الثلاثاء، 2 يونيو 2020

ذكريات ولمحات مضيئة عن (ظرفاء الاعظمية)



ذكريات ولمحات مضيئة عن ظرفاء الاعظمية 
ايقونات في وجدان من عاصرها او تعايش معها .

الصورة : (عوسي الأعظمي) مع (أحمد حلومي) على شواطيء الأعظمية عام 1943م .
المقال : لقد حفل تاريخ الاعظمية خاصة خلال القرن الماضي بالعديد من خفة الدم، تمضى معهم فى السراء والضراء، ينفسون من خلالها همومهم وأوجاعهم، وظرفاءه لون اخر من التفرد في اماكن عدة، وهم فاكهة المنطقة كما يقال يملؤون حياة الناس بالبهجة والسرور من خلال مواقفهم الكوميدية الطبيعية غير المصنوعة ورغم السنتهم اللاذعة ومساخة كلامهم احيانا الا ان الكل كان يحبهم ويستمتع بردودهم التي تضحك كثيرا ، بالنكتة يعترضون ويرفضون وينتقدون، وبالسخرية يواجهون الظلم والفقر والفساد، ومن الشخصيات التي اصطلح على تسميتها ظرفاء الاعظمية فكان منه من هؤلاء الرجال الظرفاء شخصيات لها حضور في اللطافة والظرافة واصحاب جلسات جميلة، الذين غابت برحيلهم مجالس الضحك والأنس والمرح، نذكر منهم: عوسي الاعظمي: بطل الزورخانة، والمصارع المخضرم، ايقونة لا تغيب عن متابعي الرياضة، محفورة في ضمير بغداد والعراق، ولد عام 1913 في محلة الشيوخ في منطقة الاعظمية، واغلب اهل الاعظمية وانا منهم لا نعرف اسمه جاسم وانما عوسي ماعدا اهله ومن تربى معهم، عمل منذ طفولته مع والده " الحطاب"، كان امياً وبسيطاً في تعليمه، فالحياة وما فيها من نعم ومشاق كانت هي مدرسته، امتلك قوة جسدية غير اعتيادية جعلته متميزاً حتى بين من هم اكبر منه عمراً في السباحة والجري والمصارعة وممارسة الحركات الجمبازية الارضية، اطلقت عليه جدته لقب"عوسي"، وكان ذلك بسبب اختناقه في طفولته وبلغ حد الموت وبقدرة قادر عاد ليتنفس فاصبح عوسي منذ ذلك التاريخ حتى لحظة وفاته، مارس المصارعة في الزورخانات في الثلاثينات وتعلم ابجدياتها على يد عباس الديك ومجيد ليلو، هذه الشخصية بالرغم من كونه مختلف عن الشكل الاجتماعي للفرد البغدادي، فهو من النماذج الأنسانية شكلت ظاهرة اجتماعية رياضية، تحظى باحترام المجتمع، كما يلاحظ أن مثله قلما تعد موجودة وان الأجيال الجديدة لم تعد تعرف وجود هذه الظاهرة، في عهد الملك غازي تم افتتاح النادي الاولمبي فكان حدثا رياضيا كبيرا، جرى تعيينه ومجيد ليلو مدربين في النادي براتب شهري قدره ستة دنانير وكان حكمة سليمان مديرا للنادي والذي كان من المشجعين للرياضة، وكان يصرف لهم من جيبه الخاص فوق رواتبهم، وتسلم ادارة النادي بعده خليل كنه ثم ناظم الطبقجلي، وبدأوا باقامة العاب المصارعة ويحضرها الوصي عبد الاله ورشيد عالي الكيلاني وغيرهما، خاض المصارعة عام 1938 مع اللاعب الهندي علي محمد من الجيش البريطاني في ساحة الكشافة وبحضور الوصي، فتمكن من الفوز عليه وسط تشجيع الجماهير له، وقد بعث له عبد الاله عشرين دينارا كهدية لفوزه هذا. في النادي الاولمبي، بدأ بتدريب اموري اسماعيل ورحومي جاسم وكريم رشيد وكرمان علي، وهم وزملائهم قدموا اروع الانتصارات الرياضية ورفعوا اسم العراق عالياُ عربياُ ودولياً وسيخلدهم التأريخ لثمرة ما صنعوه من مجد ورفعة. في بداية افتتاح البث التلفزيوني، كان يقدم برنامجا اسمه الأبطال وهو أول برنامج إعلامي رياضي يقدم عبر شاشةالتلفاز، الطريف إن عوسي يبدأ حديثه باللغة الدارجة بعفويته وسلاسة حديثه وميله للطرافة "ايها المباوعون الكرام" ، وبمساعدة من الاصدقاء، اصدر صحيفةً رياضية وراسل بعض الصحف المتخصصة بكمال الاجسام وهو لايجيد القراءة والكتابة، وفي السبعينات ينتقل عوسي الاعظمي الى العمل في الكلية العسكرية كمدرب للمصارعة فيها، وليخرج اجيالا اخرى من المصارعين بينما يستمر في ممارسة العابه في المنطقة الشعبية التي عاش فيها، افتتح محلا للادوات الرياضية في السفينة قرب المقبرة الملكية وكان المحل ملتقى للرياضيين وجلساتهم الجميلة وفيها الطرائف والذكريات الممتعة.
 توفي عوسي في حادث دهس سيارة وهو يقود دراجته الهوائية، والتي لازمته طوال حياته، وكان ذاهباً لمسبح الصفا لتعليم الفتيان رياضة السباحة، في ايلول1993 وهو في عمر الثمانين.
 بقلم الأستاذ (سرور ميرزا محمود) إقتباس بتصرف خالد عوسي الأعظمي .

ليست هناك تعليقات:

أحدث مقال

[بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟

  [بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟ الصورة : عوسي الأعظمي على إحدى الصحف الإنگليزية ، منتصف الأربعينات . المقال : جاسم م...