المقال : ملكٌ في الذاكرة .
لم يكن الملك فيصل الثاني ، كبقية من كان في عمره ، كان يرسم على وجهه إبتسامات حزينة . ولم يتكلم إلا إذا سُئِل ، ولم تعجبه الثرثرة أبداً . تعّلم ألا يكون لوحده أبداً ، فمنذ طفولته تعّود أن يحيطه الكبار ، وقد عرفت أن خالته الأميرة عابدية بدأت ترعاه بعد وفاة أمّه التي كانت له سندا ، وبموتها فقد الملك الطفل فيصل الثاني كل فرحة ، ولكنه كان إنساناً عجيباً في كظم حزنه . كان يعجبه إحتساء الشاي بالحليب ، ويعجبه إستقبال الشباب العراقي من الفتوة . ويرحب دوماً بجولات في شوارع بغداد ، إذ كان يرغب أن يكون في سيارة مكشوفة ، ليحي شعبه الذي يصفق له كلما يراه . كان يعشق الصور الفوتوغرافية ، ومراقبة الأفلام السينمائية . كان يحب الرسم ، وبدأت هوايته منذ سن مبكرة ، كان يتكلم مع مربيته ومعلمته بالانكليزية ، التي نجحت في غرس جُمل كثيرة من التعابير والمصطلحات النادرة والثمينة في ذهنيته ، وعلمته كيفية النطق بها منذ صغره حتى يمكنه في المستقبل أن يتميز بها على ملوك الأرض وزعمائها . ولكن القدر لم يمهله لينتفع العراق بمثل هذا الملك ، الذي يبدو أنه لم يخلق للعراق أبداً !
المصدر: (من مذكرات روزاليند راميريس 1912 - 1999م) .
. ( خالد عوسي الأعظمي ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق