الخميس، 7 سبتمبر 2017

أشهر من نارٍ على علم (ج2) .



المقال : أشهر من نارٍ على علم (ج2) .

الصورة : (عوسي الأعظمي) في بيت (ناجي الخْضيري) الأعظمية عام 1938 .

في عقد الثلاثينيات أخذ إسم عوسي يتردد في (زورخانة الدهّانة) العائدة للبطل (عباس الديك) و كذلك في (زورخانة الصالحية) التي كان يمتلكها (محمد الخياط) ، وفي زورخانات (جامع المصلوب و خان كعبوري) كما أن الصحف أخذت تنشر أخبار جولاته و إنتصاراته ، و كذلك إعلانات التحدي التي كان يخاطب بها أشهر المصارعين المعروفين وقتذاك . و المعروف عن عوسي أنه لم يكن مصارعاً فقط ، إذ كان رياضياً مدهشاً ق...ام بكتابة و إصدار العديد من النشرات الرياضية المطبوعة التي كان يوزعها مجاناً على محبي و هواة الألعاب الرياضية ، و كان يطبع صوره الخاصة بشكلٍ أنيق و يوزعها بالعشرات على المعجبين بفنه ، و هو بعد ذلك أقام مسابقات كانت غريبة منها (سباق التزلج) الذي دعا له على صفحات الجرائد نهاية الثلاثينيات و وضع له جائزة للفائز ، و كذلك (سباق الدراجات) الذي لم تكن أوساطنا الرياضية تعرفه بعد ، إضافة الى العروض البهلوانية المشابهة في كثير من حركاتها لفعاليات (الجمباز) الحالية . و يضيف عوسي :- تعتبر (لعبة عباس الديك مع الهر كريمر الألماني) أشهر مباراة شهدتها بغداد حيث جرت على ساحة (المتوسطة الغربية) و بحضور حشد كبير من المتفرجين و كنت وقتها أُدَلِّكْ لكلا المصارعين ، فما إن تمكن عباس الديك من الوثوب على كريمر حتى أخذت الجموع تهتف و تطلق الرصاص و خرجت في حينها تظاهرة كبيرة . و يستطرد :- و نتيجة لمشاكل و خلافات تقرر غلق الزورخانات فإنتقلنا الى لعبة المصارعة الحرة ، و أصبحت من المصارعين المعروفين حيث أخذت أقف في الثلاثينيات الى جانب (صادق الهندي) و (حساني محمود) و (مجيد لولو) و (هادي محمد) و (جهاد بهاء الدين) . و لا ينسى عوسي الفوز الجميل الذي حققه عام 1938 على المصارع الهندي (علي محمد) أحد أفراد الجيش البريطاني و الذي جاء على حلبة (ساحة الكشافة) و بحضور الوصي على عرش العراق . فبعد أن فاز بطلنا ، بعث له الأمير (عبد الإله - الوصي) مبلغ (عشرين ديناراً) هدية بالمناسبة و بعدها عمل مدرباً في صفوف (النادي الإولمبي) و الذي أصبح فيما بعد من أشهر الأندية العراقية . و بمناسبة إفتتاح بناية (النادي الأولمبي) الجديدة عام 1940 كتبت (جريدة العراق) في عددها المرقم 5626 و الصادر يوم 30 أيلول 1940 متحدثة عن منهاج الحفل و ما آل إليه برنامج ذلك اليوم فأشارت الى مشاركة عوسي الأعظمي و جماعته في الإحتفالية قائلةً :- عوسي الأعظمي من الرياضيين المعروفين بجسمه و روحه فقد قام مع جماعته بتقديم جملة ألعاب يعتمد فيها على الخفة و سرعة الحركة و قد حازت على إعجاب الجميع فإنطلقت الأيدي بالتصفيق و الألسن بالهتاف و التشجيع . و بعد أن تجاوز عمره منتصف الثلاثينيات بدأ يفكر بالسياحة و السفر الى خارج القطر لمقابلة أبطال بقية الدول و الإحتكاك بهم أو للتمتع بالخبرة و المعرفة و زيادة الإطلاع ، و كان أبرز من لاعبهم و فاز عليهم ؛ البطل اللبناني (زكريا شهاب) و التركي (محمد أوغلو) إضافةً الى مجموعة أخرى من مصارعي (بلغاريا) و في أحد أعدادها أشارت مجلة (ألف باء) الى أن عوسي قام عام 1952 برحلة الى الأقطار العربية إنتهت بمصر حيث إلتقى بالمصارع المصري (إبراهيم مصطفى) الذي ذهب به الى (النادي الأهلي) و تعرف فيه على أشهر المصارعين المصريين . و يذكر عوسي بأن الرئيس المصري آنذاك (محمد نجيب) إستقبله، و أمر أن يقيم على حساب الحكومة المصرية و نُظِّمَتْ له جولات سياحية في مختلف أنحاء (مصر) .
 . ( خالد عوسي الأعظمي ) . 

ليست هناك تعليقات:

أحدث مقال

[بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟

  [بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟ الصورة : عوسي الأعظمي على إحدى الصحف الإنگليزية ، منتصف الأربعينات . المقال : جاسم م...