الأحد، 6 أغسطس 2017

(الباشا) و (مقام الإبراهيمي) .



المقال : (الباشا) و (مقام الإبراهيمي) . روى السيد (عبد الرحمن فوزي) :- كان (نوري سعيد) يحب (المقام العراقي) بشكل غريب فحينما كنت مدير الإذاعة و كان (رشيد القندرچي) يقرأ (مقام الإبراهيمي) و إذا بجرس التلفون يرن ، و عندما رفعته ، سمعت صوت الباشا يقول :- داد ، عبد الرحمن ، خلّي رشيد يستمر . و هنا أشرت الى رشيد ، و هو داخل الإستديو أن يواصل هذا المقام الطويل و الصعب . و بعد نصف ساعة ، رن جرس التلفون من جديد ، و إذا بصوت الباشا يقول :- مشكور إبني عبد الرحمن ، إنطي أجرة إضافية لْرشيد ، على ما مقرر له من أجور . و هكذا كان يتواصل مع قراء المقام ، منهم (عبد القادر حسون) و (حمد موسى) و كان يجادلهم في القطع و الأوصال و البيانات ، كما كان يختلف على قطعة معينة و يكون بالتالي هو المنتصر . ا . هـ . يقول الكاتب (سنان أحمد حقي) كان له إلمام بالموسيقى والمقامات ، ويروي أحد الأهالي أنه شهد له موقفا انتقد فيه أحد قرّاء المقام لقرائته (مقام الإبراهيمي) بصورة غير سليمة ولمّا احتدّ النقاش بينه وبين أحد الحاضرين لم يتردّد الباشا من أن يقوم يتأدية المقام كاملا بصوته هو ، وهذا يبيّن مدى عمق اطّلاعه بالأنغام والمقامات والسلالم الموسيقيّة ويُقال أنه كان يُفضّل طريقة أداء (أهالي المعظّم) أي منطقة (الأعظميّة)على طريقة أداء منطقة (باب الشيخ) أو المناطق الأخرى ويعرف قرّاء المقام أن هناك تباين بسيط بين طرق الأداء المختلفة ببغداد وهو أمر جائز في التفاصيل الصغيرة أو ببعض الميانات وأحيانا في الأجناس رغم أن (المقام العراقي) عبارة عن مؤلّفة موسيقيّة متكاملة تستعرض كافّة الإنتقالات التي وصلتنا دون تغيير وباتباع الهيكل العام المتعارف عليه .
 . ( خالد عوسي الأعظمي ) . 

ليست هناك تعليقات:

أحدث مقال

جسر ونهر الخر (الشْطَيِطْ)

  جسر ونهر الخر (الشْطَيِطْ) . الصورة : ملتقطة من جهة ساحة النسور ، وعلى اليسار (قصر الرحاب) وعلى اليمين (قصر الزهور) الذي لم يظهر . شيد الع...