الاثنين، 16 أكتوبر 2017

بين رؤيا و رؤية و خطيب (جامع بُنِّيَة)



المقال : بين رؤيا و رؤية و خطيب (جامع بُنِّيَة) .

الصورة : الشيخ (محمود غريب) محاطاً بتلامذته من المصريين و العراقيين و على يمينه السيد (محمد العاني) في جامع بنيّة نهاية عقد السبعينات .

الرؤيا :- {يعلم الله اني رأيت العراق وجامع بنية كما هو ، في رؤيا بالمنام… وقيل لي لماذا تخاف؟ انت هناك ستخدم 12 الف مسلم فسألته هل يوجد في العراق مطاعم فول مدمس وفلافل ؟ قال لي بل يوجد كبّة ، عرضت الرؤيا على احد شيوخي فقال فول وفلافل و12 ألف مسلم سافر يا محمود، فهي رحلة واسعة في الدعوة ضيقة في الدنيا، ولكن أقسم بالله انها كانت دنيا ودين والحمد لله} .

الرؤية :- {دائما أمريكا تعرف من تصطاد وماذا تفعل بصيدها، ان العراق رأس النعامة، ان النعامة تصل الى ستين كيلو من اللحم، ورأسها نصف كيلو، ولكن رأسها يتبصر العدو على بُعد طويل، فتحذّر الحيوانات، فهي انذار مبكر. فجاء الثعلب واشترى رأس النعامة من الكلاب. أخذ رأس النعامة وترك لهم الجسد الكبير ينعمون به فأصبحت الغابة بدون جهاز انذار . لقد خسر العرب والمسلمون بسقوط العراق وغزوه قلعة حصينة ضد الأعداء} .

وِلِدَ الشيخ الجليل محمود محمد غريب عام 1940، ولقد كان في صغره صانعا للمفاتيح متفرغاً لهذا العمل 17 سنة، ودرس خلال هذه المدة بالجامع الازهر الشريف حتى أتم الدراسات العليا . وكان الاول في دورته في الخطابة على مصر عام 1966. ومن أبرز اساتذته الامام محمد ابوزهرة، والامام محمدالغزالي ..
ويحكي عن سفره للعراق:  دخلت بغداد في 24»4»1974 وفتحنا جامع البنية في 29»5»1974 كان لي درس يومي الاثنين والخميس درس الاثنين كان تفسيراً موضعياً للقرآن الكريم لان القرآن يجمع كل الطوائف في العراق، ودرس الخميس للنساء، لقد بدأت بخمس من الاخوات الدارسات ويوم خرجت من العراق كان جامع بنية وحده يسع الف امرأة .

لقد عرفته بغداد وسائر مدن العراق واعظاً ومربياً وخطيباً ومرشدا، حيث كان خطيبا واماما بجامع بنية في الكرخ بين عامي 1974 و1981 عاش محباً للعراق وفياً لأهله دائم الدعاء للعراق وللعراقيين حتى بعد أن أخرج عنوة من العراق بدسيسة من جهة ما، من خلال نشاطه الدعوي الاسلامي الذي أدى الى هداية وارشاد المئات بل الآلاف من العراقيين نساء ورجالا، حتى صار جامع بنية مقصداً لعشرات الألوف من الافراد والعوائل من جميع أنحاء بغداد بل ومن جميع أنحاء العراق لما وهبه الله لهذا الشيخ الجليل من قدرة رائعة على الوعظ والارشاد والافتاء والنصيحة. وكانت باصات تنطلق من والى المسجد لإيصال المئات من الأطفال من مختلف أنحاء بغداد وعلى نفقة ميسورين أخيار ومجانا من أجل حضور دروس تحفيظ القرآن .

 كان الشيخ غريب أول من فتح باب تعليم القرآن للصغار وللنساء في المساجد، ولم تكن من قبل، ويعتبر هو صاحب أعظم حملة ايمانية في العراق منذ عقد السبعينات من القرن الماضي ، ولكن للاسف كان هناك من أغاضهم تجمّع الشباب والصغار والكبار في حلقات القرآن لدى الشيخ في جامع بنية في منطقة العلاوي ، فاتهموه من خلال وشاية كاذبة بالتواطؤ مع دولة معادية وأنه ينتمي لحزب تابع لها وهم يعلمون أنه أبعد ما يكون عن هذه الدولة و عن سياساتها . حتى قاموا بأمر دُبِّر بليل من جهاز الامن . واستطاع الشيخ رحمه الله الخروج من العراق عن طريق الموصل ثم الى الخارج بمساعدة الأخيار من العراقيين . آخر كلمة من الشيخ الراحل لأهل العراق سلامي على اهل العراق وسلامي على تلاميذ القرآن، ونحن على العهد نرعى الوداد. وافته المنية في (صلالة / بسلطنة عمان) اثر مرض عضال ، وكانت أمنيته ، أن يدفن في بغداد التي أحبها وعشقها .
 . ( خالد عوسي الأعظمي ) . 

ليست هناك تعليقات:

أحدث مقال

[بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟

  [بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟ الصورة : عوسي الأعظمي على إحدى الصحف الإنگليزية ، منتصف الأربعينات . المقال : جاسم م...