الثلاثاء، 22 سبتمبر 2015

ناكر المحرقة ... في النار!




اليوم : (الأول) من (ذي الحجة) .
المقال : ناكِرُ المحرقة .. في النار !!!!!؟؟؟؟؟ . 
الصورة : (روجيه - رجاء جارودي 1913-2012) فيلسوف و كاتب فرنسي مسلم .
الحقيقة انّ ''جارودي'' الذي لجأ لوثائق وروايات اليهود غير الصهاينة لم يقم بإنكار المحرقة (الهولوكوست) على إطلاقها، وإنّما أثبت فقط المبالغة الفادحة من قبل الصهاينة لتحقيق أغراض سياسيّة وأنّ التصفية العرقيّة لم تقتصر على اليهود فقط وإنّما تعدّتهم لأجناسٍ أخرى، ولكنّ العين العوراء للعدالة الغربيّة حينما يتعلّق الأمر بالابتزاز الصهيوني لم ترَ سوى واجب التنكيل بهذا المفكّر حتى لايتجرّأ غيره على الاقتراب من تلك المنطقة المحرّمة . هل وعى المسلمون أنّ من دافع عنهم حتى من قبل أن يعتنق عقيدتهم لم تتح له فرصة الدفن اللائق بمسلم ولم تُصلّ عليه صلاة الجنازة في مسجد باريس ولا في غيره ؟. بل هل ورد لهم نبأ حرق جثمان الفيلسوف المسلم من قبل عائلته ؟ هذا ماحدث ''لرجاء جارودي'' المسلم الّذي توفّي عن عمرٍ ناهز 99 عاماً . أحداث الجنازة التي اقتصرت على ترتيبات داخل مقبرة ضاحية ''شامبيني سير مارن'' الباريسيّة في حضور متواضع للغاية لم يتعدّ مئتي فرد أغلبهم من العرب والمسلمين المقيمين داخل قاعة صغيرة عرضت فيها إحدى الشاشات بانوراما لأعماله باستثناء كتابي'' الأساطير المؤسسة للدولة الإسرائيليّة'' و ''نداء للأحياء'' الّذي يؤكّد فيه على أهميّة القوميّة العربيّة . في تلك القاعة ''المشؤومة'' علمنا أن اسرته قررت أن تحرق جثمانه و ان لا يصار إلى دفنه، وهذا يؤكد عدم رغبتهم بدفنه حسب الشريعة الإسلامية، ولايستطيعون دفنه على التقاليد المسيحية لأنه توفي وهو مسلم، وأعتقد أن هذا القرار ورائه جهات خبيثة، أرادت أن تنتقم منه وهو ميت، بعد عدم إستطاعتها النيل منه وهو على قيد الحياة. وهي إهانة مريعة لحرمة الأموات المسلمين. واللافت غياب دبلوماسي وإعلامي عربي تامّ عن الجنازة وكأنّ الراحل الكبير لم يُفنِ حياته ويتحمّل المطاردات والإهانات والتشويه من قبل الآلة الصهيونيّة دفاعاً عن قضايانا العادلة وكأنّه لم يصِر مواطناً عربيّاً بالانتماء ولم ينل جدارة الافتخار به من شعوبٍ لم تعد تُعنى بإظهار الامتنان لمن يتفانون في الدفاع عنها بالنيابة . من أقواله (الحمد لله أني عرفت الإسلام قبل أن أعرف المسلمين) . 

ليست هناك تعليقات:

أحدث مقال

[بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟

  [بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟ الصورة : عوسي الأعظمي على إحدى الصحف الإنگليزية ، منتصف الأربعينات . المقال : جاسم م...