل يوم من ايام العهد الملكي , على سماع صوت تغريد بلبل الاذاعة ,لمدة خمس دقائق قبل افتتاح البث الاذاعي , الذي يبدأ بتلاوة مباركة من آيات الذكر الحكيم ,ثم تبدأ البرامج الاذاعية الاخرى و لحلاوة وجمالية صوت البلبل الذي كان يستهوي الناس , ويبعث في نفوسهم الامل والتفاؤل في بداية يوم جديد مشرق , فقد اصبح ذلك البلبل النادر العجيب موضوع احاديثهم ورواياتهم انذاك. فهم مندهشون لهذا الطائر الصغير الذي يعرف متى يجب عليه ان يطلق صوته العندليبي الجميل المعتاد , معتقدين بانه بلبل حقيقي بدمه ولحمه , درب على التغريد ويطلق صوته في الوقت المحدد له, وان هناك من يتولى رعايته واطعامه والصرف عليه.. وبهذا الصدد اشاع بين الناس ذات يوم , بان الاذاعة لم تبث صوت البلبل في موعده الصباحي المعتاد في ذلك اليوم , ما دفع احد المسؤولين الاتصال بالاذاعة مستفسرا عن سبب ذلك , فاجابوه بان بلبل الاذاعة لم يتناول طعامه منذ يومين وذلك لنفاد بدل نفقات طعامه. وعن حقيقة بلبل الاذاعة والحكاية الطريفة الغريبة التي وقعت فعلا عنه , ذكر لنا الاعلامي والمذيع القديم المعروف (ابراهيم الزبيدي )صاحب كتاب (دولة الاذاعة.. سيرة ومشاهدات عراقية ) قائلا:- من ضرورات ضبط المستوى الفني للموجات الصوتية ان يستخدم القسم الفني بلبلا حديديا يعمل ذاتيا , يشبه لعبة اطفال , ينطلق منه صوت بلبل لمدة خمس دقائق يوميا قبل افتتاح البث , لقياس اعلى وادنى ذبذبة صوتية لتثبيت المستوى الصوتي للمرسلة الاذاعية.. لم يكن المدير يعرف التفاصيل , بل كان موهوما بان بلبلا حقيقيا مدربا على التغريد قبل افتتاح الاذاعة تقاس بتغريده ذبذبات الصوت . وكان المهندسون (الخبثاء) يتناوبون على الذهاب الى المدير ليطلبوا منه يوميا (ربع دينار )نفقات اكل للبلبل الذي يفتتح الاذاعة , وعبثا كان يحاول اقناعهم بان الميزانية لا تتضمن بندا باسم (اكل البلبل) كانوا ياخذون منه ربع الدينار , وكان مبلغا كبيرا في اوائل الاربعينيات , لينفقوه بعد انتهاء البث المسائي في نادي السكك الحديد المقابل لمبنى الاذاعة على الاكل والشراب , استمرت الحال هذه الى ان زار الباشا نوري السعيد رئيس الوزراء انذاك , الاذاعة ذات يوم , وسال مديرها الصنديد عن احواله , فابلغه بان المخصصات الاضافية التي تكرم الباشا بتخصيصها له لمساعدته ماليا بدل دوامه الاضافي تذهب هباء , موكدا للباشا ان عباقرة وزارة المالية نسوا ان يضعوا بندا باسم (مخصصات اكل البلبل )ولولاه هو لتعذر تشغيل الاذاعة,وشرح له الحكاية , فضحك الباشا السعيد , وقال له :ان (الملاعين) خدعوك , واعفاه من المهمة وامر بنقله الى التعليم .
مقالة من تأليف: محمد مجيد الدليمي .
جمع واعداد: خالد عوسي الأعظمي.
اعتاد الناس في الساعة السادسة صباح كل يوم من ايام العهد الملكي , على سماع صوت تغريد بلبل الاذاعة ,لمدة خمس دقائق قبل افتتاح البث الاذاعي , الذي يبدأ بتلاوة مباركة من آيات الذكر الحكيم ,ثم تبدأ البرامج الاذاعية الاخرى و لحلاوة وجمالية صوت البلبل الذي كان يستهوي الناس , ويبعث في نفوسهم الامل والتفاؤل في بداية يوم جديد مشرق , فقد اصبح ذلك البلبل النادر العجيب موضوع احاديثهم ورواياتهم انذاك. فهم مندهشون لهذا الطائر الصغير الذي يعرف متى يجب عليه ان يطلق صوته العندليبي الجميل المعتاد , معتقدين بانه بلبل حقيقي بدمه ولحمه , درب على التغريد ويطلق صوته في الوقت المحدد له, وان هناك من يتولى رعايته واطعامه والصرف عليه.. وبهذا الصدد اشاع بين الناس ذات يوم , بان الاذاعة لم تبث صوت البلبل في موعده الصباحي المعتاد في ذلك اليوم , ما دفع احد المسؤولين الاتصال بالاذاعة مستفسرا عن سبب ذلك , فاجابوه بان بلبل الاذاعة لم يتناول طعامه منذ يومين وذلك لنفاد بدل نفقات طعامه. وعن حقيقة بلبل الاذاعة والحكاية الطريفة الغريبة التي وقعت فعلا عنه , ذكر لنا الاعلامي والمذيع القديم المعروف (ابراهيم الزبيدي )صاحب كتاب (دولة الاذاعة.. سيرة ومشاهدات عراقية ) قائلا:- من ضرورات ضبط المستوى الفني للموجات الصوتية ان يستخدم القسم الفني بلبلا حديديا يعمل ذاتيا , يشبه لعبة اطفال , ينطلق منه صوت بلبل لمدة خمس دقائق يوميا قبل افتتاح البث , لقياس اعلى وادنى ذبذبة صوتية لتثبيت المستوى الصوتي للمرسلة الاذاعية.. لم يكن المدير يعرف التفاصيل , بل كان موهوما بان بلبلا حقيقيا مدربا على التغريد قبل افتتاح الاذاعة تقاس بتغريده ذبذبات الصوت . وكان المهندسون (الخبثاء) يتناوبون على الذهاب الى المدير ليطلبوا منه يوميا (ربع دينار )نفقات اكل للبلبل الذي يفتتح الاذاعة , وعبثا كان يحاول اقناعهم بان الميزانية لا تتضمن بندا باسم (اكل البلبل) كانوا ياخذون منه ربع الدينار , وكان مبلغا كبيرا في اوائل الاربعينيات , لينفقوه بعد انتهاء البث المسائي في نادي السكك الحديد المقابل لمبنى الاذاعة على الاكل والشراب , استمرت الحال هذه الى ان زار الباشا نوري السعيد رئيس الوزراء انذاك , الاذاعة ذات يوم , وسال مديرها الصنديد عن احواله , فابلغه بان المخصصات الاضافية التي تكرم الباشا بتخصيصها له لمساعدته ماليا بدل دوامه الاضافي تذهب هباء , موكدا للباشا ان عباقرة وزارة المالية نسوا ان يضعوا بندا باسم (مخصصات اكل البلبل )ولولاه هو لتعذر تشغيل الاذاعة,وشرح له الحكاية , فضحك الباشا السعيد , وقال له :ان (الملاعين) خدعوك , واعفاه من المهمة وامر بنقله الى التعليم .
مقالة من تأليف: محمد مجيد الدليمي .
جمع واعداد: خالد عوسي الأعظمي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق