الاثنين، 14 سبتمبر 2015

الثورة لا تحتاج إلى عباقرة !!



المقال : الثورة لا تحتاج إلى عباقرة !!!!!؟؟؟؟؟ .
الصورة : قتيلُ العبقرية (ألكسندر أليخين) بطل العالم في الشطرنج .
كثيرة هي الأحكام و القرارات التي إخترق صداها جلسات المحاكم ، لتلقُطَها أسماعنا بالكثير من الدهشة و الإستغراب نظراً لتعارضها مع منطق العقل القويم ! ... لكن ؟! هل سمعتم ... بحكم ... كهذا ؟! ... أقتلوه ... لأنه عبقري !!! ...ًنعم ، هذا هو جُرمُه المشهود الذي إستحق عليه القتل !!! . ألكسندر أليخين ... ملك العبقرية و سيد شطرنج زمانه ... و بعد أن إغتال ألافاً مُؤلفة من الملوك على الرقعة ، جاء الدور عليه و صدر في حقه حكم الإغتيال بأمر من الزعيم السوفييتي (ستاليــن) الذي كان يقيم محاكماً ثورية لكل إنس يسيح في بلده و يعارض نهجه ! ، و حدث أن قام أحد مساعدي ستالين و بجرأة مُنقطعة النظير مُعترضاً على حكم زعيمه ! و بحجة أن إغتيال أليخين هو إغتيال للعبقرية الروسية ، و بموته سيُفرِّط السوفيات في أحد أعتى أسلحتهم التي يركُنون إليها في حروبهم البديلة ضد مُعسكر الغرب ! . (( الحرب البديلة هي ميدان صراع ثانٍ ، تنافس فيه الغرب ضد الشرق إبّان الحرب الباردة ، و الشطرنج من أهم ساحات تلك الحرب ! )) ، إلاّ أن ستالين أجاب غريمه الرافض لفكرة الإغتيال بأن الثورة لا تحتاج الى عباقرة ! ... و بعد أن إستصغر عقول أتباعه بهذه الحُجة إتفق الجَمعُ على أمر قد دُبِّر بــ لَيل ! . كش ملك ... مات ملك الشطرنج ، أليخين ! العام 1946 بأحد فنادق مدينة إيستوريل ، بالبرتغال ليلة الرابع والعشرين من شهر مارس ! و من معرض حديثنا نستخلص جريمتين ، واحدة غامضة خفية ، نفذتها أيادي الكا جي بي (( جهاز الاستخبارات السوفييتي )) ، و أما الأخرى فكانت مشهودة للعيان ! ، و المتهم فيها هو أليخين بعينه !!! ... فهو ولد روسياً ، و عبقرياً !!! ، بل و الأجرم من ذلك أن عبقريته برزت إبّان الستار الحديدي الذي فرضه ستالين السفاح على شعبه ، إذ كان يّشرد بكل نابغة يخرج عن محيط دائرته ، و بعد أن تحدد موقف أليخين المعارض للحكم الشيوعي تم وضعه على رأس قائمة الأشخاص المطلوب تصفيتهم في العاجل القريب ، لأن إنشقاقه عن الحزب الحاكم سيجلب مضرّة كبيرة بسبب شعبيته المتزايدة على إثر إنجازاته الشطرنجية التي صنعت منه بطلا قومياً يتغذى على حُلو إنتصاراته ملايين الروس ! ...و على إثر التهديدات المتزايدة قرر أليخين هجر موطنه و اللجوء إلى فرنسا . عاش كــمُنشق معارض لنهج ستالين ، إلاّ أن رسائل الترهيب و الترغيب كانت تصله تباعاً و تُخيُره بين العودة لأحضان بلده الأم مقابل إمتيازات رفيعة أو ميتة نكراء بتهمة الخيانة العظمى ! ... و طوال رحلة بطلنا مع المجد و إنتصاراته الشطرنجية كانت تتعقبه الإستخبارات الروسية لتقتنص روحه ، إلى أن تحدد الزمان و المكان ، فعُثر عليه قتيلاً [مخنوقاً] في غرفته بأحد فنادق [ لشبونة ] البرتغال ! . لتطوى بذلك أحد أبرز صفحات أساطير الشطرنج و الذي خلد وراءه العديد من الآثار .

ليست هناك تعليقات:

أحدث مقال

[بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟

  [بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟ الصورة : عوسي الأعظمي على إحدى الصحف الإنگليزية ، منتصف الأربعينات . المقال : جاسم م...