الثلاثاء، 29 أكتوبر 2013

سلمان باك



(سلمان باك) أو (طاك كسرى) وإحتفالات الربيع أيام زمان ..............(الما يزور السلمان عمره خسارة )
هذه البستة الشعبية البغدادية تذكر اهل بغداد بموسم الربيع ايام زمان ومهرجانات الهلاي، ففي بداية موسم الربيع من كل عام اعتادت شعوب العالم ان تحتفل به بفعاليات فنية وشعبية متنوعة ضمن مهرجانات تعكس تراثها وتاريخها، وتصاف في هذه الايام الجميلة باجوائها اعياد كعيد النوروز الذي يحتفل به اخواننا الاكراد في كردستان العراق.
ونحن في بغداد نحتفل بالربيع باقامة كرنفالات فرح شعبية تقام في منطقة سلمان باك احدى القصبات الخضر القريبة من مدينة بغداد، والتي تعرف في كتب التاريخ والاثار بمدينة (طيسفون) عاصمة الامبراطورية الساسانية، وعلى مقربة من (طاك) كسرى يوجد ضريح مرقد الصحابي الجليل(سلمان الفارسي) حلاق الرسول الكريم محمد(ص) والبغداديون يتذكرون تلك المهرجانات التي تستمر عدة اسابيع تبدأ عادة منذ بداية شهر اذار وتستمر حتى تشمل عدة ايام من شهر نيسان ويسميها البغداديون بالهلاي.
حيث يشرع الناس انذاك وخاصة اهالي المحلات الشعبية القديمة مثل الفضل وباب الشيخ والكاظمية والاعظمية وابو سيفين والكرادة بالانتقال مع عوائلهم الى منطقة المدائن(سلمان باك) للتمتع باجواء الربيع ونسماته العذبة في هذه المنطقة الخضراء الرائعة المشهورة ببساتينها وهوائها العليل، ينصبون خيمهم ويمكثون هناك اياما وليالي في اجواء فرح ومتعة ناسين فيها همومهم ومتاعب حياتهم انذاك. حيث يقيمون حلقات الرقص والغناء الشعبي من المربعات البغدادية واداء المقام العراقي عصر كل يوم من ايام مكوثهم.
وجلسات السمر ولعب الجوبي والساس التي تقام بالقرب من ايوان كسرى.. وفي مساء كل يوم خميس من الاسبوع يؤلف الوافدون المحتفلون في سلمان باك موكبا كبيرا يتحرك بعد الساعة التاسعة ليلا الى مسجد سلمان باك وعلى اصوات الطبول والدفوف وانغام الفرق الموسيقية الشعبية والاهازيج البغدادية، والقصائد الحماسية الوطنية، لزيارة مرقد وضريح الصحابي(سلمان الفارسي) رضي الله عنه.وبعد الانتهاء من الزيارة، فهناك البعض من الزائرين يفضل ان يقضي ليلته في الغرف والدواوين المحيطة بالمسجد والبعض الاخر من الزائرين يعود الى خيمه والمبيت فيها.
هكذا كانت ايام البغداديين تتسم بالامان والاستقرار، كانت النفوس قنوعة مطمئنة، تشعر بالسعادة المتواضعة ضمن حياة معيشية بسيطة مقدرة لها، وتطمح بحياة اكثر رفاهية وسعادة.
واخيرا نقول: اللهم اعد الينا نعمة الامن والامان واحفظ شعبنا وعراقنا من كيد الكائدين وجور الاعداء والظالمين.. وعد لنا الايام السعيدة آمين يا رب العالمين . للكاتب ( محمد مجيد الدليمي ) .

ليست هناك تعليقات:

أحدث مقال

[بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟

  [بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟ الصورة : عوسي الأعظمي على إحدى الصحف الإنگليزية ، منتصف الأربعينات . المقال : جاسم م...